q
ان اللقاحات لا تزال بعيدة عن إتاحتها للاستخدام العام، فيما يقول علماء بارزون إن التجارب السريرية وموافقات السلامة اللازمة للحصول على لقاح عملي في السوق قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرا، فما مدى واقعية الحديث عن لقاح لوباء كورونا بعد أشهر قليلة من بدء تفشيه؟...

السباق على انتاج لقاح لكوفيد 19 يجري على قدم وساق في جميع أنحاء العالم، فقد طالبت 37 دولة ومنظمة الصحة العالمية بملكية مشتركة للقاحات والأدوية ووسائل التشخيص للقضاء على جائحة فيروس كورونا العالمية وذلك في مبادرة مناوئة لقوانين براءة الاختراع خشية أن تصبح تلك القوانين عائقا أمام التشارك في الإمدادات الطبية الأساسية، وبينما رحبت منظمات من بينها أطباء بلا حدود بالمبادرة المسماة (تحالف الوصول إلى تكنولوجيا كوفيد-19) والتي تمثل الدول النامية معظم الدول المشاركة فيها تساءل تحالف لصناعة الأدوية عما إذا كانت جهود التشارك في الملكية الفكرية ستوسع بالفعل طريق الوصول إلى أدوية كوفيد-19.

وتخشى الدول النامية ودول أخرى صغيرة من أن تقف الدول الغنية التي تضخ موارد في إيجاد لقاح، من بين أكثر من مئة لقاح جار تطويرها، في أول الطابور بسبب استثماراتها عندما ينجح مسعى صنع دواء.

فيروس كورونا، لم يستثن أيا من الدول مهما بلغت درجات تطورها العلمي، فقد انقض على العالم وشلّ حركته في غياب لقاح أو علاج، الآمال معقودة على الباحثين والمختبرات التي دخلت في سباق محموم، لكن السؤال هل ومتى ستنجح في ذلك؟

أقوى المتفائلين يعتقد أن سنة إلى سنة ونصف على الأقل ضرورية لتطوير لقاح ضد جائحة كورونا، إذ تسعى مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة، ويجمع علماء الفيروسات أن مكافحة فيروس كورونا المستجد، لا يمكنه أن يكلل بنجاح إلا إذا تمّ تطوير لقاح ضد وباء صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه "جائحة عالمية".

حيث تعمل عشرات المؤسسات البحثية حول العالم في سباق مع الزمن من أجل التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، ويرى العلماء أن اللقاح المنتظر لن يكون جاهزاً للاستخدام قبل سنة من الآن، فبعد حقن مختبر أمريكي في ولاية سياتل حقن ثلاثة متطوعين في أول تجربة على لقاح ضد الفيروس، أعلنت السلطات الصينية من جانبها عن تحقيق تقدم كبير في تركيب لقاح ضد الفيروس يعمل عليه علماء في شنغهاي، من جهتها كشفت شركات فرنسية وبريطانية وإيطالية عن مواعيد تقريبية للوصول إلى تركيب لقاحات وعقاقير فعالة ضد الفيروس.

لا يزال التسابق بين شركات ودول من أجل إنتاج لقاح لفيروس كورونا الجديد مستمرا، ويبدو أن البعض يحقق نجاحا وتقدما ملحوظا خلال 8 أسابيع من بدء العمل على اللقاحات، حيث بدأت التجارب الأولى على البشر بعد أن انتهت التجارب المخبرية.

وحاليا، تعمل منظمة الصحة العالمية مع العلماء في جميع أنحاء العالم، على تطوير ما لا يقل عن 20 لقاحا مختلفا ضد فيروسات كورونا، وبعضها دخل بالفعل مرحلة التجارب السريرية في وقت قياسي، غير أن مسؤولين في منظمة الصحة العالمية حذروا من أن اللقاحات لا تزال بعيدة عن إتاحتها للاستخدام العام، فيما يقول علماء بارزون إن التجارب السريرية وموافقات السلامة اللازمة للحصول على لقاح عملي في السوق قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرا.

فما مدى واقعية الحديث عن لقاح لوباء كورونا بعد أشهر قليلة من بدء تفشيه؟ وهل يصب التنافس الدولي في مصلحة جهود محاصرة الفيروس؟

ملايين الجرعات في الطريق

قال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانتسا، إن بلاده وألمانيا وفرنسا وهولندا، وقعت عقدا مع شركة "أسترا زينيكا"، للحصول على لقاح واق من فيروس كورونا المستجد، وذكر الوزير في منشور على فيسبوك، أن العقد ينص الحصول على 400 مليون جرعة من اللقاح الذي جرى تطويره مع جامعة أكسفورد، ووصلت تجاربه إلى مرحلة متقدمة بالفعل، ومن المتوقع الانتهاء منها في الخريف القادم، وأضاف المسؤول الإيطالي، أن الدفعة الأولى من الجرعات ستكون متاحة بحلول نهاية العام، حسبما نقلت "رويترز".

وتلقت المفوضية الأوروبية الجمعة تفويضا من حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتفاوض على عمليات شراء مسبقة للقاحات واعدة للوقاية من فيروس كورونا وفقا لما ذكرة كبير مسؤولي الصحة في التكتل، لكن لم يتضح إن كانت هناك أموال كافية لذلك.

شركة أسترازينيكا تبدأ في إنتاج لقاح محتمل

أعلنت شركة الأدوية متعددة الجنسيات أسترازينيكا أنها بصدد البدء في إنتاج لقاح محتمل لفيروس كورونا المستجدّ، وقال رئيس الشركة، باسكال سوريوت، لبي بي سي إن الشركة يجب أن تبدأ من الآن في إنتاج جرعات بكميات كافية حتى تستطيع تلبية الطلب حال ثبوت فعالية اللقاح، وقال سوريوت: "نبدأ الآن في تصنيع اللقاح، وسيتعين علينا طرحه للاستخدام فور صدور النتائج". وتجري الآن التجارب على العقار.

وأعلنت شركة أسترازينيكا أنها ستكون قادرة على توفير ملياري جرعة من اللقاح. وقال سوريوت لبي بي سي إن عملية التصنيع بدأت بالفعل لأننا "نسابق الزمن"، وأضاف: "لا يخفى ما يكتنف القرار من مجازفة مالية إذا لم يُظهر اللقاح فعالية في العلاج، عندئذ فإن كل شيء سيضيع هباء، ولفت سوريوت إلى أن شركة أسترازينيكا لا تسعى للتربّح من إنتاج العقار أثناء الوباء، وإذا ثبتت فعالية العقار، فستكون الشركة قادرة على إنتاج مليارَي جرعة منه بعد التوقيع على عَقدين جديدين يوم الخميس، أحدهما مع رجل الأعمال المساهم في أنشطة خيرية الملياردير بيل غيتس.

ووافقت شركة أسترازينيكا، التي تعمل على تصنيع اللقاح مع باحثين من جامعة أكسفورد، على تزويد دول ذات دخول منخفضة ومتوسطة بمليار جرعة من اللقاح.

وإلى جانب مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، والتي أبرمت معها الشركة عَقدا قيمته 750 مليون دولار، أبرمت أسترازينيكيا عقدا آخر مع معهد سيروم في الهند، وهو أكبر مُصنّع لقاحات في العالم من حيث الأعداد.

وأعلنت مؤسستان خيريتان هما "تحالف ابتكارات الاستعداد لمواجهة الأوبئة"(سيبي)، و"التحالف العالمي للقاحات والتحصين" (غافي)، أنهما ستساعدان في توفير مرافق لإنتاج 300 مليون جرعة من اللقاح وتوزيعها. ومن المتوقع أن يبدأ التسليم بنهاية العام.

ويقول سوريوت إنه يتوقع معرفة ما إذا كان عقار "AZD1222" الذي ستنتجه الشركة فعالاً أم لا بحلول شهر أغسطس/آب المقبل، لكن الرئيس التنفيذي لمؤسسة (سيبي)، ريتشارد هاشيت، يرى أن هناك احتمالية لا تزال قائمة ألا يثبت العقار فعالية.

وينص اتفاق أسترازينيكا مع معهد سيروم الهندي على تزويد دول ذات دخول منخفضة ومتوسطة بمليار جرعة، على أن يتم توفير 400 مليون جرعة منها قبل نهاية عام 2020، وقال سوريوت إن الشركة تدشن عددا من سلاسل الإمداد حول العالم "لتوفير العقار عالميا بدون تربّح أثناء الوباء، وقد نجحت الشركة حتى الآن في تأمين الطاقة الإنتاجية اللازمة لتوفير مليارَي جرعة من اللقاح"، وأكد سوريوت لبي بي سي: "في البداية يتعين تصنيع اللقاح، ثم تأتي بعد ذلك عملية إنتاجه بكميات كبيرة، ويمكنني القول إن المسألة ليست سهلة"، ووصف سوريوت وباء كورونا بأنه "تراجيديا عالمية" وبأنه "تحدٍّ للبشرية جمعاء".

ووافقت شركة أسترازينيكا على إمداد الولايات المتحدة بـ 300 مليون جرعة من اللقاح المحتمل، وإمداد المملكة المتحدة بـ 100 مليون جرعة من ذات اللقاح، على أن تكون الدفعات الأولى في سبتمبر/أيلول كما هو متوقع، وتعهدت حكومات حول العالم بتقديم مليارات الدولارات لدعم تأمين لقاح لـكوفيد-19، ويتسابق عدد من شركات الأدوية لتصنيع واختبار عقاقير محتملة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة عبر الفيديو أمس الخميس: "إن أي لقاح لكوفيد-19 يجب أن يُنظر إليه على أنه للخير العام العالمي - لقاح لكل البشر، وهو ما يدعو إليه عدد متزايد من قادة العالم".

تحالف 37 دولة

قال رئيس كوستاريكا كارلوس ألفارادو عن المبادرة الطوعية ”اللقاحات والاختبارات ووسائل التشخيص والأدوات الرئيسية الأخرى يتعين أن تتاح عالميا كسلع عامة عالمية“، ويهدف هذا الجهد الذي تم اقتراحه أصلا في مارس آذار إلى إيجاد جهة واحدة للمعرفة العلمية والبيانات والملكية الفكرية للعلاج وسط جائحة أصابت أكثر من 5.8 مليون إنسان وقتلت نحو 360 ألفا، وأصدرت منظمة الصحة العالمية ”نداء تضامن من أجل العمل“ طالبت فيه أصحاب المصلحة الآخرين بالانضمام إلى المبادرة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في إفادة صحفية على الإنترنت ”تدرك منظمة الصحة العالمية الدور المهم الذي تلعبه براءات الاختراع في دفع الابتكار لكن هذا وقت لا بد أن تكون فيه الأولوية للناس“.

وأثار (الاتحاد الدولي لمنتجي الأدوية) المخاوف من تقويض أشكال حماية الملكية الفكرية التي قالت هذه المجموعة الصناعية إنها توفر سبيلا للتعاون وستكون هناك حاجة إليها بعد الجائحة، وقالت آنا ماريوت مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام المناهضة للفقر إن الخلاف حول كيفية التعامل مع براءات الاختراع يوضح كيف أن بعض المناطق يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى الوقوف في الجانب الخاسر، وقالت ”تشير محاولة صناعة الأدوية تقويض مبادرة منظمة الصحة العالمية إلى اهتمامها بالأرباح أكثر من صحة الناس“.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن من بين الدول التي ستوقع على المبادرة الأرجنتين وبنجلادش وبربادوس وبيليز والبرازيل وتشيلي وجمهورية الدومنيكان والإكوادور ومصر وإندونيسيا ولبنان ولوكسمبرج وماليزيا والمالديف والمكسيك وموزامبيق والنرويج وعمان وباكستان وبالاو وبنما وبيرو والبرتغال وسانت فينسنت وجرينادين وجنوب أفريقيا والسودان وهولندا وتيمور الشرقية وأوروجواي.

الاتحاد الأوروبي يستخدم صندوق طوارئ

قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي لرويترز إن الاتحاد يستعد لاستخدام صندوق للطوارئ تبلغ مخصصاته 2.4 مليار يورو (2.7 مليار دولار) في شراء كميات مسبقة من اللقاحات الواعدة لفيروس كورونا المستجد.

وكانت هذه الخطوة موضع نقاش في اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء بعد أن قالت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا إنها تعجل بالتفاوض مع شركات الأدوية لتأمين الحصول على اللقاحات التي يجري تطويرها.

وتأكيدا لتقرير نشرته رويترز في مايو أيار قال المسؤولون إن صندوق الطوارئ سيستخدم أيضا في زيادة قدرات إنتاج اللقاحات في أوروبا وإتاحة التأمين من الخسائر لشركات الأدوية، ويأتي تحرك الاتحاد الأوروبي في أعقاب خطوات من جانب الولايات المتحدة لتأمين الحصول على اللقاحات التي يجري تطويرها بما في ذلك نحو ثلث المليار جرعة الأولى من اللقاح التجريبي الذي تعتزم شركة أسترا زينيكا إنتاجه.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن من الضروري الاقتداء بالولايات المتحدة حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى خسارة أموال لأن من المستبعد أن ينجح عدد كبير من اللقاحات الجديدة، وتجاوز عدد الوفيات بسبب الفيروس 385 ألفا على مستوى العالم، كما يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من عدم توفر جرعات كافية لتحصين سكانه البالغ عددهم نحو 450 مليون نسمة بسرعة إذا تم تطوير لقاح لفيروس كورونا.

قمة عالمية بشأن اللقاحات

يستضيف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قمة عالمية بشأن اللقاحات يوم الخميس، ويحث الدول على التعهد بتمويل اللقاحات المضادة للأمراض المعدية لمساعدة البلدان الأشد فقرافي التصدي لأزمة فيروس كورونا.

ويجتمع ممثلو أكثر من 50 دولة، بينهم 35 رئيسا أو رئيس حكومة، عبر الواقع الافتراضي في لندن لجمع تبرعات للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي)، وهو شراكة صحية عالمية تضم القطاعين العام والخاص.

وتهدف القمة لجمع 7.4 مليار دولار على الأقل لتحالف جافي لتطعيم 300 مليون طفل آخرين في الدول الأشد فقرا في العالم بحلول 2025 ضد أمراض مثل شلل الأطفال والدفتريا والحصبة، وقال جونسون في بيان ”مثلما أن المملكة المتحدة هي أكبر مانح للجهود الدولية للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، سنظل أكبر مانح في العالم لجافي، حيث سنقدم 1.65 مليار جنيه استرليني خلال السنوات الخمس القادمة“، وأضاف ”أدعوكم إلى الانضمام إلينا لتعزيز هذا التحالف وتدشين عهد جديد من التعاون الصحي العالمي، الذي أعتقد أنه الآن أهم جهد مشترك في حياتنا“.

إدارة ترامب تختار خمس شركات لإنتاج لقاح كورونا

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين كبار قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختارت خمس شركات بصفتها أكثر الشركات المرشحة المحتملة لإنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد، وقالت الصحفية إن الشركات الخمس هي مودرنا واسترازينيكا بالشراكة مع جامعة أكسفورد وجونسون آند جونسون وميرك آند كو وفايزر، ولا يوجد لقاح معتمد لمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وقالت الصحيفة إن من بين شركات تصنيع الأدوية التي تتسابق على تطوير لقاح ولم تخترها إدارة ترامب شركة الأدوية الفرنسية سانوفي وشركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية نوفافاكس وشركة إينوفيو للأدوية، وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بأن الإعلان عن القرار سيتم في البيت الأبيض خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولم ترد وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية والبيت الأبيض على طلب للتعليق.

أستراليا تتعهد بتقديم 207 ملايين دولار

قالت وزيرة الشؤون الخارجية الأسترالية ماريس بين عشية قمة عالمية عن اللقاحات تُعقد يوم الخميس عبر الإنترنت إن بلادها ستتعهد بدفع 300 مليون دولار أسترالي (207 ملايين دولار أمريكي) لتوفير لقاحات للأطفال في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأضافت بين في بيان ”التحصين ينقذ الأرواح“، وتابعت ”وباء كوفيد-19 يمثل حتى الآن تذكيرا آخر بأن الاستثمار في توفير اللقاحات أمر جوهري للأمن الصحي الإقليمي“.

وسيتعهد رئيس الوزراء سكوت موريسون بتقديم المبلغ خلال القمة الافتراضية التي يديرها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لجمع المال من أجل التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وهو شراكة عالمية في مجال الصحة بين القطاعين العام والخاص.

والتحالف مدعوم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وغيرها، ويرتب عمليات شراء ضخمة لخفض تكاليف الحصول على اللقاحات على الدول الفقيرة.

وتهدف القمة إلى جمع ما لا يقل عن 7.4 مليار دولار للتحالف لتحصين 300 مليون طفل في الدول الأكثر فقرا في العالم بحلول 2025 من أمراض مثل شلل الأطفال والدفتيريا والحصبة، وسينفق التحالف 800 مليون دولار خلال خمس سنوات لإتاحة اللقاحات لنحو 140 مليون طفل في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وقالت بين إنه سيكون بوسع أربعة ملايين طفل في إندونيسيا الحصول على لقاح المكورات الرئوية في إطار البرنامج بربع التكلفة التجارية كما سيتيح البرنامج لقاحات لنحو 400 ألف طفل في بابوا غينيا الجديدة، وسيقدم التحالف 200 مليون دولار حتى تستمر برامج التحصين حيثما أمكن في ظل جائحة فيروس كورونا على أن ينظم لاحقا حملات تحصين لاستدراك القصور.

روسيا تعتزم البدء في تجارب سريرية للقاح

نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو قوله إن علماء روسا يعتزمون بدء تجارب سريرية خلال أسبوعين على لقاح للوقاية في فيروس كورونا المستجد، ولدى روسيا ثالث أكبر عدد إصابات بالمرض بعد الولايات المتحدة والبرازيل وقال مسؤولون من الكرملين إن باحثين يعملون على 50 مشروعا مختلفا تقريبا لتطوير لقاح، ونقلت الوكالة عن موراشكو قوله ”الاختبارات جارية ونعتزم بدء التجارب السريرية في الأسبوعين المقبلين“. وقال إن متطوعين جرى اختيارهم للمشاركة في التجارب.

وهناك حاليا نحو عشرة لقاحات في مرحلة التجارب على البشر وتوقع خبراء أن يستغرق الأمر بين 12 و18 شهرا لإنتاج لقاح آمن، ويطور معهد فيكتور الذي تديره الدولة في سيبيريا أحد اللقاحات الروسية وقال مديره العام يوم السبت إنه يأمل في استكمال التجارب السريرية بحلول منتصف سبتمبر أيلول مشيرا إلى أن التجارب على الحيوانات كانت ناجحة.

وسجلت رسيا يوم السبت 181 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الأربع والعشرين ساعة الماضية انخفاضا من 232 في اليوم السابق مما رفع الإجمالي في البلاد إلى 4555، وقال مسؤولون إن 8952 إصابة جديدة تأكدت أيضا مما رفع إجمالي الحالات إلى 396575، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء إن موسكو، بؤرة تفشي المرض، نجحت في تجنب ما وصفه بأسوأ السيناريوهات مع إعلان المدينة اعتزامها البدء في تخفيف إجراءات العزل العام خلال أيام.

لقاح صيني للوقاية من كورونا قد يكون جاهزا بنهاية العام

ذكرت لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة بالصين على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن لقاحا صينيا للوقاية من فيروس كورونا المستجد قد يكون جاهزا لطرحه في الأسواق قريبا، ربما في نهاية العام الجاري.

وتلقى أكثر من ألفي شخص يشاركون في تجارب لقاحات طورها كل من معهد ووهان ومعهد بكين للمنتجات البيولوجية. ووفقا لما ذكرته اللجنة على موقع ويتشات في 29 مايو أيار يمكن أن يكون هناك لقاح جاهز للسوق قريبا ربما في نهاية العام الجاري أو أوائل 2021، ودخلت اللقاحات التي طورها المعهدان المرحلة الثانية من التجارب السريرية. ويتبع المعهدان مجموعة سينوفارم الحكومية للأدوية والتي تشرف على إدارتها لجنة مراقبة وإدارة الأصول، ووفقا للجنة ستكون الطاقة الإنتاجية في معهد بكين للمنتجات البيولوجية ما بين 100 و120 مليون جرعة سنويا، ولدى الصين خمسة لقاحات للوقاية من فيروس كورونا المستجد في مرحلة التجارب على البشر. ولم يتسن الوصول لأي من المعهدين أو الشركة للتعليق يوم السبت.

بداية أول تجربة بشرية للأجسام المضادة كعلاج محتمل

قالت شركة "Eli Lilly and Company" إنها بدأت أول تجربة بشرية تستخدم الأجسام المضادة التي صُممت لعلاج فيروس كورونا "كوفيد-19، ستختبر المرحلة الأولى من التجربة ما إذا كان العلاج آمناً وجيد التحمل، ومن المتوقع أن تتوفر النتائج في أواخر يونيو/حزيران، وأبلغت الشركة CNN أن أول المرضى الذين يخضعون للعلاج يتواجدون حالياً في كلية الطب بجامعة نيويورك، ومستشفى "سيدارس-سيناء" في لوس أنجلوس، وجامعة "إيموري" في أتلانتا.، وإذا أظهرت التجربة في النهاية أن العلاج فعال ضد فيروس كورونا المستجد، فقد يكون العلاج متاحاً بحلول الخريف، وفقاً للشركة التي يقع مقرها في إنديانابوليس.

علماء من شركة "Eli Lilly and Company" يقومون بتعبئة وتحميل علاج يعتمد على الأجسام المضادة لمكافحة فيروس كورونا المستجد ليتم تسليمه إلى مواقع إقامة التجارب السريرية في 3 مدن أمريكية.

وقال نائب رئيس شركة "Eli Lilly and Company" وكبير الموظفين العلميين فيها، الدكتور دان سكوفرونسكي: "نحن جاهزون الآن، ونحن نختبره على المرضى"، وصُمم العلاج بالتعاون مع "AbCellera"، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية، ويقع مقرها في كندا، وعندما يتعافى شخص من مرض مثل "كوفيد-19"، ينتج جسمه ملايين البروتينات التي تسمى أجسام مضادة، وهي تقاوم المرض و تساعد الفرد على التعافي.

وحصلت "AbCellera "على عينة دم من أحد المرضى الأوائل الذين تعافوا من الفيروس في الولايات المتحدة، وقامت الشركة بفرز الملايين من خلايا هذا المريض للعثور على المئات من الأجسام المضادة، واختار العلماء في "AbCellera" ومركز أبحاث اللقاحات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أولئك الذين اعتقدوا أنهم سيكونوا أكثر فعالية، وقام علماء من "Eli Lilly and Company" بهندسة العلاج، الذي يُعرف بالعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسلية.

ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مخاطر كوفيد-19

أظهرت دراسة جديدة أن أدوية ارتفاع ضغط الدم المستخدمة على نطاق واسع ربما تساعد في الحماية من الأعراض الحادة لمرض كوفيد-19، فيما يهدئ المخاوف من أنها يمكن أن تتسبب في تفاقم المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.

وقال باحثون في دورية يوروبيان هارت إنه بوجه عام، فإن مخاطر الوفاة عند مرضى ارتفاع ضغط الدم كانت أعلى بواقع المثلين مقارنة مع غيرهم، كما زاد لديهم احتمال الاحتياج إلى أجهزة تنفس صناعي.

لكن مخاطر الوفاة بسبب كوفيد-19 بين أولئك الذين يتناولون أي نوع من الأدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم كانت أقل بكثير من الذين لم يعالجوا من ارتفاع ضغط الدم في الدراسة التي شملت حوالي 2900 مريض دخلوا في فبراير شباط ومارس آذار مستشفى (هو شين شان) في مدينة ووهان الصينية، المركز الأصلي للجائحة.

كان العديد من الأبحاث قد أشار إلى أن الأدوية ربما تزيد حدة مرض كوفيد-19، وقال في لي الباحث المشارك في الدراسة من مستشفى شينج في شيان بالصين ”دُهشنا بشدة لأن تلك النتائج لم تدعم افتراضاتنا الأولية. في الواقع، كانت النتائج في الاتجاه المضاد“.

وقال لي إن الأدلة حتى الآن ناتجة عن دراسات رصدية وليس تجارب سريرية، لكن في الوقت الحالي ”نقترح ألا يوقف أو يغير الناس العلاج المعتاد لارتفاع ضغط الدم ما لم يأمر الطبيب بذلك“، وأوصت الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية بأن يواصل المرضى تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم الموصوفة لهم، وقال الدكتور لويس رويلوب من مستشفى 12 أكتوبر في مدريد في افتتاحية في الدورية إن النتائج تفتح الباب أمام إمكانية دراسة استخدام تلك الأدوية كعلاج لكوفيد-19.

روش تمزج أكتيمرا مع ريمديسيفير

أعلنت شركة روش السويسرية للأدوية أنها تعتزم اختبار إن كان مزج عقارها أكتيمرا المضاد للالتهاب وعقار ريمديسيفير الذي تصنعه شركة جيلياد ساينسز له مفعول أفضل في علاج الالتهاب الرئوي الحاد الناتج عن الإصابة بمرض كوفيد-19 عن استخدام ريمديسيفير بمفرده، ويستخدم العقاران على نحو منفصل في بعض الحالات والتجارب السريرية حيث يستخدم أكتيمرا لعلاج رد الفعل المناعي الشديد الذي يحدث أحيانا عندما يصاب المريض بفيروس كورونا المستجد فيما يستخدم ريمديسيفير بهدف عرقلة تكاثر الفيروس.

وبمزج العقارين في دراسة عالمية تشمل 450 مريضا ممن يعالجون في المستشفيات تأمل روش أن تصبح قادرة على تقديم علاج ناجع للمرض الذي أصاب 5.8 مليون شخص وأودى بحياة نحو 360 ألفا على مستوى العالم.

وقال ليفي جاراواي مدير الخدمات الطبية في روش في بيان ”استنادا إلى فهمنا الراهن نعتقد أن مزج مضاد فيروسات مع منظم مناعي قد يسفر عن أسلوب فعال في علاج المصابين بهذا المرض الخطير“، وجذب ريميديسيفير، الذي لم يفلح في علاج إيبولا وأعيد استخدامه لعلاج فيروس كورونا المستجد بعد تفشي جائحة كوفيد-19، الكثير من الاهتمام بعدما خلصت دراسة أجريت على 397 مريضا إلى أنه ساهم في تقليل فترة التعافي في بعض المرضى وأشارت إلى أنه يساهم أيضا في الحفاظ على حياة المرضى.

اضف تعليق