q

مع تواصل العنف والاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تشهدها فنزويلا، يخشى البعض من الخبراء دخول البلاد في حرب أهلية خطيرة، خصوصا مع ارتفاع اعداد القتلى بسبب الاشتباكات مع رجال الامن وحالة الفوضى وغياب القوانين في بعض المناطق، ويخرج الكثير في مظاهرات يومية منذ أوائل أبريل الماضي للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وبالحرية لنشطاء معتقلين وبمساعدات إنسانية أجنبية لتخفيف حدة الأزمة. ويتهم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو المتظاهرين بالسعى للانقلاب على السلطة باستخدام العنف. وتعاني فنزويلا من ازمة اقتصادية خانقة فاقمها انهيار اسعار النفط، كما ان الخلافات السياسية بين الحكومة والمعارضة تعرقل التوصل الى حلول.

هذه الاحداث ايضا اثارت قلق ومخاوف بعض الدول والحكومات، التي تخشى من تفاقم الازمة الحالية الامر الذي قد يؤثر سلبا عليها، خصوصا وان رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو وكما نقلت بعض المصادر، يتهم المخابرات الأمريكية بمحاولة الانقلاب عليه بمساعدة المعارضة. وقال مادورو: "فنزويلا غارقة فى العنف، وإذا دخلت البلاد فى الفوضى والعنف ستدمر الثورة البوليفارية"، مهددا المعارضة بأنه "فى حال استمر استخدام العنف والأسلحة لإيقاع البلاد في تلك الفوضى، فإننا أيضا سندخل المعركة بأسلحتنا"، متهما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتشجيع على العنف، قائلا: "نحن لن نستسلم وسنفعل كل ما يمكن فعله للحد من الأسلحة".

من جانب اخر قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن ما يحدث في فنزويلا هي مسرحية هزلية يقوم ببطولتها حكومة نيكولاس مادورو، وفى خضم هذه المهزلة يقتل العديد من الأشخاص وآلاف المصابين ليصبحوا ضحايا العنف والاستبداد الذي يمارس على أيدي الحكومة. وقالت الصحيفة في تقرير، بعنوان "فنزويلا تموت بالبطئ" إن الفوضى تعم البلاد بشكل كبير ووصل الأمر إلى هجوم بهليكوبتر على وزارة الداخلية والمحكمة العليا، ولا أحد يعرف ماذا سيكون في الأيام المقبلة، ففنزويلا الآن مدمرة من جميع الجهات سواء الاقتصادية من عدم توافر السلع الغذائية والصحية لعدم وجود الأدوية اللازمة للمرضى وأيضا في المستشفيات التي تواجه أزمة كبيرة في الأدوات والأجهزة، وهذا بسبب الأزمة السياسية النابعة من الصراع بين الحكومة المتمسكة بالسلطة، والمعارضة المصممة على إجراء الانتخابات، والي تطالب أيضا بالإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين الذين يحاكموا عسكريا.

وقال الرئيس الفنزويلى بشكل واضح جدا إذا استمرت الاحتجاجات فى الشوارع، فإن الحكومة سوف تدافع "بالسلاح"، وقال فلاديمير بادرينو لوبيز، رئيس وزارة الدفاع بأنه حث القوات المسلحة لاستخدام "أدوات أكثر قاتلة" ضد "أعداء الثورة"، وهذه دلالات على أن فنزويلا تدخل في حرب أهلية لا يستفيد منها أي شخص والخاسر الأكبر هو الشعب، وللأسف سيكون هناك المزيد والمزيد من القتلى والمزيد من السجناء، والمزيد من المجاعة والدماء، وذلك بسبب وجود حكومة تتمسك بالسلطة، والمحاصرين في فنزويلا في دوامة الموت البطىء.

