q

كم هي عدد المواقع الالكترونية في فضاء الانترنت اللامتناهي؟ مؤكد انها تبلغ الملايين من المواقع المتنوعة.

كم هم زوار هذه المواقع؟

مليارات كثيرة، يستطيع محرك البحث (اليكسا) عدّهم، تبعا لكل موقع، ومايترتب على أعداد المرتادين من تحديد مركز الموقع المعين في سلم اهتمامات المتصفحين.

سؤال يعترض تلك الاجابة:

هل يستطيع محرك البحث هذا او غيره ان يحدد لنا بالضبط، ان كان المتصفح قد قرأ موضوعا معينا بكامل كلماته ام انه نقر عليه وقرأ العنوان فقط؟ ماهي حالته النفسية والعاطفية وهو يقرأ الموضوع – اذا افترضنا انه قرأه – هل يمكن معرفة حالته تلك بطريقة ما؟ يمكن ذلك لو فتحنا باب تلقي رده على ماقرأه.. لكن تلك الفسحة من المشاركة سلاح ذو حدين، فهي اما ان تكون وسيلة للإساءة الى الاخرين وما يتعلق بهم، واما ان تكون وسيلة للارتقاء بوعي المتصفح واثراء النقاش حول قضية ما.

تبعا لهذين الحدين، تكون سياسة المواقع في تلقي الردود ونشرها، قسم يميل الى نشر كل مايصله، وقسم يمتنع عن ذلك، مع قسم ثالث لايفتح مثل ذلك المجال امام المتصفحين.

 ملايين المواقع، ومليارات الزائرين، تفرض منافسة شديدة الشراسة بين المواقع، وحتى بينها وبين نفسها على استقطاب قسم كبير من المتصفحين، وهي منافسة لاتقتصر بين المواقع الاكترونية (الخبرية – الثقافية – السياسية – المنوعة) بل انها منافسة حتى مع قنوات التلفاز، ومنافسة اكثر شراسة مع مواقع التواصل الاجتماعي، التي اخذت تفرض انماطا جديدة من التعامل مع المحتوى الالكتروني المقدم من المواقع الالكترونية، او من الافراد المفترضين، والذين يجدون مساحة اكثر رحابة في فضاءات التواصل المباشر مع الاخرين.

تتشابه الكثير من المواقع في محتوياتها، وتكاد تكون نسخة متكررة عن بعضها البعض، ورغم التشابه هناك نوع من الجاذبية لدى بعض المواقع على حساب مواقع اخرى، قد يكون المحتوى فيها اكثر ثراء وفائدة.

تهتم الدراسات المتعلقة بالفضاء الالكتروني بناحيتين مهمتين هما، الجمهور المستهدف من استخدام المواقع، ودرجة الاشباع المتحقق منها، ولا يتم ذلك الى من خلال رصد وتحليل أنماط تعرض الجمهور لتلك المواقع، واستخداماته لها، وكذلك رصد أنواع المضامين الإخبارية والخدمات التفاعلية المستحدثة المقدمة من خلالها.

تؤكد كثير من البحوث في هذا المجال، ان مانسبته 51% من الشباب على سبيل المثال يعتمدون على المواقع الإخبارية العربية كمصدر للمعلومات، وثبت تفوق نسبة الذكور الذين يستخدمون المواقع الإخبارية في أوقات الأزمات الطارئة عن نسبة الإناث.

بحوث ودراسات اخرى اعتمدت على تحليل مضمون المواقع الالكترونية، من خلال رصدها لأسلوب التحديث وتجديد مواضيعها لمسايرة تطورات الأحداث، وكذلك إتاحة إمكانية المشاركة في إبداء الرأي والتعليق على المضمون المقدم بها.

بحوث اخرى ركزت على أدوار مستخدمي المواقع الالكترونية في صناعة المضامين الإعلامية، وقد وجدت تلك البحوث قلة مساهمة المستخدمين العرب في تزويد المواقع بالمضامين الإعلامية التي يمكن أن تثريها وتطور من طبيعة تغطيتها الإعلامية للأحداث ومناقشتها للقضايا المختلفة، وانحصرت هذه الإسهامات غالبًا في التعليق على بعض الأخبار والمقالات والصور، دون مشاركة حقيقية في إنتاج مضامين تنشر في شكل أخبار ومقالات وفيديوهات وصور.

مسألة اخرى مهمة على صعيد التصفح الالكتروني بالنسبة للزائرين لتلك المواقع، وهو ما يمكن تسميته ب (عادات التلقي) والتي يمكن تناولها من خلال (نظرية المجال العام) حيث انتهت الدراسات في مجال الاتصال والإعلام إلى وصف جمهور وسائل الإعلام أنه جمهور نشط، له القدرة على اختيار مصادر المعلومات، وأن نشاط الجمهور يتمثل في إمكانية استخدام أجهزة الإعلام كبديل للاتصال الشخصي للحصول على المعلومات، بجانب الاستخدام العمدي لمضامين أجهزة الإعلام، ومفهوم انتقائية أجهزة الإعلام وفقا لاهتمامات الأفراد وتفضيلاتهم وتجنب أي محاولة للتأثير أو التحكم من أجهزة الإعلام.

 اما الوسيلة الثانية بعد نظرية المجال العام فهي، (نموذج التلقي) حيث يقوم الفرض الرئيسي لهذا النموذج على أن الفرد المتلقي للمعلومات في أي موقـف يعتمد بشكل أساسي على وسائل الإعلام في استقبال المعلومات، ويتأثر في ذلك بالعديد من العوامل مثل نمط استخدام الوسيلة، نوع المضمون، واهتمامات المتلقي واتفاق المضمون مع اتجاهاته الراهنة، وترتبط عملية التلقي مباشرة بفكرة تكوين المعنى عند الجمهور المتلقي، من خلال التعامل مع النصوص المقروءة والمرئية.

التعامل مع النصوص المقروءة عبر الشبكة يختلف عن التعامل مع النصوص الورقية. وعليه يتعين على كاتب المحتوى الإلكتروني أن يأخذ عاملين مهمين في الاعتبار، أولهما الجمهور المستهدف، وثانيهما محرّك البحث. ويستتبع ذلك مواصفات خاصة بالكتابة للإنترنت مثل سهولة اللغة وسلامتها، ورشاقة التعبير، واستخدام لغة المخاطب لإقامة علاقة دافئة مع المتلقي إلخ.

وهناك عدد من النقاط اشار اليها المختصون للوصول الى المحتوى الجيد:

1 - محتوى مفيد ويتلاءم مع حاجة المتلقي.

يتعين على الشخص الذي يعمل على إعداد المحتوى أن يعرف ما الذي يهم المتلقي بالضبط، وما هي الطريقة الأنسب لتقديم المحتوى بما يتلاءم مع خصائص المتلقي وحاجاته؟

ويجب أن تتاح الفرصة للمتلقي نفسه كي يحدد ما إذا كان المحتوى مفيداً أم لا. ومن الممارسات الجيدة في هذا السياق وضع سؤال تحت المحتوى المنشور يقول: هل وجدت هذا المحتوى مفيداً؟

2 - الهرم المقلوب

ويعني ذلك الدخول في الموضوع مباشرة، ومن الزاوية الأكثر أهمية، ومن ثم يمكن الاستفاضة في الحديث عن الجوانب الأقل أهمية.

3 - محتوى جذاب ورشيق

لا تكفي معرفة ما يريد الناس، بل يتطلب الأمر مهارة في "تسويق" المعلومة أو الخدمة على نحو يجذب انتباه القارئ.

4 - محتوى واضح لا لبس فيه

في عالم يتسم بكثرة التفاصيل والتعقيدات، يتعين على محرر المحتوى إيصال المعلومة بأسهل ما يمكن، ولكن ليس على نحو سطحي.

5 - ما قلّ ودل

يتسم المحتوى الجيد بالإيجاز، واللغة المباشرة، وبأنه يدخل في صلب الموضوع من دون مقدمات أو تمهيد مطول.

6 - محتوى صحيح وموثوق

إن أي معلومات خاطئة أو غير موثوقة من شأنها الإساءة إلى سمعة الموقع وإضعاف ثقة المستخدم به. ومن المعروف أن المعلومات الخاطئة من أهم أسباب عدم عودة المستخدم لزيارة الموقع ثانية.

7 - مراعاة استخدام أسلوب الكتابة الخاص بالإنترنت والذي يختلف عن أسلوب الكتابة العادية

8 - مراعاة توحيد أسلوب الكتابة وتوحيد المصطلحات المستخدمة في مختلف صفحات الموقع

9 - خلو المحتوى من الأخطاء اللغوية والنحوية.

 

اضف تعليق