q
فقراء العالم بين خياري الفيروس أو الجوع، هكذا حالهم في زمن كورونا مع تصاعد مؤشرات الفقر في جميع دول العالم دون استثناء، إذ يمكن للتداعيات الاقتصادية التي سببها فيروس كورونا أن تزيد مستويات الفقر في العالم لتزيد عدد الفقراء بنصف مليار، يأتي هذا التحذير القاتم...

فقراء العالم بين خياري الفيروس أو الجوع، هكذا حالهم في زمن كورونا مع تصاعد مؤشرات الفقر في جميع دول العالم دون استثناء، إذ يمكن للتداعيات الاقتصادية التي سببها فيروس كورونا أن تزيد مستويات الفقر في العالم لتزيد عدد الفقراء بنصف مليار، يأتي هذا التحذير القاتم من دراسة أعدتها الأمم المتحدة بشأن التكلفة المالية والبشرية للوباء، وستكون هذه أول مرة ربما تتزايد فيها معدلات الفقر في العالم في غضون 30 عاما.

حيث يواجه نصف مليار شخص في العالم خطر الفقر بسبب فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 83 ألف شخص، وفق ما أعلنت منظمة أوكسفام الخيرية الدول، وبحلول الوقت الذي سيُوضع فيه حد للوباء، فإن نصف سكان العالم البالغين 7.8 مليارات يمكن أن يعيشوا في فقر. ونحو 40% من الفقراء الجدد يمكن أن يتركزوا في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، على أن يتركز الثلث تقريبا في منطقة الصحراء الكبرى بأفريقيا وجنوب آسيا.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، دعت أكثر من 100 منظمة عالمية إلى إعفاء البلدان النامية من تسديد مدفوعات الدين في هذه السنة، الأمر الذي من شأنه توفير 25 مليار دولار أمريكي (20 مليار جنيه إسترليني) نقدا لدعم اقتصاداتها.

حثت ما يقرب من 140 جماعة ضغط ومنظمة خيرية صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين والدائنين من القطاع الخاص على مساعدة الدول الأشد فقرا التي تمر بأزمة جراء انتشار فيروس كورونا المستجد من خلال إعفائها من مدفوعات ديون.

وفي ظل أسوأ السيناريوهات سيؤدي انكماش الدخل 20 بالمئة إلى زيادة عدد من يعيشون في فقر مدقع بنحو 434 مليونا إلى 1.2 مليار تقريبا في أنحاء العالم. وسيسفر نفس السيناريو عن زيادة عدد من يعيشون بأقل من 5.50 دولار يوميا بمقدار 548 مليونا إلى نحو أربعة مليارات شخص.

في اطار هذه المعطيات هل من حلول في الأفق ام ان خطر الفقر سيكون حتمياً في ظل انتشار الوباء الهشيم في النار ويضع فقراء بين مطرقة الإصابة بالفيروس وسندان الجوع المميت.

أزمة كورونا قد تدفع نصف مليار شخص إلى الفقر

قالت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية إن تداعيات انتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 83 ألف شخص والفوضى التي أحدثها في اقتصادات العالم قد تدفع نحو نصف مليار شخص نحو الفقر.

يأتي التقرير الذي نشرته المنظمة ومقرها نيروبي قبيل الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في الأسبوع المقبل ويلقي الضوء على تأثير الأزمة على مستوى الفقر في العالم بسبب انخفاض دخل الأسر أو الاستهلاك.

وخلص التقرير إلى أن ”الأزمة الاقتصادية التي تتطور على نحو سريع أعمق من الأزمة المالية العالمية في 2008“، وتابع ”تظهر التقديرات أن ... الفقر العالمي قد يتفاقم لأول مرة منذ 1990“ مضيفا أن هذا قد يعيد بعض البلدان لمستويات فقر لم تشهدها منذ نحو ثلاثة عقود، وطرح القائمون على إعداد التقرير عددا من السيناريوهات تأخذ في الاعتبار خطوط الفقر المتنوعة التي حددها البنك الدولي من الفقر المدقع، أي العيش بمبلغ 1.90 دولار يوميا أو أقل إلى خطوط فقر أعلى للعيش بأقل من 5.50 دولار يوميا.

وكشف التقرير أن النساء مهددات أكثر من الرجال نظرا لأنهن يعملن على الأرجح خارج مجال الاقتصاد الرسمي دون حقوق عمل تذكر، وقال التقرير ”بسبب العيش يوما بيوم لا يملك الأفراد الأكثر فقرا القدرة على أخذ عطلة من العمل أو تخزين المستلزمات“ مضيفا أن أكثر من ملياري شخص يعملون خارج مجال الاقتصاد الرسمي في أنحاء العالم ليس لديهم أجازة مرضية، ولتخفيف أثر الأزمة اقترحت أوكسفام خطة عمل من ست نقاط تشمل توزيع منح نقدية ودعم الأفراد والشركات المعوزين وطالبت كذلك بإسقاط ديون وتقديم صندوق النقد الدولي المزيد من الدعم وزيادة المساعدات.

وأضافت أن فرض ضرائب على الأثرياء والأرباح الاستثنائية وأدوات المضاربة المالية ستساهم في جمع الأموال المطلوبة، وبشكل إجمالي تحتاج الحكومات في أنحاء العالم لتخصيص ما لا يقل عن 2.5 تريليون دولار لدعم الدول النامية.

وقال التقرير ”أبدت الدول الغنية قدرتها على جمع تريليونات الدولارات في أوقات الأزمة لدعم اقتصاداتها“، وأضاف ”لكن ما لم تكن الدول النامية قادرة أيضا على التصدي للتبعات الصحية والاقتصادية فإن الأزمة ستستمر وستلحق المزيد من الضرر بجميع البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء“.

مطالبات بتخفيف الديون عن الدول الفقيرة المتضررة من كورونا

تأتي الدعوات بقيادة حملة اليوبيل لتخفيف أعباء الدين، ومقرها بريطانيا، قبل يوم من اجتماع مقرر لمجوعة عمل مكلفة من مجموعة العشرين بالاستجابة لمواجهة الدول النامية لجائحة كورونا.

وبشكل منفصل، حث كين أوفوري-عطا وزير مالية غانا، الذي يرأس لجنة التنمية التي تقدم المشورة للبنك الدولي وصندوق النقد، الصين بشكل خاص بصفتها أكبر مقرض لإفريقيا على القيام بالمزيد لتخفيف عب الديون.

ودعت حملة اليوبيل للإلغاء الفوري لأقساط ومستحقات الديون على 69 دولة فقيرة حتى نهاية العام، بما يشمل الاستحقاقات لجهات مقرضة خاصة، وقدرت أن ذلك سيخفف أعباء تصل إلى 25 مليار دولار عن تلك الدول أو 50 مليار دولار إذا مُددت للعام المقبل.

ودعت لأن يكون أي تمويل إضافي أو تخفيف لأعباء الديون دون شروط مثل فرض إجراءات تقشف وأن تقر مجموعة العشرين قواعد طارئة تمنع مقاضاة مقرضي القطاع الخاص للدول الفقيرة، وقالت مديرة حملة اليوبيل سارة-جين كليفتون ”الدول النامية تمر بصدمة اقتصادية غير مسبوقة وفي ذات الوقت تواجه حالة طوارئ صحية عاجلة“.

وتضغط بالفعل حكومات ومؤسسات كبرى من أجل تطبيق بعض الإجراءات التي تدعو لها تلك الجماعات، وعبرت حكومات إفريقية في الآونة الأخيرة عن بواعث قلق من أن الإجراءات التي جرى طرحها حتى الآن لن تكون كافية، وشمل بيان حملة تخفيف الديون الذي وقعت عليه جماعات مثل أوكسفام وأنقذوا الأطفال الدعوة أيضا لآلية، عبر الأمم المتحدة، لإعادة هيكلة الديون السيادية بشكل منهجي وقابل للتطبيق.

فيروس كورونا: شبح الفقر يهدد الملايين بسبب تفشي الوباء عالميا

حذر البنك الدولي من أن خطر الفقر يهدد ما يقارب 24 مليون شخص في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادي بسبب تفشي وباء كورونا.

وقال إن الأضرار الاقتصادية الكبيرة تبدو محتمة في كل البلاد، مشيرا إلى خطر أكبر يهدد العائلات التي تعتمد على القطاعات التي يؤثر عليها فيروس كورونا المستجد بشكل أكبر، كالسياحة في تايلاند ومنطقة المحيط الهادي والصناعات في فيتنام وكمبوديا.

وحث البنك دول المنطقة على الاستثمار في توسيع الرعاية الصحية وصناعة المعدات الطبية ومنح مساعدات مالية للمرضى، من أجل مساعدة العائلات واحتواء آثار الوباء، ووفقا للسيناريو المتوقع، فإن 24 مليون شخص لن يستطيعوا تجنب الآثار الاقتصادية للوباء في المنطقة عام 2020.

ويتوقع البنك، وفقا للسيناريو الأسوأ، أن يصيب الفقر 35 مليون شخص، بينهم 25 مليون شخص في الصين، ويعرف البنك حدود الفقر بالحصول على 5.5 دولارات يوميا أو أقل من ذلك.

ويتوقع البنك الدولي تباطؤ النمو الاقتصادي في الدول النامية في منطقة المحيط الهادي وشرق آسيا ليبلغ 2.1 في المئة، بينما كان معدل النمو 5.8 في المئة عام 2019، وقال البنك إنه من الصعب التنبؤ بشكل دقيق بسبب سرعة تغير الأوضاع.

وذكرت فيكتوريا كواكوا، نائبة رئيس فسم شرق آسيا والمحيط الهادي في البنك الدولي: "الشيء الجيد أن البلاد التي نتحدث عنها تمتلك قوة احتياطية تستطيع اللجوء إليها، لكن على الدول التصرف بسرعة وبمستويات أكبر مما كان متوقعا".

وبدت المؤشرات الواردة من الصين الثلاثاء أكثر تفاؤلا، حيث أفادت التقارير بأن المصانع انتعشت في شهر مارس/آذار بعد انتكاسة كبيرة في شهر فبراير/شباط، وقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين إلى 52 نقطة، بأفضل مما كان متوقعا، بعد تراجع غير مسبوق إلى 35.7 نقطة في شهر فبراير/شباط.

لكن الخبير جوليان إيفانز ريتشارد، وهو اقتصادي رفيع المستوى، قال إن الأرقام لا تعني أن المستوى عاد إلى وضعه قبل الأزمة، بل هو يعني ببساطة أن النشاط الاقتصادي تحسن بشكل طفيف مقارنة بالانحسار الذي شهده شهر فبراير/شباط، لكنه يبقى تحت المستويات السابقة.

البنك الدولي: فيروس كورونا قد يدفع بـ11 مليون شخص في آسيا إلى الفقر

حذر البنك الدولي في تقرير نشر من أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تدفع 11 مليون شخص إضافي إلى الفقر في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ ما لم تُتخذ "إجراءات عاجلة".

وفي الوضع الأسوأ الذي أوضحته المؤسسة المالية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، يمكن أن تعاني المنطقة من أكبر تراجع لها منذ أكثر من عقدين من الزمن، ما قد يؤدي إلى غرق جزء كبير من آسيا في ركود اقتصادي طويل الأمد.

وتشير توقعات البنك الأساسية إلى أن النمو الإقليمي قد يتباطأ إلى 2.1٪ في العام 2020، مقارنة بالنمو المقدر بـ 5.8٪ في عام 2019، إلّا أنه في ظل أسوأ التوقعات، يمكن أن ينكمش اقتصاد المنطقة بنسبة 0.5٪، ما يخلق احتمالية حدوث أزمة ممتدة.

وتوقع البنك في الصين، بؤرة تفشي الفيروس، انخفاضاً في النمو إلى 2.3٪ في توقعات خط الأساس لعام 2020. وفي أسوأ الأحوال، سيختفي نمو الصين بالكامل تقريباً عند 0.1٪، منخفضاً من 6.1٪ في 2019، وسيكون لهذا التخفيض عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، وشهدت الصين آخر تقلص لاقتصادها في العام 1976، عندما أنهت وفاة زعيم الحزب الشيوعي، ماو تسي تونغ، أكثر من عقد من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية داخل البلاد. ولكن بخلاف ذلك الوقت، أصبحت الصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومحرك أساسي للنمو العالمي، ما يعني أن أي اضطراب في اقتصادها سيكون ملموساً في جميع أنحاء العالم، وقال التقرير إنه "يبدو أن الألم الاقتصادي الملحوظ لا مفر منه في جميع البلدان"، محذراً من أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها يجب أن تستعد لـ "تأثير خطير" على الفقر والمعيشة، من خلال المرض والموت وفقدان الدخل.

كما أشار التقرير إلى أنه رغم أن التقديرات كانت توقعات، وقد تتغير حتى الآن، إلا أنها تؤكد حجم الضرر الاقتصادي المحتمل والحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مضيفاً: "يجب أن تدرك جميع دول منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ وما وراءها أنه بالإضافة إلى الإجراءات الوطنية الجريئة، فإن التعاون الدولي الأعمق هو اللقاح الأكثر فعالية ضد هذا التهديد الخبيث"، وفي محاولة للتخفيف من الصدمة الاقتصادية، تعهد البنك الدولي بتقديم 14 مليار دولار من الدعم المالي للبلدان النامية وتخصيص ما يصل إلى 160 مليار دولار على مدى 15 شهراً لحماية الفقراء.

الأمم المتحدة تطلق خطة إنسانية للتصدي لكوفيد-19 مؤكدة أن "البشرية جمعاء" مهددة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أن كوفيد-19 "يهدد البشرية جمعاء"، وذلك خلال إطلاقه "خطة استجابة انسانية عالمية" تستمر حتى كانون الأول/ديسمبر مرفقة بحملة تمويل لجهود التصدي للفيروس بقيمة ملياري دولار.

وقال غوتيريش خلال عرض الخطة الأممية عبر الفيديو "يجب على البشرية جمعاء العمل من أجل القضاء على" كوفيد-19، معتبرا أن "الجهود التي تبذلها البلدان في شكل منفرد من أجل التصدي له لن تكون كافية".

وكان غوتيريش قد وجّه الأسبوع الماضي نداء للتضامن مع الدول الفقيرة والضعيفة تفاديا لسقوط "ملايين" الضحايا، وتهدف الخطة إلى مكافحة الفيروس في "أفقر بلدان العالم" و"مساعدة الفئات الضعيفة للغاية"، والنساء والأطفال و"كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص ذوي الإعاقة".

وأوقعت الجائحة 19,246 وفاة في العالم منذ أول ظهور لفيروس كورونا المستجد في كانون الأول/ديسمبر وفق تعداد لوكالة فرانس برس وقد تخطى عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس 427 ألفا، وبات الفيروس يهدد دولا تعاني من أزمات إنسانية بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والتغير المناخي.

وقال غوتيريش "إننا نبذل قصارى جهدنا لوضع خطط الانتعاش المبكر والاستجابة في جميع بلدان العالم الأشد تضررا حتى نحقق اقتصادا جديدا مستداما وشاملا للجميع لا يترك أحدا خلف الركب"، وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنه "طلب من منسقي الأمم المتحدة المقيمين وأفرقة الأمم المتحدة القطرية دعم البلدان في جميع أنحاء العالم في جهودها الرامية إلى معالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الجائحة، الأمر الذي سيتطلب إنشاء آلية مناسبة للتمويل".

خطة مجموعة/20 بشأن كورونا تركز على مشاكل ديون الدول الأشد فقرا

قالت مجموعة العشرين إنها ستقدم خطة عمل بشأن فيروس كورونا في غضون أسبوعين لمعالجة انكشافات الدين لدى البلدان الأشد فقرا وتقديم المساعدة المالية للاقتصادات الناشئة، بحث وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول المجموعة في مؤتمر عن بعد كيف يمكن لصندوق النقد والبنك الدوليين تخفيف نقص السيولة في الأسواق الناشئة، التي شهدت نزوح 83 مليار دولار من رؤوس الأموال.

وستعمل دول المجموعة أيضا مع مجلس الاستقرار المالي المنبثق عنها، والذي تشكل عقب الأزمة المالية في 2008، لتنسيق الإجراءات التنظيمية والإشرافية المتخذة في مواجهة فيروس كورونا، وستتفق مجموعات عمل على تفاصيل الخطة قبل الاجتماع التالي للمجموعة في 15 ابريل نيسان. وسيتزامن ذلك مع اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، اللذين يشارك قياداتهما في الاجتماعات الدورية لمجموعة العشرين أيضا.

كان زعماء دول مجموعة العشرين تعهدوا الأسبوع الماضي بإنفاق أكثر من خمسة تريليونات دولار للحد من فقد الوظائف والدخل الناجم عن تفشي الفيروس، والعمل على تخفيف تعطيلات الإمداد الناتجة عن إغلاقات الحدود.

ودعا صندوق النقد والبنك الدولي لتحرك عاجل من الدول الدائنة لتعليق مدفوعات خدمة الديون الثنائية لمعظم البلدان الأكثر انكشافا، والتي تضرر بعضها ضررا مضاعفا من تهاوي أسعار النفط.

فيروس كورونا سيضر بشدة بنمو إفريقيا جنوبي الصحراء

قال صندوق النقد الدولي إن انتشار فيروس كورونا في منطقة إفريقيا جنوبي الصحراء سيضر بالنمو الاقتصادي للمنطقة بشدة، وذلك في ظل تعطيلات مباشرة لمعيشة المواطنين وأوضاع مالية أشد ضيقا وتقلص نشاط التجارة والاستثمار وانخفاض حاد في أسعار السلع الأولية، وفي تدوينة على موقع صندوق النقد، قال كبار مسؤولو إدارة إفريقيا بالصندوق إنهم تلقوا طلبات تمويل طارئ من أكثر من 20 دولة في المنطقة، وإنهم يتوقعون عشرة طلبات أخرى قريبا، وأعلن الصندوق يوم الثلاثاء أن غانا طلبت صرف قرض طارئ بشكل فائق السرعة لمحاربة جائحة فيروس كورونا.

ويوم الاثنين، قالت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد إن نحو 80 بلدا طلبوا قروضا من أدوات التمويل الطارئ، المتاح بها 50 مليار دولار تقريبا، مع توقع 20 طلبا آخر على الأقل، وكتب أبيبي إمرو سيلاسي مدير إدارة إفريقيا بصندوق النقد وكارين أونجلي رئيسة بعثة سيراليون ”سيتضرر النمو بشدة في شتى أنحاء المنطقة. مازال من الصعب تحديد مدى الضرر على وجه الدقة. لكن من الواضح أن تنبؤاتنا للنمو في توقعات المنطقة في أبريل نيسان ستتقلص بشكل كبير".

وكتب سيلاسي وأونجلي أنه خلال الأزمة المالية العالمية قبل أكثر من عشر سنوات، أفلتت الدول الإفريقية من وطأة التأثير الاقتصادي لأن الكثير منها كان أقل اندماجا في الأسواق المالية وسلاسل الإمداد العالمية. وكانت أيضا مستويات الديون أقل وكان لدى الدول متسع لزيادة الإنفاق دعما للنمو.

وفي ظل جائحة فيروس كورونا، يغلق عدد من الدول الحدود ويحد من التجمعات العامة، مما سيحرم الكثيرين من العمل بأجر، ومع نزول أسعار النفط 50 بالمئة منذ بداية 2020، سيكون التأثير كبيرا على مصدري النفط في إفريقيا.

وكتبا ”تشير تقديراتنا إلى أن كل هبوط بعشرة بالمئة في أسعار النفط، ستقلص، في المتوسط، النمو لدى مصدري النفط بنسبة 0.6 بالمئة وترفع العجز المالي الكلي بنسبة 0.8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي".

البنك الدولي قد يسخر 150 مليار دولار خلال 15 شهرا في معركة كورونا

قال ديفيد مالباس رئيس مجموعة البنك الدولي يوم الاثنين إن البنك قد يسخر موارد تصل إلى 150 مليار دولار على مدى الخمسة عشر شهرا المقبلة لمساعدة الدول النامية على محاربة جائحة فيروس كورونا والتعافي منها.

وفي بيان إلى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين أصدره البنك الدولي، دعا مالباس الدول الدائنة في المجموعة إلى السماح للبلدان الأشد فقرا بتعليق جميع مدفوعات الديون الثنائية بينما تحارب الفيروس.

وقال إنه ينبغي السماح للدول الأفقر بتركيز مواردها على الإجراءات الصحية في مواجهة الأزمة، وقال في البيان ”أدعو قادة مجموعة العشرين أن يسمحوا للبلدان الأشد فقرا بتعليق جميع مدفوعات الديون الثنائية الرسمية، إلى أن ينتهي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من إجراء تقييم شامل لحاجاتها على صعيد إعادة البناء والتمويل.

وقال مالباس إن البنك يجهز حاليا مشاريع في 49 دولة للمساعدة في محاربة الفيروس بموجب تسهيل ائتماني سريع المسار جديد، ومن المتوقع اتخاذ قرارات هذا الأسبوع بشأن ما يصل إلى 16 مشروعا منها، وقال إن البنك يتشاور مع الصين ودول رئيسية أخرى للحصول على المساعدة من أجل التصنيع السريع للعديد من الإمدادات الطبية التي تحتاجها الدول وتوصيلها إليها.

مشردو لندن عالقون في الشوارع مع إغلاق المدينة بسبب كورونا

بينما لزم معظم البريطانيين منازلهم انتظارا لانحسار موجة تفشي فيروس كورونا المستجد لم يجد المشرد محمد سيسي مكانا يؤويه، فظل قابعا على الرصيف قبالة محطة مترو تشارينج كروس في لندن.

قال سيسي ( 29 عاما) لرويترز إنه حين طلبت منه الشرطة الانتقال إلى دار لإيواء المشردين أثناء فترة إغلاق البلاد، ذهب فوجدها مغلقة. وأضاف ”الناس مذعورون، لا تعرف ماذا تفعل“، وتقول الجمعيات الخيرية التي ترعى المشردين إن هناك المئات من المشردين مثل سيسي في العاصمة في وقت تعاني فيه مراكز إيواء المشردين من نقص في العاملين والإمدادات، وتساءل جيريمي جراي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ايفولف الخيرية في لندن التي توفر سكنا للمشردين ”إذا لم يكن لديك منزل كيف يمكنك البقاء في الداخل؟“.

وقالت مؤسسة ايفولف إن كل مراكزها، باستثناء واحد فقط، مفتوحة في الوقت الحالي لكنها قلقة بخصوص طاقم العاملين بها خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقال جراي ”التحدي الأكبر بالنسبة لنا في ظل هذه الظروف سيكون المزيد من الأشخاص الذين يصابون بالمرض. كذلك المزيد من دورات العمل التي يجب شغلها“.

وأضاف ”التحدي يتمثل في دعم الوافدين إلينا (من المشردين)، الذين سيُعزل المزيد منهم، يمكنك أن تتخيل التحديات المتعددة التي تواجههم“، وظهرت بعض المبادرات للمساعدة، فقد أعلن رئيس بلدية لندن، صادق خان، يوم السبت أنه تم حجز 300 غرفة في فنادق مملوكة لمجموعة انتركونتيننتال لمدة 12 أسبوعا لمساعدة المشردين على عزل أنفسهم.

وتولت جمعية سانت مونجو الخيرية لرعاية المشردين تنسيق البرنامج وتطوع سائقو سيارات أجرة لنقل المشردين إلى غرفهم، ودعا الأمير البريطاني وليام، راعي منظمة ذا باساج الخيرية لرعاية المشردين، لتقديم مزيد من المساعدة للمشردين. وقال إنه يرغب في إبعاد 600 شخص آخرين عن الشوارع بحلول يوم الجمعة، حسبما ذكرت صحيفة ايفننج ستاندارد اللندنية، لكن بيانات جمعية سانت مونجو تفيد بأن ما لا يقل عن 8855 مشردا كانوا ينامون في الشوارع من أبريل نيسان 2018 إلى مارس آذار 2019 في مدينة لندن فقط.

سلال المسنين في تركيا تتدلى عبر النوافذ للحصول على الطعام

من نافذة الشقة في الطابق الرابع، تنادي يوكسيل (83 عاما) البقال الواقف عند زاوية شارعها في اسطنبول، قبل أن تدلي له سلتها وتطلب: "كيلو موز من فضلك"، يزن البقال الثرثار كيلو من الموز ويضعه في كيس ثم في السلة بعد أن يأخذ المال الذي وضعته فيها العجوز، ويناديها "اسحبي السلة". تسحب يوكسيل حتى تصل سلتها الى النافذة وتلتقط الفاكهة من داخلها، عاد هذا التقليد القديم في التوصيلات المنزلية الى الواجهة من جديد وبقوة، برغم أنه ليس غريبا عن شوارع اسطنبول.

وأصدرت السلطات التركية الاحد أمرا ببقاء من تزيد أعمارهم عن 65 عام في منازلهم اتقاء لاصابتهم بفيروس كورونا، وقال البقال ظافر غوندوغدو في حي فيريكوي في منطقة شيشلي باسطنبول لوكالة فرانس برس "كنا نتلقى من قبل عشر طلبات في اليوم، ولكن هذا الرقم وصل إلى 50 الآن".

وأضاف "مهما كان ما يحتاجونه، فنحن تحت تصرف عملائنا المسنين، سواء من خلال ملء السلال المعلقة، أو تسليم الطلبات عند بابهم من 7:00 صباحاً حتى العاشرة مساءً"، اما بائع اللحوم زينيل أوزونر، الذي يقع متجره في نفس الحي، فقال إنه يفعل ما بوسعه لضمان عدم احتياج كبار السن لأي شيء، وأوضح "إنهم أيضا جيراننا. نوصل لهم الخبز أو الجريدة وليس فقط اللحوم".

وسجلت تركيا حتى الأربعاء رسمياً 44 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، معظمهم، وفقًا لوزير الصحة فاهرتين كوجا، من كبار السن، وقال كوجا هذا الأسبوع "أناشد كبار السن: هذا المجتمع بحاجة الى خبراتكم الحياتية .. من فضلكم لا تخاطروا بحياتكم والتزموا بالإجراءات"، بالإضافة إلى أمر كبار السن بالبقاء في منازلهم، اتخذت السلطات مجموعة من الإجراءات من إغلاق المدارس والجامعات إلى حظر صلاة الجماعة، لكنها حتى الآن لم تصل إلى حد الإغلاق الكامل.

"الآن أردت شكركم".. شاب مصري يعيش في إحدى بؤر كورونا حديث الصحافة الإيطالية

أصبح شاب مصري مثار حديث الصحافة الإيطالية، وسط إشادة بلفتة إنسانية قام بها نالت استحسان العديد من الإيطاليين، "قبل 10 أعوام رحبتم بي، والآن أريد أن أقول شكرًا لكم في هذه اللحظات الصعبة، كل شئ سيكون على ما يرام. إذا احتجتم شيئا خذوه مجانا، من الخضار والفاكهة التي تجدونها فوق هذه المنضدة، سامح".

خارج متجر للفاكهة والخضروات، وضع سامح عياد شاب مصري (34 عامًا)، هذه اللافتة أمام متجره في مقاطعة بيرغامو، الكائنة في منطقة لومبارديا (شمال البلاد)، التي تعد واحدة من أكبر بؤر وباء فيروس كورونا في إيطاليا.

وقال موقع "بيرغامو نيوز"، إنه في وقت تعيش بيرغامو حالة طوارئ بسبب فيروس كورونا، ظهرت بادرة جميلة من سامح عياد، بائع الخضار المصري، الذي قرر التخلي عن منتجات متجره في "كانونيكا دي أدا"، وهو تجمع سكني في مقاطعة بيرغامو، وعبر طاولة مليئة بالبرتقال والأناناس والتفاح والكوسة والباذنجان والطماطم، طرح سامح هذه المنتجات مجانًا لمن يحتاجها، في 2010، وصل سامح وحده إلى إيطاليا، وبدأ البحث عن فرصة عمل، حيث قال لموقع "بيرغامو نيوز": "بدأت في صنع البيتزا دائمًا هنا في كانونيكا، ثم قبل ست سنوات بدأت أعمل مساعدًا في متجر فواكه. وبعد تعلم المهنة واللغة جيدًا قررت الشروع في عملي الخاص"، وحول فكرة مبادرته لإتاحة الفاكهة والخضروات مجانا، قال سامح إنه شعر بأنه مدين للبلاد التي أعطته وتعطيه الكثير، مُضيفا: "لطالما أحبني الإيطاليون وشعب بيرغامو، ولهذا أردت أن أشكرهم بطريقة ما. وبالنظر إلى الوقت الصعب الذي نمر به، مع فيروس كورونا اللعين، آمل أن تساعد بدايتي الناس على التحسن قليلاً".

أما المواطنون الإيطاليون فكانوا سعداء للغاية بمبادرته. وفي غضون ساعات قليلة نفدت جميع منتجات المجانية، وأشار سامح إلى أنه بدأ مبادرته قبل يومين، ويعتزم الاستمرار فيها "حتى تنتهي حالة الطوارئ هذه. نأمل ذلك قريبًا".

وعندما سئل عن ما يحلم به، قال سامح إنه يأمل يكون قادرًا على اصطحاب زوجته وبناته الثلاث - اللاتي يعيشن في مصر - إلى إيطاليا، لافتا أنه اتخذ الإجراءات الخاصة رغم أنه يرى أنه الوقت الحالي ليس جيدًا لإتمام ذلك "لكننا نأمل أن يأتي ذلك اليوم في أقرب وقت ممكن"، من جانبها، قالت روسانا دي فيتو، صاحبة متجر للتبغ وتشارك في مبادرة التضامن، إن سامح شعر بالحاجة إلى جعل نفسه مفيدا بطريقة ما؛ لقد فكر في إيصال الفاكهة للمرضى في المستشفى، لكن وحده كان من الصعب إدارة المتجر والقيام بتوصيلها، لذا فإن قرار اختيار بعض المنتجات وإعطائها... لم يفكر أبدًا في الإعلان عن نفسه، لكنه أراد فقط أن يشعر بأنه يفعل شيئا صحيحًا"، حسبما أوردت صحيفة "ريبابليكا" الإيطالية.

وأشارت "ريبابليكا" إلى أن مبادرة الشاب المصري قوبلت بترحيب كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدعم فكرته، باعتبارها لفتة من شأنها كسر الحواجز العنصرية مرة واحدة وإلى الأبد، وتذكر أننا "كلنا إخوة".

في الأحياء الفقيرة والمكتظة في المغرب.... إجراءات العزل صعبة التطبيق

لا يساور سفيان شك في ضرورة الالتزام بالحجر الصحي للوقاية من تفشي وباء كورونا المستجد، لكنه غير قادر على احتماله في منزله الضيق في أحد أحياء الرباط والذي يقطنه مع والديه وخمسة أشقاء وشقيقات.

ويقول سفيان لوكالة فرانس برس إن الذين يخرجون من منازلهم رغم التوجيهات بالبقاء فيها، "واعون بأن الحجر الصحي من مصلحتنا جميعا، لكن أغلبيتهم يقيمون في بيوت ضيقة لا تتجاوز أحيانا غرفة ومطبخا لأسرة كاملة".

ويضيف وقد وقف عند مدخل زقاق ضيق "من الصعب تحمل هذا الاكتظاظ يوما كاملا"، مشيرا إلى أن منزل العائلة يتألف من غرفتي نوم وتوابعهما، وبينما يسود الهدوء معظم شوارع العاصمة وأحيائها الخالية من المارة منذ فرض حالة الطوارئ الصحية مساء 20 آذار/مارس، ما تزال أحياء أخرى تنبض بالحركة، وتنظم السلطات دوريات تجوب أزقة حي التقدم الشعبية مساء كل يوم للتوعية الى خطورة الوباء، وإجبار المخالفين على دخول منازلهم.

اضف تعليق