امريكا وبيرو

من جانب اخر استنجد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ" وقف جنون" المعارضة التي يتهمها بمحاولة إسقاط النظام. وأكد مادورو أن الولايات المتحدة ستواجه تدفق ملايين اللاجئين الفنزويليين إذا لم تسارع واشنطن إلى وضع حد للاحتجاجات في بلاده. وخلال حفل اعتماد مرشحي الجمعية التأسيسية في فنزويلا، حذر الرئيس نيكولاس مادورو نظيره الأمريكي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ستواجه تدفق ملايين اللاجئين الفنزويليين إذا لم تعمد واشنطن إلى "وقف جنون" المعارضة التي ضاعفت منذ مطلع نيسان/أبريل تظاهراتها ضد الحكومة التي يتهمها الرئيس الاشتراكي بالتآمر مع واشنطن لإسقاط نظامه.

وقال مادورو "اسمع أيها الرئيس دونالد ترامب، القرار بين يديك". وأضاف "إذا تمكنت هذه القوى العنيفة والحاقدة والقاتلة من تدمير فنزويلا فإن البحر الأبيض المتوسط لن يكون شيئا أمام البحر الكاريبي، مع آلاف وحتى ملايين (الفنزويليين) الذي سيتوجهون نحو الولايات المتحدة. ما من شيء وما من أحد سيتمكن من وقفهم (...) سيكون عليك أن تبني 20 جدارا في البحر!". وتابع "أوقف جنون اليمين الفنزويلي!"، محذرا من أنه "إذا غرقت فنزويلا في الفوضى والعنف وإذا دمرت الثورة البوليفارية فسنذهب إلى الحرب (...) وما لم يكن ممكنا بواسطة الأصوات سنحققه بالسلاح". ولكن مادورو حرص على التأكيد على "احترامه" لترامب، مؤكدا انفتاحه على الحوار.

على صعيد متصل حذّر رئيس البيرو بيدرو بابلو كوتشينسكي من ان النزاع الدامي في فنزويلا قد يؤدي الى "حمام دم" هناك ويتسبب بأزمة لاجئين كبرى. وقال الرئيس البيروفي في مدريد خلال زيارة الى اسبانيا ان أزمة فنزويلا السياسية والاقتصادية المستمرة منذ أشهر والتي تشهد تظاهرات مؤيدة ومعارضة للرئيس اليساري نيكولاس مادورو، قد تجبر الناس على مغادرة هذا البلد بشكل جماعي.

وأشار كوتشينسكي خلال تجمع نظمته صحيفة "ال بايس" الاسبانية "اذا لم يتم عمل شيء، فسوف ينتهي الأمر بحمام دم، وسوف يكون هناك اجتياح (لاجئين) في كوكوتا (في كولومبيا)". وأضاف كوتشينسكي ان الفنزوليين قد يبدأون أيضا بالعبور الى جزيرة كوراساو الهولندية شمال بلادهم بواسطة القوارب. وأدت مواجهات بين المتظاهرين ضد الرئيس مادورو وقوات الأمن الى مقتل أكثر من ستين شخصا واعتقال المئات منذ الاول من نيسان/ابريل.

ودعا الرئيس البيروفي الذي يعتبر مناهضا للنظام الحالي في فنزويلا الى تشكيل لجنة دولية لمحاولة ايجاد حلول للأزمة. وأقترح كوتشينسكي ان تنضم "دولتان ديموقراطيتان أو ثلاث" الى عدة دول أخرى حليفة لفنزويلا في اطار اللجنة، لافتا الى ان كل المحاولات الأخرى لتهدئة الوضع من خلال المنظمات الدولية قد باءت بالفشل. بحسب فرانس برس.

وجاءت اقتراحات كوتشينسكي بعد محادثات مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي. ويزور كوتشينسكي أسبانيا للعمل على جذب مزيد من الاستثمارات، اذ تعتبر اسبانيا أكبر مستثمر أجنبي في البيرو، خصوصا في قطاعي الطاقة والاتصالات، بحسب البيانات الرسمية للحكومة الاسبانية.

