q
إنسانيات - حقوق

السجون نصيب النشطاء السلميين في السعودية

(المحامي ابوالخير أنموذج)

مضى أكثر من عام على اعتقال المحامي والناشط الحقوقي السلمي المعروف وليد ابوالخير، الذي اعتقل في 15/4/ 2014م. و بعد فترة من النقل الإجباري والتعسفي بين السجون السعودية نقل 6 مرات البداية في جدة، حيث تعرض للضرب والسحل في سجن بريمان، وفي 4 فبراير 2015م. نقل إلى الرياض وبالتحديد سجن الحاير المخصص للقضايا الخطيرة والعظيمة، في 6/7/2014م. صدر حكم من المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب 15 عاما، والمنع من السفر 15 سنة بعد إنتهاء مدة السجن، وتغريمه 200 ألف ريال، ولكن ابو الخير رفض الاعتراف بالحكم.

ما هذا الحكم الجائر من محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب، على محامي وناشط حقوقي يؤمن بالسلمية، وحماية الحقوق والأرواح، يرفض العنف والظلم والفساد، يطالب أن يكون وطنه الأفضل في الحكم عبر دستور يحدد علاقة الحاكم والمحكوم عبر دستور، ليحقق لجميع المواطنين العدالة والحرية والكرامة في وطنه؟.

هذا الحكم الذي يظهر حقيقية وواقع القضاء السعودي، بانه مجرد أداة بيد وزارة الداخلية للترهيب، وللنيل من النشطاء السلميين والأحرار والشرفاء في الوطن، ومجرد جهاز حكومي كبقية الأجهزة التي تحت إدارة السلطة بل العائلة الحاكمة، وقد رفض المحامي وليد ابوالخير الاعتراف بالمحكمة وعدالة القضاء، ورفض الاعتذار أو التراجع عن أقواله.

الحقوقي ابو الخير يعاقب في السجون لأنه حر يؤمن بان الحرية هي نعمة وكرامة من الله لعباده، وعلى كل إنسان أن يتمسك بحريته فهي كرامته وشرفه، وليس من حق اي كان أن يسلبها منه، وعلى الإنسان أن يتحمل ويضحي من أجل حريته. لم يهاب ولم يخاف من التهديدات والترهيب، كمحاولة من السلطة لتخويفه والتنازل عن افكاره وحريته والمطالبة بالإصلاح السياسي الشامل، والتحول من مملكة دكتاتورية استبدادية بوليسية قمعية في خدمة عائلة حاكمة، إلى دولة القانون والمؤسسات مملكة دستورية لجميع المواطنين.

تم اعتقال اقربائه وأصدقائه وزملائه في الدرب النضالي والإصلاحي، ولكنه لم يتوقف ولم يجامل السلطة والبحث عن مبرر للتوقف عن العمل، بل واصل الدفاع عن المعتقلين كمحامي وقبل ذلك كإنسان حر يرفض القيود والكبت والتنازل عن كرامته عبر التنازل عن حريته، تواصل مع الإعلام بكل الوسائل لإيصال صوت وقضية المعتقلين، فازدادت السلطة غضبا منه، ولكنه لم يتوقف عن قضيته العدالة وقضية المعتقلين خلف قضبان السجون الظالمة، فكان نصيبه أن يعيش حرا وان كان في السجون على أن يتنازل عن حريته خارج السجن.

الناشط الحر وليد ابوالخير أنموذج للإنسان الحر، المستعد للتضحية بكل ما يملك لأجل حريته والدفاع عن الإحرار والشرفاء، وهو من خلف قضبان السجون يقدم رسالة للنشطاء الأحرار بان هذا الطريق نيل الحرية الحقيقية والإفراج عن المعتقلين بحاجة للتضحية والصمود، ورسالة لكل من تراجع عن نصرة المظلومين الأبرياء، والتضامن مع النشطاء والمعتقلين السلميين المطالبين بالحريات والحقوق والإصلاح الشامل في الوطن، ليتحول إلى وطن القانون والمؤسسات حسب دستور يمثل الإرادة الشعبية عبر صناديق الإنتخاب المباشر، رسالة لكل من يبحث عن مصالح، ومن يتخلى بسبب الخوف من النظام وجهازه الأمني البوليسي القمعي والسجن، أو بسبب إيجاد المبررات التي تنتهي على حساب الحرية والكرامة وتضحيات شباب وشيوخ وعوائل قدموا أرواحهم للحرية والإصلاح الشامل الجذري في الوطن.

تضحيات المناضل وليد ابوالخير وبقية المعتقلين الشرفاء - في شرق وغرب وجنوب وشمال ووسط الوطن -، تعري وتفضح من يدعي الدفاع عن الحريات والحقوق والدفاع عن المعتقلين المظلومين - ومنهم رفقاء لهم - دون تضحيات وتضامن مع المعتقلين وعوائلهم ورفض الظلم والفساد والاعتقال التعسفي، والقول للظالم الجائر كلمة حق لا للظلم.

المحامي وليد ابو الخير المفعم بحب الحرية لأنها الحياة الحقيقية، وصاحب الهمة العالية في الحراك والنشاط، خصص حياته لأجل الدفاع عن حرية وكرامة وحقوق الانسان لانه إنسان بعيدا عن العقيدة والفكر والمنطقة والقبيلة والعرق أو الجنس ذكر أو أنثى.

وبمناسبة مرور عام على إعتقاله في السجون السعودية، أجد نفسي عاجزا عن التعبير والكتابة حول محامي الحرية والكرامة وليد ابوالخير بهذه المناسبة، أمام الكلمات المؤثرة جدا التي تنبض بالحقيقة والالم والمعاناة والصمود وروح النصر والعزة والكرامة، التي كتبت بهذه المناسبة، انها كلمات شريكة المحامي وليد في النضال الحقوقي والإصلاحي زوجته سمر البدوي، أم ابنته الوحيدة التي ولدت وهو (الأب) في السجن، قد أرسلت زوجته الناشطة الحقوقية سمر بدوي رسالة لزوجها المسجون تصف البعد الإنساني والحقوقي للمعتقل ابو الخير، ومما جاء في الرسالة التالي: هو من آمن بي وقضيتي حين كنت في السجن، لم يتركني وحدي أواجه من وقف ضدي ظلما..، لأني طالبت بحقي،.. لم يستمع لندائي سواه، ولم يتركني للحظة حتى انتصر لي ولعدالة قضيتي. تعلمت منه ان الإنسان يولد حرا، فإما أن يعيش حريته أو أن يموت وقد أفنى حياته في سبيل الحصول عليها،.. وها هو يعيش حريته وان كانت خلف القضبان مع رفاق دربه عبدالله الحامد ومحمد القحطاني وغيرهم الكثير. سأظل صامدة وانت خلف لقضبان، وسأناضل طالما في جسدي قلب ينبض حتى اعيدك تحت سقفي، وسأبقى مؤمنة أننا سنعيش حريتنا التي أفنيت حياتك من اجلها. وليد سجن من أجل أن تعيشوا حياة الاحرار، ووقف في وجه المستبد لينتزع حقوقكم، واخر كلامي فأوجهه لابنتي جود، لا تحزني يا ابنتي انك ولدت ووالدك خلف القضبان، بل اشعري بالفخر..، فالعالم يحسدك على والدك حتى وان تنكر له وطنه.

تحية للناشط الحقوقي السلمي المحامي وليد ابوالخير ولعائلته، ولكل النشطاء والمعتقلين الابرياء في السجون السعودية ولعوائلهم، من كافة المناطق والمدارس الفكرية التي تؤمن بالحرية والتعددية والتعايش والتسامح والسلام. وفي الأخير؛ المعتقلون وعوائلهم يستحقون وقفة تضامنية من قبل الشعب الحي والواعي الذي يملك أفراده قلبا محبا للحرية والكرامة والكرامة الإنسانية. الحرية للنشطاء وللمعتقلين السلميين الأحرار.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق