q

بسم الله الرحمن الرحيم

(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)

صدق الله العلي العظيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

(القطرات والذرّات) اسم هذا الكتاب الذي بين يديك، كتبته للالماع إلى أن الأمور الكبيرة إنما تتكون من الصَّغائر.. كالبحر المتكوّن من قطرات الماء، أو الصحراء المتكونة من الذرات وحبّات الرمال، وهكذا في الأعداد فيتكون العدد الكبير إلى ما لا يحصى ـ وإن كان ذلك غير معقول في الممكن ـ من الوحدات الصغيرة.

قال سبحانه: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)[3] أما إذا فرضنا أنه لم يكن خيراً أو شراً، فهو من السالبة بانتفاء الموضوع بالنسبة إلى الأثر.

وفي القصة المشهورة: أن رجلاً أسلم في زمانه (صلى الله عليه وآله)، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يعلّمه أحد المسلمين القرآن، فأخذ يعلّمه سورة الزلزال حتى وصل إلى هذه الآية ـ المذكورة آنفاً ـ، فقام المسلم الجديد قاصداً الانصراف، فقال له المعلّم: إلى أين؟ فإني لم أعلّمك بعد إلاّ سورة صغيرة من القرآن الحكيم!

قال: أخذت مقصودي من هذه الآية المباركة، وهل بعد ذلك من حاجة؟.

والمراد بـ (مثقال ذرة): ما يراها الإنسان في نور الشمس التي تدخل من الكوَّة في غرفة مظلمة، وهل هناك شيء محسوس بالحواس المجردة أصغر وأخف منها؟

وفي هذا تعليم دقيق لمن يريد التقدم أو يخاف التأخر، بأن يراكم الذرات والقطرات حتى يصل إلى الهدف، أو يتجنبها حتى لا يجتمع لديه ما يوجب له السقوط.

إن المسلمين حين تقدموا عملوا بمثل هذا العمل حسب تعليم القرآن الحكيم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الرُّقي والتقدم..، ثم تركوا حتى الذرات والقطرات وتركوا.. وتركوا.. حتى انقلبت حالتهم إلى ما نشاهده اليوم من التأخر الذي ليس بعده شيء مع ملاحظة ما لهم من إمكانيات وطاقات هائلة!

فإذا أرادوا الرجوع إلى ما كانوا عليه بل أكمل وأوسع.. عليهم أن يعملوا كما عمل آباؤهم ولا يتركوا العمل في أيّ بعد من الحياة حتى إذا كان بقدر الذرة والقطرة، حتى ترجع حالتهم إلى ما كانت عليه.

والله المستعان ولا يأس من روح الله، قال عزّ وجل: (لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون)[4].

قم المقدسة 23/ شهر رمضان المبارك/ 1419هـ

محمد الشيرازي

(1)
الـمُـدّ والصَّـاع

قال رسول الله: (الوضوء بمد والغسل بصاع، وسيأتي أناس يستقلون ذلك فأولئكم ليسوا على سنتي، والثابت معي على سنتي في حظيرة القدس)[5].

والشارع المقدّس قد لاحظ قانون (القطرات والذرات) سلباً وإيجاباً حتى في عدم الكثرة وترك الإسراف في استعمال الماء حتى للوضوء[6] والغسل!، وقد أفتى بعض الفقهاء بحرمة ترك الأنبوب مفتوحاً إلى أن يتم الإنسان الوضوء لأن ذلك إسراف محرم[7].

إن الماء وإن كان دورياً من البحر ثم السحاب والمطر.. لكن يلزم التقليل من مصرفه وعدم الإسراف في ذلك، لأن الإتيان به من النهر أو الغدير أو ما أشبه إلى الدار ونحوها تكليف.. يلزم ملاحظته خاصة في الوقت الحاضر حيث يصرف عليه ما يصفيه، بالإضافة إلى تخزينه أو رفعه إلى (الخزانات)، ومن ثم جريانه في شبكة الأنابيب حتى يسهل استعماله للمستهلك بعد كل تلك المقدمات المكلفة.. ومع كل ذلك قد نرى قلَّة الموارد المائية أو عدم صلاحيتها للشرب أو ما أشبه، ولذا نشاهد تحريض بعض البلاد إلى قلة استعماله، فإن أزمة المياه أصبحت أزمة عالمية..

وقد ورد في الأحاديث: قلة الماء قبل ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)[8].

ونقل: إن الخبراء اعترضوا على بعض الدول الإسلامية في استعمالهم الكثير للماء، حتى أن المياه الجوفية التي اختزنت لمدة سبعة آلاف سنة استعملت في أغراض غير ضرورية في الآونة الأخيرة..

هذا إذا كان حال الماء شرعاً وعقلاً.. وهو من المعادن والموارد الدورية الكثيرة الانتشار والسَّهلة التناول، فكيف حال غيره من المعادن غير الدورية كالنفط والغاز و.. و..؟ وقد نرى كيف تنهب في زماننا!.