طائرة مسروقة

في السياق ذاته تبحث حكومة فنزويلا عن رجال شرطة مارقين هاجموا بطائرة هليكوبتر منشآت حكومية بينما قال معارضون للرئيس نيكولاس مادورو إن الغارة قد تكون مدبرة لتبرير القمع. وفي مشاهد غير معتادة في كراكاس أطلقت الهليكوبتر المسروقة النار على وزارة الداخلية وأسقطت قذائف على المحكمة العليا وكلاهما تعتبرهما المعارضة مركزين أساسيين لدعم مادورو.

وقال مسؤولون إن القوات الخاصة تبحث عن أوسكار بيريز (36 عاما) وهو ضابط طيار وصفته السلطات بأنه العقل المدبر لهجوم الهليكوبتر التي كانت ترفع لافتة تقول "الحرية!". وفي عام 2015 شارك بيريز في إنتاج وبطولة فيلم حركة بعنوان (الموت معلق) لعب فيه دور عميل حكومي ينقذ رجل أعمال تعرض للاختطاف. ولم تعثر السلطات عن أي أثر لبيريز الذي يصفه مسؤولون بأنه (مضطرب عقليا) لكنها عثرت على الطائرة على الشريط الساحلي للبحر الكاريبي بشمال البلاد.

وزاد الهجوم من الأزمة السياسية المتفاقمة في فنزويلا بعد ثلاثة أشهر من احتجاجات للمعارضة تطالب بانتخابات عامة وإصلاحات للاقتصاد المتداعي. ويغذي الهجوم نظرية المؤامرة لدى المعارضين الذين يعتقدون أنها مؤامرة حكومية. وقال خوليو بورجاس رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة معلقا على حادث الهليكوبتر "إنه أشبه بفيلم".

ويطالب المتظاهرون بانتخابات عامة والإفراج عن مئات المعتقلين من نشطاء المعارضة واستقلالية الهيئة التشريعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة. ويقول مادورو إنهم يسعون للانقلاب عليه بتشجيع من الحكومة الأمريكية التي ترغب في السيطرة على احتياطات فنزويلا من النفط وهي الأكبر في العالم. وظهر الضابط في تسجيل مصور على حسابه على موقع انستجرام في نفس التوقيت تقريبا وهو يقف أمام عدد من الرجال المسلحين الملثمين ويقول إن عملية جارية لاستعادة الديمقراطية. بحسب رويترز.

وقال بيريز في التسجيل المصور إنه يمثل تحالفا من مسؤولي الجيش والشرطة والمسؤولين المدنيين المعارضين للحكومة "الإجرامية" ودعا مادورو إلى الاستقالة وإجراء انتخابات عامة. وأضاف "هذه المعركة... ضد الحكومة الخسيسة. ضد الطغيان."

محاكمات قاسية

الى جانب ذلك تجددت الاحتجاجات في فنزويلا ضد الرئيس نيكولاس مادورو احتجاجا لما وصف "بالقمع الوحشي" للمظاهرات. بينما تعهد مادورو بإجراء محاكمات قاسية لعدد من المعارضين المعتقلين بتهمة الإعداد لانقلاب وتشجيع تدخل عسكري أمريكي. وتظاهر آلاف الأشخاص في فنزويلا للتنديد بما يدعونه "القمع الوحشي" للتظاهرات الاحتجاجية على الرئيس نيكولاس مادورو والذي أكد بدوره أن عددا من المعارضين المعتقلين سيحاكمون "بقسوة" لأنهم أعدوا انقلابا.

وفي خطاب أمام الجيش في ولاية كارابوبو (وسط شمال)، أكد مادورو أن أشخاصا "معتقلين" في الوقت الراهن سيمثلون أمام محكمة عسكرية بتهمة الإعداد لانقلاب وتشجيع تدخل عسكري أمريكي. لكنه لم يحدد عدد الأشخاص الموقوفين، وما إذا كانوا مدنيين أم عسكريين. في الوقت نفسه، احتشد متظاهرون في العاصمة ومدن أخرى في البلاد، أمام منشآت للجيش، بعد وفاة شابين برصاص عسكريين هذا الأسبوع في كراكاس. وذكرت النيابة العامة أن عدد القتلى ارتفع إلى 75 شخصا خلال 85 يوما من التظاهرات ضد مادورو الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها، في إطار أزمة اقتصادية حادة.

وقالت ماريان سواريز (63 عاما) إن "الشبان يضحون بحياتهم من أجلنا، ونحن هنا لنقول: كفى. وسأبقى في الشارع معهم. إنهم جميعا أبنائي". وارتفعت أيضا حدة التوتر بين فنزويلا ومنظمة الدول الأمريكية التي رد أمينها العام لويس ألماغرو بجفاء على مادورو الذي طلب منه أن يستقيل في مقابل عودة بلاده إلى المنظمة. وقال ألماغرو في تسجيل فيديو "تلقيت اقتراحا للتفاوض: استقالتي في مقابل عودة فنزويلا إلى منظمة الدول الأمريكية" التي قررت كراكاس الانسحاب منها في نيسان/أبريل. ورد "أتخلى عن منصبي في مقابل حرية فنزويلا". وأضاف ألماغرو "سأستقيل عندما تجرى انتخابات حرة وشفافة، بوجود مراقبين دوليين ومن دون رفض ترشيحات، وعندما يتم الإفراج عن جميع السجناء السياسيين".

في تسجيل فيديو وزع على شبكات التواصل الاجتماعي، أعلن المعارض الفنزويلي ليوبولدو لوبيز أنه تعرض للتعذيب في السجن العسكري الذي يمضى فيه عقوبة بالسجن لمدة ثلاثة عشر عاما وتسعة أشهر، بتهمة "التحريض على العنف" خلال تظاهرات ضد مادورو. وقد أسفرت تلك التظاهرات عن 43 قتيلا من شباط/فبراير إلى أيار/مايو 2014. وكتبت على صور لسجن رامو فيردي في ضواحي كراكاس "ليليان، إنهم يعذبونني! أعلني ذلك وشهري به". وكان هذا السياسي يخاطب زوجته ليليان تينتوري التي قالت في تصريح صحفي "لم يتمكن أي من محامي ليوبولدو أن يجتمع به منذ السادس من نيسان/أبريل". بحسب فرانس برس.

ودعا المعارض العسكريين إلى "التمرد"، في شريط فيديو وضع على شبكات التواصل الاجتماعي. من جهته، طلب تحالف المعارضة (مكتب الوحدة الديمقراطية) السبت على تويتر من العسكريين "إلقاء سلاحهم". واتهم مادورو أيضا في خطابه بصورة غير مباشرة قادة المعارضة بالتحريض على العنف. وقال "ما هي أهدافهم؟ ترك الفتيل مشتعلا، ووقوع قتيل هنا وقتيل هناك. هذا أمر شبيه بقطارة مميتة". من جهتها، دعت المعارضة التي تشكل الأكثرية في البرلمان، الشعب إلى ألا يعترف بعد اليوم بالحكومة ولا بالدعوة التي وجهها الرئيس إلى الجمعية التأسيسية.

تصفيات خارج القانون

"احرقه"، "وغد!"، تصرخ الجموع الغاضبة وهي تنهال بالضرب على سارق مفترض ملقى على الأرض. وفيما تواجه فنزويلا موجة من التظاهرات، تتزايد عمليات التصفية خارج القانون التي تعكس الغضب والاحباط، كما يقول الخبراء. وفي هذا اليوم، وقع رجل في الخامسة والثلاثين من عمره فريسة الغضب الشعبي. وسرعان ما ألقى المارة القبض عليه، للاشتباه في انه سلب امرأة بعد أن هددها بمسدس في احد شوارع كراكاس. وفي خلال دقائق، وجد نفسه عاريا، وفاقد الوعي تقريبا على قارعة الطريق، فيما كان حوالى عشرين شخصا يركلونه على وجهه.

ووجد عناصر الشرطة الذين وصلوا بعد عشر دقائق فقط، صعوبة في وقفهم. "انت محظوظ اننا لم نحرقك"، صرخ في وجهه رجل، بينما كان عناصر الشرطة يسحبون المشتبه به مكبل اليدين إلى سيارة الشرطة، وسط صرخات الاستحسان التي كان يطلقها الجمهور. وبين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو، تعرض 60 شخصا للضرب حتى الموت، ونجا 36 في آخر لحظة، كما ذكر المرصد الفنزويلي للنزاعات الذي أحصى وفاة 20 شخصا تحت الضرب في 2015، ثم 126 في 2016، لكنه يقول إن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة.

وقال منسق المرصد ماركو بونسي، "في عمليات الضرب، ينفس الناس عن غضبهم، ويعبرون عن استيائهم من دولة لا تضمن حقوقهم. يظنون أنهم يقيمون العدالة، فينتهي بهم الأمر الى ارتكاب جرائم". وخلف هذه الموجة من العنف، يكمن الافلات من العقاب المتفشي في فنزويلا، حيث يقول الخبير في الجرائم فرمين مارمول إن العقاب ينزل فقط بست من كل 100 جريمة. ويعد هذا النقص مقلقا في واحد من أكثر البلدان التي تشهد أعمال عنف في العالم، وشهد عملية قتل لكل 100 الف نسمة في 2016. وتفوق هذه النسبة تسع مرات المتوسط العالمي، كما تقول النيابة.

ويرتفع يوميا مستوى قسوة الإعدامات في الشارع. وفي نيسان/ابريل، أضرمت الجموع النار في رجل بفالنسيا (شمال). وفي أيار/مايو، سحبت الجموع سارقا من منزله، وقطعوا ثلاثا من أصابع إحدى يديه، ثم قتلوه، كما أوضح المرصد الفنزويلي للنزاعات. وقتلت الجموع آخر فوجىء بينما كان يحاول على ما يبدو سرقة منزل في بارانكاس دل اورينوكو (شرق) في كانون الثاني/يناير. ثم علقت جثته على شجرة وألصقت بها لافتة كتب عليها "لا نريد مزيدا من السرقات".

وقال ماركو بونسي إن "الهدف، هو القتل قبل وصول الشرطة"، والعبرة من حرق القتيل هو إخفاء الأثر. لكن أبرياء يقضون حتفهم أحيانا. ففي آذار/مارس، دان القضاء بالسجن أكثر من ست سنوات، رجلا بتهمة التواطؤ لقتل روبرتو فونتيس، الذي تعرض للضرب وأحرق بينما كان يساعد شخصا تعرض للسرقة واتهم بأنه السارق. ويقول الخبراء ان عمليات القتل التي تعكس "تفككا اجتماعيا" تؤججها أيضا الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعصف بفنزويلا منذ 2014. بحسب فرانس برس.

ولاحظ فريدي كريسبو إنها تعكس أيضا "الاحباط الاجتماعي وانعدام الثقة بالمؤسسات". والى ذلك يضاف التوتر السياسي، فيما تتوالى يوميا التظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس نيكولاس مادورو، وأسفرت حتى الان عن أكثر من 70 قتيلا منذ مطلع نيسان/أبريل. ويوافق السكان على تسوية الحسابات هذه، كما يقول كريسبو، مشيرا الى بعض السلبية لدى السلطات. وقد شارك داماسو فالاسكويز في عملية قتل بدافع "الكراهية" لمجرم، ولم يعرب عن أسفه لذلك. وبرر تصرفه بالقول "لم أشفق عليه، لأني رأيته وهو يسرق... وما حصل له جيد". وإلا فان "الحكومة كانت ستعتقله ثم تخلي سبيله"، كما قال. لكن آخرين يعربون عن أسفهم لهذا العنف، مثل ماريا هرنانديز التي تسكن حيا حصل فيه عدد كبير من عمليات القتل خارج القانون. وقالت "ليس صائبا أن أقتلك او أحرقك اذا ما سرقت.. ان أصبح شخصا اسوأ منك".

اضف تعليق