q

الكثير منا يسعى في حياته لتحقيق هدف السعادة، لكن لا شيئ يدوم طويلاً، وقد تنطبق هذه المقولة على العطلات بشكل خاص، وخصوصاً عند السباحة في إحدى أجمل الشواطئ من حول العالم، أو التزلج على أشهر القمم الجبلية، أو السير لعدة ساعات لاستكشاف أسرار الغابات المطيرة.

وبينما أشارت بعض الأبحاث إلى أن مستوى السعادة بعد العودة من العطلة يعود إلى المستوى السابق قبل العطلة، فقد أثبتت دراسات أخرى أن السعادة القصوى تنبع من عيش تجارب خاصة، وليس بالضرورة من الإنفاق على أمور قد لا تحقق هذا الشعور الايجابي.

فيما يرى خبراء علم النفس الاجتماعي والباحثون في العلاقة بين المال والسعادة إن "الشخص عندما يشتري تجربة سفر، فإنه يشتري قصة خاصة في الوقت ذاته،" مضيفاً أن "العطلات تستمر بإعطاء الشعور الإيجابي، وخصوصاً أنها بمثابة نبع لا يجف للقصص المحكية"، فيما يقول باحثون إن أسباب نصيحة الأطباء الدائمة بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات تتعلق غالبا بالفوائد الصحية في الأمد الطويل لكن المواظبة على هذه الأطعمة ربما يحسن أيضا من الحالة المعنوية في الأجل القصير.

مؤخرا حلت النرويج محل الدنمرك كأسعد بلاد العالم في تقرير دعا الدول إلى تعزيز الأمان الاجتماعي والمساواة لزيادة رفاهية مواطنيها، ووفقا للتقرير العالمي للسعادة لعام 2017 الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة وهي مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة في 2012 فإن الدول الاسكندنافية هي الأسعد.

وبعد النرويج جاءت الدنمرك وأيسلندا وسويسرا وفنلندا وهولندا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا والسويد في المراكز العشرة الأولى في الترتيب، وجاء جنوب السودان وليبيريا وغينيا وتوجو ورواندا وتنزانيا وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى في المراكز الأخيرة.

وتراجعت الولايات المتحدة للمركز الرابع عشر. وقال ساكس إن السبب في ذلك هو الفساد وانعدام المساواة والثقة. وأضاف أن الإجراءات الاقتصادية التي تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذها ستجعل الأمور أسوأ.

ويستند الترتيب إلى ستة عوامل وهي نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر والحرية وسخاء الدولة مع مواطنيها والدعم الاجتماعي وغياب الفساد في الحكومات أو الأعمال، وعليه فان لسعادة أسلوب حياة، لا بد أن يتخذه الإنسان ويعززه وينميه، قيمة إنسانية تعطيه الدافع والإيجابية في حياته، ثم انعكاس هذه السعادة، سواء على أفراد أسرته أو المحيطين به أو المجتمع.

النرويجيون يحصون النعم في أسعد دولة بالعالم

لخصت طالبة الحقوق النرويجية كارين نربو مشاعر الكثيرين بعد أن حصل بلدها على لقب أسعد دولة في العالم، وقالت نربو (22 عاما) أثناء سيرها في شارع التسوق الرئيسي في أوسلو "لدينا الكثير مما يبعث على السعادة، فمجتمعنا منفتح جدا، ولدينا كل ما نحتاج إليه"، وانتزعت النرويج اللقب من الدنمرك الفائزة به في العام الماضي بعد أن تقدمت عليها بفارق بسيط في تقرير السعادة العالمي لعام 2017 الذي تعده الأمم المتحدة.

وأشادت إليزابيث إينس مدرسة البيانو بنظام الرعاية الاجتماعية السخي في النرويج باعتباره سببا للسعادة، وقال إينس (32 عاما) "لا نقلق من شيء، إذا حدث مكروه نشعر بالأمان لأن أحدا سيرعانا"، ونجت الدولة التي يقطنها نحو 5.2 مليون نسمة من الأزمة المالية العالمية عام 2008 بفضل أسعار النفط المرتفعة التي دعمت قطاع الإنتاج الرئيسي في البلاد، ورغم انخفاض أسعار النفط إلى النصف منذ منتصف عام 2014 أدارت أوسلو بحرص ثروتها النفطية وجمعت إيراداتها في صندوق سيادي للثروة هو الأكبر على مستوى العالم.

وتحصل الحكومة على نسبة صغيرة من قيمة الصندوق لميزانيتها كل عام مما ساعد في حمايتها من تخفيضات حادة في الموازنة اضطرت إليها دول أخرى، وبالطبع ليس الجميع سعداء. فقد نظمت مظاهرة للدفاع عن حقوق العمال يوم الاثنين. وكما قال رودي ستانفورد-سميث (37 عاما) وهو مهندس ميكانيكي من جنوب أفريقيا فإن النرويج مكان ليس من السهل الانتقال إليه، وقال "قد تكون صعبة كذلك على كأجنبي، كمهاجر، لكن فور أن تحصل على وظيفة وتدخل في النظام أعتقد أنها تصبح مكانا لطيفا"، وأضاف ستانفورد-سميث الأب لطفلين "لدي أطفال وهي مكان جميل للأطفال ... الرواتب جيدة أيا كان عملك"، وفي الدنمرك التي تراجعت للمركز الثاني على مقياس السعادة بدا الناس متفائلين.

فقالت الإذاعة الحكومية الدنمركية "(النرويج) تجاوزت الدنمرك: النفط يدفع النرويج إلى قمة تصنيف السعادة"، وقالت ماريا مادسن باسك وهي طالبة دنمركية "أعتقد أن النرويجيين أكثر سعادة لأن لديهم أموالا أكثر... لا يحزنني ذلك لأننا جميعا نعلم قدر سعادتنا".

النرويج أسعد بلاد العالم وسوريا واليمن من بين أتعسها

أشار التقرير أيضا إلى أن دول أفريقيا جنوب الصحراء وسوريا واليمن هي الأتعس حالا بين 155 دولة شملها التقرير السنوي الخامس الذي أعلن في الأمم المتحدة، وقال جيفري ساكس مدير الشبكة والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة "الدول السعيدة هي تلك التي يوجد بها توازن صحي بين الرخاء، وفقا لمقاييسه التقليدية، ورأس المال الاجتماعي مما يعني درجة عالية من الثقة في المجتمع وتراجع انعدام المساواة والثقة في الحكومة"، وأضاف أن التقرير يهدف إلى توفير أداة جديدة للحكومات والشركات والمجتمع المدني لمساعدة بلادهم في إيجاد طريقة أفضل للرفاهية.

وقال ساكس إنه يود أن تحذو كل دول العالم حذو دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي عينت وزيرا للسعادة، وتابع "أريد من الحكومات قياسها (السعادة) ومناقشتها وتحليلها وفهم أسباب التراجع".

اليونانيون الأتعس في أوروبا بسبب الأزمة المالية

أظهرت دراسة أن أزمة الدين في اليونان جعلت شعبها الأتعس ليس فقط بين دول غرب أوروبا وإنما أيضا مقارنة بشعوب بعض الدول الشيوعية السابقة، ويستطلع مسح يحمل عنوان "الحياة في مرحلة انتقالية" يعده البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي آراء الأسر في منطقة واسعة منذ عام 1991 بعد نهاية الحرب الباردة لكنه يدرج اليونان للمرة الأولى في العام الحالي، وقال أكثر من 92 بالمئة من اليونانيين إنهم تأثروا بأزمة الدين حيث عانت 76 بالمئة من الأسر من انخفاض الدخل بسبب تخفيضات الأجور أو المعاشات أو خسارة الوظائف أو تأجيل دفع الأجور أو تخفيض ساعات العمل.

وعبر واحد فقط من كل عشرة يونانيين عن رضاه بوضعه المالي وعبر 24 بالمئة فقط عن رضاهم بالحياة ككل مقابل 72 بالمئة في ألمانيا و42 بالمئة في إيطاليا وهما البلدان المستخدمان للمقارنة في غرب أوروبا. وكانت النسبة 48 بالمئة في الدول الشيوعية السابقة، وعانى اليونانيون بسبب إجراءات التقشف التي طالب بها الدائنون الدوليون حيث تم على سبيل المثال خفض المعاشات بمقدار الثلث منذ الأزمة التي بدأت عام 2009. وما زالت الحكومة التي يقودها اليساريون على خلاف مع المقرضين بشأن إصلاحات العمل وفجوة مالية متوقعة في عام 2018، وتوقع 16 بالمئة فقط ممن شملهم المسح في اليونان تحسن وضعهم المالي خلال الأربعة أعوام المقبلة مقابل 48 بالمئة في الدول الشيوعية السابقة و35 و23 بالمئة في كل من ألمانيا وإيطاليا على التوالي.

الدنمرك البلد الأسعد في العالم وبوروندي الأكثر تعاسة

أظهر تقرير نشر أن الدنمرك فاقت سويسرا في مستوى رضا شعبها الذي صُنف الأسعد في العالم.

وحث التقرير البلدان على معالجة انعدام المساواة في مجتمعاتها وقضايا البيئة بغض النظر عن حجم الثروات.

وأظهر التقرير الذي أعدته شبكة حلول التنمية المستدامة ومعهد الأرض في جامعة كولومبيا الأمريكية أن سوريا وأفغانستان وثمانية بلدان مجاورة للصحراء هي الأمكنة العشرة الأقل سعادة على وجه الأرض.

في حين احتلت الدنمرك وسويسرا وايسلندا والنرويج وفنلندا وكندا وهولندا ونيوزيلندا وأستراليا والسويد على التوالي المراتب العشرة الأولى للدول الأكثر سعادة.

وكانت الدنمرك قد احتلت المرتبة الثالثة في العام الماضي بعد سويسرا وايسلندا.

واحتلت المراكز العشرة الأخيرة انتهاءً بالدولة الأكثر تعاسة على الإطلاق كل من مدغشقر وتنزانيا وليبيريا وغينيا ورواندا وبنين وأفغانستان وتوجو وسوريا وبوروندي.

جاءت الولايات المتحدة في المرتبة 13 والمملكة المتحدة في المرتبة 23 وفرنسا في المرتبة 32 وإيطاليا في المرتبة الخمسين.

وقال جيفري ساكس رئيس الشبكة والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "هذه رسالة قوية للغاية إلى بلادي -الولايات المتحدة- وهي غنية وباتت أكثر غنى في الخمسين عاما الماضية لكنها لم تصبح أكثر سعادة."

وأظهرت الدراسة عام 2016 أن الدول الثلاثة ايرلندا وايسلندا واليابان كانت قادرة على الحفاظ على مستوى السعادة لديها على الرغم من الصدمات الخارجية التي تعرضت لها مثل الأزمة الاقتصادية بعد 2007 والزلزال عام 2011 بفضل الدعم والتضامن الاجتماعيين.

سلط ساكس الضوء على وجه التحديد على كوستاريكا التي جاءت في المرتبة 14 في البحث وهو دليل على المجتمع الصحي والسعيد فيها على الرغم من أنها ليست قوة اقتصادية.

فرنسا تتراجع في ترتيب أسعد بلدان العالم

حلت الدانمارك في المرتبة الأولى في ترتيب الدول الأكثر سعادة في العالم للعام 2016 في تقرير تعده سنويا الأمم المتحدة حول السعادة العالمية انطلاقا من تقييم سعادة السكان في محاولة لبناء مجتمعات سليمة وفعالة أكثر. وتراجعت فرنسا إلى المرتبة الثانية والثلاثين بينما حلت سوريا في المرتبة ما قبل الأخيرة.

الدانمارك هي أسعد بلد في العالم، هذا ما خلصت إليه دراسة دولية تعدها الأمم المتحدة حول السعادة، تليها مباشرة سويسرا فيما حلت سوريا في المرتبة ما قبل الأخيرة.

فرنسا في المرتبة الثانية والثلاثين

وحلت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة عشرة متقدمة مركزين مقارنة بالتصنيف الأخير فيما أتت ألمانيا سادسة عشرة وبريطانيا في المرتبة الثالثة والعشرين وفرنسا في المركز الثاني والثلاثين. وحلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة والثلاثين، وأتت إسبانيا في المرتبة السابعة والثلاثين وإيطاليا في المرتبة الخمسين.

وكانت الدانمارك تصدرت التصنيف العام 2013 وخسرت الصدارة العام 2015 لصالح سويسرا، وحلت بوروندي في المرتبة الأخيرة (157) وسوريا التي تعاني حربا في المرتبة ما قبل الأخيرة (156). وأتت توغو في المرتبة 155 وأفغانستان في المركز 154، وأوضح التقرير الذي قارن بين بيانات العام 2005 و2015 أن اليونان هي الدولة الي سجلت أكبر تراجع في العالم على صعيد السعادة بسبب الأزمة الاقتصادية وأزمة المهاجرين وقد حلت في المرتبة التاسعة والتسعين، وحلت الصين في المرتبة الثالثة والثمانين.

التعاسة قد تقودك إلى خيارات سيئة لكنها لن تقتلك

قالت دراسة بريطانية إنه على الرغم من أن ضعف الصحة نتيجة معروفة للتعاسة وأن الحالة المزاجية السيئة قد تدفع المرء إلى خيارات سيئة تتعلق بنمط الحياة فإن التعاسة وحدها لا تقضي على الإنسان.

وذكرت بيتي ليو التي قادت فريق الدراسة وهي من جامعة نيو ساوث ويلز في رسالة بالبريد الالكتروني "وجدنا بعد دراسة ضعف الصحة والخيارات الأخرى المتعلقة بنمط الحياة أن الشعور بالسعادة لا يطيل في أعمارنا كما أن الشعور بالقلق والضغط العصبي لا يزيد احتمالات الموت"، ولتفسير العلاقة بين التعاسة واحتمال الوفاة فحصت ليو وزملاؤها بيانات أكثر من 700 ألف امرأة في منتصف العمر تم جمعها في أكثر من عشر سنوات. في البداية عندما كانت النساء في سن 59 عاما تقريبا قال 17 في المئة منهن إنهن تعيسات وزاد ذلك الشعور لدى النساء اللاتي كن يعانين من مشاكل صحية.

وخلال العشر سنوات التالية توفي نحو 31 ألف و500 سيدة أو أربعة في المئة ممن شملتهن الدراسة، وبعد أن أخذ الباحثون في اعتبارهم مجموعة من العوامل التي قد تؤدي للوفاة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين وشرب الكحوليات والربو والاكتئاب والقلق وجدوا أن التعاسة وحدها لا ترتبط بزيادة الوفاة بسبب الأسباب السابقة أو على وجه التحديد نتيجة الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب.

وقال الباحثون في دورية لانسيت "التقارير السابقة عن انخفاض الوفاة المرتبط بالشعور بالسعادة ربما يرجع إلى زيادة وفيات الأشخاص الذين يشعرون بالتعاسة بسبب حالتهم الصحية السيئة"، وقال فيليب باريتو الباحث في مستشفى تولوز الجامعي بفرنسا والذي كتب مقالا رافق نشر الدراسة إنه حتى لو لم تؤثر السعادة على عمر الإنسان فانها قد ترتبط بجودة الحياة، وأضاف "بمعنى آخر لو لم تضف السعادة سنوات للعمر فانها قد تبث الحياة في سنوات العمر".

السعادة قد تسبب ايضا أمراض القلب

أظهرت دراسة حديثة أن الاحداث السعيدة قد تسبب ايضا اصابات بأمراض القلب في ما يعرف بمتلازمة "القلب المحطم" الناجمة تقليديا عن صدمة عاطفية قوية كالانفصال العاطفي او وفاة شخص قريب، وحلل الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة الجمعية الاوروبية لطب القلب بيانات متعلقة بـ485 مريضا من بلدان عدة تم تشخيص اصابة افراد منها بهذه المتلازمة المعروفة ايضا بمتلازمة تاكوتسوبو (تي تي اس) التي تسجل بعد صدمة عاطفية ولاحظوا أن البعض من هؤلاء اصيبوا بهذه الحالة بعد حدث سعيد.

وأطلقوا على هذه الحالة تسمية متلازمة "القلب السعيد". هذه الحالات الـ485 الناجمة عن حالات عاطفية اختيرت من بين 1750 حالة للمصابين بمتلازمة تاكوتسوبو، أما بالنسبة للمرضى الاخرين، فقد كان العامل المسبب للاصابة جسديا او مزيجا من العوامل الجسدية والعاطفية او غير معلوم، وقالت الطبيبة في مستشفى زيوريخ الجامعي في سويسرا جيلينا غادري وهي مشاركة في التوقيع على هذه الدراسة "اظهرنا أن العوامل المسببة لمتلازمة +تي تي اس+ يمكن ان تكون اكثر تنوعا مما كنا نظن (...) المرض قد يكون مسبوقا بعواطف ايجابية ايضا"، ولفتت الى ان "الاطباء يجب ان يدركوا" أن "المرضى الذين يصلون الى اقسام الطوارئ مع مؤشرات ازمة قلبية مثل الألم في الصدر والضيق في التنفس لكن بعد تفاعل عاطفي او حدث سعيد، قد يعانون ايضا متلازمة +تي تي اس+ بالقدر نفسه كأي مريض يظهر هذه الاعراض بعد حدث عاطفي سلبي".

متلازمة تاكوتسوبو التي رصدت للمرة الأولى في اليابان في تسعينات القرن الماضي، تصيب خصوصا النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث، وأشارت الدراسة الى ان هذه المتلازمة ظهرت لدى عشرين مريضا (4 %) بنتيجة حدث سعيد من بينها اعياد الميلاد وزفاف الابناء وفوز فريق رياضي مفضل وولادة حفيد.

أما اكثرية الحالات الـ465 (96 %) فقد سجلت بعد حدث حزين او مقلق كوفاة الزوجة او الابن او الاهل والتعرض لحادث او نزاعات شخصية او ايضا بعدما وجد شخص بدين نفسه عالقا في حوض الاستحمام، ولم تخلص الدراسة الى اي وفاة في المستشفى لدى اصحاب "القلوب السعيدة" في مقابل 1 % (5 وفيات من اصل 465 حالة) لدى اصحاب "القلوب المحطمة".

وجاء في التقرير أن "السعادة أصبح ينظر اليها بشكل متزايد باعتبارها المعيار الحقيقي للتقدم الاجتماعي وهدف السياسات العامة."

في بريطانيا .. المال قد يشتري السعادة بالفعل

أظهر بحث أجراه خبراء الإحصاء في بريطانيا يوم الجمعة أن البريطانيين يشعرون بسعادة عندما تكون لديهم أرصدة وافرة في البنوك أكبر مما لو كانت لديهم منازل كبيرة أو سيارات فارهة، ويلقي التقرير نظرة فاحصة على العلاقة بين الثروة والسعادة في البلد المتقدم الذي تتفاوت فيه المستويات الاجتماعية. وتشير الدراسة التي أجراها مكتب الإحصاءات الوطني إلى أن رضا البريطانيين عن حياتهم وإحساسهم بقيمتهم وسعادتهم تزداد مع ازدياد ثرواتهم، وطبقا للبحث فإن حجم الأصول مثل الحسابات المصرفية والأسهم ومدخرات الأطفال -التي تشكل مجتمعة صافي الثروة المالية للأسرة- هو الأكثر ارتباطا بالسعادة الشخصية. بحسب رويترز.

وعلى النقيض من ذلك لم تكن هناك صلة بين الشعور بالسعادة وما لدى الشخص من ممتلكات أو ثروة ناتجة عن التقاعدن وتزيد الممتلكات مثل السيارات والقطع الفنية من نسبة الرضا عن الحياة بين الفئة الأكثر ثراء في البلاد لكن غير ذلك لم يكن لها تأثير يذكر.

كيف تحافظ على شعورك بالسعادة بعد انتهاء عطلتك؟

في مقال نُشر مؤخراً في مجلة علم النفس الشخصي والاجتماعي، أكد كومار على هذه الفرضية من خلال توجيه سؤال للمشاركين في إحدى الدراسات حول الفرق بين التجربتين المادية والمعنوية. وبينت النتائج أن التجربة المعنوية تجعل الناس سعداء أكثر من التجربة المادية، وخصوصاً أنها تقدم قيمة تخاطبية أكبر بين الأشخاص.

وأوضحت الدكتور إليزابيث دون، الباحثة في جامعة كولومبيا البريطانية ومؤلفة كتاب "سعادة المال: علم الإنفاق السعيد" أن الأمر يستحق السعي إلى عيش تجارب فريدة من نوعها، بطريقة مختلفة مقارنة بالتجارب التي قد يعيشها مقربون إلينا، ما قد يقدم شعوراً أكبر بالسعادة.

وأشارت دون إلى أن هناك ضرورة لإعطاء الوقت أهمية كبرى في العطلات التي تعطي شعوراً بالسعادة، مؤكدة أن الأيام الأولى من العطلة إذا كانت ايجابية، فإنها تعطي شعوراً ايجابياً كبيراً ودائماً، بشكل مشابه لليوم الأخير من العطلة والذي يترك أثراً كبيراً في النفس لا يمكن نسيانه.

هل يحقق تناول الفاكهة والخضراوات الشعور بالسعادة؟

يقول باحثون إن أسباب نصيحة الأطباء الدائمة بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات تتعلق غالبا بالفوائد الصحية في الأمد الطويل لكن المواظبة على هذه الأطعمة ربما يحسن أيضا من الحالة المعنوية في الأجل القصير.

وقال الطبيب النفسي والاجتماعي والباحث في العلاقة بين المال والسعادة في جامعة شيكاغو لإدارة الأعمال أميت كومار، إن "الشخص عندما يشتري تجربة سفر، فإنه يشتري قصة خاصة في الوقت ذاته،" مضيفاً أن "العطلات تستمر بإعطاء الشعور الإيجابي، وخصوصاً أنها بمثابة نبع لا يجف للقصص المحكية".

واعتمد فريق الدراسة على مسوح محلية في أستراليا للربط بين الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات يوميا وزيادة الشعور بالسعادة على مدى عامين، وقال الباحثون في الدورية الأمريكية للصحة العامة إنه بتناول ثماني ثمرات من الفاكهة والخضراوات يوميا ارتفعت المعنويات لما يعادل الشعور بالسعادة بعد الحصول على عمل، وقال أندرو اوزوالد الذي يدرس الاقتصاد والعلوم السلوكية بجامعة ورك في كوفنتري ببريطانيا وشارك في إعداد الدراسة "وجدت التأثير الواضح للفاكهة والخضروات مفاجئا للغاية"، ومنذ بدء العمل بالدراسة أضاف نحو ثلاث ثمرات أخرى من هذه الأطعمة إلى غذائه يوميا، وقال لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني "أتناول ما يصل لنحو سبع ثمرات يوميا، وتكهن هو وزملاؤه بأن الناس ربما يتحمسون لتناول المزيد من الفاكهة والخضر إذا اعتقدوا أن هناك فائدة في الأجل القصير إضافة إلى الفوائد طويلة الأمد.

وللتعرف على العلاقة بين تناول الفاكهة والخضراوات وارتفاع الحالة المعنوية بشكل عام حلل الباحثون بيانات أكثر من 12000 بالغ شاركوا بالمسح في أستراليا، وسجل المشاركون عاداتهم الغذائية بين عامي 2007 و2013 وأجابوا عن أسئلة المسح بشأن حياتهم وصحتهم العقلية والمعنوية.

وخلال فترة عامين خلص فريق البحث إلى أن المشاركين الذين غيروا عاداتهم من عدم تناول أي فاكهة أو خضراوات تقريبا في اليوم إلى تناول ثماني ثمرات يوميا قالوا إنهم أكثر سعادة وأكثر شعورا بالرضا مقارنة مع الذين لم يضيفوا أي ثمار لوجباتهم.

وسجل الذين زادوا من تناول الفاكهة والخضراوات من صفر إلى ثماني ثمرات يوميا نسبة مرتفعة على مقياس معقد "للرضا عن الحياة" تعادل الشعور بالسعادة عند العثور على وظيفة جديدة، وفي المقابل سجل الذين لم يتناولوا المزيد من الفاكهة والخضراوات انخفاضا في مقياس السعادة خلال الفترة ذاتها يعادل تقريبا شعور المرء عند فقدان وظيفة.

اضف تعليق