q
ماذا يوفر المنزل للطفل بالمقارنة بما تقدمه المدرسة؟، ماهي الادوار التي يؤديها الوالدين وهل يعوضان الادوار المدرسين او المعلمين؟، هل يمتلك الطفل القدرة على التعليم الذاتي، هل سيؤدي تعليق المدارس الى اعتماد الطالب على نفسه في بناء مهاراته الحياتية بنجاح؟ ما الأضرار التي تنتج جراء اغلاق المدارس...

ماذا يوفر المنزل للطفل بالمقارنة بما تقدمه المدرسة؟، ماهي الادوار التي يؤديها الوالدين وهل يعوضان الادوار المدرسين او المعلمين؟، هل يمتلك الطفل القدرة على التعليم الذاتي، هل سيؤدي تعليق المدارس الى اعتماد الطالب على نفسه في بناء مهاراته الحياتية بنجاح؟ ما الأضرار التي تنتج جراء اغلاق المدارس او تعليقها؟

لدواعٍ صحية علقت السلطات العراقية المدارس والجامعات وجميع المؤسسات التربوية في البلاد، ووفق هذا التعليق يواجه الطلبة هماً في التماشي مع المعطيات الجديدة، كما انهم سيكونون امام اختبار حقيقي للمحافظة على المستوى العلمي وتخطي المرحلة الدراسية ولو بتقديرات مقبولة نسيباً.

الازمة وضعت اولياء امور الطلبة بمواجهة التعليم المنزلي لمجاراة الظروف في تعليم اطفالهم، ومع كون المنازل لا تلبي متطلبات الموقف التعليمي سيما المتطلبات الاجتماعية والنفسية التي تقدمها المدرسة الا انها اصحبت ضرورة مرحلية لا بديل لها.

المعلمون سيقدمون دورساً عبر الانترنت سعياً منهم في تلبية الاحتياجات الأكاديمية للأطفال، لكن هذه الجهود تبقى تفتقر الى روح التفاعل بين الطالبة ومعلميهم وبالتالي قد يفشل الكثير من الطلبة في مواصلة التعلم.

وهو ما يضاعف دور الاهل في مساعدة الطفل وجعله يعتمد على نفسه وهنا يبدو الامر صحياً لأننا اذا احسنا التصرف سنمكن هؤلاء الاطفال من البحث عن المعرفة بأنفسهم بدل الاعتماد الكامل على المدرسة والمعلم.

التأجيل للمهام سيما قبيل مواعيد تنفذيها يحبط الانسان ويهبط همته في تأديتها بروحية مثيلة روحه قبل التأجيل، فالإنسان نفسياً لا يحبذ البقاء تحت الضغط ويحاول دائماً للتخلص منه بأقرب فرصة وبأي طريقة.

فالطلبة يسعون جاهدين لتفادي الاثر النفسي الذي يسببه قدوم الامتحانات والذي يعرف بـ(قلق الامتحان) والذي نعانيه جميعنا وفي جميع المراحل الدراسية سيما وان الطالب العراقي كان على وشك الدخول في الامتحانات.

اذن وجد الطلبة أنفسهم امام امرين مرهقين وهما الالغاء والرهان على الاعتماد على النفس بمساعدة الاهل في تخطي المرحلة والا فالمصير اما ضياع سنوات من اعمارهم او انخفاض المستوى الدراسي الذي يفترض ان يتصاعد في كل مرحلة لا العكس.

بعض الازمات تكشف مقدار المسؤولية التي يمكن للإنسان تحملها، والطفل في هذه المرحلة يوضع تحت الاضواء لقياس امكانيته في تقبل المسؤولية التي يجب ان تكبر مع الانسان شيئاً فشيء، ففي الكثير من المواقف نصادف اشخاص غير متعمدين على أنفسهم في ابسط المواقف ومنها المواقف التعليمية والسبب وراء ذلك عدم تحميلهم مسؤولياتهم منذ الصغر.

في المنازل لا وجود لأجراس تدق للتنبيه الى بداية حصة تعليمة او انتهاءها ويمثل الامر صعوبة في تنظيم الوقت وتقسيمه، فالالتزام بالخطط الزمانية بمثابة مهارات حياتية قيّمة يمكن للأطفال تعلمها أثناء تعليق الدراسة الحضورية في المدارس.

وفي هذا السياق يقول الخبير التربوي الدكتور(ريتش) أن العائلات يمكنها توظيف الوقت الطويل للاستفادة من تغير البيئات المدرسية المعهودة وابدالها بالبيئة المدرسية المنزلية قائلا: "أرى أن هذا الأمر يعدّ بمثابة فرصة لمساعدة الأطفال على أن يصبحوا منظمين أكثر ذاتيًا".

ويوصي ريتش بوضع جدول تنظيمي يسهل عمليه التعليم للأطفال بغض النظر عن اعمارهم، وبموجب هذا الجدول سيتمكنون ان يتعلموا بأنفسهم، طالما أن الوالدين وضعوا حجر الأساس لمساعدتهم على النجاح.

في التعليم المنزلي والذي يعد التعليم الالكتروني جزء منه ليس بالضرورة ان يكون للوالدين دور تعليمي بمعنى القيام بمهام المعلم بل دورهم يكون في التنظيم والاشراف وتقديم الدعم النفسي والمعنوي الذي يدفعهم نحو المواصلة سيما وان الانسان في طبعه فوضوي.

اتاح التعليم المنزلي فسحة للتعمق في المواد الدراسية لمن يود الاستزادة، فعبر الانترنت يمكن للطلبة متابعة من يراه قريباً منه نفسياً وهو ما ينعكس على مستوى الانجاز الاكاديمي ايجاباً، فجميعنا في مرحلة ما نفرنا من مادة معينة لأننا لم نتقبل استاذها والعكس صحيح.

الاطفال ككائن اجتماعي يحتاجون الى التفاعل مع اقرانهم، مع وجود ظرف طارئ لا يسمح بهذا التفاعل لذا لابد من الموازنة، والنافذة التي تعيد من خلالها التوازن هي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العديد من الآباء قلقون بشأن الإفراط في استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي لما توفره هذه المواقع من اباحية وفساد اضافة الى المقاطع التي تروج للجرائم وهو ما يفسد عقل الطفل ويحرفه وبالتالي يخسر مصيره ومستقبله.

من الافضل السماح للأطفال باستخدام هذه المنصات لكن بدون الافراط الذي يضيع الوقت ويتسبب بأثار مرضية على الانسان مثل ضعف البصر او الاصابة بالتوحد وغيرها، هذه هي ابرز المشاكل التي تحدث من التعليم الإلكتروني، فالمناسب تمامًا أن يراقب الاباء ابناءهم ويساعدونهم في حال لم ترق لهم طريقة استخدامهم للأنترنت.

ختاماً ايها الكرام نقول: اغلقت المدارس لكن ابواب التعليم مفتوحة، وللعلم الف باب وباب، وحل التعليم الذي يركز على البحث الذاتي او البناء الذاتي بديل التعليم المبني على التلقين، وربما خرج الطلبة من مرحلة الراحة النسبية الى مرحلة لنقل انها اكثر جهداً لأننا لن نتعود عليها بعد، لكننا في النهاية اكسبنا الطلبة جرعة في الاعتماد على النفس وتلك فضيلة التعلم المنزلي الذي فرضته المرحلة.

اضف تعليق