q
إسلاميات - الإمام الشيرازي

القيادة الناجحة في فكر السيد الشيرازي

من كتاب: القيادة الفاعلة والإدارة الناجحة في فكر السيد الشيرازي

إن القيادة الناجحة إذا توفرت في المدير والقائد تستلزم الطاقة والمقدرة وان القيادة يجب إن تصحبها مؤهلات والتي تبدو اهم من غيرها أمور معينة:

1. الطاقة الجسمانية: يجب إن يكون جسمه مقاوما للقيادة بقدر ما تحتاج القيادة اليها، حيث إن بعض القيادات لا تحتاج إلى الجسم والبعض الآخر منها تحتاج إلى الجسم للحركة والاستمرار وما أشبه.

2. الطاقة العقلية: بان يتمكن القائد بعقله من إن يدير الأمور، ومن الواضح إن الطاقة الجسمانية والعقلانية إذا لم تتوفر في القائد فهو لايتمكن من مزاولة مهنته، والتي تحتاج اليها العديد من النشاطات ولذا نشاهد إن كثيرا من القادة خصوصا القادة الذين هم يشقون الطريق إلى الأمام ويحتاجون إلى العمل ساعات طويلة، وفي أوقات غير منتظمة تحت ظروف ليست بالسهلة ويسهرون ويتعبون أنفسهم.

3. الدافع الشخصي: يجب توفر الرغبة في القيادة من داخل الشخص وفي الحديث الشريف بهذا الصدد قالوا عليهم الصلاة السلام (إن يكون له وازع من نفسه) فان القوى الخارجية سواء كانت جسمية أو عقلية وان كانت تشجع للتقدم كما إن الأجواء تشجع على العمل، لكن العنصر المهم الذي يحرك القائد هو الدافع والحافز الشخصي النابع من نفسه، ويتضح هذا من مثابرته على العمل واستعداده لان يسهر ويتعب ساعات طويلة مستمرة وكذلك حماسه الشديد واخذه بموازين التقدم.

4. المهارة في الاتصال:ـ إن القائد يجب إن يتهيأ لان يتكلم ويكتب بوضوح وكذا كي يتمكن من تلخيص آراء الآخرين بدقة وتحديد اهم ما بها من نقاط واسقاط الهامشيات والأخذ بالجوهر، ويستخدم القائد الاتصال بمهارة لأغراض مختلفة من الاقناع والتشجيع والتحضير والتوجيه بالإضافة إلى نقل المعلومات وتلقي المعلومات وان يتعرف على الجماعة واحتياجاتها عن طريق وسائل الاتصال لأن القائد قد لا يكون عضوا في الجماعة وقد لايكون في البلد الذي فيه الجماعة والى غير ذلك، فيتعين عليه إن يعرف كيف يتصل كما إن يعرف كيف ينقطع فيما إذا رأى إن العضو غير نافع أو ضار.

5. المهارة الاجتماعية:ـ يتوجب على القائد إن يتفهم نواحي القوة والضعف لدى المرؤوسين سواء كانت قوة جسمانية أو عقلية أو عاطفية أو ملكات فاضلة كالشجاعة والاقدام والسماحة إلى غير ذلك، ويجب إن يتمتع القائد بالقدرة على العمل مع الناس والتصرف معهم بالطريقة التي تمكنه من اكتساب ثقتهم وولائهم وان يبقى على الصداقات وان يجعل الاعداء أصدقاء حتى يتعاون الاشخاص معه باختيارهم نظرا لأنه على استعداد دائم لمساعدتهم والاستماع لوجهة نظرهم، والأخذ بآراء أكثريتهم، كما انه يقف منهم موقف الصديق الذي يتمنى نجاحهم ويسعى لأجل تقدمهم.

6. الاستقامة:- على القائد الصحيح إن يكون عادة متحرراً إلى حد كبير من التحيز إلى هذه الفئة أو تلك أو إلى هذا الشيء أو ذاك الشئ، وفي القران الحكيم ((ولا يجرمنكم شنئان قوم على إن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)) ويكون بعيداً عن الانفعال والغضب والعاطفة وتكون أعماله متسمة بالاستقرار والثبات والاستمرار فيحترم ويعرف مقام مسؤوليته ويكون متفهماً عند تفاعله مع مرؤوسيه وبالإضافة إلى ذلك فهو يثق في نفسه ويعتقد في مقدرته على قابلية معظم المواقف بنجاح.

7. يجب على القائد الديني إن يكون متوكلاً على الله مستعيناً به مرتبطاً إليه كما في الآية الكريمة ((ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدراً)).

8. قوة علاقاته الإنسانية: حيث إن جزء مهماً من عمل القائد هو تنمية الناس في مختلف أبعادهم , فعلى القائد إن يعرف الكثير عن الناس وعن علاقاتهم ببعضهم البعض وعن مكانتهم الاجتماعية وعواطفهم وميولهم , وان القائد يجب إن يكون ملماً إلماما جيداً بالسلوك الإنساني بصورة عامة ليتسنى له معرفة شعور بعض الإفراد نحو نشاطات معينة أو نحو غيرهم من الإفراد وما هو رد فعلهم للمواقف المتنوعة فيعرف بماذا يصف الاخرون عمله وما لا يستطيعون القيام به، وما يوافق اهوائهم فينشطون وما لا يوافق هواهم فيكسلون، إلى غير ذلك.

* مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث/2002 – 2017 Ⓒ
http://shrsc.com

اضف تعليق