q

بعد مرور قرن كامل على اعلان وعد بلفور، لا يزال هذا الوعد سيء الصيت محط اهتمام عالمي كبير خصوصا في الأراضي المحتلة، التي تعيش في مأسي ودمار بسبب قسوة واجرام الاحتلال الصهيوني الذي حول منطقة الشرق الأوسط الى ساحة حرب وازمات ومشكلات مستمرة. وقد اصرت الحكومة البريطانية هذا العام على إحياء ذكرى أو احتضان احتفالية خاصة بمرور مائة عام على جريمة صدور وعد بلفور وهو ما يثبت زيف الشعارات ومطالب الدول الغربية بخصوص قضايا حقوق الانسان، ويرى بعض المراقبين أن السياسة البريطانية ونظرة بريطانيا للعرب والمسلمين وللصهيونية لم يطرأ عليها تغيرا خلال قرن وما زالت كما هي استعمارية عدوانية ومعادية للشعب الفلسطيني.

وجريمة بريطانيا ونهجها المعادي لم يقتصر على إصدار وزير خارجيتها آرثر بلفور وعدا لليهود يوم الثاني من نوفمبر 1917 بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بل تجاوزت ذلك بفرض هذا الوعد على عصبة الأمم من خلال تثبيته كجزء من صك الانتداب على فلسطين مما ساعد بريطانيا ودول العصبة آنذاك على تمكين اليهود من الهجرة والاستقرار في فلسطين. وفي هذا الشأن قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع بنظيرته البريطانية تيريزا ماي، للاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان البلفور الذي أصدره اللور آرثر بلفور، وزير الخارجية آنذاك، للإعراب عن دعم حكومته لإقامة دولة يهودية في فلسطين.

وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان بلفور يعد أول خطابا رسميا يُعلن فيه حق إسرائيل في إقامة دولة في الأراضي الفلسطينية، لهذا السبب يعتبره الفلسطنيون وسيلة لاستيلاء على أراضيهم. وفي عام 1917، كان اليهود يشكلون أقل من 10 بالمئة من التعداد السكاني الفلسطيني، إلا أنهم أصبحوا الأغلبية الآن، إذ أن الفلسطينيين مشتتون في المنفى ومخيمات اللاجئين. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية، إنه لا يجب الاحتفال بإعلان بلفور، لاسيما في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة الفلسطينيين من الظلم، مُشيرا إلى أن إقامة وطن لأحد الشعوب، تسبب في تجريد شعب آخر من حقوقه، وجعله يعاني من الاضطهاد.

بعد مرور 100 عام

في بيان من 67 كلمة كتب قبل مئة عام أيدت بريطانيا قيام وطن لليهود في الشرق الأوسط، مما أطلق عملية انتهت بقيام إسرائيل ونشب معها أحد أكثر صراعات العالم استعصاء على الحل. وأحيي زعماء بريطانيون وإسرائيليون الذكرى المئوية لذلك البيان المعروف باسم وعد بلفور نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور الذي خطه، على مأدبة عشاء بالقاعات ذات الطلاء الذهبي بقصر لانكستر هاوس في لندن.

لكن بينما كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مجتمعين على مأدبة عشاء، تجمهر محتجون لمطالبة بريطانيا بالاعتراف بالمعاناة التي يقولون إن الوعد سببها للشعب الفلسطيني وبالاعتراف بحقهم في إقامة دولة. وقال إيان بلاك الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد ”السبب في اجتذابه هذا الاهتمام الكبير يرجع إلى أن الصراع الذي أطلقه لا يزال قائما بقوة وثمة إحساس، لا سيما على الجانب الفلسطيني، بالظلم المستمر“. وأضاف ”إنه بحق قضية مشتعلة ومسببة للألم ومثيرة للانقسام بشدة“.

وفي حين تحتفي إسرائيل بصاحب الوعد آرثر بلفور، إذ أطلقت اسمه على شوارع وعلى مدرسة في تل أبيب، يندد الفلسطينيون بوعد بلفور باعتباره وعد من لا يملك. وبات وعد بلفور هو أساس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الأرض، والذي لا يزال دون تسوية بعد عدة حروب وعقود من المساعي الدبلوماسية الدولية. وقالت ماي على مأدبة العشاء وفقا لنسخة من كلمتها وزعها مكتبها ”لا يزال بلفور مع الأسف عملا لم يستكمل.. إذ أن رؤيته الأساسية لتعايش سلمي لم تتحقق بعد“. وأضافت ”أعتقد أنه يطالبنا اليوم بأن نتحلى بعزم متجدد لدعم السلام الدائم الذي هو في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وفي مصلحتنا جميعا“.

