q
يرى خبراء الصحة ان هناك عدة طرق يستطيع المرء أن يستفيد أكثر من نومه بها، مثل المحافظة على أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، وجعل غرفة النوم مظلمة وفاترة البرودة. وكذلك تجنب الكافيين عند اقتراب وقت النوم، بينما يرى خبراء اخرون ان اضطرابات النوم كثيرة، وقد تفوق المائة نوع، أشهرها الأرق. لكن، قد يعاني الكثيرون من مشكلة معاكسة...

الجسم السليم في النوم السليم، هكذا ينصح المتخصصون بالشؤون الصحية للحصول على مفتاح الصحة النفسية والجسدية، لكن سوء الحالة الجسدية والنفسية من أعراض نقص النوم التي تظهر سريعا، لكن استمرار هذه المشكلة قد يؤدي لمشاكل صحية وخيمة، ويخطأ بعض الناس في تقييم عمق نومهم نتيجة لبعض الأفكار الخاطئة حول النوم أو بسبب عادات يومية تصعب النوم.

فيما يشعر البعض بحالات من التعب والنعاس أثناء النهار، وقلة النوم ليست هي السبب دوما، بل لذلك أسباب عدة. والملفت أن النوم جيدا لا يكفي للتخلص من شعور النعاس والخمول نهارا، في اطار الموضوع تعددت الدراسات حول النوم وفي احدث دراسة حديثة اظهرت إن قلة النوم ترتبط بضعف الصحة لكن الغفوات القصيرة قد تبدد بعض الشيء هذا التأثير السلبي على من جافهم النوم، ويمكن أن يكون للحرمان من النوم تأثير سلبي على وظائف المخ وعملية التمثيل الغذائي والهرمونات والجهاز المناعي.

فيما أفادت نتائج دراسة حديثة ان الأطفال الذين لا يأخذون قسطا وافرا من النوم ربما يصبحون أكثر ضعفا أمام إغراء الطعام، وقال الباحثون في الدورية الدولية للسمنة إن الاطفال في عمر خمس سنوات ممن ينامون أقل من 11 ساعة ليلا يصيرون أكثر نهما بالطعام بالمقارنة بمن ينامون وقتا أطول، ويتميز الأطفال الذين ينامون أقل من 11 ساعة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم -وهو خارج قسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع طول القامة بالمتر- بالمقارنة بمن ينامون 11 ساعة فاكثر فيما توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن ينام الاطفال في سن قبل الدراسة من 11 الى 12 ساعة يوميا.

من جهة أخرى يعتبر انسداد مسارات الهواء في الحلق يؤدي إلى الاستيقاظ عدة مرات، مما يؤثر على جودة ومدة النوم، وبالتالي قد يسبب مشاكل في الذاكرة، واكتشف العلماء أن من يعانون صعوبات التنفس أثناء النوم يواجهون مشكلات في الذاكرة والتفكير في أواخر السبعينات، أي قبل عشر سنوات من أولئك الذين ينامون جيدا، ولم يعاني العدد القليل من المرضى، الذين استخدموا جهازا يحافظ على تقليل الضغط وفتح مسارات الهواء، من أي من هذه المشاكل.

على صعيد ذي صلة يعلم الكل أن قلة النوم تجعل الشخص في حالة من الترنح والضيق تحول أحيانا حتى دون القيام بأبسط المهام. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأبحاث تقول إن قلة النوم لها آثار سيئة على أمراض القلب والسمنة وحالات أخرى.

ويرى الخبراء ان هناك عدة طرق يستطيع المرء أن يستفيد أكثر من نومه بها، مثل المحافظة على أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، وجعل غرفة النوم مظلمة وفاترة البرودة. وكذلك تجنب الكافيين عند اقتراب وقت النوم.

بينما يرى خبراء اخرون ان اضطرابات النوم كثيرة، وقد تفوق المائة نوع، أشهرها الأرق. لكن، قد يعاني الكثيرون من مشكلة معاكسة، وهي النعاس المفرط المرضي، اضطرابات النوم كثيرة، وقد تفوق المائة نوع، أشهرها الأرق. لكن، قد يعاني الكثيرون من مشكلة معاكسة، وهي النعاس المفرط المرضي، فيما يلي احدث الدراسات والمعلومات رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول نوم وتأثيراتها على صحة الانسان.

مخاطر الاصابة بالسكري وأمراض القلب

في سياق متصل ذكرت دراسة كورية أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يوميا ربما يكونون أكثر عرضة لعوامل تزيد من احتمالات اصابتهم بالسكري وأمراض القلب والجلطات الدماغية، وتسمى هذه المجموعة من العوامل متلازمة الأيض وتشمل ارتفاع معدلات سكر الدم والكوليسترول وزيادة الدهون حول الخصر وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون في الدم.

وقال الدكتور جانج يونج كيم الذي قاد فريق الدراسة وهو من جامعة يونسي في كوريا الجنوبية عبر البريد الالكتروني "يجب على من ينامون فترات قصيرة أن يدركوا مخاطر الاصابة بمتلازمة الأيض التي قد تؤدي لاصابتهم بأمراض مزمنة وتهدد أرواحهم"، وتتبع فريق كيم نحو 2600 بالغ لأكثر من عامين ووجدوا أن المشاركين الذين لم يحصلوا على ست ساعات من النوم على الأقل في الليلة أكثر عرضة بنسبة 41 بالمئة للاصابة بمتلازمة الأيض مقارنة بمن ينامون فترة تتراوح بين ست وثماني ساعات. بحسب رويترز.

وتم استخلاص النتائج من دراستين مسحيتين عن نمط الحياة شملتا أسئلة عن عادات النوم. وتم اجراءوهما في الفترة من 2005 إلى 2008 وفي الفترة من 2008 حتى 2011. كما خضع المشاركون لفحوص طبية وقدموا معلومات عن تاريخهم الصحي، ووفقا للنتائج التي نشرت في دورية (سليب) فقد تبين بعد متابعة للمشاركين لمدة 2.6 سنة أن نحو 560 شخصا أو 22 في المئة من المشاركين أصيبوا بمتلازمة الايض.

وارتبطت قلة فترة النوم بزيادة خطر الاصابة بارتفاع معدلات سكر الدم وزيادة الدهون في منطقة البطن بنسبة 30 في المئة وبزيادة 56 في المئة في مخاطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة مع من ينامون فترات أطول.

ويقر الباحثون أن من عيوب الدراسة اعتمادها على المشاركين في الحديث عن عادات نومهم ونمط حياتهم وظروفهم الصحية بدقة. كما انها تفتقر لبيانات عن جودة النوم، لكن كريستن نوتسون الباحثة المتخصصة في النوم في جامعة شيكاجو وهي لم تشارك في الدراسة ترى مع ذلك أن نتائج البحث تتسق مع دراسات أخرى وجدت صلة بين عدد ساعات النوم وأمراض القلب ومتلازمة الايض.

أثر تدريبات اليقظة على الصحة الذهنية

على الصعيد نفسه، يشارك نحو ستة آلاف من طلبة المدارس ببريطانيا في تجربة رئيسية لتحديد ما اذا كان التدريب على توخي اليقظة للمراهقين يمكن ان يحسن من صحتهم الذهنية، ويرتكز مفهوم اليقظة على فكرة التعمق في ادراك الواقع من خلال تعمد التركيز على الانفعالات والأفكار والمشاعر مع تقبل هذه الأمور. ويقول أنصار مفهوم اليقظة إن هذا التفهم يساعد الناس على الإستجابة على نحو هادف وله مغزى بدلا من التجاوب مثل "الطيار الآلي". بحسب رويترز.

وتجري الدراسة على ثلاث مراحل في 76 مدرسة. وتتضمن مراحل لاحقة من الدراسة بحوثا تجريبية للوقوف على مدى أثر اليقظة على الصحة الذهنية للمراهقين وتقييم أكثر السبل فعالية لتدريب المعلمين على القاء دروس على الطلبة للتعود على الانتباه.

ويدرك العلماء ان الطلبة في سن المراهقة معرضون بصورة أكبر لمخاطر الصحة الذهنية لا سيما في مناطق المخ المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم في الانفعالات والذكاء الاجتماعي، ويبدأ أكثر من ثلاثة أرباع جميع الاضطرابات الذهنية قبل سن 24 ونصفها ببلوغ سن 15، وقال الباحثون المشرفون على الدراسة من جامعة اكسفورد البريطانية وجامعة اكستر وكلية لندن الجامعية وغيرها إن البحث يستند الى نظرية تقول انه مثلما ان التدريب البدني يرتبط بسلامة الصحة الجسمانية فان القدرة على التكيف النفسي مرتبطة بسلامة الصحة الذهنية، ويأمل العلماء انه من خلال تحسين الصحة الذهنية والتدخل المبكر في هذا الصدد يمكن تفهم ما اذا كان بالامكان العمل على منع الاصابة بالامراض العقلية.

