q

بعد عشرين عاماً من ارتكابه أسوء فظائع وجرائم حرب شهدتها القارة الأوروبية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصدرت محكمة الجنايات الدولية وكما نقلت بعض المصادر الحكم بالسجن مدى الحياة على الجنرال الصربي راتكو ملاديتش بعد إدانته بتهم ارتكاب جرائم التطهير العرقي وجرائم اخرى. ويلقب ملاديتش بسفاح البوسنة بسبب الفظائع وجرائم الحرب التي اقترفتها القوات التي كان يقودها ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها مجزرة سربرينتسا خلال الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.

هذه القضية وما تبعها من تطورات واحداث مهمة منها وفاة القائد السابق لقوات الكروات في البوسنة سلوبودان برالياك، بعد تجرعه السم أثناء جلسة محاكمته في لاهاي، ماتزال محط اهتما واسع، و أيد قضاة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي أحكاما سابقة بإدانة ستة من كروات البوسنة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال التسعينات. ومن المقرر أن ينتهي تفويض المحكمة التي أنشأتها الأمم المتحدة عام 1993 بحلول نهاية العام الحالي وبالتالي سيتم إغلاقها.

وأدين الستة وهم من كبار رجال السياسة والدفاع عام 2013 بالاشتراك في حملة تطهير عرقي ضد مسلمي البوسنة. وكانت زغرب، التي تصر على طهارة يدها من حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995، ترغب في إسقاط التهم عن المدانين. وبعد توقف حرب البوسنة عام 1995 عاش ملاديتش حياته بشكل اعتيادي رغم أنه كان مطلوبا للمحكمة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وبعد 16 عاما من الملاحقة تم إلقاء القبض عليه في مايو/أيار 2011 شمالي العاصمة الصربية بلغراد بينما كان يستعد لممارسة رياضة المشي في الحديقة. وشغل الجنرال ملاديتش منصب رئيس أركان جيش صرب البوسنة إبان الحرب، واعتبر إلى جانب الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش، ألقي القبض عليه عام 2008، من رموز حملة التطهير العرقي ضد الكروات والمسلمين إبان الحرب.

وبدأ مساعدو ملاديتش في تسليم أنفسهم للمحكمة بدءً من عام 2004 بعد تزايد الضغوط الدولية على جمهورية صربيا. وكان راديفوي ميليتيتش وميلان غفيرو من أبرز القادة الذين قدموا للمحاكمة بتهم التورط في ارتكاب عمليات تطهير عرقي. ويعتبر ملاديتش من أوائل المحرضين على حصار سراييفو وقاد هجمات الصرب في عام 1995 على سربرنيتسا التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة وارتكب واحدة من أسوأ الفضائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقامت القوات الصربية آنذاك بقصف سربرنيتسا بالمدفعية والصواريخ على مدار خمسة أيام قبل أن يدخلها ملاديتش وبصحبته طاقم تصوير. وفي اليوم السادس وصلت حافلات ونقلت النساء والأطفال إلى منطقة أخرى وقام الجيش الصربي بتجميع الرجال والصبيان البالغين من العمر ما بين 12 عاما و77 عاما " للتحقيق معهم في جرائم حرب". وبعد خمسة أيام من اجتياح القوات الصربية للمدينة تم قتل حوالي 8 آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة. وعاد ملاديتش بعد انتهاء الحرب إلى بلغراد ليعيش تحت حماية الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش الذي تم اعتقاله حكمت عليه المحكمة لاحقا بتهم ارتكاب جرائم حرب أيضا لاحقا.

انتحار وتحقيقات

وفي هذا الشأن بدأ المدعون الهولنديون تحقيقات غداة انتحار قائد عسكري سابق لكروات البوسنة بالسم امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسط ذهول قضاة الأمم المتحدة. وكان من المفترض أن يمضي موظفو المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي أسابيع هادئة قبل اختتام المحكمة أعمالها في 31 كانون الأول/ديسمبر، بعد ان يصدر القضاة احكامهم النهائية. لكن قاعة المحكمة تحولت فجأة وبشكل غير متوقع إلى مسرح جريمة مدوية.

وفي مشاهد صادمة تم بثها في انحاء العالم شرب سلوبودان برالياك سائلا من قارورة صغيرة بنية وقال إنه تناول السم، وذلك بعد لحظات من إعلان قضاة المحكمة تثبيت حكم السجن 20 عاما بحقه، على خلفية فظائع ارتكبت خلال حرب البلقان في تسعينات القرن الماضي. وتوفي الرجل البالغ من العمر 72 بعد وقت قليل في المستشفى. وأفاد فرانس زونيفليد الناطق باسم الادعاء العام الهولندي أن إجراء تشريح في اقرب وقت لجثة برالياك يعتبر "أولوية قصوى".

وقال المدعون إن تحقيقاتهم ستركز على ما اذا كان برالياك تلقى اي مساعدة خارجية في الحصول على السم المفترض. وقال مكتب الادعاء العام في بيان "في الوقت الراهن، سيتركز التحقيق على الانتحار بمساعدة وانتهاك قانون الادوية" مضيفا انه لن يدلي بتعليقات اخرى. وتسببت الحادثة بإحراج بالغ للمحكمة التي تنهي عملها الشهر المقبل بعد أكثر من عقدين من إنشائها للنظر في الجرائم التي ارتكبت في حرب البوسنة بين 1992 و1995.

ولا تزال المادة التي تناولها براليك غامضة وكذلك كيفية تمكنه من تفادي الاجراءات الأمنية المشددة لتهريب القارورة إلى قاعة المحكمة. وثمة تساؤلات اذن عن محتوى القارورة وهل هو سم بالفعل او مادة اخرى مسممة، وعن كيفية حصوله عليها في مركز الاعتقال التابع للامم المتحدة في لاهاي حيث كان محتجزا. وبموجب قواعد المحكمة، يخضع كل شخص يدخل مركز الاحتجاز الأممي لاجراءات أمنية مشددة "بغض النظر عن مركزه، جنسيته، وظيفته او سنه". فكل شخص يدخل المركز يخضع لاجهزة مسح ضوئية وقد يشمل ذلك ايضا "تفتيشا للملابس".

ويسمح للمتهمين المحتجزين بالحصول على أدويتهم، لكن تحت اشراف مدير القسم الطبي في المركز. وتزامن الحادث مع إعلان القضاة القرار النهائي في استئناف الاحكام على ستة من القادة العسكريين والسياسيين لكروات البوسنة. وأيد القضاة، وكثير منهم عمل لفترات طويلة في المحكمة التي أُنشئت العام 1993، كل احكام السجن الخمسة الأخرى والتي تراوح بين 10 و25 سنة. بحسب فرانس برس.

وهتف برالياك القائد العسكري السابق لكروات البوسنة بغضب "برالياك ليس مجرما. ارفض حكمكم". ووقف برالياك الطويل القامة ذو الشعر الابيض واللحية ثم رفع قارورة بنية صغيرة الى شفتيه وتجرع ما في داخلها. وتم تعليق الجلسة فور اعلان المحامي مقاطعا "موكلي يقول إنه تناول السم".

دقيقة صمت

الى جانب ذلك وقف البرلمان الكرواتي دقيقة صمت الخميس، تكريما لـ"ضحايا الحرب في كرواتيا والبوسنا"، بعد أن انتحر جنرال كرواتيي البوسنة السابق سلوبودان برالياك بشرب السم أثناء جلسة للمحكمة الجنائية الدولية. وقف النواب الكرواتيون دقيقة صمت تكريما "لجميع ضحايا الحرب في كرواتيا والبوسنة" غداة انتحار سلوبودان برالياك في قاعة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بعد إدانته بجرائم حرب.

وقال رئيس البرلمان في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي غوردان ياندروكوفيتش مفتتحا الجلسة "أدعوكم إلى تكريم جميع المدنيين الذين قتلوا والمقاتلين الكرواتيين القتلى أو المفقودين وكذلك جميع ضحايا الحروب في كرواتيا والبوسنة". وتابع المسؤول الذي ينتمي إلى حزب الاتحاد الكرواتي الديمقراطي (يمين) الحاكم أن "جميع الضحايا يجب أن يبقوا في ضميرنا الجماعي إلى الأبد ويجب أن يكون موت الجنرال برالياك بالأمس الحلقة الأخيرة في هذه الأحداث الحربية المأساوية". بحسب رويترز.

وحضر عضو واحد في المعارضة الاشتراكية الديمقراطية، في قرار لم يوضح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أسبابه. وكرر رئيس الوزراء الكرواتي أندري بلنكوفيتش وصف إدانة الستة بأنه "ظلم" مشيرا إلى أن المحكمة "تقاضي أفرادا ولا تتطرق إلى مسؤولية دولة". ويشعر الكثير من الكرواتيين بالإساءة بسبب إقرار "مخطط إجرامي مشترك"، نفذ بموافقة "أب الأمة" فرانجو تودجمان في زغرب بهدف إجراء تطهير عرقي وبسط السيطرة الكرواتية على أراضي البوسنة وفق القضاء الدولي. واعتبر المحلل السياسي المستقل زاركو بوهوفسكي "أنه عبء كبير لكرواتيا، كدولة وكأمة".

انتصارا للعدالة

من جانب اخر توالت ردات الفعل من الدول الكبرى مرحبة بإدانة الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المعروف بلقب "جزار البلقان" بارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب وضد الانسانية، واعتبرت الحكم انتصارا للعدالة. فقد اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين الادانة "انتصارا مهما للعدالة" مؤكدا ان "ملاديتش تجسيد للشر". وقال في بيان ان "الحكم انذار لمرتكبي مثل هذه الجرائم بانهم لن يفلتوا من العدالة ايا كان نفوذهم ومهما طال الزمن. سيحاسبون جميعا".

كما دعا الاتحاد الاوروبي دول البلقان الى "تكريم ذكرى ضحايا" جرائم الحرب بالعمل من أجل المصالحة. وقال الاتحاد ان الحكم استرجع "بعضا من الأحداث الأكثر ظلامية ومأساوية" في تاريخ اوروبا الحديث وضمنها مجزرة سريبرينيتسا البوسنية في 1995. وقال امين عام الحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الحكم "يؤكد ان حكم القانون قائم وان المسؤولين عن جرائم الحرب يحاسبون". واضاف في بيان "آمل ان يؤدي حكم اليوم في دفع المنطقة قدما على طريق السلام والمصالحة". كما اعتبرت المانيا الحكم "مساهمة مهمة في التعامل مع الجرائم المروعة التي ارتكبت في التسعينيات في يوغوسلافيا السابقة". بحسب فرانس برس.

من جانبها أشادت فرنسا بشجاعة الضحايا والشهود الذين رووا قصصهم و"العمل الأساسي" الذي قامت به المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة "من أجل المصالحة في المنطقة". وقالت وزارة الخارجية "اننا ملتزمون مكافحة الفلتان من العقاب وتعزيز القضاء المستقل والحيادي حول العالم ونناشد الدول كافة التعاون مع الهيئات القضائية الجنائية الدولية". كما اعتبر كبير مدعي جرائم الحرب في يوغوسلافيا سيرج براميرتز ان الحكم "يبرر" قرار مجلس الامن الدولي الصادر في 1993 لإنشاء المحكمة. وقال ان "حكم اليوم إنجاز في تاريخ المحكمة وانجاز للقضاء الدولي. فملاديتش كان أول من وجهت له هذه الهيئة اتهاما، وهو آخر من أدانته".

البوسنة وصفحة النزاع

على صعيد متصل وبعد إنجاز القضاء الدولي مهمته وإيداع الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش السجن مدى الحياة، سيكون من الصعب على البوسنة طي صفحة حرب أوقعت أكثر من مئة ألف قتيل وشردت أكثر من مليونين. وإن كان الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ينذر بنهاية الإفلات من العقاب لمرتكبي مثل هذه الجرائم في العالم، إلا أن المدعي العام في المحكمة سيرج براميرتز حذر بأن القضاء لا يمكن أن يحقق وحده "مصالحة ينبغي أن تنبع من المجتمع".

غير أن هذه "المصالحة متعثرة" في البلقان عموما وفي البوسنة خصوصا، وفق ما كتب مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا نيلز موزنيكس عشية صدور قرار المحكمة التي تأسست في 1993 لمقاضاة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب خلال النزاع في البلقان. وعدد بهذا الصدد "الانقسامات الاتنية التي تطغى" و"إنكار وقوع الإبادة" و"تمجيد مجرمي الحرب" وغيرها من العوامل.

وبالرغم من ذلك، يرى خبراء أن المحكمة التي تتخذ مقرا لها في لاهاي، تركت إرثا في غاية الأهمية إذ ساهمت في كتابة تاريخ النزاع ووجهت تحذيرا إلى مجرمي الحرب في العالم بأنه قد ينتهي بهم الأمر هم أيضا في قفص الاتهام، ورسمت معالم قضاء دولي لمثل هذه الجرائم. وتقول المحامية الدولية والباحثة في معهد كلينغنديل ديانا جوف بهذا الصدد أن المحكمة اثبتت أنه "من الممكن مقاضاة شخصيات رفيعة المستوى مسؤولة عن ارتكاب جرائم" خلال هذه الحرب، وهي بالتالي أرست "معيارا ذهبيا" لملاحقة وتحديد جرائم معقدة مثل جرائم الإبادة، فيما اعتبر المدعي العام للمحكمة الخاصة بكوسوفو ديفيد شوينديمان أنه "بات من المؤكد" بفضلها أن مجرمي الحرب لن يفلتوا من العقاب.

غير أن المحللة تانيا توبيتش قالت إن الحكم "لا يشكل منعطفا" لأنه لا يترافق مع "صدور تقرير نقدي حيال الجرائم التي ارتكبها معسكر" ملاديتش، مضيفة أن السياسيين من صرب البوسنة "يبقون أسرى تلك الفكرة" التي تقول أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة كانت "محكمة سياسية" ألحقت "ظلما تاريخيا بالصرب". ووضعت ملصقات على مسافة بضعة كيلومترات عن نصب مجازر سريبرينيتسا، يظهر فيها ملاديتش باللباس العسكري مع عبارة "أنت بطلنا"، وقد وصف الزعيم السياسي للكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديتش مجرم الحرب بانه "أسطورة الشعب الصربي".

وهذا هو رأي غالبية صرب البوسنة الأرثوذكس الذين يمثلون ما يزيد بقليل عن ثلث سكان البوسنة البالغ عددهم الإجمالي 3,5 ملايين نسمة، مقابل أكثر من نصف من البوسنيين المسلمين و15% من الكروات الكاثوليك. أما الذين يرفضون التعريف عن أنفسهم وفق هذا التقسيم الإتني الطائفي ويشار إليهم بكلمة "أوستالي" التي تعني "الآخرين"، فلا يتخطى عددهم 3% من السكان. وفي مؤشر إلى تهميشهم، ينص الدستور البوسني على أنه لا يمكنهم الترشح للمجلس الرئاسي الثلاثي في بلد يعتقد الكثيرون أنه أقيم على قاعدة غير سليمة.

إن كان اتفاق دايتون الموقع في نهاية 1995 وضع حدا للنزاع، إلا أنه "أعطى القوميين سلطة تكاد تكون غير محدودة على أراضيهم الإتنية" وساعدهم على "تحقيق أهدافهم الحربية بوسائل أخرى سياسية". وبعد ربع قرن على اندلاع النزاع، تتحدث كل المجموعات بدون أي تردد عن مفهوم "الصيغ الثلاث للتاريخ" و"الحقائق الثلاث". والحليف الأول لهذا الصراع على الذاكرة هو نظام الفصل المدرسي الذي أرسي خياره بحجة حماية حقوق الأقليات.

وقال نيلس موزنيكس إن مبدأ "المدرستين تحت سقف واحد (...) مستمر رغم قرار محكمة داخلية اعتبرت أنه ينطوي على تمييز" ورغم توصيات منظمات حقوقية. واستمر نظام الفصل بين مختلف المجموعات في الترسخ منذ الحرب. وفي هذا السياق، باتت بانيا لوكا (شمال) مدينة صربية بحوالى 90% بحسب التعداد السكاني بعدما كانت في الماضي متعددة الإتنيات تضم 49% من الصرب و19% من البوسنيين و15% من الكروات. أما ساراييفو التي كانت في ما مضى رمزا للتعددية الثقافية، فهي اليوم مدينة يسكنها 80% من البوسنيين، بعدما كانوا يشكلون نصف السكان في 1991. بحسب فرانس برس.

ويقول رئيس بلدية سريبرينيتسا (شرق) الصربي ملادن غروجيتيتش إنه يؤمن بالعيش المشترك، ويشير إلى رسم طفل معروض على مكتبه، تظهر فيه فتاة صربية وأخرى بوسنية تقرآن معا الأولى الكتاب المقدس والثانية القرآن. لكنه يضيف "من الواضح أن البوسنة والهرسك لا تعمل بشكل جيد، وأنها دولة تعيش على المساعدات". ويبقى زيجاد باتيتش (40 عاما) مقنعا بالتعايش، وهو من الناجين من مجزرة زيكوفي (شمال) التي قتل فيها 17 من أفراد عائلته بأيدي رجال ملاديتش. وهو يروي قصته في مدارس البلقان مع ضحايا أخرين من صرب وكرواتيين ضمن برنامج "بروبودوكنوست" (من أجل المستقبل). ويؤكد "الذين يدركون أن لا خيار أمامنا سوى العيش معا باشروا عملية المصالحة منذ نهاية الحرب" وهو يقول إن صربيين قتلوا أقربائه، لكن صربيين آخرين جازفوا بحياتهم لإخفائه ومن ثم مساعدته على الفرار.

اضف تعليق