q

هل تعجز داعش عن توفير عدد من المقاتلين العراقيين والعرب ليقوموا بمهمة جسيمة هدفها بغداد ومحاولة الضغط اكثر على الحكومة المركزية بعد سيطرتها على مناطق واسعة من محافظات السنة في الشمال والغرب مع ما إستتبع ذلك من ويلات ومصائب لحقت بالمواطنين العاديين المهملين والمحرومين الذين تسبب الصراع الدائر في تشريدهم وحرمانهم من متطلبات العيش الضرورية، إضافة الى الإضطرار الى النزوح ومغادرة الديار بلارغبة ولمجرد إن مجموعات داعش تريد فرض شروط حياة لم يفرضها حتى الأنبياء، ولايطيقها إنسان على البسيطة مهما تماهى مع الفكر الذي يفرضه التنظيم المتشدد ويدعو إليه؟

لدى داعش مايريد من سلاح، ولديه الرجال عراقيين وعربا، وهو يمتلك الكثير من أدوات التأثير والتسبب بمزيد من المشاكل، لكنه لايفعل ذلك وينشغل في محافظات صلاح الدين والأنبار والموصل، ويكتفي بقتل الناس وجمع الأموال، وهتك الأعراض، وسرقة الممتلكات، ومحاولة نشر بعض الأفكار المتطرفة التي تدفع الى المزيد من التشدد والعنف الذي أوغل فيه هولاء، ولم يعد لهم من سبيل الى التراجع بعد أن تلطخت وجوههم وعقولهم وضمائرهم بدماء الأبرياء والضحايا الذين رفضوهم، أو منعوهم من السيطرة الكاملة فإستحقوا العقاب الكامل بالموت.

التحرك نحو الأنبار ومحاولة إعادتها الى سيطرة الحكومة العراقية بواسطة القوات المنتخبة وعناصر الحشد الشعبي لايمثل هدفا إستراتيجيا بل هو تحصيل حاصل كما يقال في العادة والهدف الإستراتيجي هو حماية بغداد من العبث، أو محاولات تحرش قد يقوم بها داعش، وقد يكون هناك نوع من الرفض، أو التنسيق بين جهات إقليمية ومحلية عراقية وقيادات دينية سواء كانت معتدلة، أو مرتبطة بالتنظيم الإرهابي لتجنب التحرش ببغداد حيث ستكون لهذا التحرش، أو التجرؤ تبعات خطيرة على التكوين المجتمعي والسكاني، فردات الفعل التي يمكن أن تحدث ليست مرتبطة بمهاجمة داعش، أو قتاله المباشر لكن ذلك قد يقود الى صراع داخل المدينة وصدام طائفي عنيف بين المكونات الأساسية التي يبدو أن الكفة تميل في أي صراع بينها الى الطرف المتصل بالسلطة والمتوفر على كثافة بشرية عالية.

ليس من مصلحة داعش أن تخسر كل وجودها المادي والمعنوي في المحيط العربي والإقليمي الذي تجد فيها من يدعمها ويوفر لها الغطاء الشرعي والتمويل الكامل والمتزايد بسبب التعصب وغياب الأفق، حيث ستكون الخسارة جسيمة على التنظيم وواقع العاصمة بغداد ووجود المكونات فيها التي ستدفع الثمن كاملا، وقد ينهي وجودها الى الأبد في العاصمة العريقة والتاريخية وسيحرم الدول العربية المهتمة بالشأن العراقي من مواطئ أقدام كانت تحافظ عليها عن طريق السياسة والدعم المالي وتمويل بعض الجماعات المسلحة المشاكسة بغية إضعاف الحكومة العراقية، وضمان عدم نهوض الديمقراطية، وأن تمضي العملية في الوجهة التي لايريدها العرب.

غباء داعش قد يدفعها الى التحرش ببغداد والتجرؤ عليها، لكن النظر بهدوء لما بعد التحرش سيجعل من المهمة نوع من الإنتحار الذي لايجدي معه الندم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق