q
بعد مرور قرابة 14 شهرا على بداية عهد دونالد ترامب العاصف في البيت الأبيض لم يبق حوله سوى الموالين الأوفياء له وخرجت كل الأصوات المعارضة وازداد اتجاه الرئيس نفسه للتصرف بالسليقة أكثر من أي وقت مضى في اتخاذ القرارات في كل شيء من التجارة إلى كوريا الشمالية...

ما يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اثار ومنذ تولية السلطة في الولايات المتحدة جدلا كبيرا بشأن طريقته في إدارة شؤون البلاد وتعامله مع العالم. يواجه الكثير من التحديات والمشاكل الداخلية، خصوصا وان هذا الرئيس قد ابتدع وبحسب بعض المصادر في إدارته لشؤون الرئاسة أسلوبا لم يتبعه رئيس أمريكي قبله، وهو اتخاذه من تويتر منصة لتوجيه الرسائل، التي أتى معظمها برد فعل عكسي وضار، وأدت من وجهة نظر منتقديه إلى تقويض هيبته الرئاسية. يضاف الى ذلك مشاكله المستمرة مع فريقه والمقربين منه. وقال أربعة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن خلافات قائمة منذ فترة طويلة بين الرئيس دونالد ترامب وكبار معاونيه ولاسباب مختلفة منها تجاهل ترامب للكثير من الاراء والمقترحات وفرض أسلوب محدد لسير العمل في البيت الأبيض. كما يواجه ترامب تحديات اضافية بشأن التحقيقات المستمرة حول تورط بعض المقربين منه في علاقة غير قانونية مع روسيا وتدخلها في الانتخابات الأمريكية.

وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الأمريكية معتبرا أنه "غير عادل". وذكر ترامب في تغريدة على تويتر، أن مولر يضم فريقا من الديمقراطيين الذين وصفهم ترامب بـ"المتشددين" الداعمين لهيلاري كلينتون. وتساءل ترامب: "لمَ يضم فريق مولر 13 ديمقراطيا متشددا، بعض كبار مناصري هيلاري الفاسدة، ويخلو من أي جمهوري؟ ومؤخرا أضيف ديمقراطي آخر".

ويندرج انتقاد ترامب ضمن تصعيد للمواجهة مع مولر، على خلفية تحقيقه في احتمال حصول تواطؤ بين الحملة الانتخابية لترامب، وجهات روسية سعت إلى التأثير على مسار الانتخابات الرئاسية في 2016 لمصلحة المرشح الجمهوري. وحذر أعضاء في الكونغرس الأمريكي مرارا، من أن أي محاولة من قبل الرئيس الأمريكي لإقالة مولر من منصبه كمحقق خاص في القضية، ستشكل خرقا للخطوط الحمراء. وكان الرئيس الأسبق الجمهوري جورج دبليو بوش عين مولر، الذي يحظى باحترام كبير في معسكري الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي، واستمر في منصبه في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.

كما اعتبر ريتشارد هاس، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق، وأحد منظري السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أن بلاده تشهد حاليا "أخطر لحظة" في تاريخها الحديث. وكتب هذا الدبلوماسي العريق فى صفحته على موقع تويتر يقول: "دونالد ترامب مصمم الآن على شن حروب على ثلاث جبهات في وقت واحد: سياسية، ضد (المدعي العام الخاص) بوب مولر، واقتصادية ضد الصين وشركاء تجاريين آخرين، وثالثة حقيقية ضد إيران أو كوريا الشمالية. هذه هي أخطر لحظة في التاريخ الأمريكي الحديث. وإلى حد كبير هذا كان بسبب إثارتنا بأنفسنا لهذه الحروب، وليس لإثارتها من جراء بعض الأحداث".

وفي وقت سابق، قال هاس، في مقاله "أين تسير؟ إعادة هيكلة السياسة الخارجية الأمريكية"، الذي نشر في عدد يوليو، من مجلة الشؤون الخارجية، إن واشنطن تحتاج الآن إلى استراتيجية مشتركة تفيد الولايات المتحدة وحلفائها. وشدد هاس على أن شعار "أمريكا أولاً" سيء لأن ما هو جيد، كل بلد سيبدأ في وضع نفسه أولا، ومن ثم لن يهتم بالمصالح الأمريكية، بل فقط بمصالحه الخاصة. وأضاف الدبلوماسي: في العالم ككل، ينبغي على الولايات المتحدة استعادة دور المساهم المسؤول وعدم عزلها عن المشاكل. يجب على أمريكا ألا تتخلى عن برامج المساعدات الدولية أو الكفاح من أجل المناخ. إن عدم القدرة على التنبؤ في السياسة الخارجية جيد كتكتيك وليس كاستراتيجية. يمكن إصلاح النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن لا ينبغي أن يعاد تنظيمه بشكل كامل.. وأضاف الخبير أنه يجب ألا ننسى عدد الفوائد التي جلبها هذا النظام بالضبط للولايات المتحدة. وشغل ريتشارد هاس، منصب رئيس مجلس العلاقات الخارجية منذ عام 2003، وعمل سابقا مديرا لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية، وكان مستشارا لوزير الخارجية الأسبق كولين باول.

تغييرات البيت الأبيض

بعد مرور قرابة 14 شهرا على بداية عهد دونالد ترامب العاصف في البيت الأبيض لم يبق حوله سوى الموالين الأوفياء له وخرجت كل الأصوات المعارضة وازداد اتجاه الرئيس نفسه للتصرف بالسليقة أكثر من أي وقت مضى في اتخاذ القرارات في كل شيء من التجارة إلى كوريا الشمالية. وقال مقربون من ترامب إن قراره عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون هو أحدث بادرة على شعور الرئيس الجمهوري المتزايد بالضجر من اختياراته الأولى لمستشاريه الذين انتقاهم فردا فردا.

وقال هؤلاء إن ترامب ما زال يشجع أفراد الدائرة المقربة منه على طرح الآراء المخالفة له لكنه يريد السرعة في التنفيذ ما إن يستقر على رأي. وقال أندرو سورابيان خبير الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض ”حتى يومنا هذا أعتقد أن تنوعا فكريا صحيا يسود في البيت الأبيض لكن ما تغير هو أنه لم يعد مستعدا للسماح للناس بإبطاء جدول أعماله أو إعاقته“. وأضاف ”فهو يريد من الناس التنفيذ وإنجاز الأمور“.

وقال مسؤول سابق في حملة ترامب الانتخابية مطلع على بواطن الأمور في البيت الأبيض مشترطا عدم نشر اسمه إن ترامب يتوقع أن يدور ”نقاش داخلي حام ثم يتفق الجميع“ على القرار النهائي. وكما قال ترامب نفسه”أنا أحب الاختلاف“. وظل ترامب يدرأ التماسات تصده عما ينتويه إلى أن أعلن رسميا فرض رسوم عالمية على واردات الصلب والألومنيوم الأمر الذي ارتاع منه الحلفاء. واستقال مستشاره الاقتصادي جاري كون الذي اختلف معه في التجارة وفي قضايا أخرى.

وفي وقت لاحق وخلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي وافق ترامب على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون رغم أن شهورا انقضت وهو يهدد بلاده بالتدمير الكامل إذا اقتضى الأمر. ولم تمض أيام حتى كان تيلرسون، الذي كان ينادي بنهج أكثر اعتدالا ودبلوماسية للسياسة الخارجية الأمريكية، قد أزيح عن منصبه ليحل محله مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهو من الموالين الأوفياء لترامب. وأعلن ترامب هذا التغيير في تغريدة على تويتر.

وقال نيوت جينجريتش الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب والمستشار غير الرسمي لترامب ”هو يبحث عن أفراد على اتفاق عام مع ما يريد أن يفعله ومستعدين لتقبل كونه رئيس الفريق“. وألمح ترامب إلى أنه يقترب من امتلاك الفريق الذي يرغب في تشكيله بعد عام من الشعور بالإحباط من أمثال تيلرسون والعلاقة المتقلبة مع كون. قال ترامب عقب إعلان اختيار بومبيو لمنصب وزير الخارجية ”أنا فعلا وصلت نقطة أصبحنا فيها قريبين للغاية من مجلس الوزراء والأمور الأخرى التي أريدها. مع مايك، كانت بيننا كيمياء ممتازة من البداية“.

وقال مقربون من الرئيس إن قرارات ترامب تتفق مع ماضيه في عالم الأعمال وستمثل رسالة لمساعديه الذين لم يتقبلوا أسلوبه واقتناعاته. وقال باري بينيت المخطط الاستراتيجي السابق لحملة ترامب الانتخابية ”الناس الذين ظنوا أن بوسعهم تغييره يكتشفون ما اكتشفناه في الحملة منذ وقت طويل أن ذلك غير ممكن. يمكنك تحسينه لكن تغيير رأيه 180 درجة أمر مستبعد“. وأضاف ”إذا كنت تعتقد أن مهمتك هي إقناعه بغير رأيه فتلك هي المهمة المستحيلة“.

ويتهم المعارضون ترامب بإدارة البيت الأبيض بالأسلوب الذي أدار به برنامج تلفزيون الواقع الشهير ”ذي أبرينتس“ (المتدرب). وقال السناتور الديمقراطي باتريك ليهي في بيان ”عزل وزير الخارجية عن طريق تويتر قد يصلح لدراما كبرى أو للتقديرات التلفزيونية الفورية لكن هذا وأمثلة غيره لا تحصى تخلق عدم استقرار غير هين يضر بالشعب وبمنصب الرئاسة في كل شيء تقريبا“. بحسب رويترز.

وفي الطريق تغييرات أخرى. فلم يعلن ترامب حتى الآن اسم من سيخلف كون. وقال جينجريتش إنه يتوقع أن يستعين الرئيس بشخص أكثر ملاءمة من المدير التنفيذي السابق لبنك جولدمان ساكس. و أشار ترامب إلى أن لاري كودلو المعلق المحافظ في صدارة المرشحين للمنصب. كما تثير هذه التغييرات وتعليقات ترامب عن تغيير العاملين إمكانية رحيل أفراد آخرين من كبار العاملين مثل جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض أو إتش.آر. مكماستر مستشار الأمن القومي وكل منهما كانت له خلافاته مع الرئيس.

محادثات كوشنر

من جانب اخر قالت قناة (إن.بي.سي نيوز) التلفزيونية إن محققين اتحاديين يبحثون ما إذا كانت المحادثات التجارية التي أجراها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أجانب لدى تولى ترامب الرئاسة قد أثرت فيما بعد على سياسة البيت الأبيض. وأضافت القناة أن المحقق الخاص روبرت مولر سأل شهودا عن محاولات كوشنر ضمان الحصول على تمويل للمشروعات العقارية لأسرته والتركيز بشكل خاص على محادثاته مع أشخاص من قطر وتركيا بالإضافة إلى روسيا والصين ودولة الإمارات العربية.

ونقلت القناة ذلك عن أشخاص مطلعين على تحقيقات مولر لم تكشف عن أسمائهم بالإضافة إلى شهود قابلهم فريق مولر. ويتحرى مولر عن تدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في 2016 وما إذا كان هناك أي تواطؤ مع حملة ترامب. وامتنع بيتر كار المتحدث باسم مكتب مولر عن التعليق على التقرير.

وقال متحدث باسم آبي لويل محامي كوشنر إن هذا التقرير صادر عن مصادر لم يكشف عن اسمها تباشر”حملة معلومات مغلوطة“ لتضليل وسائل الإعلام. وأضاف أن”السيد كوشنر قام في الحملة والمرحلة الانتقالية بدور الشخص المسؤول عن اتصالات سليمة تماما من مسؤولين أجانب ولم يخلط بين نشاطه أو نشاطه شركته السابقة وهذه الاتصالات. ”أي إدعاء بغير ذلك كاذب“.ونفت روسيا تدخلها في الانتخابات وقال ترامب إنه لم يكن هناك تواطؤ.

وقالت (إن.بي.سي نيوز) أن محققين اتحاديين تواصلوا مع مواطنين أتراك للحصول على معلومات بشأن كوشنر من خلال مكتب الملحق القانوني بمكتب التحقيقات الاتحادي في أنقرة. وأضافت القناة نقلا عن أربعة أشخاص على إطلاع على هذا الأمر أن مسؤولي الحكومة القطرية الذين زاروا الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري درسوا تسليم معلومات لمولر يعتقدون أنها تظهر تنسيق جيرانهم في الخليج مع كوشنر لإلحاق الضرر بقطر.

وقالت القناة إن المسؤولين القطريين قرروا عدم التعاون مع مولر حاليا خشية أن يؤدي ذلك إلى توتر علاقات بلادهم بشكل أكبر مع البيت الأبيض. ورفضت السفارة القطرية في واشنطن هذه التأكيدات وقالت في بيان إن الحكومة القطرية”لم تتصل ولم يكن لها أي اتصال مع مكتب المحقق الخاص بشأن أي موضوعات“. وقالت (إن.بي.سي نيوز) نقلا عن مصادر مطلعة على المباحثات إن شركة كوشنر العائلية (كوشنر كومبانيز) اتصلت بقطر عدة مرات من ضمنها الربيع الماضي بشأن الاستثمار في عقارها الرئيسي الذي يواجه مشكلات في 666 فيفث أفينيو في نيويورك ولكن صندوق قطر للثروة السيادية رفض.

وأبدى فريق مولر أيضا اهتماما باجتماع عقده كوشنر في برج ترامب في ديسمبر كانون الأول 2016 مع رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني وذلك حسبما قال أشخاص مطلعون على الاجتماع لقناة (إن.بي.سي نيوز). ونقلت (إن.بي.سي نيوز) عن المصادر قولها إن عقار كوشنر كومبانيز في فيفث أفينيو يواجه ديونا يبلغ حجمها 1.4 مليار دولار مستحقة في 2019.

وقالت المصادر إن المحادثات مع المسؤولين القطريين بشأن الاستثمار استمرت بعد دخول كوشنر البيت الأبيض وابتعاده عن الشركة. وبعد انهيار المحادثات بين قطر وكوشنر كومبانيز أيد البيت الأبيض بقوة إجراءات ضد قطر اتخذتها دول عربية من بينها السعودية ودولة الإمارات لاتهامها قطر بدعم الإرهاب. بحسب رويترز.

ويلعب كوشنر دورا رئيسيا في سياسة الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين من دولة الإمارات والصين وإسرائيل والمكسيك تناولوا في أحاديث خاصة سبل التأثير على كوشنر مستغلين ترتيباته التجارية والمشكلات المالية التي يواجهها وانعدام خبرته في مجال السياسة الخارجية. ونقلت الصحيفة ذلك عن مسؤولين أمريكيين لم تنشر أسماءهم على إطلاع على تقارير للمخابرات بشأن هذه المسألة. وفقد كوشنر إمكانية إطلاعه على معلومات المخابرات الأمريكية السرية للغاية في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم قدرته على الحصول على إذن أمني على هذا المستوى.

شهادة كاذبة

على صعيد متصل اعترف ريتشارد غيتس المستشار السابق في فريق حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالادلاء بشهادة كاذبة وبالاحتيال المالي، موافقا على التعاون مع المدعي الخاص روبرت مولر في التحقيق المتشعب الذي يقوده في قضية التدخل الروسي في سير الانتخابات الرئاسية عام 2016. وبذلك يكون غيتس ثالث مستشار سابق لترامب يوافق على الاعتراف بالذنب لقاء تخفيض التهم الموجهة إليه في تحقيق مولر الذي ينظر كذلك في احتمال تواطؤ فريق حملة ترامب مع روسيا، وفي إمكانية أن يكون الرئيس سعى بصورة غير مشروعة لعرقلة التحقيق الجاري. ومع الصفقة التي عقدها غيتس في محكمة فدرالية في واشنطن لتخفيض التهم الموجهة إليه، تزداد الضغوط على شريكه السابق في الأعمال رئيس فريق حملة ترامب السابق بول مانافورت الذي لا يزال يرفض الرضوخ لمولر والإقرار بالذنب لقاء صفقة.

وقدم مانافورت بدوره شكوى ضد مولر متهما المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بتخطي مجال التفويض الذي حددته وزارة العدل لتحقيقه. وذكرت لائحة اتهام جديدة أصدرها مولر الجمعة بحق مانافورت أن الأخير دفع سرا أكثر من مليوني يورو (2,5 مليون دولار) إلى مجموعة من كبار السياسيين الأوروبيين السابقين لحشد التأييد لحكومة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا.

وكان مولر وجه بالأساس إلى غيتس ومانافورت في 30 تشرين الأول/أكتوبر عدة تهم بتبييض أموال بقيمة 75 مليون دولار والتهرب الضريبي، على ارتباط بعملهما لحساب يانوكوفيتش بين 2006 و2014. كما اتهما بتمثيل مصالح حكومة أجنبية هي الحكومة الأوكرانية بصفة غير قانونية في سياق عملهما في الترويج لصالحها بدون التسجل لدى الحكومة الأميركية كعميلين أجنبيين.

غير أن غيتس اعترف بتهمتين هما التآمر لاختلاس أموال من الحكومة الأميركية جراء عدم الإبلاغ بحسابات مصرفية له في الخارج، والكذب بشأن عمله كعميل أجنبي لحساب أوكرانيا. وكل من التهمتين تعرضه لعقوبة السجن لمدة أقصاها خمس سنوات وغرامة قدرها 250 ألف دولار. غير أن العقوبة تتوقف على مدى تعاونه مع تحقيق مولر الواسع النطاق الذي ركز على أوساط ترامب بما في ذلك مساعدون حاليون في البيت الأبيض وأفراد من عائلته.

وتأتي الصفقة مع غيتس بعد صفقتين مماثلتين مع مستشارين سابقين لترامب وافقا على الإقرار بالذنب لقاء تخفيض التهم بحقهما. واعترف كل من مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين والمستشار السابق لحملة ترامب في السياسة الخارجية جورج بابادوبولوس بتهمة الإدلاء بإفادات كاذبة. كما يواجه غيتس ومانافورت تهمة منفردة قدمها مولر في محكمة بولاية فرجينيا، بالاحتيال الضريبي والمصرفي على ارتباط بكيفية إعادة الأرباح التي كانا يكسبانها في أوكرانيا إلى الولايات المتحدة.

وسجل تحقيق مولر الذي بدأ في أيار/مايو تسارعا خلال الأسابيع الأخيرة. ووجه مولر التهمة رسميا إلى 13 روسيا بالوقوف خلف حملة مدعومة من الكرملين تهدف إلى التضليل الإعلامي وبلبلة سير الانتخابات الرئاسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقرر محام يتخذ مقرا له في لندن وعلى ارتباط بروسيا الإقرار بتهمة الكذب على عناصر الإف بي آي. أما مانافورت، فلا يزال يتحدى التحقيق رافضا إبرام صفقة مع مولر. بحسب فرانس برس.

وأعلن في بيان "بمعزل عما أقر به ريك غيتس اليوم، ما زلت متمسكا ببراءتي". وتابع "كنت آمل وأتوقع من زميلي في الأعمال أن يتحلى بالقوة لمواصلة المعركة من أجل إثبات براءتنا" مؤكدا أن "هذا لا يؤثر على التزامي الدفاع عن نفسي في وجه التهم الكاذبة الواردة في التهم الموجهة إلي". وفي رسالة إلى العائلة والأصدقاء نشرتها بعض وسائل الإعلام الأميركية، كتب غيتس أنه كان يعتزم الدفاع عن نفسه لكنه "بدل رأيه" وبات على استعداد لتلقي "إهانة علنية" من أجل حماية أولاده. وكتب "إن واقع الوقت الذي ستستغرقه هذه الآلية القانونية على الأرجح، والكلفة والأجواء الأقرب إلى المهزلة المحيطة بمحاكمة مرتقبة تفوق ما يمكن احتماله. سوف أصون عائلتي أكثر إن مضيت قدما وتجنبت هذه الإجراءات".

اضف تعليق