وأدارت بريطانيا فلسطين، التي كانت خاضعة للحكم العثماني، وذلك من عام 1922 إلى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأعلن قيام إسرائيل عام 1948 في نهاية حكم الانتداب البريطاني وبعد أن أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 خطة، رفضها ممثلون فلسطينيون، لتقسيم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى يهودية. والصراع الإقليمي الذي تطور على مدى سلسلة حروب دارت رحاها على جبهات عربية إسرائيلية، دفع الفلسطينيين للسعي لإقامة دولة مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

ويحمل إحياء الذكرى الذي بلغ أوجه في مأدبة العشاء التي أقامها أحفاد بلفور وكذلك أحفاد متلقي الوعد زعيم الجالية اليهودية والتر روتشيلد، في طياته مطالبة لبريطانيا بأن تحقق توازنا دبلوماسيا حذرا. وتعتبر بريطانيا إسرائيل حليفا وثيقا ومهما وتدعم الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي يؤدي إلى دولتين إسرائيلية وفلسطينية. وفي محاولة لتحقيق التوازن الصحيح أشاد وزير الخارجية جونسون بالوعد الذي ساهم في قيام ”أمة عظيمة“ لكنه قال إن روح الوعد لم تتحقق بشكل كامل.

وكان يشير إلى فقرة في الوثيقة ذكرت أن إقامة دولة لليهود ينبغي ألا تأتي بشيء ينتقص من الحقوق المدنية أو الدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة. وكان تركيز إسرائيل دوما أقل على تلك الفقرة وأكبر على تأييد الوثيقة إقامة وطن لليهود. وتعتزم إسرائيل الاحتفال بالذكرى وسيعقد الكنيست جلسة خاصة بهذه المناسبة. وقال نتنياهو خلال جلسة لمجلس الوزراء قبل زيارته لندن ”بينما لم يكن للدولة أن تقوم دون الاستيطان والتضحية والاستعداد للقتال من أجلها، فإن قوة الدفع الدولية كانت من غير شك هي وعد بلفور“.

ولا تعارض إسرائيل الجهود الدولية لتحقيق السلام ولكنها تقول، كما يقول الوسطاء الدوليون، إنه لا يمكن فرض حل بل يتعين أن يكون نابعا عن مفاوضات بين الجانبين. وقال بعض الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي إنهم سيقاطعون الاحتفالات، وتعتزم منظمات متضامنة مع الفلسطينيين تنظيم احتجاجات لعدة أيام في لندن. وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية هذا الأسبوع الدعوة للحكومة البريطانية للاعتراف بأن وعد بلفور كان خطأ. بحسب رويترز.

وكتب ”إقامة وطن لشعب واحد نتج عنه نزع حيازة واضطهاد مستمر لشعب آخر.. والآن ثمة اختلال عميق بين المحتل ومن هو تحت الاحتلال“. وأضاف ”يجب إعادة التوازن، وبريطانيا تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية في قيادة المسار“. ورفضت بريطانيا مطالبات فلسطينية سابقة بالاعتذار ولم تعترف رسميا بفلسطين كدولة. وقال جونسون يوم الاثنين إن بريطانيا ستبدي استعدادا لفعل ذلك لكنها تحتاج وقتا لإعطاء أقصى قوة دفع لجهود السلام.

تظاهرات فلسطينية

من جانب اخر تظاهر آلاف الفلسطينيين في مدن رام الله ونابلس والخليل في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة في الذكرى المئة لوعد بلفور البريطاني الذي مهد لقيام دولة اسرائيل، مطالبين بريطانيا بالاعتذار عما ارتكبته. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته بريطانيا بالاعتراف ب"الخطأ التاريخي" الذي شكله اعلان بلفور تجاه الشعب الفلسطيني، متخوفا من ان يكون حل الدولتين "بات تحقيقه مستحيلا مع مرور الوقت".

في رام الله، رفع المتظاهرون لافتات باللغتين العربية والانكليزية منها "وعد من لا يملك لمن لا يستحق". وسار المتظاهرون من دوار عرفات في المدينة الى مقر المجلس الثقافي البريطاني القريب. وقال ابو هيثم عمرو(70 عاما) الذي شارك في التظاهرة امام مقر المجلس وهو يحمل علما فلسطينيا، إن وعد بلفور هو سبب كل ما حصل للشعب الفلسطيني، مضيفا "بلفور أعطى وعدا بإنشاء الكيان الاسرائيلي، وهذا القرار كانت نتيجته ما يعانيه الشعب الفلسطيني حتى الان من تشريد ودمار وألم".

في نابلس في شمال الضفة الغربية، انطلقت تظاهرة من وسط المدينة وتوجهت الى الدوار الرئيسي فيها حيث اختتمت بمهرجان خطابي. وهتف المتظاهرون "يا انكليز، يا استعمار، بدنا منكم اعتذار"، و"يا بلفور وعدك باطل انت مجرم واكبر قاتل"، و"الانتداب الانتداب.. أسس دولة للارهاب". وحمل المتظاهرون اعلاما فلسطينية واعلاما سوداء. وطالب المشاركون من بريطانيا الاعتذار من الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين وتعويضات.

وقال محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب في كلمة القاها في المتظاهرين "نقول لبريطانيا انه آن الاوان كي يصحو ضميرها، ومطلوب من شعبها ان يقف الى جانب شعبنا ويضغط على حكومته لتقديم الاعتذار، والاعتراف بدولة فلسطين، وتعويضنا عما لحق بنا من اذى وجرائم من قبل احتلال ارضنا". وقام ملثمون باحراق مجسمات تمثل بلفور ومجسمات اخرى تمثل تيريزا ماي.

وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، تظاهر العشرات ضد وعد بلفور مطالبين الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الوعد. كما سارت تظاهرات مماثلة في قطاع غزة. وتجمع اكثر من ثلاثة آلاف شخص للتظاهر في ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة وساروا نحو مقر الامم المتحدة. ويختلف الفلسطينيون والاسرائيليون في نظرتهم الى وعد بلفور البريطاني بعد مرور قرن كامل عليه، إذ تشيد به اسرائيل كأحد العوامل التي ساعدت على قيامها. لكن بالنسبة للفلسطينيين، ساهم هذا الوعد في مأساة سلب أرضهم، ما ادى الى النكبة عام 1948، اي تهجير نحو 760 الف فلسطيني.

وفي عام 1967، احتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب الايام الستة، وقامت بعدها بضم القدس الشرقية وما زال احتلال الضفة الغربية مستمرا بعد خمسين عاما. وكتب الرئيس الفلسطيني من جهته في مقال نشرته صحيفة "الرأي" الحكومية الاردنية "في الذكرى المئوية لوعد بلفور، يتوجب على الحكومة البريطانية أن تغتنم الفرصة وتقوم بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا الفلسطيني".

واكد عباس انه منذ العام 1917، تاريخ حصول الوعد، قدم الفلسطينيون "تنازلات مؤلمة وكبيرة من أجل السلام، بدءا بقبول قيام دولة فلسطينية على 22٪ فقط من وطننا التاريخي، والاعتراف بدولة إسرائيل دون الحصول على أي اعتراف مماثل حتى يومنا هذا، وتبنينا حل الدولتين على مدى السنوات الثلاثين الماضية والذي بات تحقيقه مستحيلا مع مرور الوقت". ولا زال حل الدولتين، اي وجود دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبا الى جنب بسلام، مرجعا اساسيا للاسرة الدولية لحل الصراع المزمن. الا ان جهود السلام بين الفلسطينيين واسرائيل متوقفة بالكامل منذ فشل مبادرة اميركية في نيسان/ابريل 2014. بحسب فرانس برس.

ودعا الرئيس الفلسطيني "إسرائيل وأصدقاءها لأن يدركوا جيداً أن حل الدولتين قد ينتهي تماما، إلا أن الشعب الفلسطيني باق هنا، وسيواصل سعيه من أجل استرداد حريته، سواء كان ذلك من خلال حل الدولتين أو من خلال النضال". وتابع "وعد بلفور ليس مناسبة للاحتفال، خاصة في وقت لا يزال فيه أحد الطرفين يظلم ويعاني بسبب الوعد، فقد أدى إنشاء وطن لأشخاص آخرين إلى تشريد شعب آخر واستمرار اضطهاده، ولا يمكن المقارنة بين المحتل والشعب القابع تحت الاحتلال". في رام الله، قال محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح التي يتزعمها عباس، أن على ماي ان تدرك ان"هذا الوعد ادى الى تشريد مئات الاف وأدى الى دمار مدن وقرى والى كم هائل من الالم عاشه الشعب الفلسطيني عبر مئة عام"، مضيفا "هذه مسألة لا يجوز ابدا على الاطلاق الاحتفال بها".

وعد وتطبيق

من جانب اخر وبعد قرن على الرسالة التي وقعها عم والده والتي أصبحت حجر الاساس لقيام اسرائيل، يعرب اللورد بلفور عن الاسف بسبب "انعدام التوازن التام" في تطبيق الشق الفلسطيني منها. في مقابلة قال رودريك بلفور (68 عاما) الذي يعمل مصرفيا "أنا واثق من أن آرثر سيقول هذا غير مقبول". وشدد بلفور على ان الظروف التي يعيش فيها العديد من الفلسطينيين "مُذلّة" مضيفا ان "الوقت حان على الارجح" لتأخذ اسرائيل "الامر في الاعتبار وتقوم بمساعدة" من هم بحاجة الى ذلك. كما حمّل بلفور حركة حماس وحزب الله اللبناني مسؤولية استمرار النزاع. وقال "لدينا انطباع بان بعض مسؤولي (هما) لا يريدون لفلسطين الازدهار (...) لان الناس سيشعرون عندها بالراحة وربما يصبحون أقل عدائية".

ولا يزال لدى رودريك بلفور نسخة من الرسالة يعلقها فوق المدفأة في شقته. ومضى يقول ان عم والده سيفاجأ على الارجح للطريقة التي تطورت فيها اسرائيل منذ تأسيسها. واضاف "هناك ما يدعو للفخر لكن من الواضح أن أمام الاسرة الدولية الكثير لتقوم به حتى لا تظل هذه المسألة جرحا مفتوحا في السياسة الدولية". وأقر بلفور انه أدرك أهمية الرسالة بشكل تدريجي خلال حياته "اذ لا احد في اسرتنا كان يقول علينا تذكر وعد بلفور". واضاف انه أدرك ذلك عندما راح سائق أجرة يهودي يؤدي أغاني الفها لتكريمه عندما عرف اسمه وكان لا يزال مراهقا آنذاك.

لكن اسمه لم يسهل الامور دائما. اذ عند دعوته في تسعينات القرن الماضي الى اسرائيل من قبل الرئيس آنذاك عازر وايزمان، أخضع لاستجواب فعلي قبل خروجه من البلاد. ويقول ان موظفا في الجمارك سأله عندما أظهر له الدعوة الرئاسية "هذا جيد لكن ماذا فعلت في ال48 ساعة المتبقية؟" كما انه يتعرض أحيانا لتعليقات مهينة في بعض اللقاءات الاجتماعية اذ يوجه الى أسرته اللوم بانها اساس كل الشرور في الشرق الاوسط. واضاف "أرد في هذه الحالات ان هذا الحكم قاس بعض الشيء اذ ان الحكومة البريطانية" هي وراء الوعد "لكن الناس يريدون كبش فداء". بحسب فرانس برس.

على صعيد متصل قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن الإعلان البريطاني الذي وضع قبل 100 عام أساسا لإقامة إسرائيل لم يتم الوفاء به بشكل كامل ليعبر عن نبرة تعاطف إزاء الفلسطينيين. وفي مقال بصحيفة ديلي تلجراف وصف جونسون نفسه بأنه ”صديق لإسرائيل“ لكنه قال أيضا إنه ”تأثر بشدة بمعاناة المتضررين والمطرودين بنشأتها“. وقال ”التحذير المهم في وعد بلفور، الذي كان يهدف إلى حماية الطوائف الأخرى، لم يتحقق بالكامل“ في إشارة إلى الوثيقة التي دعت إلى ضرورة عدم الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى غير اليهودية.

واجتمعت ماي مع نتنياهو هذا العام للحديث بشأن تعزيز التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لكنها أثارت أيضا قضية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي يأمل الفلسطينيون في إقامة دولتهم المستقلة عليها. وأشار جونسون أيضا إلى قضية المستوطنات في مقاله قائلا إن حل الدولتين يجب أن يشمل دولة فلسطينية متصلة الأراضي وقابلة للحياة إلى جانب ”إسرائيل آمنة“ واقترح السعي لاتفاق سلام استنادا إلى حدود 1967 مع تبادل الأراضي.

وكان نتنياهو انتقد بشدة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بسبب دعوة مماثلة في 2011. وقال نتنياهو حينها إن إسرائيل لن تنسحب أبدا إلى حدودها في 1967 الأمر الذي يعني تنازلا كبيرا عن الأراضي المحتلة. وأضاف أن ذلك سيترك إسرائيل بحدود لا يمكن الدفاع عنها.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بريطانيا العام الماضي للاعتذار عن وعد بلفور قائلا إن شعبه عانى كثيرا نتيجة هذا الوعد. وقالت بريطانيا هذا العام إنها لن تعتذر على وعد بلفور وإنها ستواصل العمل من أجل التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولا تعترف بريطانيا بفلسطين كدولة لكنها تقول إنها قد تفعل ذلك في أي وقت إذا اعتقدت أن ذلك سيساعد في جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

اضف تعليق