q

في الآونة الأخيرة اشتعلت حرب من نوع تكنولوجي بين كبار شركات التكنولوجيا في العالم بشكل متسارع، فالجميع يحرص أن يكون له حاسوبه الأكثر السرعة وجودة، على الرغم من ان مبيعات اجهزة الحواسيب الشخصية استمرت بالتراجع في الربع الثاني من 2017 الا انها اظهرت مؤشرات بالاستقرار بحسب ارقام نشرها متتبعون لحركة السوق، فقد واصلت مبيعات الحواسيب الشخصية العالمية تراجعها في العام 2016 للسنة الخامسة على التوالي على ما اظهرت تقديرات نشرتها شركتا الابحاث "غارتنر" و "آي دي سي"، بينما أتاحت شركة آي بي إم نظام الحوسبة الكمية في كمبيوتر جديد يباع تجاريا لقطاع الأعمال، وعززت النظام الحالي الذي تستخدمه هيئات البحث، وتأمل آي بي إم في تعزيز أعداد الأفراد الذين يستطيعون استخدام أجهزة الكمبيوتر التي تصنعها.

وأصبح كمبيوتر شركة آي بي إم التي تتخذ من نيويورك مقرا لها متاحا على الإنترنت منذ شهر مايو/أيار الماضي، وتشمل التطبيقات المستقبلية اكتشاف مواد وأدوية جديدة وجعل الذكاء الاصطناعي أقوى بكثير مما هو عليه الآن.

فيما يعتبر الجهاز الصيني "صن واي" أسرع جهاز كمبيوتر حتى الآن في العالم، لكن بدأت اليابان مشروعا لبناء أسرع كمبيوتر فائق في العالم بحلول نهاية عام 2017، هذا الامر يجسد حدة التنافس التكنلوجي بين الشركات العملاقة.

بينما يبدو اننا على وشك أن نشهد ثورة حاسوبية قادمة، لكن لا أحد يعلم متى ستكون انطلاقتها. ما يطلق عليه «الحواسيب الكمومية – Quantum Computers» (أو الكَمِّية) ستكون أكثر كفاءة من نظيرتها التي نستخدمها اليوم وقادرة على أداء أنواع كثيرة من الحسابات المستحيل تطبيقها على حواسيبنا الحالية. في الوقت الذي تحظى فيه الحواسيب السريعة غالبا بترحيب كبير، فإن هنالك بعض العمليات الحسابية التي لازالت صعبة (او بطيئة) الإنجاز، نتوقع أننا سنمتلك حتمًا في العالم المستقبلي للحواسيب الكمومية تقنياتِ تشفيرٍ جديدة، لكن أمن هذه التقنيات سيكون مماثلًا لنظيره الحالي، والسبب الوحيد لذلك هو أن مصادر ضعف التشفير المحتملة مماثلة على الأرجح لمصادر الضعف الحالية.

التشفير في الأساس عبارة عن آلية إقفال، والقفل بطبيعة الحال يحتاج إلى مفتاح. فإذا وضعت أفضل قفل مطروح في السوق على باب المنزل، ستكون حينئذ واثقًا أنه لن يتم كسره. الحواسيب الكمية تُمثل إذن نوعًا جديدًا من المنازل، بينما يمثل التشفير الكمومي الآمن نوعًا جديدًا من الأقفال يناسب ذلك المنزل.

لكن إذا أراد أحدهم اقتحام هذا البيت، وكان يعلم أن القفل جيد، حينها لن يحاول كسره إطلاقًا. وبدلًا من ذلك سيقوم بالبحث عن خيارات أخرى. على سبيل المثال، قد يحاول سرقة المفتاح أو تحطيم النافذة بحجر. هذا بالضبط ما يحدث في معظم حوادث الأمن الالكترونية في عصرنا هذا. التشفيرات الحديثة ممتازة، لكننا أقل كفاءة في حماية مفاتيح فك التشفير، وسيئون للغاية في عملية دمج الشفرات بشكل صحيح داخل أنظمة أوسع. وهذه حقيقة لن تتغير في عالم الحواسيب الكمومية، مهما بلغت روعته ومهما كان العصر الذي سينطلق فيه.

من جانب تاريخي، يقول باحثون إن آلة للحساب الفلكي ابتكرت قبل ألفي عام واستخدمها اليونانيون القدماء في تحديد حركة الشمس والقمر والكواكب ربما كان لها غرض آخر هو قراءة الطالع، ووصفت آلة انتيكيثيرا بأنها أول حاسب آلي في العالم وهي عبارة عن مجموعة من التروس البرونزية المعقدة ويعود تاريخها إلى عام 60 قبل الميلاد تقريبا واستخدمها اليونانيون القدماء لتتبع كسوف الشمس وخسوف القمر، وانتشلت انتيكيثيرا من حطام سفينة عثر عليها قبالة جزيرة انتيكيثيرا اليونانية عام 1901، وبينما ركز الباحثون في السابق على تقنيتها الداخلية تحاول دراسة تجري منذ عقود فك شفرة نقوش دقيقة على القطع المتبقية من سطحها الخارجي، على صعيد سلبي، قالت دراسة أجرتها منظمة "ويتش" المعنية بحقوق المستهلكين إن أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تصنعها بعض العلامات التجارية الشهيرة تعمل بطارياتها أقل من نصف المدة المعلنة للمستهلكين، لكن الدراسة توصلت إلى أن أجهزة الكمبيوتر من طراز "ماكبوك برو" فقط، الذي تصنعه شركة أبل، عملت بطارياتها طيلة عشر ساعات خلال الاختبارات، وتضمن ذلك الوقت مشاهدة أفلام، واستخدام الإنترنت عبر الشبكة اللاسلكية "واي فاي".

لكن الحواسيب المحمولة، التي تصنعها شركات ديل وإيسر ولينوفو وإتش بي، عملت بطاريتها لنحو نصف المدة المعلن عنها فقط، وقال محلل لبي بي سي إن المصنعين يميلون إلى اختبار البطاريات في "ظروف مثالية".

مبيعات الحواسيب الشخصية في تراجع مستمر

استمرت مبيعات اجهزة الحواسيب الشخصية بالتراجع في الربع الثاني من 2017 الا انها اظهرت مؤشرات بالاستقرار بحسب ارقام نشرها متتبعون لحركة السوق.

واظهرت تقديرات اولية نشرتها شركة الابحاث والاستشارات الاميركية "غارتنر" انه تم شحن 61,1 مليون حاسوب شخصي في الربع الثاني من 2017 بتراجع 4,3 بالمئة عن الفترة نفسها من 2016، وبحسب تقرير لشركة "آي دي سي" للاستشارات يتناول تعقب حركة مبيعات اجهزة الحاسوب الشخصي فانه تم شحن 60,5 مليون حاسوب شخصي في تراجع سنوي نسبته 3,3 بالمئة، ويُعتقد ان السبب وراء تراجع المبيعات هو ارتفاع الاسعار جراء النقص في بعض المواد ولا سيما وسائط التخزين ذوي الحالة الثابتة (سوليد ستيت درايف).

وبحسب غارتنر فان قطاع صناعة الحواسيب الشخصية يسجل للعام الخامس على التوالي تراجعا وان الارقام الاخيرة تظهر تراجعا للربع الحادي عشر على التوالي، ويقول مدير الابحاث في "اي دي سي" جاي تشو في بيان انه "وسط عدم التوازن في توجهات السوق في مختلف المناطق، فان السوق العالمية للحواسيب الشخصية تستمر في التوجه نحو الاستقرار"، ويتابع تشو "على الرغم من المشاكل الاخيرة المتعلقة بنقص المواد وتأثير ذلك على الاسعار، نتوقع ان يسهم زخم بدائل السوق التجارية في تحقيق نمو".

وتوقع تشو باستمرار تراجع الطلب على الحواسيب الشخصية ولكنه راى في المقابل دعما محتملا للقطاع جراء الشعبية المتزايدة لاجهزة الحاسوب الشخصي القوية المخصصة للالعاب الالكترونية واجهزة "ويندوز" الجديدة. بحسب فرانس برس.

ومن العوامل المؤثرة في مبيعات الحواسيب الشخصية الطلب على الحواسيب المحمولة "كرومبوك" التي تعمل بنظام غوغل كروم والتي تؤمن منفذا الى خدمات وقدرات كمبيوتر مرتبطة بانترنت الحوسبة السحابية (كلاود)، بحسب غارتنر.

ويقول كبير محللي غارتنر ميكاكو كيتاغاوا إن "كرومبوك لا يشكل حتى الان بديلا للحواسيب الشخصية، الا انه يمكن ان يتحول الى ذلك اذا تم الالتزام ببعض الشروط"، ويتابع ميكاكو كيتاغاوا "على سبيل المثال، فان البنية التحتية للقدرة على الاتصال بشبكة الانترنت تحتاج الى التحسين، كما وان اسعار خاصية الاتصال بالانترنت للاجهزة المحمولة يجب ان تكون في متناول شريحة اكبر، وتحتاج الى قدرات مدعمة خارج الاتصال بالانترنت"، وصنفت الشركتان "هيوليت باكارد" في المرتبة الاولى لجهة المبيعات، معلنتين ان ارقام مبيعاتها ارتفعت على الرغم من انكماش السوق، وتأتي "لينوفو" في المرتبة الثانية يليها "ديل" و"آبل".

كمبيوتر آي بي إم الجديد أسرع من الكمبيوترات العادية

قال جيري شو، أحد علماء آي بي إم، "إنه بالرغم من أن النظام الجديد الذي جعلته آي بي إم متاحا لعامة الناس يتميز بالقوة مثل أي كمبيوتر شخصي، فإنه يظل خطوة أولية مهمة"، وأوضح أن الأمر "يتعلق بزيادة مستخدمي نظام بيئي، وتطوير مجتمع المستخدمين بحيث يكون بإمكانهم ابتكار وتطوير برنامج التشغيل".

ومضى قائلا إن النظام يتضمن الآن واجهة تتيح للمبرمجين أن يطلقوا التعليمات الخاصة بالجهاز باستخدام لغات البرمجة التقليدية، وتعالج الكمبيوترات التقليدية جميع المعلومات باستخدام البيانات الجزئية -المعلومات التي تخزنها الترانزستورات البالغة الصغر (الأجزاء الإلكترونية في الدوائر الكهربائية) والتي يمكن أن تكون متاحة أو غير متاحة -وتتعامل معها بوصفها قيمة رقم واحد وقيمة رقم صفر.

لكن نظام الحوسبة الكمية يستفيد من آلية تسمى التحديد الأمثل للمواقع، الذي يسمح للبيانات الجزئية بأن تكون لها قيمة رقم واحد وقيمة رقم صفر أو القيمتان في الوقت ذاته، لكن القوة الحقيقية لنظام الحوسبة الكمية تتمثل في مفهوم يُعرف باسم التشبيك ويتيح للبيانات الجزئية أن تتداخل وتتفاعل مع بعضها بعضا بحيث تترتب عليها عدة حالات.

وتتميز البيانات الجزئية أو البيانات الكمية بحكم طبيعتها بأنها غير مستقرة على نطاق واسع؛ ولهذا فإن الحفاظ على معلومة جزئية واحدة يكون صعبا، ويوافق الكثير من الناس على أن نظام الحوسبة الكمية عندما يعالج 50 من البيانات الجزئية - وهو أقوى من الكمبيوترات الفائقة السرعة المتاحة حاليا - فإن النتيجة ستكون رقما سحريا يثير الإعجاب حقا، وسيتيح نظام الحوسبة الكمية الذي صممته آي بي إم الآن محاكاة 20 معلومة جزئية أي أكثر من المعلومات الجزئية الخمسة التي كانت تعالجها من قبل، تستخدم الكمبيوترات الكمية مكونات مختلفة تماما عن الكمبيوترات العادية.

وقال توم روساميليا، نائب مدير أول لأنظمة آي بي إم، "الكمبيوترات التقليدية قوية بشكل خارق، وستستمر في تطوير ودعم ما نقوم به لصالح قطاع الأعمال والمجتمع"، وأضاف "لكن هناك عدة مشكلات لا يمكن إيجاد حلول لها عن طريق كمبيوتر تقليدي. وحتى نتمكن من الحصول على معرفة تتميز بعمق كبير ودقة بالغة، فإننا نحتاج إلى كمبيوتر يعمل بنظام الحوسبة الكمية"، وقال أحد خبراء الكمبيوتر الذي استخدم التكنولوجيا الجديدة لآي بي إم إن النظام الجديد يتميز بأنه واعد، وأضاف البروفيسور، آلان وود-ورد من جامعة ساري بجنوب شرق لندن "وبالرغم من أن النظام الجديد لا يزال محدودا نسبيا، فإنه يتيح للكثير منا أن يحصلوا على تجربة عملية لتشغيل لوغاريتمات الكم".

ومضى إلى القول "التحسينات الأخيرة نتيجة طبيعية لتوسع مجتمع المستخدمين وما يرتبط به من طلب على هذه التحسينات. من المهم ملاحظة أن الكمبيوترات الكمية تتيح إمكانية الحصول على سرعة استثنائية لكنها تظل غير متاحة إلا في بعض أنواع اللوغاريتمات".

واختتم البروفيسور كلامه بالقول "الوقت الصحيح لتسويق نظام الحوسبة الكمية في آي بي إم لا يزال مسألة تثير الجدل، لكن هناك سوقا متطورا في ظل وجود شركات أخرى مثل دي وايف التي بدأت فعلا في بيع الشكل الذي طورته من كمبيوترات الكم. ولهذا، ليس مفاجئا أن تعمد آي بي إم إلى استثمار التقدم الذي حققته".

مبيعات الحواسيب الشخصية تواصل تراجعها للسنة الخامسة على التوالي

واصلت مبيعات الحواسيب الشخصية العالمية تراجعها في العام 2016 للسنة الخامسة على التوالي على ما اظهرت تقديرات نشرتها شركتا الابحاث "غارتنر" و "آي دي سي"، وقدرت "غارتنر" عدد الحواسيب التي بيعت ب269,7 مليونا ما يشكل تراجعا نسبته 6,2 % مقارنة بالعام 2015. اما "آي دي سي" فقدرت عددها ب260 مليونا (-5,7 %).

وخلال الربع الاخير من السنة قدرت الشركتان تراجع المبيعات ب 3,7 % و1,5 %، وقالت ميكاكو كيتاغاوا المحللة لدى "غارتنر" في بيان ان "سوق الحواسيب الشخصية بشكل عام تعاني من الركود لان التحسينات التكنولوجية غير كافية لتؤدي الى نمو فعلي للسوق".

واوضحت ان النسق الجديد الذي يجمع بين شاشات تطوى او تفك للتحول الى جهاز لوحي والجهود لجعل الحواسيب المحمولة ارفع واخف وزنا مع تحسين البطارية، تجذب مستخدمين "متحمسين وملتزمين" الا ان عددهم ليس كافيا لاحداث نمو في السوق.

فالجزء الاكبر من السوق مؤلف من اشخاص لا يستخدمون الحاسوب بكثرة لانهم يتكلون على هاتفهم الذكي "مما يؤدي الى اطالة عمر الحاسوب الشخصي اكثر"، وتحدثت المحللة عن "فرص نمو" ولا سيما في صفوف الشركات وممارسي الالعاب الالكترونية الا انها اعتبرت ان "ذلك لن يحول دون تراجع سوق الحواسيب الشخصية اقله في السنة المقبلة"، الا ان لورن لوفيردي لدى "آي دي سي" كان اكثر تفاؤلا معربا عن امله بحصول "استقرار في السوق لا بل انتعاش طفيف" لان المستخدمين بدأوا بتجديد اجهزتهم. بحسب رويترز.

وهو يرى ايضا فرصا في سوق الشركات لكنه يعتبر ان مشتريات المستهلكين الفرديين قد تتحسن ايضا بسبب تراجع تنافسية الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية التي تباطأ نمو مبيعاتها بشكل كبير، وعلى صعيد المصنعين، عززت شركة "لينوفو" الصينية مركزها في الصدارة الا ان شركة "إتش بي" الاميركية اظهرت مقاومة في المركز الثاني.

واعتبرت "غارتنر" ان الشركة الصينية استحوذت على 20,7 % من حصص السوق العام الماضي في مقابل 19,4 % للشركة الاميركية، فيما قالت "آي دي سي" ان الاولى نالت 21,3 % والثانية 20,9 %، وتلتهما شركة "ديل" الاميركية (14,6 % بحسب "غارتنر" و 15,7 % بحسب "آي دي سي") والتايوانية "اسوس" (7,6 % و 7,4 %) و"آبل" (6,9 % و 7,1 %).

اليابان تبدأ مشروعا لبناء أسرع كمبيوتر فائق في العالم

بدأت اليابان مشروعا لبناء أسرع كمبيوتر فائق في العالم بحلول نهاية عام 2017، وقالت الحكومة إنها تعتزم إنفاق نحو 19.5 مليار ين ياباني (أكثر من 173 مليون دولار) لبناء كمبيوتر يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وتأمل اليابان في أن تصل سرعة الكمبيوتر إلى 130 بيتافلوب، ليتفوق على جهاز "صن واي تايهو لايت" الصيني الذي يعتبر حتى الآن أسرع جهاز في العالم.

وقالت الحكومة اليابانية إن الجهاز سيستخدم في إجراء بحوث عن طريق تحليل قواعد بيانات هائلة، ويمكن أن تكون التطبيقات الأولية للجهاز في البحوث الطبية أو العمل على تحسين البرمجيات بغية التحكم في السيارات بدون قائد وأجهزة الروبوت الأخرى.

وسوف يتفوق أداء الجهاز بسرعة أكبر بمقدار 93 بيتافلوب مقارنة بالجهاز الصيني، على أن يصل الحد الأقصى لقوة المعالجة النظرية إلى نحو 125 بيتافلوب، ويساوي البيتافلوب 100 تريليون عملية في الثانية.

وقال ساتوشي سيكيغوشي، رئيس المعهد الوطني الياباني للعلوم الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة، في بيان: "بحسب علمي لا يوجد أي شئ آخر يفوق سرعته"، وسوف يشرف المعهد على بناء الجهاز، وليس معلوما حتى الآن ما هي المعالجات التي ستكون بمثابة عصب الجهاز. وكانت الصين قد قررت تطوير وبناء شرائحها الخاصة بجهازها "صن واي".

وسيكون بمقدور الشركات اليابانية شراء مساحات زمنية على الجهاز للمساعدة في جهود البحوث الداخلية الخاصة بها، وتأمل الحكومة في أن يسهم ذلك في وقف اللجوء إلى شركات أمريكية مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل عند البحث عن مصدر جاهز لأجهزة الكمبيوتر الفائقة، ويعتبر مشروع بناء الجهاز جزءا من برنامج حكومي واسع النطاق يهدف إلى مساعدة اليابان في استعادة سمعتها في مجال العلوم والتكنولوجيا.

الصين تصنّع أقوى جهاز كمبيوتر فائق السرعة في العالم

احتل جهاز كمبيوتر فائق السرعة صنع في الصين المرتبة الأولى لأقوى الحواسيب في العالم.

وثُبت جهاز "صنواي تايهولايت" الذي يعمل بسرعة 93 بيتافلوبا في المركز الوطني للحوسبة الدقيقة في مدينة وشي الصينية.

ويتمكن الجهاز في أقصى سرعة له من حل قرابة 93.000 تريليون معاملة حسابية في الثانية الواحدة، وتبلغ سرعة الجهاز ضعفي سرعة الحاسوب السابق المتصدر للقائمة، كما أن وكفاءته تبلغ أيضا ثلاثة أضعاف كفاءة المتصدر السابق "تيانهي-2" الذي صنعته الصين أيضا، بحسب تصنيف منظمة "توب 500" التي تصدر قائمة أفضل 500 جهاز في العالم.