ولذا نجد تسرب القلة إليها في عزّها، فكيف الحال بعد مرور نصف قرن أو أكثر؟

إن البشر المعاصر ليس له إلاّ أن يصرف بقدره حسب قانون (لكم)[9] الوارد في القرآن الكريم، بحيث لا يضر الأجيال القادمة، وذلك بعد ملاحظة النسبة الدقيقة، وإلا كان ذلك إسرافاً.. وإضاعة للمال.. وتعدياً على حقوق الآخرين.. وصرف ما يرتبط بالأجيال الآتية.

وهكذا يلاحظ الشرع والعقل جميع المواد بميزان دقيق لا إفراط فيه ولا تفريط.

وكان ما ذكرناه من مصاديق قاعدة (الذرات والقطرات).

(2)
ملاحظة القلة

ورد في الأحاديث: (لطع القصعة)[10]، و(لحس الأصابع)[11]، وربما لا يفهم الكثير كنه معنى ذلك، فإنه أيضاً من مصاديق قانون (الذرات والقطرات)، لأن ما بقي فيهما من الذرات التي تتجمع، إما يستفاد منها أو لا، بل سرفها وتلفها، وهكذا ما يتبقى في المائدة من بقايا الطعام.

وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أكل من سقط المائدة عاش في سعة، وعوفي ولده وولد ولده من الحمق)[12].. ولا يخفى الدقة في التعبير حيث أشار (صلى الله عليه وآله) إلى الأجيال القادمة، فقال: (ولده وولد ولده).

وكما ورد في الحديث: (من لقط شيئاً من الطعام فأكله حرّم الله جسده على النار)[13]

ولاشك أن هذه البقايا لو اجتمعت في مدينة ذات مائة ألف أو أكثر إلى المليون، تكوِّن الأطنان!، ومن هنا ورد أن صبّ الماء الزائد من الإناء وإلقاء النواة من الإسراف[14].

وكذا ورد في دفن قلامة الظفر والمشيمة[15]، لأن بقاءهما من الأوساخ.

وكذلك ورد عدم تبييت القمامة في الدار[16]، لأنها محل تجمع الحشرات الضارة من ناحية.. ويوجب تلوّث الهواء بالرائحة الضارة، وما أشبه من ناحية أخرى..

ولا يخفى إن الأشياء الصغيرة إنما يلاحظ مجموعها، ففي مدينة نفوسها مائة ألف مثلاً، إذا لم تدفن الأظفار والشعور، كم كانت كثيرة مما توجب الوساخة، وهكذا في كثير مما يرى صغيراً لملاحظة نفسه بينما يكبر كثيراً إذا لوحظ المجموع.

إلى غير ذلك من الآداب الإسلامية التي هي من مصاديق قانون (الذرات والقطرات) مما هو كثير[17].

وإذا رأينا غالبية المسلمين لا يعتنون بمثل هذه الأمور، فلازمه -حسب قانون الأسباب والمسببات، والآثار الوضعية إضافة إلى التكليفية- أن نرى الفقر المدقع في جملة من بلاد الإسلام، وهكذا فقر أفراد كثيرين وشعوب كبيرة في غالب البلاد[18].

إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان يأكل لونين من الطعام على مائدة واحدة ولو لبناً وعسلاً[19].

وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال لابنته: إرفعي أحد الطعامين اللبن أو الملح، لأن أحدهما يكفي إداماً للخبز[20].

مع العلم أنهما لو أرادا أن يعيشا عيشاً متوسطاً لم يكن يظهر أثره على بيت المال، بالإضافة إلى أنهما (صلوات الله عليهما) كان لهما الموارد الخاصة من الزَّرع وما أشبه.

قال الإمام علي (عليه السلام): (ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه)[21].

إن الحياة دقيقة.. دقيقة.. فهي لبنة لبنة، وذرة ذرة، وقطرة قطرة، فالعمل فيها اعتباطاً ـ ولو بمثل هذا القدر القليل ـ ينتج النتائج السيئة.

فإن قوله سبحانه: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)[22] يشمل كل ما هو شبهه ولو بالملاك.

والعمل ذرةً ذرة وقطرة قطرة سلباً أو إيجاباً يؤثر في النتيجة كذلك، كما هو ثابت في الحكمة.

أمّا ما يقوله البعض من أن اللازم أن يعمل الإنسان إما عملاً كبيراً أو يترك ـ كما أصبحت عادة كثير من الناس وحتى بعض العاملين ـ فهو غير صحيح، فإنهم بقولهم: (أو يترك) أخّروا المسلمين كافة، لأن الحياة ذرات وقطرات.

(3)
قبل اغتصاب فلسطين

هناك الكثير من أعداء المسلمين أخذوا بقانون (الذرات والقطرات) فتقدموا علينا، فعلى سبيل المثال: كانت في كربلاء المقدسة محلّة يسكنها بعض اليهود، وحمام لليهود، وقد شجّع البريطانيون فتح سوق للدعارة في تلك المحلة ـ ولا زالت بعض آثارها باقية إلى الآن ـ وقبل نصف قرن مع ذهاب اليهود إلى فلسطين أغلق الجميع.

وإني أذكر أنه كان يأتي في كل أسبوع رجل من اليهود إلى أزقة كربلاء ومنها زقاقنا (زقاق المائية) وكان يصيح: أشتري الأشياء العتيقة (الخلقة)، فكان يشتري من كل بيت بيت.. على اصطلاحه: (أبطال مكسّرة، لحفان مشكَشكَة، حصران عتيقة) وما إلى ذلك.. مما يلزم إلقاؤها في النفايات، وكان يشتريها بأسعار رخيصة جداً.

فكانت النساء في البيوت يحضرن كل تلك الأشياء العطبة والخلقة، ليوم إتيان ذلك اليهودي فيبعنها له بأسعار زهيدة.

وربما كان يتساءل البعض: ما فائدة هذه الأشياء التافهة لذلك اليهودي؟.

والجواب: أنه كان في محلة اليهود إدارة لتحويلها إلى أشياء حسنة أو إلى ما يدرّ عليهم الأموال، فمثلاً (الحصران المشكَشكَه) كانوا يبيعونها للحمامات وقوداً لها، و(الأبطال المكسرة) يرسلونها إلى بغداد لصبها من جديد، و(اللحفان) بعد الغسل والتنظيف يجعلون لها أغطية جديدة، وما إلى ذلك..

وكان يهودي آخر يأتي إلى الأزقة بين مدة وأخرى، لدق الجدري وكان يدقه بالعظم وبوسائل بدائية لكنها نظيفة وأدوية معقمة، ويأخذ شيئاً قليلاً مما يجعل الناس يقبلون عليه.

إن جمعهم للمال بهذه الوسائل المشروعة وغير المشروعة كـ(سوق الدعارة) وحتى بأسلوب (الذرات والقطرات) جعل منهم أثرياء في البلد.

وهكذا كانوا يعملون في أيّ بلد يتواجدون فيه ويجمعون ذرة ذرة وقطرة قطرة، فلم يكن عندهم حتى فقير واحد، بل كان يعين بعضهم بعضاً حتى لا يظهرون بمظهر سيّء أمام المجتمع إطلاقاً، وهكذا عملوا في كل العالم وفي مختلف المجالات إلى أن غصبوا فلسطين.

(4)
المتسامح في الأسعار

كان نفران في بغداد يعملان في طرفي الجسر، وكان كل واحد منهما يبيع البيض، ولكن أحدهما كان مزدحماً بالمشترين دون الآخر.

يقول الراوي: وبعد مدة غير قصيرة مررت على الجسر وإذا أرى أحد البائعين دون الآخر، فسألت عن الآخر؟

فقالوا: ترك هذا العمل وذهب إلى السوق وأصبح تاجراً كبيراً، فتعجبت من ذلك وذهبت إليه لأسأل عن السبب؟.

فقال التاجر الجديد: أنا كنت أفهم موازين العمل وصديقي لم يكن يفهم، ولذا لا زال باقياً على عمله ومستواه السابق.

قلت: وكيف؟

قال: كنت أشتري كل يوم عشرين صندوقاً من البيض ـ مثلاً ـ ومن اليوم الأول قررت أن لا أربح في البيض ولا لشروى نقير، وإنما أبيع بالثمن الذي أشتريه لا أزيد، وإنما كان ربحي من بيع الصندوق نفسه فكنت أشتري كل بيضين بفلس وأبيعهما بفلس أيضاً، ثم أبيع الصناديق الفارغة بأربعة فلوس، بينما كان صديقي يشتري كل بيضين بفلس ويبيع ستة بيوض بأربعة فلوس؛ فيربح البيضين والصندوق، وحيث عرف الناس إني أبيع بالأرخص اجتمعوا حولي تدريجاً، بينما خفّ الازدحام حول صديقي..، وبعد عشر سنوات جمعت مالاً كثيراً وتمكنت بسببه من فتح هذا الدكان، وأخذت أتجر شيئاً فشيئاً حتى أصبحت هكذا.. بينما صديقي بقي في محلّه يبيع البيض.

وهكذا حال كل بائع أرخص من حيث التقدم والرقي[23].

وهذه القصة من مصاديق قانون (الذرات والقطرات).

(5)
الإتقان حتى في الذرات

إني أذكر قبل الحرب العالمية كانت البضائع اليابانية معروفة بعدم الإتقان ولذا لم يكن يرغب الناس فيها.

أما بعد أن جعلوا في بلادهم التعددية الحزبية، وانتهجوا منهج الإتقان في ذرة ذرة وقطرة قطرة من أمورهم حتى وصلوا اليوم إلى ما وصلوا إليه من الجودة في مختلف بضائعهم وأصبح الإقبال عليها والمشترون لها أكثر، وأحياناً حتى مما يصنعه الغرب.

وهكذا كله بسبب الإتقان في الأمور من الذرات والقطرات إلى غير ذلك.

(6)
هكذا عملوا

قال لي أحد علماء إيران: ذات يوم كنت أمرّ على بحر بوشهر[24]، فرأيت امرأة تفحص في محل جزر الماء، حتى جمعت كدساً من الخرق وأخذتها وذهبت، وفي يوم آخر كنت أتمشى في نفس المكان وكان البحر جزراً أيضاً، فرأيت نفس المرأة تجمع كدساً من الخرق.. فلما أرادت الإنصراف قلت لها: من أنت؟ ولماذا هذا العمل؟

قالت: إني امرأة يهودية ولا كفيل لي، فآتي أيام الجزر إلى هذا الموضع من البحر أبحث لأجد الخرق التي يأتي بها المد وأجمعها ثم أذهب فأغسلها وأنظفها ثم أبيعها إلى الكراجات لتنظيف السيارات وما أشبه وأجد بقيمتها لقمة العيش.

وفي بعض البلاد تبنى على البحر الأحواض الكبيرة، ثم يلقى فيها ماء البحر ليجف بحرارة الشمس، ويبقى ملحها في قاع الحوض فيبيعونها ويكتسبون بذلك.

وفي الهند في منطقة كبيرة فقيرة جداً، أخذت الحكومة تزرع أشجار التوت ثم زودت الأهالي بديدان القز.. حيث أخذت تأكل من الأوراق.. وذلك ليحصل الأهالي على الحرير ويبيعونه ويكتسبون بذلك، فخرجوا من ذلك الفقر المدقع.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل التمر ويجمع نواته في كفه اليسرى.. فمرت عنزة فأشار (صلى الله عليه وآله) إليها بالتقدم.. وأخذت تأكل النويات من كفه الكريمة.

إن هذه القصص وأمثالها مما تؤيد قاعدة الذرات والقطرات، وتدل على أنه يلزم على الإنسان في الاكتساب أن يحصل الرزق حتى من القطرات.

وهذا دليل لما نحن بصدده من لزوم تجميع القطرات والذرات للوصول إلى الأهداف حتى إذا كان الهدف كبيراً، وهكذا سنّ الله الحياة وهو المستعان.

(7)
الحطب وقانون الذرات

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أصحابه في صحراء خالية من الشجر ونحوها..، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): إجمعوا الحطب.

فقالوا: يا رسول الله هذه الصحراء مقفرة لا حطب فيها.

قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): إفحصوا واجمعوا.

فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه في البحث والجمع، وبعد قليل جمعوا كدساً كبيراً من الحطب.

فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): هكذا تجتمع الذنوب![25].

نعم أراد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بهذه القصة أن يمثل، كما أن الحطب المتناثرة تنتهي إلى كدس كبير إذا جمعت، كذلك سائر الأشياء من الذنوب وغيرها..

وهكذا تكون الحسنات، وسائر شؤون الحياة، وحتى أسباب الحب أو البغض أو المال أو العلم أو غيرها.

وقصة السكاكى[26] وتحصيله العلم مشهورة.

فاللازم على الإنسان أن يهتم بالصغائر من الأمور أيضاً مهما كانت صغيرة حتى تنتهي إلى الكدس، خيراً أو شراً، تقدماً أو تأخراً، إيجاباً أو سلباً.. فلا يقول: هذا قليل أو صغير وأيّ نفع فيه أو أيّ ضرر منه..؟

وقد قالوا في الشعر الفارسي ما مضمونه:

تجتمع قطرة قطرة

وإذا بها تصبح بحراً

تجـتـمع ذرة ذرة

وإذا بها تصبح براً[27]

ونحن المسلمين إنما تأخرنا لذلك ـ ولأسباب أخرى مذكورة في محلها[28]، فعدم الاعتناء بالأمة الواحدة، وعدم الاعتناء بالأخوّة الإسلامية، وعدم الاعتناء بهذه الحرية.. وهذه الحرية.. وهذه الحرية..، وعدم تزويج هذه الفتاة.. وهذه.. وهذه..، وعدم تزويج هذا الفتى.. وهذا الفتى.. وهذا الفتى..، وهكذا.. وهكذا..

وقد قرأت في تقرير أن في مصر خمسة عشر مليون أعزب فتىً وفتاة، والله يعلم كم يستشري الفساد فيهم!، والله يعلم كم يصابون بمختلف الأمراض!.

(8)
بناء منارة السيد محمد (عليه السلام)

كان الابن الأكبر للسيد القمي (قدس سره) وهو السيد محمد القمي[29](رحمه الله) قد اهتم لتعمير مرقد السيد محمد[30](عليه السلام) ابن الإمام الهادي (عليه السلام)، قرب سامراء، قبل خمسين سنة، فكان في كل أسبوع يأتي يوماً واحداً إلى بغداد ليجمع المال للبناء ويرجع إلى البقعة المباركة مشغولاً ببنائها، وبذلك وسّع الصحن الشريف أضعاف ما كان، وإني قد رأيتها قبل التعمير والتوسعة وبعدها، كما نصب ماكنة الماء وجعل شبكة الأنابيب للصحن الشريف، واشترى موِّلد الكهرباء مما سبب إنارة البقعة، ونصب ماكنة الطحن لتطحن حبوبات الأعراب في تلك النواحي وليحصل من ثمنها ما يلزم لإدارة الماكنتين السابقتين، وبنى حماماً للرجال والنساء إلى غير ذلك..

والشاهد في الكلام: أنه (رحمه الله) عملاً بقاعدة الذرات والقطرات بنى منارة جميلة للبقعة المطهرة وقد ارتقيت إلى سطحها، ولكن في ذلك اليوم لم تكن كاملة ثم كملت فيما بعد، ولها جمال ظاهري وجمال داخلي حيث بنيت بدرجين مدورين وهي أفضل بناءً من المنارات في كربلاء المقدسة حيث صعدت أنا فوقها أيضاً وقت المناجاة في شهر رمضان المبارك.

وقد قال لي السيد (رحمه الله): إني رأيت حداداً في بغداد وكان كل رأس ماله ثمانية دنانير، وقلت له: تبرع للمنارة، قال: إني أعطيك كل أسبوع ما أحصله من دكاني بعد إخراج مصارفي، قال السيد: وكل أسبوع كنت أذهب إلى بغداد وآخذ منه الزائد مما حصله في الأسبوع.. وقد كلفتني المنارة إلى الآن أكثر من أربعمائة دينار، وكل هذا المبلغ من تبرع ذلك الحداد (وفقه الله تعالى).

نعم: القطرات تتجمع، والذرات تتراكم، والقليلات تنتهي إلى الكثيرات بإذنه سبحانه.

(9)
الذرّات الضارّة

من الضروري في تطبيق القاعدة التي ذكرناها ـ قاعدة الذرات والقطرات ـ أن لا تتجمع الأمور الصغيرة الضارة حتى تصير كبيرة لا تتحمل سواء في التكوينيات أو التشريعيات كصلاة القضاء، وصيام القضاء، والديون، والأخماس، والزكوات وما شابه، وهكذا المشكلات الصغيرة فبجمعها تكون كبيرة، وربما تصل إلى ما لا يقدر الإنسان ـ قدرة طبيعية ـ على إنجازها أو التخلص منها.

كان أخوان متديّنان، أحدهما يخمّس كل سنة ما عليه ولم يكن إلاّ مقادير قليلة، والآخر لا يخمّس وكان بناؤه أن يخمّس.. وهكذا دارت الأيام والسنوات حتى ثقل عليه الخمس، وذات يوم وبعد أن عزم وجزم جاءني يريد تخميس أمواله، وكان الخمس كثيراً حيث اجتمعت لديه شيئاً فشيئاً في أكثر من عشرين سنة مئات الملايين من التوامين! [31]، فوعد بتخميس أمواله ولكن الشيطان كان أقوى منه، حيث أنه لما عرف أن خمسه هذا المقدار، قال: سوف أعطيك أقساطاً، قلت: لا بأس..

ولكن اتفق أن تراءت له تجارة احتاجت إلى كل ذلك فصرفها فيها راجياً أن تربح فيأخذ لنفسه الربح ويعطي مقدار الخمس!.

ولكن التجارة خسرت ولم يحصل حتى على رأس ماله.

وبعد مدة قليلة ضربه مرض كبير وأصيب بسببه بالشلل.

فذهب ماله وصحته ولم يؤد مما عليه حتى توماناً واحداً!.

قال (عليه السلام): (ولا تؤخر عمل اليوم لغد فإنك لا تدري ما اسمك غداً)[32].

ولو بادر هذا الأخ كما كان يعمل أخوه في إعطائه خمس ماله كل سنة، لم يرزح تحت هذا الدين الإلهي الثقيل، ولعله أصيب بهذا المرض العضال من جرّاء تأخير حق الله سبحانه.

(10)
تيس أخفش

كان هناك شخص بليد إلى أبعد حدّ فأراد أن يدرس ويكتسب العلم، فذهب إلى المدرسة ليدرس الفقه، لكنه لكثرة بلادته لم يحفظ ما كان يلقى عليه من المسائل الفقهية البسيطة حتى يئس منه الأستاذ والطلاب الآخرون فقرّروا طرده، وفي الامتحان الأخير علّمه الأستاذ مسألة: (قال الشيخ: جلد الكلب يطهر بالدباغة) وأمره أن يحفظها إلى الغد.

فجاء غداً وقد ادّعى حفظ المسألة، فقال له الأستاذ ما هي؟ قال: (قال الكلب جلد الشيخ يطهر بالدباغة) فطرد من الدرس فذهب حزيناً إلى الصحراء ليتنفّس من لوعته الشديدة وحزنه العميق، فمرّ على بئر يستقي منها الرعاة، وإذا به يرى أن حبل الامتحاء قد أثر في صخرة على حافة البئر تأثيراً واضحاً، فأنشأ يقول:

أما ترى الحبل بتأثيره

في الصخرة الصماء قد أثرا

وقال في نفسه: إن ذهني ليس أصعب من هذه الصخرة، فصار ذلك سبباً في رجوعه إلى المدينة وتوجهه إلى طلب العلم مرة ثانية ومزاولته المجدة في الدرس والحفظ، وهكذا فعل حتى صار من العلماء البارزين.

ويحكى عن الأخفش أنه لبلادته لم يقبل أحد الطلاب أن يتباحث معه، حتى أنه اشترى معزاً وكان يباحثه، وإذا قال مطلباً يراه صحيحاً، والتيس ساكت، كان يجرّ لحيته حتى ينكس رأسه دليلاً على صحة مطلبه، ولذا اشتهر عند الطلاب (عنز أخفش) وأخيراً أصبح عالماً كبيراً.. اسمه مذكور في كثير من الكتب الأدبية.

وهكذا فإن التكرار زماناً، وجمع الذرات والقطرات عدداً، من أسباب الوصول إلى النتائج المطلوبة، فاللازم على الإنسان أن يهتم بالقطرات فيجمعها ولو طال الزمان، كما قال الشاعر:

لابد من صنعا وإن طال السفر

فطوله يأتي بأفضل الأثر

(11)
أبو الجعل

كان أحد العلماء يكنّى بـ(أبي الجعل) وهو قسم من الخنفساء وله اشتياق عجيب بالنور وعندما يطير يعطي صوتاً.

يقول العالم: كنت بليداً جداً، وذات ليلة كنت أطالع الكتاب عند فانوس كان موضوعاً على محل مرتفع، ولكني لم أفهم المسألة على رغم التعمق فيها حتى يئست، وفي هذه الأثناء جاء (جعل) يريد صعود ذلك المرتفع ليصل إلى الضياء، وكلما أراد الصعود انزلق فأخذ يكرر الصعود وأخذت اُحصي صعوده وانزلاقه وطال الأمر إلى قرب السحر، فكان عدد صعداته سبعمائة مرة! وينزلق في كل مرة، فتعبت ولم يتعب، فقمت لأتهيأ لصلاة الليل فذهبت أتوضأ ولما رجعت رأيت (الجعل) واصلاً إلى قرب الضياء جالساً عنده، فقوّى ذلك عزمي على الدراسة، وقلت في نفسي: وهل أنا أقل عزيمة من هذا الجعل؟ فأخذت أجدّ في طلب العلم حتى وصلت إلى ما أردت من درجات العلم..

ولذا لقب بـ (أبي الجعل).

نعم إن جمع قطرات العلم وذرات الأوقات يأتي بالنتائج المطلوبة:

لا تقولنّ مضت أيامه

إن من سار على الدرب وصل

اُطلب العلم بجدّ واجتهاد

فمن ارتاد على العلم حصل

ولا يختص ما ذكرناه بتحصيل العلم بل هو جار في كل هدف يجدّ الإنسان في مقدماته.

فإنا نرى حتى الزارع أو الفلاح يعطي الماء لبستانه طيلة تسعة أشهر، كل يوم مرة ـ مثلاً ـ حتى يحصل على الثمر، مع قطع النظر عن سائر الأسباب الكونية من الهواء وغيرها.

وهذه القاعدة كما تجري في التكوينيات نجدها في التشريع أيضاً، كما يشاهد في ما ورد من ترتب بعض الآثار على عمل أربعين يوماً أو سنة أو ما أشبه، فلا يقال إن كان العمل مؤثراً لم يحتج إلى أكثر من مرة وإلا لم يكن منتجاً، أما خصوصية أربعين يوماً أو عمل كذا عدداً فكنه الربط بينهما مخفي لنا، ولا يعلمه إلاّ علاّم الغيوب، فإن الارتباطات المعنوية كالارتباطات المادية لها تقديرات خاصة.

(12)
هيئة إطلاق السجناء

الهيئات من أفضل التشكيلات التي تتمكن من تقديم الحياة إلى الأمام في أبعاد كثيرة من أبعادها وهي من مصاديق الذرات والقطرات وكلما كثرت الهيئات المتنوعة تكون الحياة أكثر تقدماً.

إن حجراً كبيراً قد لا يتمكن زيد أو عمرو أو بكر من حمله، أما إذا صاروا جماعة تمكنوا منه، ولذا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يد الله مع الجماعة)[33].

وقد قرأت أن أحد البلاد الغربية مشتملة على (250) ألف من الهيئات، بمختلف الأسماء من هيئة أو جماعة أو لجنة أو منظمة أو جمعية أو ما أشبه.

وقرأت أن بلداً آخر يحتوي على مليون وألف منظمة وهيئة..

وقرأت أن أهالي البلاد الفلاني لا يعرفون ما معنى (المشكلة)!

فلا حاجات لهم لا تقبل الحل وذلك لكثرة الهيئات التي تعني بمختلف مشاكل الحياة.

لذا من الضروري الاهتمام بهذا الجانب الحيوي لأجل إنقاذ المسلمين وتقديمهم إلى الأمام[34].

كانت في إيران قبل أكثر من ثلاثين سنة هيئات كثيرة، وكانوا إذا جاؤوا إلى كربلاء المقدسة يلتقون بي عادة، وكنت أجد نشاطهم وأعمالهم وخدماتهم.

ومن جملتهم: كانت (هيئة إنقاذ السجناء) وكانوا جماعة من التجار يجمعون المال على طول السنة، ثم في أيام الأعياد كالفطر والأضحى والغدير وميلاد النبي (صلى الله عليه وآله) والمبعث وما أشبه يذهبون إلى سجن (أوين) أو غيره.. ويرون مدير السجن ويسألونه عن عدد السجناء الذين سجنوا لأجل المال ولعدم قدرتهم على أداء ديونهم، أو ما أشبه كفرض الحكومة عليهم شيئاً لا يقدرون على أدائه ولذا سجنوا، فكانوا بعد أن يعرفوا كم عددهم؟ ومن هم؟ وكم مطلوبية كل واحد منهم؟، يقدمون المبلغ من صندوقهم ذلك ويخرجون السجين من السجن، وكانوا يصطحبون مائة أو أكثر من السجناء ليذهبوا بهم إلى أهاليهم.

نعم جمع الأفراد فرداً فرداً، وجمع الأموال فلساً فلساً كان سبباً لإنجاز هذه الخدمة الإنسانية وإطلاق سراح هؤلاء المسجونين ورجوعهم إلى أهاليهم بكل فرح وسرور، وكان يحصل لهؤلاء العاملين السمعة الطيبة والأجر الجزيل والذكر الدائم، قال تعالى: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)[35].

وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب، نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لمراضيه ويجنّبنا معاصيه، والله المستعان.

قم المقدسة-رمضان المبارك 1419هـ
محمد الشيرازي

.............................................
[1] - سورة آل عمران: 191.
[2] - سورة البقرة: 164.
[3] - سورة الزلزلة: 7و8.
[4] - سورة يوسف: 87.
[5] - راجع الجعفريات: ص16، وفيه: (قال رسول الله: الوضوء بمد والغسل بصاع، وسيأتي أقوام بعدي يستقلون ذلك فأولئك على خلاف سنتي، والآخذ بسنتي معي في حظيرة القدس).
[6] - وهذا لا ينافي ما ورد من استحباب الإسباغ في الوضوء كما ذكره الفقهاء.
[7] - فاللازم غلق الأنبوب بعد أخذ الماء منه لأيّ من غسل الوجه أو اليدين.
[8] - راجع (المهدي في القرآن)، ص14 وفيه: (عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق (عليه السلام) قال: إن قدّام القائم علامات بلوى من الله للمؤمنين، قلت: وما هي؟ قال: هذه الآية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف) من تلفهم بالأسقام، (والجوع) بغلاء أسعارهم (ونقص من الأموال) بالقحط (والأنفس) بموت ذائع، (والثمرات) بعدم المطر (وبشر الصابرين) عند ذلك).
وكذا في (كمال الدين وتمام النعمة): ج2 ص588 ب57 ح3، في تفسير هذه الآية المذكورة: -إلى أن قال: - ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع.
[9] - وقد بيّن القرآن الكريم قاعدة (لكم) في موارد وسور متعددة؛ البقرة: 29 (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً). إبراهيم: 32 (الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار). النحل: 12 (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون).
[10] - راجع المحاسن: ص443، وفيه: (قال‚: ومن لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها).
[11] - راجع روضة الواعظين: ص311، وفيه: (قال الحسن بن علي…: في المائدة اثنتي عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض، وأربع منها سنّة، وأربع منها تأديب... وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاثة أصابع، ولعق الأصابع) الخبر.
وراجع سفينة البحار: ج2 ص506 مادة (لحس)، وفيه: (كان رسول الله ‚ يلحس الصحفة ويقول: آخر الصحفة أعظم الطعام بركة).
[12] - تذكرة الأخبار: ص131 باب الطعام وألوانه.
[13] - تذكرة الأخبار: ص131 باب الطعام وألوانه.
[14] - راجع مكارم الأخلاق: ص103 الفصل الثاني، وفيه: (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أدنى الإسراف: هراقة فضل الإناء، وابتذال ثوب العون، وإلقاء النوى).
[15] - الخصال: ص340 وفيه: (عن عائشة أن رسول الله‚ كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيض والمشيمة والسن والعلقة).
[16] - راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص422 المجلس: 66 ح1، وفيه: (قال ‚: لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فإنها مقعد الشيطان).
[17] - راجع كتاب (الآداب والسنن): من موسوعة الفقه: ج94 ـ 97.
[18] - وإليك هذه الأرقام التي تحكي عن عدم حسن استغلال الموارد الاقتصادية وسوء التصرف البشري لأنعم الله سبحانه التي سخرها لهم، علماً بأن هذه الإحصائيات قديمة وتعود لأكثر من عشر سنين، فكيف باليوم ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين الميلادي وقد تضاعفت الأرقام؟!:
* 175 مليار دولار ديون إفريقيا.
* 1.245 مليار دولار ديون العالم الثالث لعام 1988. (مجلة البنوك العدد 252 ـ 5/1988)
* 1.190 مليار دولار ديون الدول الفقيرة للدول الغربية وأمريكا. (الاتحاد الآسيوي العدد646 ـ 7/7/1988م).
* 1.072 تريليون دولار ديون الدول الفقيرة للمؤسسات اليابانية العامة والخاصة. (الاتحاد العدد5204 ـ 6/7/1988).
* 40 ألف طفل يموتون بالجوع في العالم يومياً.
* 360 طفلاً يموتون كل ساعة بسبب سوء التغذية.
* 500 مليون شخص يعانون من سوء التغذية وخطر المجاعة في العالم موزعون على الشكل التالي: 300 مليون شخص في آسيا.
* 100 مليون شخص في أميركا الجنوبية.
* 100 مليون شخص في إفريقيا.
(تقرير منظمة الأغذية والزراعة الدولية، والمعهد الدولي للأبحاث السياسة الغذائية في واشنطن، ومجلس الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الفقرات: 1 و5 و6 و7).
[19] - راجع بحار الأنوار: ج42 ص276 ب127 ح58.
[20] - المصدر السابق.
[21] - نهج البلاغة: الكتاب45 المقطع4.
[22] - سورة الزلزلة: 7و8.
[23] - وقد قال الرسول الأعظم ‚: (من استوى يوماه فهو مغبون) بحار الأنوار: ج74 ص166 ب7 ح2.
[24] - مدينة في جنوب إيران على ساحل الخليج.
[25] - الكافي: ج2 ص288 ح3.
[26] - أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين، صاحب (مفتاح العلوم) في علوم اللغة العربية ـ الذي لخص القسم الثالث منه خطيب دمشق وشرحه التفتازاني بالمطول والمختصرـ، توفي سنة (626هـ – 1229م)، وقد ذكر السيد مجد الدين محمد الحسيني ـ المعاصر للشيخ البهائي (953 – 1031هـ) ـ في كتابه (زينة المجالس) عنه حكاية في باب (حسن ثبات النية) مشهورة. راجع (الكنى والألقاب): ج2 ص316.
[27] - وأصله باللغة الفارسية:
قطره قطره جمع كَردد
وانكهى دريا شود
ذره ذره جـمع كردد
وانكهى صحرا شود
[28] - راجع كتاب (لماذا تأخر المسلمون؟) و(الصياغة الجديدة) و(من مأساة بلاد المسلمين) و.. للإمام المؤلف (دام ظله).
[29] - كان والده آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي القمي (1282 – 1366هـ) مرجعاً دينياً كبيراً ذا مواقف قيمة لا تنسى، كما وله أخوة فقهاء مجاهدون كالمرجع الديني المعاصر آية الله العظمى السيد حسن الطباطبائي القمي المقيم في مشهد المقدسة، وآية الله العظمى السيد محمد تقي الطباطبائي القمي المقيم في قم المقدسة بإيران.
[30] - كان للإمام علي الهادي (عليه السلام) أربعة أولاد ذكور وبنت واحدة: الحسن والحسين وجعفر ومحمد وعليّة، فالسيد محمد المكنّى بأبي جعفر معروف بجلالة القدر وعظم الشأن، وكفى في فضله قابليته وصلاحه للإمامة، وكونه أكبر ولد الإمام الهادي (عليه السلام)، فزعم بعض المسلمين أنه الإمام بعد أبيه لكنه توفي قبل أبيه، فقال الإمام الهادي (عليه السلام) بعد وفاة محمد لابنه الحسن العسكري(عليه السلام): (يا بني أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً). ومزار السيد محمد يقع في مدينة (بلد ـ الدجيل) على طريق بغداد إلى القرب من مدينة سامراء بـ(44) كيلومتراً تقريباً، وهو صاحب كرامات متواترة عند المسلمين وأعراب البادية في تلك البقاع، فهم يخشونه كثيراً ولا يحلفون له يميناً كاذبة، ويجلبون النذور إلى قبره بل يقسم الناس بحقه في سامراء لفصل الدعاوي والشكايات.
[31] - جمع (تومان): العملة الرسمية لإيران.
[32] - راجع غرر الحكم: ج2 ص334 ح212 وفيه عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: (لا تؤخر إنالة المحتاج إلى غد فإنك لا تدري ما يعرض لك وله في غد).
[33] - راجع الفصول المختارة: ص237، وفيه: (إن النبي قال: يد الله على الجماعة).
[34] - راجع كتاب (إنشاء الجمعيات) للإمام المؤلف(دام ظله).
[35] - سورة الشعراء: 84.

اضف تعليق