q

تكمن قوة أي مجتمع أو أمة في قوة المرأة الواعية والمتصدية لدورها، فهي المسؤولة عن صناعة الإنسان الحر والمجتمع الناهض والأمة القوية.

فالمرأة الواعية والقوية بمواقفها والمتمسكة بحقوقها وحقوق زوجها وأبنائها، والتي تطالب وتدافع عن ذلك الحق أمام أعلى سلطة حاكمة، والحريصة على تربية أبنائها على العلم والمعرفة ومقاومة الاستبداد والفساد وإظهار الغضب الرافض لتلك السلطات المستبدة - كأضعف الطرق لمواجهة الظلم -بلا استسلام ولا تتنازل–. (المرأة بتلك المواصفات) تصبح قوة مؤثرة تهز عروش الظالمين، وتشكل مصدرا خطيرا على السلطات المستبدة والمفسدة، ولهذا تعمل تلك السلطات على محاربتها أي المرأة الواعية والمتصدية.

محاربة الكفاءات الحرة المتصدية

معظم السلطات السابقة التي حكمت العالم العربي والإسلامي حاربت الكفاءات والعقول الحرة، كما قامت بمحاربة شخصية عظيمة قدمت أفضل أنموذج للمرأة في التاريخ، في شخصيتها ومسؤوليتها وبناء الأسرة الناجحة، والمطالبة بالحقوق ومواجهة الحاكم والتعبير عن الغضب، وهي منبع الرحمة والعطف والحب والحنان، انها السيدة#فاطمة_الزهراء –عليها السلام– ، تلك الشخصية التي مازالت لغاية اليوم تتعرض للتهميش والتغييب لدورها وتاريخها كي لا تتحول إلى قدوة أو نموذج يحتذى به للبناء الأسرة الفاضلة والإصلاح والثورة والتغيير والإعمار.

استهداف قلب المجتمع (المرأة الواعية)

يحاول أعداء الإنسانية والعدالة والحرية والكلمة الحرة والإعمار وبناء دولة القانون والمؤسسات، قتل الروح والإرادة والثقة بالنفس لدى الشعب وبالخصوص الكفاءات عبر العديد من الأساليب منها التهميش والترهيب والتخويف والقمع، والاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل لكل ناشط حر يطالب بالإصلاح والتغيير ومقاومة الاستبداد والفساد، وتدمير العقول عبر منع الحرية والتعددية والتنوع الثقافي والمشاركة في الأمور التي تهم الشعب السياسية والاقتصادية..، وفرض فكر أحادي مشوه وثقافة سطحية تركز على التسلية بعيدا عن الثقافة الأصيلة وتحمل المسؤولية، والأعظم من ذلك تدمير الأسرة باستهداف المرأة وإضعاف دورها، تارة باسم الدين والثقافة والعادات كشعارات فقط لتبقى مهمشة، وتارة باسم الثقافة الحديثة والتي تركز على الماديات والموضة على حساب الفكر الأصيل ومعرفة حقوقها والمطالبة بها وتربية الأبناء التربية السليمة على مواجهة الاستبداد والفساد.

العالم في ضياع بتغييب القدوة

الشعوب العربية والإسلامية تعيش حاليا مرحلة من الضياع والتشتت، وتعاني من خلل كبير وبالخصوص على صعيد الأسرة والمجتمع مما يؤثر على نشأة الفرد القادر على مواجهة التحديات، إذ ينتشر التمرد والقسوة والاعتداء والكراهية على حساب الرحمة والمحبة والعطف والألفة والتعايش وذلك نتيجة عوامل كثيرة منها غياب النموذج الإنساني والقدوة المؤثرة في تكوين الأسرة الناجحة التي هي من أهم مصادر الرحمة والمحبة والاحترام، وحتما لسياسة الأنظمة الحاكمة المستبدة والمفسدة الدور الأكبر في ذلك، فهي مازالت تعمل بجد واجتهاد للسيطرة على العقول بسياسة الترهيب والتخويف والترغيب، وتحطيم إرادة الأمة من خلال محاصرة المرأة وإشغالها بقضايا جانبية على حساب الوعي والمطالبة بحقوقها الكاملة وتحمل المسؤولية بجانب الرجل والقيام بدورها الطبيعي ببناء الإنسان الواعي الغاضب المتسلح بإرادة فولاذية لا تقهر، وتارة باعتقال المرأة لمطالبتها بحقوقها وغضبها، وذلك كي لا تصبح مصدرا لصناعة شعب واع وحر وغاضب للحق والعدالة والحرية والكرامة ومستعد للتضحية، ويملك إرادة قوية على مواجهة قمع ووحشية وفساد السلطة الحاكمة.

السيدة الزهراء قدوة بمواصفات سامية

السيدة #فاطمة_الزهراء -عليها السلام- هي النموذج الأفضل والأسمى حسب مواصفات الخالق -عزوجل– لمعالجة العديد من المشاكل التي تواجه عالمنا، ولبناء الإنسان السليم على القيم السامية: العدالة والحرية والمحبة والرحمة والاحترام والعطاء والتصدي والتضحية..، والسيدة #فاطمة_الزهراء الزهراء (ع) هي المرأة الوحيدة التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها كما قال والدها سيد الخلق الرسول الأعظم محمد (ص): « إن الله - عز وجل - ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ».

وقال (ص) بحقها: « فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني». وقال (ص) أيضا: « فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أذاني فقد آذى الله ». وقال (ص): « فاطمة أم أبيها » وفي ذلك تأكيد على مكانتها عند سيد الكائنات (ص) ، وعلى مقام أبنته وريحانته، وأنها مصدر الرحمة والمحبة والعطف والأنس، بالإضافة للعلم والمعرفة، وهي تحمل قيم ومبادئ الرسالة المحمدية الأصيلة.

علاج أزمات العصر الحديث

العالم المعاصر وبالخصوص العربي والإسلامي ضائع ومشتت يعاني من أزمات فكرية وأخلاقية، وشعوب المنطقة مهمشة ومحرومة من حقوقها تستغل في قضايا جانبية كالفتن والحروب العبثية باسم الدين والقومية، والدين والعروبة والإنسانية بريئة منها، في ظل انتشار العنف والاعتداء وسفك الدماء والوحشية والكراهية..، أن العالم بحاجة إلى التعرف على شخصية السيدة #فاطمة_الزهراء (ع) والاستفادة من علومها ومن دروسها وتعاملاتها وسيرتها فهي قدوة وأسوة حسنة، فهي منبع الرحمة والمحبة والعطف، والعلم والمعرفة والوعي، والإصلاح والتغيير وبناء الأسرة الفاضلة والمجتمع المتصدي، والإنسان الحر الواعي الشجاع الغاضب والمقاوم للمستبد والمفسد.

الحقوق تنتزع بالتضحيات

لن يتمكن أفراد المجتمع من الحصول على حقوقهم وتشييد دولة القانون والمؤسسات إلا بحصول المرأة المسؤولة عن صناعة الإنسان والمجتمع على حقوقها كاملة فهي الأم، ولن تتمكن المرأة من حصولها على حقوقها إلا بنضالها وتحركها وتقديم التضحيات والمطالبة بتلك الحقوق المسلوبة وتربية الأبناء على المطالبة بحقوقهم وعدم التنازل والاستسلام لكل معتدي مستبد مفسد، ومقاومته بالطرق السلمية ولو بإظهار الغضب، فالحقوق تنتزع ولا تعطى، وعندما تتصدى المرأة وتناضل وتضحي وتعبر عن أرائها ومواقفها وتقف أمام أكبر سلطة حاكمة بشموخ وثقة وغضب.. حينها ستنال حقوقها وحقوق أبنائها ومجتمعها، ويتم تشييد العدالة والحرية دولة الحقوق للجميع.

خسارة للإنسانية

لقد خسرت الإنسانية الكثير بتهميش وتغييب أعظم شخصية نسائية السيدة #فاطمة_الزهراء (ع)، وحان الوقت لتسليط الضوء والانفتاح على تلك الشخصية العظيمة لبناء الإنسان الواعي والمجتمع الناجح والأمة القوية.

تحية لكل امرأة واعية ومتصدية وصابرة وصامدة ومضحية تتخذ من السيدة #الزهراء (ع) أنموذجا وقدوة في حياتها وتربية أسرتها والمطالبة بحقوقها ومواجهة التحديات والفساد، وتعبر عن غضبها ضد الاستبداد، وتتحلى بالصبر والصمود، وتجتهد لتخريج الكفاءات المسلحة بالعلم والمعرفة، وتتميز بالنضال والتضحية في مقاومة الجهل والظلم، والإخلاص لإعمار الأرض.

اضف تعليق