وقال جاك دونغارا، الخبير في الحوسبة الفائقة، في ورقة بحثية عن الجهاز، إن تطبيقات الجهاز الرئيسية تشمل التصنيع المتقدم، والتنبؤ بحالة الطقس وتحليل البيانات المعقدة والكبيرة، ويتمتع الجهاز بأكثر من 10.5 مليون نوى معالجة صنعت محليا و40.960 عقدة ويعمل بنظام التشغيل لينكس، ولأول مرة منذ ظهور القائمة تفوقت الصين على الولايات المتحدة بتصنيع 167 جهازا في القائمة، بينما صنعت الولايات المتحدة 156 جهازا فقط.

وتمتلك الولايات المتحدة أربع أجهزة كمبيوتر فائفة ضمن العشرة الأوائل في قائمة أفضل قائمة "توب 500"، بينما تمتلك الصين جهازين يحتلان حاليا أول مركزين، وتحتل المراكز الأخرى في قائمة أقوى 10 أجهزة، التي تنشر كل عامين، كل من اليابان وسويسرا وألمانيا والسعودية.

خسارة اولى لبطل العالم في لعبة "غو" أمام الذكاء الاصطناعي

تغلب جهاز كمبيوتر خارق مطور من مجموعة "غوغل" افي سيول على بطل العالم في لعبة "غو" الذهنية في المرحلة الأولى من مبارزة يتعين من خلالها تحديد الجهة الأقدر ذهنيا، بين البشر او تقنيات الذكاء الاصطناعي.

فبعد مبارزة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة داخل فندق كبير في سيول، قرر لي سي-دول الذي يهيمن على هذا النوع من المنافسات منذ عقد، الاستسلام لمنافسه الآلي جهاز "الفاغو" بعد تسليمه بخسارة الجولة.

وكانت هذه الالة الخارقة تمكنت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي في لندن من التغلب على لاعب صيني مقيم في فرنسا بخمس نقاط مقابل صفر، علما ان هذا اللاعب يعد الاقوى في اوروبا في هذه اللعبة ذات الاصل الصيني. الا ان الخبراء في هذا المجال رفضوا حينها اعطاء اي تكهنات خصوصا بسبب الفارق في المستوى بين بطل العالم والبطل الأوروبي، وبدا مطورو "الفاغو" واثقين للغاية من القدرات الخارقة للجهاز مؤكدين أن هذه الالة التي تستخدم انظمة حسابية تسمح لها بالتعلم من اخطائها، باتت تتمتع بقدرات هائلة تفوق حتى تلك التي كانت لديه في الخريف.

ومن المتوقع ادلاء لي سي-دول بأول تعليقاته للصحافيين في الساعات المقبلة غير ان خبراء اشاروا الى انه اقترف خطأ كبيرا في نهاية هذه المبارزة التي يتابعها مئات الخبراء والصحافيين والشخصيات على شاشة عملاقة من غرفة ملاصقة، لتحليل كل حركة، وتثير المبارزة اهتماما كبيرا في آسيا لدرجة أنها منقولة عبر قنوات تلفزيونية في كوريا الجنوبية والصين واليابان كذلك عبر الانترنت.

الى ذلك، تمثل هذه المباراة الممتدة على خمسة ايام ايضا اختبارا للتقدم المحرز منذ حوالى عشر سنوات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي حال تفوق "الفاغو"، سيتعين طمأنة بعض العلماء بشأن المخاطر المتصلة بالذكاء الاصطناعي في وقت تتضاعف قدرات اجهزة الكمبيوتر كل عامين تقريبا ومعها حماسة الاشخاص الذين ينتظرون حصول تقدم كبير.

كذلك فإن نتيجة المباراة تحظى بمتابعة لا تقل شأنا عن تلك التي انتهت سنة 1997 بخسارة بطل العالم في الشطرنج غاري كسباروف في مواجهة جهاز الكمبيوتر "ديب بلو" المصنع من شركة "آي بي ام"، غير أن هذه المقارنة لا تصح تماما في هذه الحالة لأن التحدي القائم في هذه المبارزة قد يفوق بكثير ذلك الذي واجهه كاسباروف.

وتعود لعبة "غو" الى الماضي السحيق في الصين، ويتبارى فيها شخصان بتحريك الحجارة البيضاء والسوداء على لوحة تتقاطع فيها السطور الافقية والعمودية (19 سطرا)، للسيطرة على اكبر مساحة ممكنة واعاقة حركة الخصم.

وتضم هذه اللعبة عددا هائلا من التآلفات الممكنة يزيد عن عدد الذرات في الكون، ما يعني ضرورة توافر الالهام والابداع للفوز بهذه المبارزة، وقال ديميس هاسابيس المدير العام لشركة "ديب مايند" المطورة لجهاز "الفاغو" إن "جهاز غو بمثابة قمة ايفرست بالنسبة لنا"، وبعد أن كان يظن قبل خمسة عشر يوما أنه قادر على "تحقيق فوز كاسح اقله هذه المرة"، بدا لي سي-دول الثلاثاء اقل ثقة بنفسه بعد استصراحه بشأن البرنامج المعلوماتي.

واضاف لي سي-دول "حتى اللحظة، اعتقد أنني لن استطيع التغلب على +الفاغو+ مع هامش بحجم 5-0. اشعر بتوتر اكبر"، ويستخدم برنامج "غوغل" خصوصا تقنية "التعلم العميق" وهي وسيلة للتعلم التلقائي مصممة على اساس طبقات من "الوصلات العصبية" الاصطناعية في تقليد لتلك الموجودة في الدماغ البشري، وستحصل الجهة الفائزة في المباراة على مليون دولار،وفي حال فاز الذكاء الاصطناعي فان عائدات المسابقة ستوزع على الاعمال الخيرية.

أول حاسب آلي بالعالم ربما استخدم في كشف الطالع إلى جانب الحسابات الفلكية

يقول باحثون إن آلة للحساب الفلكي ابتكرت قبل ألفي عام واستخدمها اليونانيون القدماء في تحديد حركة الشمس والقمر والكواكب ربما كان لها غرض آخر هو قراءة الطالع، ووصفت آلة انتيكيثيرا بأنها أول حاسب آلي في العالم وهي عبارة عن مجموعة من التروس البرونزية المعقدة ويعود تاريخها إلى عام 60 قبل الميلاد تقريبا واستخدمها اليونانيون القدماء لتتبع كسوف الشمس وخسوف القمر، وانتشلت انتيكيثيرا من حطام سفينة عثر عليها قبالة جزيرة انتيكيثيرا اليونانية عام 1901، وبينما ركز الباحثون في السابق على تقنيتها الداخلية تحاول دراسة تجري منذ عقود فك شفرة نقوش دقيقة على القطع المتبقية من سطحها الخارجي.

وقال مايك إدموندز أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة كارديف في ويلز الذي شارك في فريق مشروع البحث "يؤكد ذلك أن الجهاز عرض كواكب وأظهر موقع الشمس والقمر في السماء"، ولكن بصنع مرآة للسماء ربما استسلم صناعه القدامى لرغبة بعيدة عن الأغراض العلمية وهي فضول الإنسان الدائم لمعرفة ما يحمله المستقبل.

وقال إدموندز الذي يعمل بالمشروع منذ 12 عاما إن فك شفرة النقوش طرح أمرا شيقا وهو لون الخسوف المقبل، وقال في لقاء في أثينا "بصراحة لسنا متأكدين كيف نترجم هذا لكن ربما يرجع بنا إلى آراء تقول إن لون الخسوف نذير أو إشارة ما. وأضاف أن بعض الألوان قد تكون أفضل من ألوان أخرى فيما يتعلق بما هو آت".

وأضاف "إذا كان الأمر كذلك وكان تفسيرنا صحيحا فهذه هي المرة الأولى التي نرصد فيها بالجهاز أي ذكر حقيقي للتنجيم وليس علم الفلك" لكنه أوضح أن الهدف الأسمى للآلة هو الفلك وليس التنجيم.

وقال الكسندر جونز أستاذ التاريخ في معهد دراسات العالم القديم في نيويورك "النصوص هدفها مساعدة من يراها على فهم ما معنى النقاط والأقراص المختلفة وما ستعلمهم عن الكون الذي يعيشون فيه... وكيف يرتبط ذلك بحياتهم من خلال دورات الزمن".

العُمر الحقيقي لبطاريات الحاسب المحمول "أقل كثيرا من المعلن"

قالت دراسة أجرتها منظمة "ويتش" المعنية بحقوق المستهلكين إن أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تصنعها بعض العلامات التجارية الشهيرة تعمل بطارياتها أقل من نصف المدة المعلنة للمستهلكين، لكن الدراسة توصلت إلى أن أجهزة الكمبيوتر من طراز "ماكبوك برو" فقط، الذي تصنعه شركة أبل، عملت بطارياتها طيلة عشر ساعات خلال الاختبارات، وتضمن ذلك الوقت مشاهدة أفلام، واستخدام الإنترنت عبر الشبكة اللاسلكية "واي فاي".

لكن الحواسيب المحمولة، التي تصنعها شركات ديل وإيسر ولينوفو وإتش بي، عملت بطاريتها لنحو نصف المدة المعلن عنها فقط، وقال محلل لبي بي سي إن المصنعين يميلون إلى اختبار البطاريات في "ظروف مثالية".

وأضاف بن وود من شركة "سي سي إس إنسايت": "إن قياسات عمر البطارية للأجهزة الإلكترونية للمستهلك، مثل الحواسيب المحمولة، تقاس عادة في ظروف مثالية، ما يعظم من الأداء إلى أقصى درجة".

وأردف: "هناك الكثير من المتغيرات حينما نأتي إلى عالم الاستخدام الحقيقي، مثل مدى سطوع الشاشة والتطبيقات التي تستخدمها، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أداء البطارية".

"مسافات مختلفة"، وأخبرت شركة ديل منظمة "ويتش" إنه من الصعب تعريف الاستخدام المعتدل لجهاز الكمبيوتر المحمول.

وقالت شركة ديل: "كل شخص يستخدم حاسبه الشخصي بطريقة مختلفة"، وأضافت: "الأمر يشبه قيادة أكثر من شخص لنفس السيارة، ليقطعوا مسافات متباينة خلال نفس الوقت الزمني، وذلك حسب اختلاف طرقهم في القيادة"، واختبرت منظمة "ويتش" عددا صغيرا من الحواسيب المحمولة، المصنعة من قبل سبع شركات مختلفة.

وتوصلت الدراسة إلى الآتي: عملت بطارية جهاز الكمبيوتر المحمول من نوع "إيسر E15" لمدة ساعتين و56 دقيقة، بينما تقول الشركة إن عمر البطارية 6 ساعات.

جهاز "ماكبوك برو 13" الذي تصنعه أبل عملت بطاريته لمدة 12 ساعة في بعض الأحيان، بينما تقول الشركة أن عمر البطارية 10 ساعات.

جهاز "إنسبيرون 15" (طراز 5,000) الذي تصنعه شركة ديل استمرت بطاريته لثلاث ساعات و58 دقيقة، بينما تقول الشركة إنه يعمل لسبع ساعات.

جهاز "بافاليون 14-al115na" الذي تصنعه إتش دي عملت بطاريته لأربع ساعات و25 دقيقة، بينما تقول الشركة إنه يعمل لمدة 9 ساعات.

جهاز "Yoga 510" الذي تصنعه شركة لينوفو عملت بطاريته لساعتين و7 دقائق، بينما تقول الشركة إنه تعمل لخمس ساعات.

وتقول شركة "غيك سكويد" لإصلاح وصيانة أجهزة الكمبيوتر إنها غالبا ما تقدم خدمات إصلاح للحواسيب المحمولة التي تعاني من قصر عمر البطارية، بعد نحو عام أو اثنين من شرائها من قبل المستخدمين.

وتضيف الشركة: "نجد ارتباطا مباشرا، بين كمية البرامج التي تعمل على الجهاز في وقت ما، وعمر البطارية، الذي يجب أن يتوقعه المستخدم".

وتوصي الشركة بتخفيض درجة سطوع الشاشة، وتعطيل خصائص معينة مثل البلوتوث والواي فاي، حينما تكون غير مستخدمة، والاستفادة من برامج توفير الطاقة، المعدة في الكثير من النوافذ والأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل ماك، وذلك لتعظيم عمر البطارية.

اضف تعليق