q

جاء بان كي مون الى بغداد ليتحدث في هموم كثيرة تجول في باله فهو محكوم بأعباء العالم ولاقبل له بعنتريات الغرب والشرق، وصراعات الدول الكبرى والصغرى، منذ أيام وهو يتابع بقلق مايجري في اليمن وليس من شأنه رفض الحرب العربية على العرب في هذا البلد، لكنه غير ممنوع من إبداء مخاوفه على سلامة المدنيين الذين قد يعانون تحت الركام بعد كل صاروخ أمريكي يسقط على مبنى في صنعاء، أو صعدة، أو شبوة، أو الحديدة، أو عدن، أو في اليمن، واليمن كلها تحت النار.

ولأن الكوري الناعم يحب الآثار الإنسانية فقد هاله ما فعل مجاهدو آخر الزمان بتماثيل الموصل التي يصفها سياسيو الغفلة بأنها ليست حقيقية !! متناسين إن التراث تراث، ومافعلته داعش يمثل إنتقاصا وإهانة وتنكيلا بالحضارة وسحل في شوارع الفوضى لكل إنسان. وفي هذا فالكوري الجنوبي بان كي مون رجل اللحظة لأنه دان مافعله الدواعش على خلاف سياسي الخضراء المنشغلين بصراعاتهم الحمراء.

بان كي مون يعلن تأييده لبغداد، والعبادي يقول، التحالف الدولي تحت إمرتنا، رجال الكونغرس ومنهم رئيس مجلس النواب الأمريكي وصلوا بغداد وتحادثوا مع الفرقاء والزعماء الكبار وجالوا عليهم واحدا واحدا وسلموا وتكلموا وأخبروا العراقيين بمايريدون، لكنهم عبروا عن مخاوف غلفوا بها العلب البلاستيكية المكتوب عليها ( دعم العراق) وكل علبة مشروط في عملية إقتنائها تحجيم دور هذا وتكبيل ذاك والنظر بروية للمصالح الأمريكية.

الزعماء العراقيون لايناقشون في المصالح فهي غير قابلة للنقاش، لكنهم يناقشون في تفاصيل مملة، والجميع ينتظر دخول تكريت والخروج منها نحو الموصل لمعرفة هل إن الرؤيا التي رآها الخليفة البغدادي كانت وقت الفجر أم في وقت النهار والتي طالبته بمغادرة الموصل حرصا على مصالح الجماعات الجهادية التي أعدمت الضمير في باب الطوب ودفنته في منطقة الخسفة وسحلت بعض الشبان الغاضبين تعبيرا عن روح دينها الموهوم الذي لصقته بالإسلام الأصيل.

من اليمن الى الخليج يترقب الجميع أحداث الأيام التالية، يتساءلون، متى تتحرر تكريت ويعلمون إنها ستحرر، ومتى سيرد الحوثيون وسيردون ومتى ستوقع إيران مع الدول الكبرى إتفاقا تاريخيا على ملفها النووي، وهل سيتلذذ العرب بالمزيد من الدم أم إنهم سيفضلون توجيه أسلحتهم الى إسرائيل؟ سيضحك الراوي والحاوي والغاوي (إسرائيل حته وحده ياأفندم خلينا في حالنا ومتدوش دماغنا).

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق