q
لو سلمنا ان داعش تنظيم أيديولوجي بواعثه دينية متطرفة وليس مخابراتي دولي، فما هو تفسير التنظيم لفيروس كورونا وكيف يستفيد من انتشار الوباء؟، تدرك الجماعة الإرهابية أن أعضائها ليسوا محصنين ضد الفيروس ولم تختلف توصياتها الصحية عن المتعارف مع اضافة فقرة بان الامراض غير معدية...

لو سلمنا ان داعش تنظيم أيديولوجي بواعثه دينية متطرفة وليس مخابراتي دولي، فما هو تفسير التنظيم لفيروس كورونا وكيف يستفيد من انتشار الوباء؟

تدرك الجماعة الإرهابية أن أعضائها ليسوا محصنين ضد الفيروس ولم تختلف توصياتها الصحية عن المتعارف مع اضافة فقرة بان الامراض غير معدية بذاتها بقدر ماهي أمر من الله.

في مطلع الشهر الثاني من هذا العام نشر التنظيم مقالا في صحيفة النبأ وهي الصحيفة الرسمية له، يقول أن فيروس كورونا جاء بسبب عقوبة الهية بسبب ما يعاني منه المسلمون في الصين، مشبها تلك العقوبة كما حدث لقومي عاد وثمود وقوم فرعون وبعض بني اسرائيل. لكن عزى التنظيم أن الأوبئة بإصابتها للمسلمين للتكفير عن الذنب بمعنى اختبار للصبر أيضاً.

وفي الشهر الثالث من هذا العام تطور خطاب التنظيم، على خلفية الوباء، رسم داعش خطته التي وصفها "بالكابوس الصليبي" وهذا إن دل على شيء إنما يدل على انتهاز فرصة انتشار الوباء من أجل شن هجماته الارهابية، لان الجيوش أصبحت مشلولة بسبب القيود المفروضة على الحركة.

وهنا يمكن الاشارة الى مجموعة نقاط: أولا: يشير تنظيم داعش في منشوراته الى الوباء ومايسببه في تعطيل التعاون الدولي الحالي - أو حتى أثار صراعا جديدا - فإنه على استعداد لاستغلال الأزمة.

ثانياً: خلق فوضى عارمة تتجلى في زيادة الهجمات ربما هذه المرة على المستشفيات وهي الأكثر عرضة لأنها أماكن أكثر ازدحاماً.

ثالثاً: الاستفادة من العزلة الاجتماعية في محاورة الاشخاص عبر الأنفاق الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد واستغلال وقت الفراغ عبر قاعدة "سحب الأرنب للأسفل وتضليله".

رابعاً: سيسعى التنظيم كعادته وقت الأزمات الدولية الى استخدام مخرجات اعلامية يحاول الوصول الى جميع فروعه وكان نمو الجماعات الارهابية في السنوات الأخيرة نتيجة للحرب والفوضى. على سبيل المثال، أصبح تنظيم داعش تهديدا عالمياً إلى حد كبير من خلال الاستفادة من الصراعات المحلية وفشل الدول، ثم هياجاً ومحاولات لتصدير نموذجه عالمياً.

خامساً: تشجيع حركة التمرد ومهاجمة السجون وهي خطة سابقة وجه بها البغدادي قبل مقتله، وهذا ماحدث في سوريا مؤخرا في محاولة هروب جماعي لعدد مقاتلي داعش من سجن يقع تحت حماية القوات الكردية في الحسكة بسوريا في وقت يبلغ عدد السجناء نحو 5000 سجين هناك. بينما العدد الكلي لكل المعتقلين يصل قرابة 10000 الف شخص.

يجب على العالم أن يحذر من هجمات التنظيم الذي أوصل رسائل الى أنصاره أن حربه شاملة مستمرة، حتى مع انتشار الفيروس مستغلا للفوضى التي تسببها العدوى، لانه يرى الأمر مختلف عما نفكر به نحن، مما يتطلب هذا التهديد المستمر تعاوناً دولياً.

اضف تعليق