q

في زحمة القوانين الغافية بإنتظار البرلمان وتلك التي لازالت قيد الإعداد والتشريع؛ كان قانون حسن الجوار من أهمها والتي أعلن عنها مجلس محافظة بغداد، في آيار الماضي، معتبراً أنه يهدف الى تنظيم العلاقات الاجتماعية في المحال السكنية وفق محددات معينة، حينها كان السيد حسن المطلبي قد صرح بإن "مشروع قانون حسن الجوار يتضمن مناقشة حالات الضوضاء والأفعال الضارة للجيران والمناطق السكنية التي تشمل بعض ورشات العمل والمعامل الصناعية التي تؤثر على راحة المواطن".

تموج محلاتنا اليوم بشتى أنواع العنف والضوضاء وسوء التقدير وإنتهاك الحرمات وغياب النظام في ظل إنهيار ملحوظ للتقاليد الأسرية والعائلية وطنّها ضعف المراقبة ومحدودية التعامل الأخلاقي مع الآخرين.. وبذلك فإننا نفقد التحضر الذي لم نتمتع به مطلقاً في الكثير من محلاتنا التي تمزق نسيجها الإجتماعي بفعل الإنتقالات المتكررة وإنشطار العوائل وزيادة الكثافة السكانية بشكل كبير لا يتناسب ومساحتها مما ولد فوضى عارمة تعصف بفسحة الهدوء التي تطمح لها بعض العوائل الساكنة والتي تبحث بجدية بالغة عن توفير المناخات الهادئة لأبنائها من طلبة المراحل المنتهية والجامعات.

الضوضاء تنتشر في الشوارع مع عدم النظام يدفع أرباب الأسر الى الهجوع في منازلهم بعد يوم عنيف من الصراع مع الحياة وليس من المنصف أن يولد المتخلفون ضوضاء أكثر تستمر حتى بعد منتصف الليل.

الجميع يعلم أننا نخوض حرباً ضروس مع الإرهاب وأن أغلب المؤسسات الحكومية تساهم بدرجات متفاوتة في صنع الانتصار وقد يظن البعض أن ليس من المفترض أن نتكلم بمواضيع غير مواضيع المعركة ؛ لكنها معركة طويلة ليس من المعقول أن نفقد بها الكثير لنعود يوماً ونرى أننا أمام معركة أخرى قد تكون أكثر ضرراً حينما نرى أننا قد فقدنا زمام الأمور في محلاتنا وأزقتها.

لم تستطيع المدارس من أن تساعد أبنائنا على نقل ما يتعلموه الى منازلهم وأزقتها بل ساهم أولئك الأطفال في نقل تقاليد الشوارع البالية الى المدارس وأضحى أولئك الطلاب المشردون في الشوارع لبنة مهمة تديم الإرهاب فإنعدام الثقافة والتوجيه والنظام وضعف المراقبة والحساب سيجعل منهم يوماً صيداً سهلاً للمجاميع الإرهابية لتجنيدهم.. نحن نرى أنها معركة واسعة النطاق تمتد في جذورها الى أخطائنا السابقة في البناء والإعداد النفسي والفكري لأبناءنا فمن هم في الشوارع هم بأعمار تقل أو تزيد عن العشرة سنوات بقليل إي أنهم جيل 2003 ممن عاصروا الإحتلال والحوسمة والخطف والتفجيرات وما غصت أيامنا من تعاسات الإرهاب والجريمة المنظمة وعظم تلك التأثيرات على نفوسهم الغضة التي إن لم نلحق بها ستتحول الى مسوخ للجريمة بدلاً من عناوين للبناء والتقدم

نحن بحاجة الى قانون حسن الجوار والى النظام وتلك إذا لم تدعم بالحساب والعقاب فسوف لن تكون مجدية وبحاجة الى أساليب تربوية خاصة تساهم في ديمومة القوانين والتشريعات وإحترامها.. ليسود القانون.. ولا غيره.... حفظ الله العراق

..........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق