q

لقد كشفتْ، أَمس، الرّدود التّوضيحيّة للسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في مجلس النواب على اسئلة واستفسارات السادة النواب عدة حقائق؛

الحقيقة الاولى؛ انَّ هناك عددٌ من النواب يصوّتون على شيء ثم ينسَون او يتناسَون، والسبب، كما هو معروف، لأنهم يصوّتون لصالح او ضِدّ بطريقة التحكّم عن بعد (روموت كونترول) فهم لا يدخلون قاعة المجلس قبل ان يستلموا رسالة على محمولهم تأمرهم بالدخول وحضور الجلسة، والعكس هو الصحيح، فاذا لم يستلموا رسالة بهذا الخصوص هذا يعني ان (شيخ العشيرة) واقصد به رئيس الكتلة، لم يحسم أمره بعد في الحضور او الامتناع، اما اذا كانت الرسالة واضحة بالرفض فلا تحتاج وقتها تفسيراً.

المرحلة الثانية، عملية التصويت بالقبول او الرفض، فهي الاخرى تخضع لمنطوق الرسالة التي سيستلمها السيد النائب من (كبيرهم) الذي يعلمهم السحر!.

هذا النوع يمكن ان نطلق عليه اسم (النائب النائم) وما أكثرهم، فوجودهم تحت قبة البرلمان هو للزينة كما انَّ له مآرب اخرى!.

هو نائِمٌ عند النّقاش والتصويت، لكنه يستيقظ بالصّدمة عندما ينتبه انه كان قد صوّت على خطأ او على أمرٍ غير منطقي، في مسعى منه للتهرّب من المسؤولية.

ولعلّها المرّة الاولى التي ينجح فيها مسؤولٌ برسم الحدّ الفاصل بين مسؤولية السّلطتين التّشريعيّة والتّنفيذيّة للعراقيّين، وبهذا الوضوح والشفّافية والصراحة، بعيداً عن لغة (البوكسات)!.

الحقيقة الثانية؛ انّ جُلّ ما تُصَدِّع به رؤوسنا أبواق (القائد الضرورة) كذبٌ محض ودجل مفضوح للدعاية والنشر والتسويق ليس إلاّ، لا تصمد امام الحقائق لحظة واحدة، فحججهم وخزعبلاتهم تنهار في اول مواجهة مع الحقائق والإثباتات والتوضيحات المنطقيّة، ولعلّ المواطن العراقي انتبه، وهو يتابع وقائع جلسة البرلمان المشار اليها، الى أحد هذه الابواق الذي حاول ان يشوّش على الحقائق من خلال سعيه لخلط الحابل بالنابل، لولا ان السيد رئيس مجلس الوزراء كشف الزيف فانهار البوق!.

ولذلك انا ألحّ دائماً وأصرّ على الدكتور العبادي، وأَيّ مسؤولٍ آخر في السلطة التنفيذية، اصرُّ عليهم ان يُبرمجوا ظهورهم للراي العام بشكل منظّم ومستمر ليتابعهم الشارع فيطّلع على الحقائق فتخرَسَ الابواق التي أضرّتنا كثيراً في الفترة السابقة ولقد حان الوقت اليوم لإسكاتها وفضحها لنضع حداً لأكاذيبها وعنترياتها التي ما قتلت ذبابة واثاراتها المشبوهة.

انّ البوقَ يعلو صوته أكثر فاكثر كلّما طال غياب المسؤول عن الرأي العام، وينخفض لدرجة السكوت والانهيار كلما برمج المسؤول ظهوره العام ليكشف عن الحقائق التي يخفيها البوق لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها.

الحقيقة الثّالثة؛ انّ الرأي العام في العراق يعاني من تضليل مبرمج على ثلاثة أصعدة؛

الاول؛ اكاذيب وفبركات اعلاميّة وحرب نفسيّة واسعة وشاملة يُطلقها عملاء لجهات إقليمية معروفة للقاصي والدّاني الهدف منها التقليل من اهمية العلاقة بين العراق والتحالف الدولي، فلقد فضح السيد رئيس مجلس الوزراء الكثير من هذه الاكاذيب التي تضخِّم بدورٍ ما وتقلِّل او تستخفّ وتطعن وتشكّك بدورٍ آخر، وكلُّ ذلك من اجل التشويش على الحقائق وتشويه ما يُنجزه العراقيون وبالتعاون مع التحالف الدولي على الارض.

على العراقيّين ان يفضحوا مصادر التضليل حتى اذا وقف وراءها (صديقٌ) او (حليفٌ) ومن كل الجهات الاربع التي تحيط جغرافياً بالعراق.

ليس من مصلحة العراقيّين ان يكونوا ابواقاً لهذا الطرف الإقليمي او ذاك ممن يسعى لتصفية حساباته مع الاخرين في العراق.

انّ على العراقيين ان لا يُقدّموا مصلحةَ أحدٍ، أيّاً كان اسمُه او رسمُه او عنوانُه او قربُه وبعدُه عنّا، على حساب مصلحة العراق، عمداً او جهلاً لا فرق، فالعراقُ اولاً والعراقي اولاً ومن يريد ان يصفّي حساباته مع خصومه فليذهب بعيداً عن العراق.

اتمنّى على كلّ المتخاصمين ان يفهموا هذه الرسالة وجوهرها قبل ان يضطرّ العراقيون لفضحِ أبواقِهم على الهواء مباشرة!.

الثاني؛ اكاذيب وفبركات اعلاميّة ينشرها سياسيون مشاركون في السلطة، الغرض منها تشويه سمعة القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشّعبي البطلة التي لازالت تحقّق على الارض ما عجز عنه كثيرون.

هؤلاء يبثّون الاكاذيب وينشرون دجلهم لتضليل الرأي العام ليقبضوا من هذه الدولة او تلك بلا ذمّة وبلا أدنى غيرة على العراق وبلا أقلّ حرصٍ على دماء الأبرياء وارواح المجاهدين والمقاتلين.

هؤلاء، كذلك، يجب فضحهم وتعريتهم لانّهم يشكلون خطراً على العراق الذي هو الان في حالة حربٍ شعواء لا هوادة فيها مع الارهاب.

الثالث؛ حملات تضليل يقودها ممثّلون عن المناطق المغتصَبة على يد الإرهابيين لتمزيق وحدة الصف الوطني ودقّ إسفين التّفرقة والطّائفية بين العراقيين، كذلك مقابل حفنة من اموال البترودولار التي يدفعها نظام القبيلة لهم.

ان ذلك يُثبت انّهم لا يمثّلون مكوّناتهم ومُدنهم ومناطقهم، وهم لا يعبّرون عن رأي أغلبية هذه المناطق التي يدّعون انهم يمثّلونها في مجلس النّواب، والا لما غرّدوا خارج السرب، ولما حاولوا توظيف كذبة مفضوحة توظيفاً طائفياً لتعليق مشاركتهم في العمليّة السّياسيّة لتُثبت التحقيقات فيما بعد انّ انسحابهم كان للتّغطية على تورّطهم في فبركة الكذبة! وهم، بكلّ ذلك، يُنفّذون اجندات مشبوهة الغرض منها تضليل الرأي العام وإيصال رسائل خاطئة الى الراي العام العالمي، والاقليمي خاصة، لحماية انفسهم من الفضيحة، فهؤلاء سوف لن يبقى لهم مكان في العملية السياسية عندما يتحرّر كل العراق من الارهاب، فهؤلاء ليس لهم اليوم ايّ دور في عملية التّحرير لا من قريب ولا من بعيد، بل انّهم يلعبون دور حصان طروادة والطابور الخامس في هذه الحرب المقدسة، فيضلِّلوا ويعرقلوا ويضعوا العصي في العجلات!.

هؤلاء، كذلك، يلزم فضحهم وتعريتهم ليفكّ ناخبيهم ارتباطهم بهم في الانتخابات النيابية القادمة لتتقدّم الصفوف وتشترك بالعملية السياسية القيادات الحقيقيّة التي تقف اليوم مع شعبها في عمليّة التحرير، اما السياسيون الفاسدون الذين يقضون أوقاتهم في هذه العاصمة او تلك ولا يحضرون في العراق الا من خلال الفضائيات المشبوهة التي تواصل الليل بالنهار من اجل الحثّ على تدمير البلد وقتل الشعب، فهؤلاء يجب ان يرميهم الناخب في سلّة المهملات وفي مزبلة التاريخ بعد تعريتهِم وفضحهِم.

انّهم ابطال في الفضائيات ولكنهم كالنّعامات في ساحة المعركة، لم تسمع لهم حسيساً.

الواحدُ منهم فرّاراً في المعركة كرّاراً في الشّاشة الصغيرة!.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق