q

ان عدم وجود تعريف دولي للإرهاب ومن خلال منظماته العالمية وبشكل متعمد من قبل امريكا بالذات امر مخل ومعيب جدا، لأنه امر مبيت ضد الانسانية في عالم يدعي التقدم والتطور والحضارة؟ !

رئيس الولايات المتحدة؛ (دونالد ترامب) الاشقر الأصهب، المهوس بصهبه، المعجب بنفسه، المنفوخ بتكبره، المخبول بقوة امريكا، المرعد المزبد بقدارته، المتوعد بالويل والثبور لمن لا يمد يد الطاعة والخنوع له، الهائج كثور مخناف، والفائر كقدر العصيدة...قد نسي الله العظيم القادر المقتدر الحكم العدل، ولا احد له قدر من الايمان يشك بان الناسي لله سوف ينساه الله من رحمته وسوف يسلط عليه ظالما صغيرا اعتى منه واشد قدرة يمسخه ويجعل منه احدوثة للتاريخ وذلك ما ينتظره المؤمنون بقدرة القدير على هذا المغرور.

كانت الحكومة الأمريكية بإدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ومستشاره (الاكسندر هيغ): قد أنشأت منذ ثلاثين سنة شبكة إرهابية دولية ذات نطاق واسع، لا مثيل لها يهدف لمحاربة أعداء الولايات المتحدة المتخلفين حضاريا!(1).

وقد نفذت هذه الشبكة عددا لا يحصى من الجرائم في مختلف أنحاء العالم منها ما جرى في أمريكا الوسطى وبالخصوص ما جرى في نيكاراغوا.

وقضية نيكاراغوا سابقة دولية في إرهاب الدولة لا جدال فيها في القانون الدولي: لأنه لأول مرة يصدر عن المحكمة الدولية حكما لا رجوع عنه تدان فيه حكومة الولايات المتحدة بعملية إرهابية والقضية أفظع بكثير من اعتداءات 11 أيلول: ذلك إن الحرب التي خاضها الرئيس (رونالد ريغان) ضد نيكاراغوا أسفرت عن وقوع عما يقل عن (57000) ضحية منهم (21000) قتيلا وسببت دمارا وخرابا يعادل قنبلة هيروشيما(2). ولو كان هناك تعريف قانوني للإرهاب لكانت دولة الولايات المتحدة اول دولة ارهابية في العالم.

فترامب الارعن نسب نفسه إلى السيادة، لأنه أصهب ابيض البشرة ولست اقول شططا.. فهذا خط فكري قوي فاعل له أصوله الأيدلوجية الضاربة في التاريخ(3)، ابتدأ من (ابيقور) مرورا بـ (نيتشة) والى (هيجل) الذي ادعى إن صيرورة الفلسفة: غربية، هو ذاته (أي هيجل) غايتها، وصيرورة الدين في المسيحية وحسب وليس غير البيض الصهب يمثلوه.

وصار لهذا الخط اليوم مدرسة، وقادة، وثقافة انتروبولوجية، تتبناها الاحزاب اليمينية؛ تكتسح العالم بما أوتيت من إمكانيات إعلامية هائلة.

وقبل ان يصل (ترامب)؛ سعت حكومات الولايات المتحدة المتعاقبة على ان لا تضع الامم المتحدة تعريفا للإرهاب، ووقفت ضد كل المشاريع الدولية في المنظمة الدولية التي اعدت تعاريف للإرهاب.. لماذا؟

ذلك ليبقى الارهاب عائما وتعريفه سائبا مطاطا حتى يمكنهم ان يوجهوا تهمة الارهاب لأي شريف يقف ضد سياستهم البرجماتية وتطلعاتهم الاستعمارية مثلا ضد اي فلسطيني يقاوم الصهاينة المحتلين المستوطنين، وضد أي مقاوم شريف محتلة ارضه يقف ضد اطماعهم الاستغلالية.

فإرهاب بلا تعريف دولي حال مطلوب جدا للقطب الواحد للمتجبر المتحكم في العالم. حيث يصير الارهاب تهمة جاهزة لأي من لا يرضى بظلم امريكا مهما كانت مقيتة او ضد كل من يقف ضد المهوسين بالعظمة كترامب.

ترامب يستطيع الان ان يوجه تهمة الارهاب ضد اي أحد وضد اي منظمة وضد اي دولة، إلا دولته التي صنعت الارهاب الحقيقي و قتلت ولازالت تقتل عشرات الالاف من البشر بيدها وبيد عملائها وأصدقائها الصهاينة يوميا.

ألم يحن الوقت لتعريف الارهاب دوليا، فأمريكا وترامبها تتحدى العالم وتجعله فريسة سائغة لها دون ان يكون هنالك معترض واحد في وقت تكون امريكا نفسها قائدة الارهاب وصانعته !!

ان المنظمات الدولية الانسانية مدعوة لتضع تعريفا للإرهاب وإلا فهي كاذبة ومدعية وتابع لأمريكا.

وان الدول العظمى التي لا تدور في فلك امريكا كروسيا والصين ايضا مدعوة لان تضع تعريفا عالميا علميا للإرهاب وإلا فسيأتي يوم يكون تكون بكين ارهابية وكذا موسكو مأوى للإرهابيين.

وكل دول العالم رغم ترامب تستطيع ان تسهم بإيجاد تعريف عالمي للإرهاب لنجد ان ترامب ودولته الاستعمارية هي أكبر الارهابيين في العالم.

..........................
هوامش البحث:
1)E –Bradford: (At war in Nicaragua;The Rangan doctrine and politics of nostalgia of nostalgia), New Yourk.1987.
2).Toefolo; Cabestrero, (Blood Of Innocent: Victims of the contras War in Nicaragua), Orbis Bood-1985.
3) يقول المؤرخ البريطاني الشهير (أرنو لد توينبي): "إن دراسة الجنس أو العرق كعامل منتج للحضارة؛ تفترض وجود علاقة بين الصفات النفسية، وبين طائفة من المظاهر الطبيعية. ويعتبر اللون هو الصفة البدنية التي يعول عليها الأوربيون -أكثر من غيره- في الدفاع عن نظريات العرق الأبيض المتفوق، وان أكثر النظريات العنصرية شيوعا هي التي تضع في المقام الأول السلالة ذات البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الشهباء، ويدعوها البعض بـ (الإنسان النوردي) أي الإنسان الشمالي، ويدعوه الفيلسوف الألماني (نيتشة) بالوحش الأشقر.
ونيتشه هذا يمثل اكبر المفكرين الغربيين الذين مجدوا القوة، وتقوم فلسفته على "إدارة القوة"، والسعي لإنجاب الإنسان الأعلى، واخذ هذه الفكرة "هتلر" وبنى عليها نظرية تفوق العرق الجرماني؛ والتي ترتب عليها جنون القوة وهاجس السيطرة الشاملة، وقهر الشعوب الأخرى واستعبادها، فأفرزت تلك الحروب التي دمرت أوربا وغيرها؟. ((نقلا عن: المقدادي فؤاد كاظم؛ "الإرهاب بين ثقافتين"، مجلة رسالة الثقلين، العدد: 42ص6)).
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق