q
يبلغ عدد مستخدمي الانترنت في العراق حوالي ١٩ مليون نسمة اي ما يعادل حوالي ٤٧٪ من عدد السكان. وهذه نسبة معقولة جدا إذا افترضنا ان البقية الباقية من المواطنين العراقيين هم من الاطفال والاميين من الجنسين والاشخاص الذين لا تتيح لهم ظروفهم الشخصية استخدام الانترنت...

يبلغ عدد مستخدمي الانترنت في العراق حوالي ١٩ مليون نسمة اي ما يعادل حوالي ٤٧٪ من عدد السكان. وهذه نسبة معقولة جدا إذا افترضنا ان البقية الباقية من المواطنين العراقيين هم من الاطفال والاميين من الجنسين والاشخاص الذين لا تتيح لهم ظروفهم الشخصية استخدام الانترنت، كالمرضى والسجناء، والذين لا يملكون اجهزة ذكية بسبب الفقر وغيره، اضافة الى اشخاص لا يرغبون اصلا باستخدام الانترنت. بمعنى اخر نستطع القول ان معظم ان لم نقل كل القادرين على الوصول الى الانترنت باتوا يستخدمون هذه الخدمة التي شكلت تحولا كبيرا في التواصل الاجتماعي العالمي والاعلام وانتشار الاخبار والمعلومات.

وفي كل الحالات المماثلة، يمكننا القول انه يوجد نوعان من استخدامات الانترنت: الاستخدام الاول هو الاستخدام الحضاري، والثاني هو الاستخدام غير الحضاري، اي المتخلف، والتخلف هو خلل حاد في #المركب_الحضاري، المؤلف من خمسة عناصر هي: الانسان والطبيعة والزمن والعلم والعلم، المحاطة بمنظومات قيم اخلاقية عليا تضبط السلوك او التعامل الحضاري معها.

باتساع ظاهرة استخدام الانترنت اصبح الفرد المستخدم متلقيا وناشرا في نفس الوقت. يتلقى المعلومات التي ينشرها غيره، وهو بدوره ينشر المعلومات التي بحوزته.

التصرف الحضاري بالمعلومات يمر عبر التحقق من صدقيتها وصحتها ودقتها، قبل نشرها او تصديقها. وهذا مبدأ حضاري قديم عرفه المسلمون من خلال القران الكريم الذي اشار اليه في عدد من اياته مثل قوله تعالى:

((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ *إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) (الاسراء 36)، ((َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين)) (الحجرات 6).

((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ * وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ *وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)) (النساء 83).((َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ* وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا * اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ* وَاتَّقُوا اللَّهَ *إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) ( المائدة 38).

وقد وعى المسلمون الاوائل مدلول هذه الايات في تعاملهم مع الاحاديث او "الاخبار" المروية عن الرسول محمد (ص) فنشأت العلوم التي من خلالها كانوا يدققون بسلسلة رواة الاحاديث (السند) ومحتوى او مضمون هذه الاحاديث (المتن). وهي علوم يمكن تطبيقها او تطبيق نظائرها مع المعلومات والاخبار التي يجري ضخها عبر الانترنت.

اول ما عليك القيام به هو التاكد من السند. وهنا عليك ان تميز بين الناقل، او مجموعة الناقلين، وبين المصدر الاولي للخبر. وعادة ما يكون المصدر الاولي وكالة انباء محترمة او وسيلة اعلام معتبرة الخ. وعليك ان تتاكد من مصداقية و وثوقية الناقلين من جهة، وتتاكد من المصدر الاولي والاصلي للخبر، من جهة ثانية. والجهة الثانية اصبحت سهلة لان معظم المصادر الاصلية تملك مواقع على الشبكة العنكبوتية التي يمكن الرجوع اليها للتاكد من مصداقية الخبر.

اما المتن فامره قد يكون اصعب اذ عليك ان تتأكد من ان مضمون الخبر معقول او صحيح او ممكن باي شكل من اشكال الامكان. تشاهد مثلا مقطع فيديو لايفانكا ابنة الرئيس الاميركي ترامب، لكن ناشر الفيديو اخفى صوت المتحدثة ونشر بدلا عنه ترجمة عربية لما يزعم انه حديثها. وفي الترجمة تقرا ان البنت تسب اباها. لا تصدق المقطع لانك لم تسمع صوتها، ولا تصدق الترجمة لانك لا تعرف مدى صحتها. وعليه، فلا يصح ان تروج لهذا المقطع. وقس على ذلك.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق