q

بعد كل إنجاز ونجاح أو نصر يتحقق هنا وهناك في البلد، ثمة من يراقب ويخطط وينتهز الوقت والفرصة لتبديد البهجة أو محاولة كسر المعنويات وإعادة الصورة إلى الخلف دائما.. أي صورة الإحباط والتراجع واليأس.

فبعد انتصاراتنا الباهرة في صلاح الدين مؤخرا وارتفاع معنويات الجيش والشعب ومعها بهجة الانتصار والنجاح والتفاؤل، وبعد مقتل الإرهابي المجرم عزة الدوري على أيدي أبطالنا في الحشد الشعبي والمقاومة الوطنية الشريفة، خرج (اللاعبون) الذين يجيدون مهماتهم في (التوقيتات) أي توقيت الأحداث المضادة بغية قلب الصورة من الخارج في محاولة لزرع اليأس في دواخلنا -كما قلنا- وتراجع المعنويات، بل وإعادة الحياة السياسية إلى المربع الأول، وكأن شيئا لم يكن، أو لم يحدث تغيرا أو تطورا وتصاعدا في الأداء الأمني والعسكري، ولهذا عادوا ليفخخوا السيارات وليفجروا الأماكن الآمنة ويقتلوا الأبرياء -كما هو عهدهم- في كل مرة ينهض فيها الحال أو يتحسن.

من هم هؤلاء؟

من له مصلحة في التراجع؟

وما الذي يجب فعله؟..

بالنسبة لـ(هؤلاء) الذين يؤدون مهمات التوقيتات، فهم، وبلا شك، أدوات سياسية داخلة في العملية السياسية تؤدي أدوارا عربية وإقليمية ودولية مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، بمعنى أنهم يلعبون لمصلحة إسرائيل.. في المحصلة النهائية، هذا هو المنطق..

هؤلاء أدوات التوقيتات في الداخل، يعملون بأمان ودون مراقبة ربما، بل ويتفننون أيضا بالقتل والتوقيت والإخراج والسيناريو..

فبعد تهجير الناس في الأنبار وترويعهم وفق مخطط هندسي مدروس ومعد له من قبل جماعات داعش ومن يقف وراءهم، كي يلجأوا إلى العاصمة ومناطقها تحت غطاء الناس الأبرياء الذين لا ذنب لهم، والذين خرجوا من بيوتهم مضطرين دونما شيء يملكونه، طلبا للأمن والأمان، اتضحت وخلال أيام قليلة، نتائج هذا التوقيت على الأرض وعلى الحالة الأمنية وكذلك على الجانب النفسي والمعنوي، أو هكذا يأملون هم من مخططاتهم، لنشهد يوميا عمليات تفخيخ وانفجارات ملحوظة في أحياء بغداد التي عاشت بعض الوقت هدوءا نسبيا خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد الانتصارات الأخيرة التي تحققت على أيدي أبطال الجيش والحشد الشعبي.. ولنشهد أيضا حالات متكررة ومقصودة -في التوقيت- زمانا ومكانا، لترويج الشائعات المغرضة والأكاذيب وترهيب الناس، بل ومحاولة إعادة الشحن الطائفي من جديد، لأن هذا من شانه أن يبقي داعش زمنا أطول، وهو يمثل لأصحاب التوقيتات الدموية هذه، تجارة رابحة من جهة، ومن جهة أخرى خدمة لأسيادهم خارج الحدود من الصهاينة وأذنابهم.

لهذا يجب الحذر واليقظة في هذه المرحلة الحساسة، إنها المرحلة التي تسبق تحرير الأنبار ونينوى من الدواعش، لكن هؤلاء (المتغلغلين) من اللاعبين المعروفين الذين يحملون صفة (السياسيين الدمويين) ضد شعبهم، يحاولون تأجيل النصر أو قتله في دواخلنا، بأساليبهم الخبيثة هذه، كما علينا أن نشن هجوما استباقيا ضدهم وضد توقيتاتهم من خلال محاربة الإشاعات والأكاذيب التي تروج هنا وهناك، ومراقبة كل التحركات المريبة لإبطال مفعول هذه التوقيتات التي تريد إفساد مباهج انتصاراتنا وقتل معنوياتنا، كما يجب أن تتوحد الكلمة والمواقف بين جميع المخلصين والوطنيين في البلد لإفشال هذه (الألعاب) الدنيئة والإجرامية بحق الناس وكرامة البلد واستقراره ومستقبله.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق