q
أصبح تنظيم داعش الارهابي على شفا الهزيمة النهائية في آخر منطقة يسيطر عليها في سوريا كما نقلت بعض المصادر، حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها توغلت في المعقل الأخير للتنظيم المتشدد قرب الحدود العراقية وذلك في تتويج لجهود مستمرة منذ أربعة أعوام لدحر المتشددين...

أصبح تنظيم داعش الارهابي على شفا الهزيمة النهائية في آخر منطقة يسيطر عليها في سوريا كما نقلت بعض المصادر، حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها توغلت في المعقل الأخير للتنظيم المتشدد قرب الحدود العراقية وذلك في تتويج لجهود مستمرة منذ أربعة أعوام لدحر المتشددين. ورغم أن سقوط قرية الباغوز الواقعة على ضفة نهر الفرات بشرق سوريا سيعد حدثا مهما في الحملة ضد داعش، فإن مقاتليها ما زالوا يمثلون تهديدا بسبب أساليب حرب العصابات التي ينتهجونها واستمرار سيطرتهم على بضع أراض مقفرة غربي القرية.

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي داعش ومن المدنيين من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور. وكان هؤلاء تقهقروا إلى الباغوز مع طرد التنظيم تدريجيا من الأراضي التي كان يسيطر عليها. وعلى الرغم ما تقديم يرى بعض المراقبين، ان المعركة مع التنظيم ستستمر لوقت اطول حيث سيسعى التنيم ومع وجود عدة مئات من المقاتلين الاجانب.الى اتباع خطط جديدة في سبيل ايقاع اكبر عدد من الضحايا في جميع مدن سوريا دون استثناء، وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إن هؤلاء الباقين هم الأكثر تشددا.

وقال قائد القوات إنها ستعلن النصر بعد أسبوع، وهو ما تناقض لاحقا مع تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القوات استعادت السيطرة على كامل الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش. ولواشنطن نحو 2000 جندي في سوريا ومهمتهم الأساسية دعم قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد التنظيم. وأعلن ترامب في ديسمبر كانون الأول سحب جميع القوات، لكن البيت الأبيض تراجع جزئيا عن ذلك الشهر الماضي، قائلا إن نحو 400 جندي سيبقون هناك. وخلال الشهور الثلاثة الماضية، غادر نحو 40 ألفا من مختلف الجنسيات الأراضي التي كان يسيطر عليها المتشددون، مع سعي قوات سوريا الديمقراطية إلى طردهم من كل الجيوب الباقية. وتجاوز عدد من خرجوا من الباغوز التقديرات المبدئية.

سيارات ملغومة

وفي هذا الشأن قال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن تنظيم داعشنفذ تفجيرات بسيارات ملغومة ضد القوات التي تهاجم الباغوز في مسعى أخير لتجنب الهزيمة في آخر قطعة من الأراضي يسيطر عليها. وستتوج السيطرة على قرية الباغوز، الواقعة بشرق سوريا على ضفاف نهر الفرات، أربع سنوات من الجهود الدولية لطرد المتشددين من أراضي ما يسمى دولة الخلافة التي أعلنوها من جانب واحد وشملت نحو ثلث مساحة سوريا والعراق تقريبا في عام 2014.

لكن من المتفق عليه على نطاق واسع أن التنظيم، الذي تتقلص أراضيه منذ ذلك الحين والذي تكبد هزائم ساحقة في 2017، سيظل يمثل تهديدا أمنيا كقوة تمرد تملك خلايا نائمة وبعض الجيوب. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قالت إنها تتوقع ”معركة حاسمة“بعد تقدم تدريجي دام 18 ساعة لتفادي الألغام المزروعة على الأرض التي نشرها التنظيم الذي يستخدم مقاتلوه أنفاقا تحت الأرض لإقامة كمائن قبل أن يختفوا. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الألغام الأرضية والسيارات الملغومة عرقلت تقدمه.

وقال متحدث باسم التحالف إن وتيرة التقدم انحسرت. وقال الكولونيل شون رايان ”يستخدم مقاتلو داعش سترات ناسفة وسيارات ملغومة لإبطاء هجوم قوات سوريا الديمقراطية والاختباء من ضربات التحالف في منطقة الباغوز. ”ما زالوا يحتجزون مدنيين ويغطون الأنفاق أيضا بشحنات ناسفة بدائية الصنع“.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قدرت من قبل وجود مئات من مقاتلي داعش داخل الباغوز ووصفهم التحالف بقيادة الولايات المتحدة بأنهم ”الأكثر صلابة“. وقال رايان إن تحديد الأعداد الحالية صعب بسبب اختبائهم تحت الأرض. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات الجوية للتحالف دمرت عدة سيارات ملغومة في اليومين الماضيين وإن قوات سوريا الديمقراطية دمرت ثلاث سيارات ملغومة أخرى كانت تستهدف بعض مواقعها.وقصف المتشددون أيضا القوة المتقدمة. وأصيب سنجار شامار، وهو من وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية، بشظية أصابت السيارة المدرعة التي كان يقودها.

وقال شامار (22 عاما) أثناء تضميد ذراعه في نقطة مساعدات أولية ”تم إرسال زميلي للمستشفى. بُترت ساقه. ”إلا أن الروح المعنوية مرتفعة (عند الخط الأمامي). سأعود لزملائي بعد برهة... بمشيئة الله وسننتصر“. وبعد إعلان دولة خلافة في مساحات شاسعة من الأراضي التي سيطر عليها في هجمات خاطفة في سوريا والعراق المجاور، جذب تنظيم داعش الآلاف من الأجانب للعيش تحت حكمه والدفاع عن الأراضي التي سيطر عليها. بحسب رويترز.

إلا أن توسعه السريع جذب أيضا مجموعة من الخصوم سواء محليا أو دوليا الذين بدأوا يقلصون هذه المكاسب. ومع تراجع الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم ، تقهقر آلاف من المقاتلين وأتباعهم والمدنيين إلى الباغوز والأراضي الزراعية حولها في محافظة دير الزور. وخلال الأسابيع القليلة الماضية تدفقوا بأعداد أكبر من المتوقع بشكل عطل الهجوم النهائي. وقال قيادي من قوات سوريا الديمقراطية إن كثيرين ممن يغادرون الجيب كانوا يحتمون تحت الأرض في كهوف وأنفاق.

حتمية الهزيمة

على صعيد متصل قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن نحو 200 مقاتل من تنظيم داعش استسلموا بعد معركة شرسة في آخر جيب لهم بشرق سوريا لكن نحو ألف ربما ما زالوا هناك. ويواجه تنظيم داعش الهزيمة في قرية الباغوز الواقعة على ضفاف نهر الفرات، لكنه لا يزال مسيطرا على جيوب أخرى في مناطق نائية على مسافة أبعد نحو الغرب وشن عدة هجمات بأساليب حرب العصابات في مناطق أخرى بعد طرده منها.

والباغوز الواقعة قرب حدود العراق هي آخر جيب من الأراضي المأهولة التي أعلن عليها التنظيم إقامة دولة الخلافة في سوريا والعراق عام 2014. وقالت قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق إنها أبطأت وتيرة الهجوم بسبب محاصرة مزيد من المدنيين داخل الجيب، لكنها أكدت عزمها السيطرة عليه قريبا. وكان يُعتقد في وقت سابق بأنه جرى إجلاء كل المدنيين. وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن نحو 200 متشدد غادروا مع نحو ثلاثة آلاف شخص بعد أن فتحت قوات سوريا الديمقراطية ممرا لهم.

وأضاف أنهم قبل الاشتباكات اعتقدوا أن هناك ما بين ألف و1500 متشدد. وقال إن المتشددين بعد أن تكبدوا خسائر استسلم نحو 200 وأشار إلى أن عدد المتشددين الآن نحو ألف فضلا عن المدنيين العالقين هناك. وقال فصيل تابع لقوات سوريا الديمقراطية، وزع صورا تظهر فصل الرجال عن النساء والأطفال، إن المقاتلين من دول مختلفة منها أوزبكستان وتركمانستان. وتقهقر التنظيم المتشدد تدريجيا إلى الباغوز في مواجهة هجمات متواصلة من قوات محلية ودولية في أعقاب الغضب الدولي بسبب ما بدر منه من قسوة.

لكن حكومات كثيرة تقول إنه رغم الانتكاسات، لا يزال التنظيم يشكل خطرا كبيرا في ظل تطويره أساليب بديلة تتراوح من شن معارك في المناطق الريفية إلى تنفيذ تفجيرات في المراكز الحضرية. وينفذ هذه الهجمات أتباع للتنظيم في المنطقة وخارجها. واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية مطلع هذا الأسبوع هجومها على قرية الباغوز في ذروة حملة شملت انتزاع السيطرة على مدينة الرقة في عام 2017 وهو العام الذي مُني فيه التنظيم بهزائم كبيرة في العراق وسوريا. بحسب رويترز.

وأوقفت قوات سوريا الديمقراطية بالفعل الهجوم لأسابيع للسماح لآلاف المدنيين بمغادرة المنطقة بمن فيهم أنصار داعش ومقاتلوها والأطفال والسكان المحليون وبعض من أسرى التنظيم. وكانت قد قالت إنه لم يتبق في القرية سوى المتشددين لكنها الآن تقول إن هناك بعض المدنيين. وشوهدت عشرات الشاحنات التي تشبه تلك التي أجلت الناس من الباغوز في الأسابيع الأخيرة وهي تعود هناك وقال سائقون إنهم سيقلون أشخاصا من الباغوز. وقال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه لا يستطيع التحقق من هويات من تحتجزهم داعش لكنه عبر عن أمله في الإفراج عنهم بسلام.

أمريكا وايران

الى جانب ذلك قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقوات الأمريكية إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا استردت كل الأراضي التي كان يسيطر عليها ذات يوم تنظيم داعش، في تناقض مع رواية قائد قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن والذي قال إن الأمر سيستغرق أسبوعا آخر. وقال ترامب للقوات في قاعدة إلميندورف-ريتشاردسون المشتركة خلال توقف للتزود بالوقود في ألاسكا ”سيطرنا للتو كما تعرفون، سمعتم عن 90 بالمئة ثم 92 بالمئة من الخلافة في سوريا. الآن سيطرنا على 100 بالمئة من الخلافة“.

وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني قال في تسجيل مصور وزعه المركز الإعلامي للقوات”نحن بعد أسبوع نعلن الانتصار الكامل على داعش“. وأدلى ترامب بتصريحاته أثناء حديثه مع القوات الأمريكية في ألاسكا عن التقدم الذي أحرزته إدارته في أفغانستان والشرق الأوسط خلال العامين الماضيين. وتوقف ترامب بألاسكا في طريق عودته من محادثات في فيتنام مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. بحسب رويترز.

وكان الرئيس الأمريكي حريصا على إعلان طرد داعش من جميع الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ أن أعلن في ديسمبر كانون الأول سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا إنها نجحت في مهمتها المتمثلة في هزيمة التنظيم المتشدد. وفي حين سحبت الولايات المتحدة بعض القوات، رد ترامب على انتقاد الخطوة بترك حوالي 400 جندي في البلاد على المدى الطويل، بينهم 200 في الشمال الشرقي في إطار قوة متعددة الجنسيات و200 في قاعدة بالجنوب الشرقي للتصدي للنفوذ الإيراني.

اضف تعليق