q

يعاني طلبة الجامعة من مشكلات جمة ومختلفة وربما يكون بعضها نتيجة مشكلات صغيرة، ولكن نظرا إلى صغر سنهم وقلة خبرتهم في الحياة يرونها مشكلات عويصة قد لا يستطيعون التعامل معها وإيجاد حلول لها، وربما تكون مشكلات كبيرة ولكن لا يعير لها المعنيون أي اهتمام فتترك وتتضخم وتكون النتيجة مؤلمة. وهذه المشكلات تتوزع بين مشكلات دراسية وأخرى أسرية وثالثة اجتماعية ورابعة اقتصادية ومشكلات صحية بدنية منها ونفسية وعاطفية.

"شبكة النبأ المعلوماتية" التقت بعدد من الطلاب والطالبات واستمعت الى مشاكلهم وطموحاتهم ورغباتهم المشروعة كطلبة وشباب. والحق يقال ان اغلب المشاكل التي تحدث عنها الطلبة هي المشاكل الدراسية والعلمية. مجموعة من طالبات كلية الإدارة والاقتصاد المرحلة الثانية والثالثة تحدثت عن مشكلة بعد المسافة الفكرية والنفسية بين الأستاذ والطالب وتوتر العلاقة الإنسانية مما يؤدي الى عدم رغبة الطلبة في حضور المحاضرة واللجوء الى التسرب من المحاضرات لأنهم يعتقدون ان حضور المحاضرة او عدم حضورها لا يضيف لهم شيئا وفي النهاية الملازم موجودة نقرأها للامتحان.

(علي، وياسين، وخلدون، وحسين) من كلية التربية قسم علوم الحياة تحدثوا عن مشكلة مشابهة وهي عدم قدرة بعض الأساتذة على توصيل المادة إلى الطالب على الرغم من خبرته وعلمه العالي وعنوانه ومكانته العلمية. ورغم أخلاقية الأساتذة العالية وتواضعهم لكن للأسف فان إيصال المعلومة للطالب فن وعلم لا ينجح فيه كل تدريسي وبعض الأساتذة ورغم صعوبة بعض المواد الدراسية يضعون لنا أسئلة غاية في الصعوبة وغير موجود جوابها لا في المحاضرات التي يلقيها المحاضر، ولا في الملازم ولا في المناهج والكتب الدراسية مما يضعنا في حيرة من امرنا علما ان موادنا علمية ولا تحتمل الاجتهاد والاستنباط.

الشعور بالإحباط

مع مجموعة جديدة من طالبات كلية التربية/قسم اللغة الانكليزية شكت الطالبات من صعوبة بعض المواد وجفافها مثل (القصة القصيرة والشعر) وصعوبة التدريس وعدم مرونته هذا فضلا عن ان (120) طالبا وطالبة في قاعة واحدة تقلل استفادتهم من المعلومات المعطاة لهم وعدم سيطرة الأستاذ على هذا العدد من الطلبة يسهل عملية الغش بعض الأحيان في الامتحانات. ومن جانب آخر اتفقت جميع الطالبات في القسم إن الدراسة الجامعية لا تعطيهم الخبرة اللغوية والتدريسية اللازمة، وأنهم يشعرون بالإحباط وسيكونون بحاجة إلى دورات أو الاستعانة بمعاهد تطوير لغتهم وان تعبهم ودراستهم المكثفة في الكلية هي لمجرد النجاح والحصول على البكلوريوس فقط وهذا حال معظم الطلبة الجامعيين، خصوصا وانهم يائسون من الحصول على فرص عمل.

الولائم بدل السفرات الترفيهية

(ياسين) اديب شاب مرهف الإحساس قال انه كان يكتب الشعر منذ كان طالبا في الإعدادية وكان يجد من يسمعه في مهرجان او احتفالية والان منذ دخل الجامعة قبل ثلاث سنوات لم ينظم الطلبة اي مهرجان شعري ولايوجد اي نشرة او مكان يمكن ان يكتب فيه ولم يلق غير قصيدة واحدة في حفلة تعارف الطلبة في المرحلة الأولى. ويضيف ياسين ومجموعة من زملائه قائلين: عموما في الوقت الحاضر لا تنظم اي نشاطات طلابية من معارض رسم او مهرجانات شعر او حتى مهرجانات شبابية او سفرات طلابية، ماعدا المؤتمرات العلمية والبحثية التي تقيمها الجامعة وهذه لا تتطرق الى هواياتنا واهتماماتنا. ولا تخلو ساحات الجامعة في هذه الأيام الربيعية من مجموعة طلبة وطالبات يجتمعون على سفرة طعام طويلة فيها ما لذ وطاب من الطعام.

الطالبة (م) من كلية التربية وزميلاتها من كلية الإدارة والاقتصاد تقول انه لا يوجد شيء اسمه سفرات ولا حتى داخل كربلاء تعللا بالأسباب الأمنية وما الى ذلك ونحن نعوض عن ذلك بعمل هذه (العزايم) الولائم لنبتعد قليلا عن الروتين في أروقة الأنشطة الصفية ونتشارك الطعام والفكرة والبسمة. وبعض الأقسام في الكلية لا تشارك الطالبات في الطعام ويقول خلدون من العلوم الصرفة: على الرغم من ان الجامعة مختلطة الا انه ليس من السهل الاقتراب من زميلاتنا والتحدث معهن خارج نطاق الشعبة بأي أمر خاص أو عام. الى ذلك نرى اغلب العلاقات العاطفية في الجامعة فاشلة ولا تستمر ويتعرض الطرفان إلى مشاكل كثيرة بحسب تعبيره لان انجذاب الطرفين يكون على الشكل فقط ولاتكون هناك حوارات بين الطرفين أي لا يوجد عمق فكري وانساني في العلاقة. ويلعب الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي دورا بارزا في هذه العلاقات وفشلها أو تحولها إلى أزمات.

الصراعات السياسية تقتل الاتحادات الطلابية

معظم الطلبة من المرحلة الأولى الى الرابعة أكدوا عدم وجود تنظيمات او اتحادات طلابية تنظم العمل الطلابي وترعى مصالحهم ومشاكلهم وتكون حلقة وصل بين الطلبة والهيئة التدريسية او عمادة الجامعة ويناب عنها بممثل الشعبة والتي تتلخص مهماته كما جاء على لسان (يقين، وفرقان، واحمد) بتأجيل الامتحان او طبع المحاضرات والملازم لاغير، ويتم اختيار ممثل الشعبة عن تطوع احدهم ويجري الاتفاق الشفهي عليه من قبل الطلبة ونادرا ما يقوم ممثل الشعبة بتوصيل شكاوي الطلبة او معاناتهم الى الإدارة او الأستاذ المعين ولكن قد يقوم مجموعة من الطلبة بتوصيل أصواتهم شخصيا إلى الإدارة وعلى الأغلب لا تسمع ولا تفهم.

وقالت التدريسية دعاء كميل وهي تستعرض تاريخ الحركة الطلابية بعد عام 2003: انه بعد عام 2003 وتحرر الطلبة من سطوة ما يسمى (بالاتحاد الوطني) قمنا بتشكيل اتحاد الطلبة الحر ومنحتنا الجامعة غرفة خاصة بنا وأسسنا مكتبة خاصة بالطلبة وقمنا بنشاطات ثقافية واجتماعية وبعد ذلك منحنا غرفة إضافية للطالبات وأسميناها رابطة الطالبة الجامعية وحققنا انجازات ونشاطات كثيرة لمدة أربع أو ثلاث سنوات. وبعد 2006 تشرذمت الانتماءات الدينية والسياسية وتضاربت المصالح السياسية وجاءت الانتخابات فأصبحت كل جهة تحاول ان تسحب الطلبة إلى مصلحتها السياسية مما أدى إلى صدور تعليمات من الوزارة بإلغاء الاتحادات والتنظيمات الطلابية داخل الحرم الجامعي.

ويؤيد حديث الأستاذة دعاء الدكتور عمران الكركوشي مدير إعلام الجامعة وبين ان الصراعات السياسية في الخارج صارت تلقي ظلالها على سلوك الطلبة وصارت تسبب الفوضى وتنعكس هذه الفوضى على المستوى العلمي للطلبة فضلا عن انتقال الشجارات والصراعات من الشارع إلى داخل الحرم الجامعي، وتحول أهدافها إلى سياسية بحتة وحين نحتفل بمناسبة دينية معينة تحتفل كل جهة سياسية على حدة حتى صارت فوضى، علما بعض هذه الاتحادات والتنظيمات لازالت تحتفظ بمكاتب ومراكز في خارج الجامعة. فلكل جهة سياسية ودينية مجموعة من الطلبة خاصة بها. إلى ذلك أوكلت مهمة الاهتمام بشؤون الطلبة الى مكتب شؤون الطلبة في العمادة. مكتب الشؤون العلمية وشؤون الطلبة

وكانت محطتنا الأخيرة مع مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية وشؤون الطلبة الدكتور زهير محمد علي المنكوشي قال، ان هناك في كل كلية معاون عميد خاص بالشؤون العلمية والإدارية يتكون من شعب التسجيل التي تهتم بمشاكل تسجيل الطلبة ولجنة انضباط الطلبة المكونة من معاون العميد وتدريسيين عدد 2 فضلا عن لجنة مهمة هي لجنة الإرشاد التربوي على مستوى رئاسة الجامعة ويرأسها الدكتور عدنان المارد رئيس قسم علم النفس التربوي، وفي كل كلية لدينا مكاتب للإرشاد التربوي تستمع لجميع مشاكل الطلبة الاجتماعية والاقتصادية وتتابع أحوال الطلبة الدراسية، ويستضاف في هذه اللجان ممثل للطلبة متميز وموثوق به من قبل الطلبة وأعضاء اللجنة. عن أكثر المشاكل التي تواجهكم؟ أوضح المنكوشي إن اكبر المشاكل هي التي تأتي من مواقع التواصل الاجتماعي والاستعمال الخاطئ لها وبدون توجيه لهذا فان قسم الإرشاد والتوجيه قام بعدة ندوات لبيان مخاطر الاستعمال السيئ لمواقع الانترنيت. إضافة إلى مشاكل ومعاناة الطلبة النازحين من جامعة الموصل وصلاح الدين. أما عن السفرات الترفيهية والعلمية قال: نحن لانمنع السفرات بل بالعكس حصلت موافقات كثيرة على سفرات علمية وترفيهية وخصوصا في قسم السياحة والأقسام العلمية والآثارية، ولكن الوضع الأمني المضطرب يجعل الجامعة وذوي الطالب على حد سواء يتردد كثيرا في الخروج بسفرة إلى خارج مدينة كربلاء.

اضف تعليق