q
سياسة - عنف وارهاب

التعايش السلمي عند رسول الله محمد (ص)

والاقتداء به في الوقت الحاضر

م. د. ميثاق موسى عيسى/جامعة ذي قار-كلية الاثار

 

لقد عرف الإسلام التعايش السلمي والاعتدال مع الآخر منذ انطلاقته الأولى في مكة المكرمة عندما كان المسلمون أقلية، وعرفه في المدينة المنورة عندما أصبحوا أكثرية، ولهم كيان مستقل.

وبعبارة أخرى فإن تجربة الإسلام في التعايش السلمي تمتد منذ أن جاء الإسلام إلى يومنا هذا، ولهذا فهي طويلة ومتنوعة، وهذه التجربة تتعدد وتتنوع بحسب طبيعة الآخر، وبحسب طبيعة البيئة التي ترعرعت فيها مثل أن تكون بيئة أقلية إسلامية أو أغلبية إسلامية أو بيئة من أهل الكتاب أو من غيرهم أو بيئة دينية أو غير دينية.

فقد بين البحث الوضع السياسي والأمني المتعلق بتشكيل الدولة الإسلامية على يد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) مدخل واضح في تحديد حجم العلاقات بين المسلمين وغيرهم سواء اليهود الـــــــذين يشكلون الخطر الأهم كونهم يعيشون بين ظهراني المسلمين، وطالما تربصوا بالإسلام وبالرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الدوائر أو مشركي قريش العدو الأول للإسلام.

ومن هنا كان التفكير الجدي للتعايش السلمي اذ صرح الخطاب القرآني بعالمية الإسلام، وأن الرحــــمة المتمثلة بشخص الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) المهداة الى العالم أجمع، وليس للعرب فحسب، قــــــال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (سورة الانبياء، الآية 107).

لذا فقد جاءت طائفة من الآيات التي تُعّبر عن البعد الإنساني لتلك الشريعة السمحاء، والتي تدفع اعلاء مبدأ التعايش السلمي كأسلوب يخطه الإسلام ويعتمده في التعامل مع الذين لا يعتنقون أو يعتقدون بالإسلام.

قال سبحانه وتعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) (سورة التوبة، الآية 6)، وفي نص اخر قال جل جلاله: (وقولوا للناس حسنا) (سورة البقرة، الآية 83)، وغيرها من الآيات التي تكشف عن طبيعة العلاقة مع غير المسلمين.

ان النموذج الامثل للتعايش السلمي والاعتدال للرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) وجب الاقتداء به في وقتنا الحاضر لأنه النموذج المتكامل، والتركيز على المبادئ التي خطها في الامور الدينية والسياسية على حد سواء.

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق