q

تعتبر زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام من أكبر التظاهرات الجماهيرية في العالم، ليس في الأمر أي مبالغة، لكنها بحسب المشاركة والأرقام وحسب رصد جهات مختلفة، فهي مليونية تصل الى 17 مليون سنويا، وقد تنبه العالم لهذا الحدث السنوي، وهي تمثل أمرا مهما للعراقيين، خصوصا أن الزيارة توحدهم وترسخ فيهم جانب التكافل والتعاون، لان جزئيات كثيرة منها تعتمد على التعاون والمحبة والعطاء ورد الظلم.

نحن كعراقيين نتمنى الكمال لهذا الاحتفال السنوي، والحقيقة توجد ايجابيات كثيرة أشار لها الإخوة في كتاباتهم، لكن هناك بعض سلبيات سأحاول الإشارة لها كي ينم تجاوزها مستقبلا، فخلال رحلتنا نحو كربلاء، سجلت ملاحظات مهمة حول ما تحتاجه زيارة الأربعين.

● خط قطار سريع وحديث

يعاني الزائرون من تخلف منظومة القطارات التي تعمل داخل القطر، حيث لا توجد خدمات داخل القطار ولا يوجد تنظيم، فلا يوجد نظام حجز المقاعد مثلا، بل حتى أن العربات غير نظيفة، بل تجلس وتحتك أكوام من النفايات، والزجاج النوافذ مكسرة، بالإضافة لبطء القطار فيحتاج 6 ساعات ليصل من بغداد الى كربلاء! مع أن المسافة تحتاج لساعتين فقط، وعندما سئلنا عن السبب قالوا لأنها سكة واحدة تشغلها القطارات ذهابا وإيابا، فيتوقف القطار كي يجتازه القطار العائد من كربلاء، وهذه التوقفات كثيرة جدا ولأوقات طويلة، فالناس تتمنى الأفضل كما هو حال دول الجوار.

ما يحتاجه العراقيون، منظومة قطارات سريعة وحديثة ومنظمة، أي يكون حجز ويكون فيها مواعيد الانطلاق والوصول معروفة، هذا متوفر لكل العالم الا أهل العراق مازالوا يعيشون في الفوضى.

الدولة مقصرة جدا في تحمل مسؤولياتها، وعندما نطالبها بشيء فإنها تتحجج بالتقشف وغياب الأموال الكافية.

لذا يمكن أن نطرح فكرة وهي أن تتوجه بعض أموال العتبة الى إنشاء خطوط قطارات متخصصة فقط لنقل الزوار، فالمعروف أن الزيارات مستمرة لكربلاء على مدار العام، فيتم تجهيز خط جديد وبقطارات حديثة، وتكون محطات النقل الناصرية الكوت بغداد، نحو كربلاء ذهابا وإيابا، ويراعى فيها النظام الحجوزات والتوقيتات، كي لا تكون مثل مهزلة القطار الحكومي، ويكون أيضا باب للإيرادات، وعمل صالح من أموال العتبة.

● توفير طريق لمرور الباصات

المشكلة الكبرى التي يواجها الزوار خصوصا كبار السن والمرضى والأطفال، حيث لا تصل الباصات الى مكان قريب من كربلاء، فيلجأ الناس لصعود سيارات الشحن العسكرية (مثل اللوريات والتريلات وسيارات الحمل) وتحصل مشاكل خصوصا أن الذي يصعدون رجال ونساء وأطفال، صورة بشعة لبلد غني يتلكأ ساسته في توفير باصات لنقل الزائرين!

نحتاج أولا لفتح طريق من دون قطع، يصل بالناس الى مكان قريب من كربلاء، لنقل 5 كيلو متر مثلا، ويكون الطريق مجهز بباصات نقل حديثة، ويمكن أن يجهز المشروع من أموال العتبة، وهذا حق العتبات على القائمين عليها، وعمل صالح يدوم، وحل لمشكلة الزائرين سنويا، فماذا ينتظرون.

ننتظر من القائمين على أموال العتبة التفكير بالأمر، فهو يدخل ضمن خطوات انجاح الزيارة الحسينية، بالاضافة للتسهيل على الناس من المشقة والتعب، وأيضا استثمار لأنه سيعود عليهم بالإيرادات.

* كاتب عراقي

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق