نادي اصدقاء الكتاب... تحت شعار نقرأ لنرتقي

تشجيعا لثقافة القراءة والمطالعة انعقد يوم السبت 24 ربيع الثاني 1436 هـ المصادف 14/2/2015 م الاجتماع الثاني لنادي اصدقاء الكتاب وتحت شعاره الدائم... نقرأ لنرتقي في جمعية المودة والازدهار النسوية في مقرها الكائن بكربلاء المقدسة وبحضور عضوات النادي لمناقشة الكتاب الذي تم اختياره لهذا الاجتماع سابقا والذي كان (استراتيجيات إنتاج الثروة ومكافحة الفقر في منهج الإمام علي عليه السلام) لسماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي (دام ظله).

قدَّم الكاتب من خلال صفحاته التي إحتوت على دراسة شاملة وعميقة لمشكلة الفقر أهم الاستراتيجيات التي تجد الحلول الجذرية لهذه المشكلة المتفاقمة حول العالم والتي ادرجها ضمن ثلاثة ابواب كل باب يحتوي على ثلاث فصول، قسَّم من خلالها العوامل التي ذكرها في فصول الكتاب الى:

عوامل فردية شخصية يتمكن الافراد من التحكم بها

عوامل ترتبط بالدولة وقوانينها في الحكم والادارة

عوامل ترتبط بكل من الدولة والناس

جاء في الباب الاول: العوامل الاقتصادية والغيبية لانتاج الثروة والمحافظة عليها والاسباب الرئيسية لتبديد الثروة وايجاد الفقر والحرمان.

ومن اهم الامثلة التي تَطرق اليها بهذا الباب:

أهمية منح الارض والمعادن والثروات كلها للناس تطبيقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية وكيف تُسهم هذه الفقرة في القضاء على مشكلة الفقر والبطالة.

وايضاً حق الاستثمار والذي من شأنه أن يوفر فرص عمل أكثر ويفتح المجال أمام حرية الاستفادة من المشتركات وبالتالي يُقلص رقعة الفقر ويحد منه.

واشار ايضاً الى أهمية تفعيل ترشيد الانفاق ودوره في سلامة الاقتصاد وحفظ الثروة من الاستهلاك الفائض عن الحاجة والذي من شأنه ان يستنزف طاقات البلد، وبيّن ايضاً ضرورة تفعيل قانون الضمان الاجتماعي ليشمل كل طبقات المجتمع ولا يقتصر على الطبقات الغنية وبالتالي يُحرم الكسبة وكبار السن من النساء وغيرهم منه.

وأيضاً من القوانين الذي سنّها أمير المؤمنين (عليه السلام) في دولته تقليص ساعات العمل بصورة مباشرة وغير مباشرة مما يُوفر مساحات أكبر للفقراء للمشاركة في الانتاج وانتشال أنفسهم من مستنقع الفقر.

وقد تناول أيضاً دور الضرائب المجحفة في تفاقم مشكلة الفقر واتساع رقعته ففرض الضرائب على الاستهلاك لا الانتاج يثقل من كاهل الفقير بينما كان الاسلام يفرض الضرائب على الارباح فقط بل ويخفض نسبة الضرائب إذا قلَّت الارباح.

وبعدها تطَّرق لأهم القوانين المادية الظاهرية في إنتاج الثروة ليوضح بعدها جوهر إيجاد الثروة وتنميتها والمحافظة عليها من خلال الالتزام بالعوامل الغيبية والاخلاقية واهمها:

تقوى الله والخوف منه رادع فعال للإنسان عن امتصاص دماء الفقراء بالغش والكذب والاحتكار ورفع الاسعار.

الحلم والذي يعد من أهم أبواب الرزق لما له من اهمية في مد جسور التواصل بين العملاء واصحاب العمل.

واما فيما يخص النزاهة والتي تكاد تكون معدومة في بلداننا فلا بد من تطبيقها بأسسها الصحيحة حتى تُحقق الهدف المطلوب منها والكثير من الامور التي تطرق اليها الكتاب والتي لا يسع المجال لذكرها.

اما الباب الثاني فقد تناول آليات تثقيف الفقير وواجباته ومسؤولياته والتي تمثلت بفقرات سنها امير المؤمنين عليه السلام نذكر بعضها:

الطلب الحلال وما له من تأثيرات على النفس وفي ايجاد الحلول الفعَّالة لمشكلة الفقر وايضا الجهاد الاقتصادي وفائدته في تقليص مساحات الفقر.

واما فيما يخصُ واجبات الفقير ومسؤولياته فبإمكاننا الاكتفاء بـالاكتفاء الذاتي الذي يمنحه حصانة ضد الكسب الحرام وإراقة ماء الوجه واهمية العمل بالطرق الشرعية والقانونية للكسب.

واخيراً لكي يحافظ الانسان على ما في يديه من ثروات لابد له من:

التفكير الابداعي الخلاق والمغامرة المدروسة وايضا التمييز بين الاقتصاد في المعيشة والاسراف وغيرها من الامور التي ذُكرت في الكتاب.

وختم سماحته الكتاب بعرض عهد الامام امير المؤمنين الى مالك الاشتر وما له من اهمية عظمى في اختيار الاشخاص الاكِفاء والمميزات التي يجب توفرها في الشخص قبل ان يشغل منصب مسؤول..

وأعربت عضوات نادي عن انبهارهن بهذا الكتاب وأنه اضاف الى معلوماتهن الكثير، فقد قالت زهراء (طالبة جامعية): بمطالعتي لهذا الكتاب تعرفت الى جوانب مختلفة من امور ديني كنت أجهلها حيث يقدم حلولا لأي مشكلة، وهو يعتبر من اختصاصي باعتباري طالبة في قسم الادارة والاقتصاد. 

وجدير بالذكر ان جمعية المودة تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.

وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.