q

في زمن ليس ببعيد لم يكن هناك أثر لعروض أو دور الأزياء، ولم تكن هناك عارضات تصل أسعارهن الى الملايين من الدولارات، ولم يكن يوجد الاهتمام نفسه بالنظام الغذائي (الحمية الغذائية) والريجيم أو تحديد كمية الطعام ونوعه بإشراف متخصص كما هو معمول في دور متخصصة بالرشاقة، ولكن في عالم اليوم بدأ الجميع يتدخل في شؤون حياة بعضهم البعض ويتدخل بأدق التفاصيل، فمظهرك الخارجي وحتى هندامك من حيث نوع الملبس والتصميم بات أمرا مهما للجميع، وليس الأمر محصور بالملبس أو نوع القماش ومصدر صناعته وطريقة خياطته وسعره، وإنما بات الأمر يتعلق بطبيعة جسد الإنسان من حيث البدانة والرشاقة، فهي أيضا تتدخل في درجة جمال البشر.

من الأمور شبه المعتادة أن يسمع المرء ردودا قاسية حول الدهون الزائدة في جسمه، وانتفاخ بطنه حيث يجعله ذلك يغوص في أعماق الذات ليخفي نفسه عن الأنظار، أو يقلق كلما رأى الناس أو يصاب بالكآبة كلما نظر إلى نفسه في المرآة، لذلك يلجأ كثير من الناس إلى الريجيم الغذائي ويقسو على نفسه كي يخرج من هذه المأساة ويظهر بمظهر أنيق أمام الناس ويسد أفواه الحكم عليه بالبدين أو القبيح.

لذلك كانت (لشبكة النبأ المعلوماتية) جولة استطلاعية بين قائمة الذين جربوا أنواع الرجيمات وتخلصوا من وزنهم الزائد ولكن هل كانت النتيجة كما أرادوا أم إنها لم تكن كذلك؟.

تقول (هدى وهي في عقدها الثالث): لقد تعبت من وزني الزائد ومن استهزاء الآخرين بي، لم يكن باستطاعتي ارتداء ما أريد من ملابس جميلة، فلم أجد ملابس جميلة على قياسي في المتاجر بل كنت أرتدي ملابس طويلة لأخفي كل شيء عن الأنظار، لذلك قررت أن أخوض في تجربة الرجيمات والنظام الغذائي بعد بحث طويل في المواقع الاجتماعية والمتخصص، وجربت بعض انواع الحميات الغذائية وفعلا تخلصت من نصف وزني الزائد، كنت في غاية السعادة ولكن عندما اقتربت الى النهاية ظننت إنني وصلت إلى مبتغاي وتركت كل شيء وبعد مدة رجعت كما كنت وأسوأ. إذاً يحتاج الأمر الاستمرارية والمطاولة وضبط النظام الغذائي بصورة مستمرة، فالصبر والنظام هنا يلعب دورا حاسما في استمرارية النجاح.

نظرات قاسية وكلمات ساخرة

ويقول (أبو أحمد وهو رجل أربعيني) إنني جربت أنواع الرجيمات وفعلا كنت سعيدا جدا عندما أشاهد وزني يقل يوما بعد يوم، ولكن بعد مدة بدأت أضعف وأتهاوى بجسدي لا إرادياً هنا وهناك وأصبحت أعاني من الرجفة في يدي لذلك تركت كل شيء، ربما لم أكن قادرا على استمرار النظام الغذائي الجديد، وربما كنت بحاجة الى الخبرة في هذا المجال او اشراف طبيب متخصص، لقد فشلت ولكنني سأعاود حتما.

وأجابت (ضحى وهي فتاة في الخامسة عشر من عمرها): لقد تعبت من أنظار الآخرين وكلماتهم القاسية حول شكلي وبدانتي، لذلك قررت ان أتبع نظام الحمية الغذائية ولكن كلما أردت أن أمنع نفسي عن الأكل أصاب بالإرهاق الشديد، فأقوم بتناول ضعف طعامي السابق، لذلك قررت أن أبتعد عن الناس وأصبحت إنطوائية ولكن بحمد الله وجدت طبيبا مختصا واتبعت تلك الحمية مع الرياضة ووصلت إلى المستوى المطلوب بعد أن تخلصت من الوزن الفائض.

فاليريا ليفتين (عارضة أزياء روسية) كانت تعاني من مضايقات أصدقائها في المدرسة بسبب زيادة وزنها وكثرة الدهون التي تعاني منها في جسدها، بالإضافة إلى الرسائل التي كانوا يتركونها لها والمليئة بالحميات الغذائية التي ينصحونها باتباعها لكي تخسر وزنها، كل هذا أثر في نفسيتها جداً وجعل موضوع الرشاقة والنحافة ومسابقات ملكات الجمال والتمتع بالجسم الرشيق هدفها في الحياة!.

‎قررت فاليريا ليفتين اتباع حميات غذائية قاسية دون أن ترحم نفسها مما أصابها بمرض فقدان الشهية، وبدأت تدريجياً تخسر وزنها بشكل كبير إلى أن أصبح وزنها 26 كيلوغرام، كما عانت من أمراض صحية عديدة حرمتها من أمل الزواج وإنجاب أطفال! تحدث فاليريا ليفتين إلى صحيفة ديلي ميل البريطانية ناصحةً الشابات المراهقات أن يأخذن قصتها عبرةً، داعيةً هؤلاء إلى عدم تعريض صحتهن للخطر، كي لا يدمرن حياتهن.

لذلك يقول الدكتور علي كمال أستاذ التغذية:

على المرء أن يتبع نظاما غذائيا صحيحا كي يخفض من معدلات الوزن الزائد لأن الريجيم طويل المدى يؤثر على الحالة النفسية، ويمكن أن يتسبب بالميل نحو الغضب والعدوانية وله أثر سلبي طويل المدى على كرات الدم البيضاء والتي تشكل حوالي 70% من المناعة، حتى أنه يتسبب في الإصابة بالأنيميا الحادة واضطراب في المعادن والأملاح بالجسم.

لذلك لأجل الوقاية من هذه الأمراض، لابد من الالتزام ببرنامج تغذية سليمة جيدة، حيث تبين أن الحفاظ على وزن ثابت له تأثير إيجابي على الجسم وأداء وظائفه بصورة ممتازة، وتؤثر الأغذية السليمة أيضا على الحالة النفسية، لذا نحن نحتاج ثورة على الأغذية الخاطئة فيجب أن يتجنب المرء الحلويات والسكريات والأكلات السريعة التجهيز كي لا يضطر الى الدخول في مغامرات عشوائية بهدف إنقاص الوزن، بعيدا عن المتابعة الطبية من المتخصصين لذلك الوقاية أفضل من العلاج.

اضف تعليق