الأطفال المحرومون من النوم أكثر اقبالا على الطعام

قالت لاورا مكدونالد كبيرة المشرفين على الدراسة والباحثة بكلية لندن الجامعية في رسالة بالبريد الالكتروني لرويترز هيلث "تراكمت الأدلة الآن التي تشير الى ان الأطفال والبالغين ممن ينامون فترات أقصر أو غير كافية تزيد لديهم الرغبة في الطعام" مشيرة الى اهمية هذه الدراسة وسط المناخ الذي يشجع على البدانة بسبب شيوع ورخص الوجبات المرتفعة السعرات الغذائية، وقالت مكدونالد وفريقها البحثي إن دراسات سابقة بينت ان قلة النوم تزيد بدرجة كبيرة من فرص زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال لكن لم يكن يعرف الكثير عن كيفية تأثير النوم على استهلاك السعرات الحرارية اليومية. بحسب رويترز.

وشملت الدراسة الجديدة 1008 أطفال في عمر خمس سنوات ولدوا عام 2007 في انجلترا وويلز وطلب من أمهاتهم استيفاء استبيان عن مدى اقبال اطفالهم على الطعام وسلوكهم نحوه بعد ان يفترض ان يكونوا قد شبعوا، وكان متوسط ساعات النوم للاطفال في الدراسة 11.48 ساعة، وبالنسبة للاطفال الذين ينامون أقل من 11 ساعة ليلا كان الاقبال على الطعام بدرجة 2.53 -على مقياس من واحد الى خمسة- بالمقارنة برقم 2.36 للاطفال الذين ينامون من 11 الى 12 ساعة.

القيلولة قد تساعد الجهاز المناعي

قال بريس فارو الباحث في مجال النوم في جامعة باري ديكارت سوربون بفرنسا إنه في الوقت الذي أظهرت فيه الأبحاث السابقة أن قيلولة لمدة 30 دقيقة بعد الظهر يمكنها أن تجدد شعور المرء باليقظة والانتباه فان الدراسة الجديدة هي الأولى التي تفحص ما إذا كان للغفوات أي تأثير على التوتر أو وظائف الجهاز المناعي.

ودرس فارو وزملاؤه حالة 11 شابا أصحاء ينامون ما بين سبع وتسع ساعات كل ليلة ولا يدخنون ولا يأخذون غفوات في العادة، وشارك كل رجل في مجموعتين منفصلتين لاختبارات نوم معملية استغرق كل منها ثلاثة أيام حيث خضع تناول الطعام والاضاءة لقيود صارمة ولم يكن يسمح للمشاركين بتناول الكحوليات أو الكافيين أو أي علاج. بحسب رويترز.

وخلال احدى الجلستين نام المشاركون بشكل طبيعي في الليلة الأولى لكن بعدها لم يسمح لهم سوى بالنوم لمدة ساعتين في الليلة التالية. وسمح لهم بالنوم كما يشاؤون في الليلة الثالثة، وتم اتباع نفس الخطوات في الجلسة الثانية مع فارق واحد هو السماح للمشاركين بغفوة مدتها 30 دقيقة في اليوم الذي ناموا فيه لساعتين، وجمع الباحثون عينات من بول ولعاب المشاركين يوميا لقياس مستويات مادة نوريبينفرين التي تفرز طبيعيا حينما يتعرض الجسم للضغط العصبي. وتتسبب هذه المادة في زيادة ضربات القلب وضيق الأوعية الدموية ورفع الضغط ونسبة السكر في الدم، وزادت مستويات مادة نوريبينفرين لدى المشاركين لأكثر من المثلين بعد ظهر اليوم التالي للنوم لمدة ساعتين مقارنة باليوم التالي لليلة نوم طبيعية. ولم يحدث تغير في مستويات النوريبينفرين حينما سمح للمشاركين بغفوة قصيرة، كما أن قلة النوم تؤثر على جزيء منظم للمناعة يسمى انترلوكين 6 الذي انخفض عندما كان الرجال يحرمون من النوم لكنه ظل عند مستوياته العادية عندما سمح لهم بالقيلولة، وقال فارو في رسالة بالبريد الالكتروني يمكن أن تكون هذه القيلولة القصيرة نسبيا عاملا مضادا "قويا"" لقلة النوم. لكنه أضاف أن النتائج تحتاج للاختبار في مواقف الحياة الحقيقة.

أنماط النوم المضطربة ترتبط بالإصابة بالسرطان

أفادت دراسة طبية بأنه تبين "بصورة قاطعة" أن أنماط النوم المضطربة تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وذلك من خلال تجارب أجريت على الفئران ، وتعزز الدراسة، التي نشرت في دورية "كارنت بيولوجي" العلمية، من مخاوف الآثار الضارة للعمل بنظام المناوبات على الصحة، وقال الباحثون إن النساء اللاتي يزيد بين أسرهن احتمال الإصابة بسرطان الثدي لا ينبغي عليهن مطلقا العمل بنظام المناوبات، مشددين على أن ثمة حاجة إلى إجراء المزيد من التجارب على البشر، وأشارت البيانات كذلك إلى أن الحيوانات يزيد وزنها بنسبة 20 في المئة على الرغم من تناولها نفس الكمية من الغذاء.

وكثيرا ما أشارت دراسات إلى أن هناك احتمال أكبر للإصابة بأمراض، مثل سرطان الثدي، لدى من يعملون بنظام المناوبات والمضيفين على متن الرحلات الجوية، وبحسب أحد التفسيرات، فإن الإخلال بالاتزان الداخلي للجسم - أو الساعة البيولوجية - يزيد من احتمال الإصابة بالمرض، ومع ذلك، فإن العلاقة ليست مؤكدة لأن نوع الشخص الذي يمارس العمل بنظام المناوبات ربما يكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان لعدة عوامل، منها الطبقة الاجتماعية أو مستويات النشاط أو كمية فيتامين "دي" التي يتلقاها.

وتأخرت الساعة البيولوجية لدى الفئران المعرضة للإصابة بسرطان الثدي 12 ساعة أسبوعيا لمدة عام، وتظهر الأورام لدى الفئران عادة بعد 50 أسبوعا، لكن مع الخلل المنتظم في أنماط النوم، ظهرت الأورام قبل ذلك بثمانية أسابيع، وقال العلماء في تقرير: "هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر بصورة قاطعة أن ثمة علاقة بين التعاكس المزمن لفترات النوم والاستيقاظ وبين الإصابة بسرطان الثدي".

صعوبات التنفس أثناء النوم "قد تسبب فقدان الذاكرة"

أظهرت دراسة، نشرت في دورية "علم الأعصاب"، أن من يواجهون صعوبة في التنفس أثناء النوم أكثر عرضة لمواجهة مشاكل في الذاكرة لاحقا، ودرس العلماء القائمون على الدراسة قاعدة بيانات، تضم 2.400 شخص تزيد أعمارهم على 55 عاما.

وأظهرت الدراسة أن من يعانون من توقف التنفس أثناء النوم ظهرت لديهم مشاكل في الذاكرة والتفكير، قبل من ينامون دون صعوبات بعقد كامل، ويجري المزيد من البحث بخصوص الصلة بين النوم والذاكرة. وهو دليل جديد على الآثار الصحية السلبية لقلة النوم.

والبحث هو جزء من مشروع بحثي ضخم عن الزهايمر. وركز الباحثون على دراسة من يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة ترتخي فيها العضلات المحيطة بالحلق، وقد تسد مسارات الهواء مما يؤدي إلى صعوبة التنفس، وقد ينتهي الحال بالمرضى إلى الشخير بصوت عال، والاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل، ويهتم الباحثون بشأن الحالات التي قد تؤثر هذه الحالة على أعضائهم الحيوية، تتضمن المخ، خشية ألا تستقبل الأكسجين الكافي.

ويجري الباحثون دراسات أشمل للتأكد من إمكانية استخدام أجهزة التنفس للمساعدة في الحفاظ على الذاكرة وقدرات التفكير، ويقول سيمون ريدلي، من مركز أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة إن البحث: "يضيف إلى الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب التنفس أثناء النوم قد يكون عنصرا خطرا على الذاكرة والقدرة على التفكير عند التقدم في السن. لكنه لا يثبت وجود علاقة سببية"، وأضاف "توافر الأكسجين للمخ أمر ضروري للحفاظ على صحته، ومن المدهش أن يكون علاج مشاكل التنفس أثناء النوم على صلة بمشكلات الذاكرة والتفكير عند التقدم في العمر"، وأضاف داغ براون، من جمعية الزهايمر الخيرية: "أظهرت دراسات سابقة أن عدد ساعات النوم ودرجة العمق تؤثر على الصحة الإدراكية. وبما أن اضطراب النوم مرض شائع لدى كبار السن، فمن المهم أن نرى المزيد من الأبحاث في هذا التخصص".

النوم مفتاح النجاح

قالت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إن عدد ساعات النوم المناسبة للبالغين في الليل لا تقل عن سبع ساعات، في حين أعلن مركز مكافحة الأمراض أن قلة النوم "وباء عام"، قال الدكتور ناثانيل واتسن، رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب النوم وبروفسور في طب الأعصاب بجامعة واشنطن الأمريكية: "من الواضح أن فترة النوم الجيدة تتراوح بين سبع وتسع ساعات يوميا." جدير بالذكر أن الدكتور واتسن قاد لجنة الخبراء التي كتب التوصيات، وكانت تلك اللجنة قد اطلعت على أكثر من 300 بحث. بحسب السي ان ان.

رُبط الحصول على ست ساعات أو أقل من النوم ليلا بتراجع مستوى أداء الشخص وبارتفاع فرص حدوث السكتات القلبية وبالجلطات والسمنة وبمرض السكري، لم تضع اللجنة الحد الأعلى من ساعات النوم لعدم وجود دلالات كافية ولأن هناك حالات يكون فيها سبب النوم الطويل هو "الإرهاق أو وجود مرض ما." وأضاف واتسن: "وجدنا صعوبة في إيجاد عطب بيولوجي قد يتسبب فيه النوم الطويل"، ولكن تبقى هناك تقارير تقول إن النوم الطويل قد يكون مؤشرا لقلة ممارسة الرياضة ولقلة الاختلاط بالناس، وكلاهما قد يؤدي إلى مخاطر صحية.

قال الدكتور واتسن: "بعض الناس ينظرون إلى النوم كعائق للنجاح، ولكن نريدهم أن ينظروا إليه كأداة للنجاح،" وأضاف: "نحن حقا نريد من الناس أن يعطوا الأولوية للنوم، وأن يدركوا أنه مهم لصحتهم بشكل عام، مثل الحمية وممارسة الرياضة".

هل تعاني من مشكلة النعاس المفرط؟

دانيال: "النوم ليس مريحا لنا. فنفتقد الشعور بالطاقة لدى الاستيقاظ، ويهيمن علينا الإحساس ذاته بالتعب، بطريقة مشابهة لما قبل النوم"، منذ أربعة عشر عاما، شاركت دانيال بدارسة عن سلوكيات النوم، وشُخّصت بحالة النعاس المفرط، وهو اضطراب نوم يسبب الشعور بالنعاس المستمر، حتى إذا نام الشخص طوال الليل وأخذ قيلولة طويلة خلال النهار.

بعد التشخيص، كانت الخطة المبدئية للعلاج تشجيع دانيال على تناول الأدوية المنشطة لتبقى مستيقظة. وأثرت الأدوية ايجابياً على صحتها، لكن بعد سنوات، بدأت تعاني من آثار جانبية مثل صداع الشقيقة والارتعاش والشعور بالتعب مرة ثانية.

د.ديفد راي هو طبيب أمراض عصبية في مركز إيموري لتحسين سلوكيات النوم بولاية جورجيا الأمريكية. وعلى عكس العلاج التقليدي لمرض الخدار، أدرك راي أن إجبار المريض على الاستيقاظ، لا يمثل العلاج الأمثل لحالة النعاس المفرط المزمن.

بعد سنوات من البحث والاختبار، وجد فريق الدكتور راي أن الدماغ يدخل مرحلة الراحة، من خلال إفراز هرمون طبيعي. ولمرضى النعاس المفرط، لا يتوقف العقل عن إفراز هذا الهرمون، مما يسبب الشعور المستمر بعدم التركيز والحاجة للنوم.

في حالة دانيال، بدأ أثر المنشطات التي اعتمدت عليها يختفي من جسمها، لكن وجد راي خيارا جديداً، وهو دواء سومازينا، الذي يساعد أحيانا في إيقاظ الأشخاص من التخدير الموضعي، منذ عامين، أصبحت دانيال ثاني شخص في الولايات المتحدة يأخذ هذا الدواء بسبب نقص النوم المفرط. وكانت الآثار عليها مباشرة، دانيال: "في غضون ربع ساعة من وضع الحبة تحت لساني، أتمكن من التفكير بوضوح والتواصل والتحدث مع الأشخاص دون الاضطرار إلى النظر إليهم. إنه علاج رائع، وأشعر للمرة الأولى أنني حيّة".

اضف تعليق