q

تعد الجامعات هي اساس تطور المجتمعات ورقيها وان اي ظاهرة تحاول المجتمعات ان تحاربها او تمحيها تبدأها من الجامعات وذلك لان الجامعة هي اهم مؤسسات الدول وتعتبر صرح كبير يحتوي على اكبر واهم شريحة في المجتمع هم الشباب الذين يعتبرون بؤرة تطور المجتمعات.

ففي الولايات المتحدة الامريكية حيث يعاني المجتمع الامريكي منذ سنوات عدة من حرب التمييز الطبقي بين السود والبيض التي راح ضحيتها الكثير من الابرياء وعندما حاولت الحكومة الامريكية الحد من هذا الصراع بدأت في الجامعات بحسب مصادر من البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعيد قرار وضع البرنامج الحكومي الاتحادي لدعم الكليات والجامعات التي كان السود تاريخيا يدرسون فيها تحت الإشراف المباشر للبيت الأبيض. من جهتها اعادت المحكمة الامريكية العليا شرعية التمييز الايجابي في الجامعات وهي آلية تزيد من فرص الطلاب الذين ينتمون الى اقليات إتنية بدخول مؤسسات التعليم العالي.

قضية العبيد والاستعباد قضية قديمة منذ قرون ففي جامعة جورجتاون العريقة في واشنطن التي بنيت على ايدي العبيد وشيدت نتيجة تقاضي مبالغ بيع نحو 300 عبد في القرن التاسع عشر عليه قررت الجامعة بقيامها بعدة اجراءات من خلال توفير تسهيلات لدخول المتحدرين منهم اليها.

اما جامعة بيل قررت تغير اسم كلية كالهون بعد أن قال محتجون إنه يجب على جامعات إيفي ليج (رابطة اللبلاب) التي تجمع ثماني من أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة أن تتخلى عن الشرف الذي منحته لأحد خريجيها والذي كان مؤيدا بارزا للرق في الولايات المتحدة الامريكية.

في المقابل قامت إدارة جامعة سراييفو بتعليق المحاضرات خلال صلاة الجمعة في قرار اثار انتقادات حادة اتجاه هذه الجامعة الحكومية التي تضم بين طلابها الصرب والكرواتيين وهي الاكبر في البوسنة التي يبلغ عدد المسلمين فيها نحو النصف من اصل 3,5 مليون نسمة، وفقا لارقام تعداد سكاني.

لم تعد معظم الجامعات في منأى عن احدى اكثر الظواهر المسيئة للمجتمع الا وهي ظاهرة العنف التي بدأت تستشري بشكل كبير في الحرم الجامعي بمختلف اطيافه والوانه فقد سمحت ولاية تكساس لبعض الطلاب من احضار اسلحتهم في الفصول الدراسية القرار الذي اثار ريبة الهيئة التدريسية فقد وجهت ثلاث أستاذات بجامعة تكساس طلب لقاض أمريكي للسماح لهن بمنع الطلاب من إحضار أسلحتهم خوفا من ان يؤدي ذلك الى حالات عنف.

من جانب اخر وعلى نفس الصعيد أصبحت جامعة أوكسفورد أول جامعة بريطانية تتصدر قائمة مجلة تايمز هاير إديوكيشن لأفضل الجامعات في العالم لتزيح معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى المركز الثاني.

جامعة أوكسفورد: أفضل جامعة في العالم

ذكرت المجلة البريطانية الأسبوعية أن أوكسفورد اعتلت القائمة بسبب ما أحرزته من تقدم في أربعة مؤشرات رئيسية يقوم عليها التصنيف وهي التدريس والبحث والاستعانة بأبحاثها والنظرة الدولية لها.وقال فيليب باتي محرر قوائم التصنيف في المجلة إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يهدد أقدم جامعة في الدول التي تتحدث الإنجليزية ويحرم الأكاديميين من المشروعات البحثية.

وقال باتي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "بينما يتحدث بعض كبار الأكاديميين عن استبعادهم من مشروعات بحثية مع زملائهم في الاتحاد الأوروبي اعترف آخرون بأنهم قد يسعون للحصول على وظائف في جامعات خارج البلاد." بحسب رويترز.

وجاءت جامعة ستانفورد في المركز الثالث ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في المركز الخامس وجامعة هارفارد في المركز السادس واحتلت برينستون المرتبة السابعة فيما شغلت جامعات كاليفورنيا وبيركيلي وشيكاجو معا المركز العاشر. واحتلت كمبردج المركز الرابع وجاءت لندن إمبريال كوليدج في المركز الثامن وضمت القائمة أيضا المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ في المركز التاسع.

جامعات السود: تحظى بالاولوية مرة اخرى

قال مسؤول بارز بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع على إجراء من شأنه زيادة الدعم الحكومي لكليات وجامعات كان السود تاريخيا يدرسون فيها. كان ترامب الجمهوري قد تعهد بتحسين الظروف المعيشية للأمريكيين السود الذين صوت أغلبهم لصالح منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 2016ومن شأن نقل البرنامج الاتحادي من وزارة التعليم أن يجعل هذه المؤسسات تحظى بالأولوية مرة أخرى بتمهيد الطريق لإقامتها شراكات مع الهيئات الحكومية. بحسب رويترز.

وقال المسؤول إن القرار سيمكن هذه الجامعات "من العمل كشريك استراتيجي لجدول الأعمال الرئاسي لمناطق الحضر المتعلق بتوفير فرص العمل وإعادة الأمان للمدن الداخلية (التي تعاني مشكلات اجتماعية واقتصادية)." وأكد مايك بنس نائب الرئيس في جلسة استماع بالبيت الأبيض مع ممثلين عن 64 "تستحقون أكثر بكثير مما تحصلون عليه واعتبارا من اليوم تلتزم هذه الإدارة بضمان أن تحصل الكليات والجامعات التي كان السود تاريخيا يدرسون فيها على الدعم والاهتمام الذي تستحقه."

الجامعات الامريكية: التمييز الايجابي

اعادت المحكمة الاميركية العليا تأكيد شرعية التمييز الايجابي في الجامعات وهي آلية تزيد من فرص الطلاب الذين ينتمون الى اقليات إتنية بدخول مؤسسات التعليم العالي. واعتبرت "ان ايه ايه سي بي" اكبر المنظمات المدافعة عن حقوق السود في الولايات المتحدة ان القرار يشكل "انتصارا كبيرا للحقوق المدنية والمساواة في بلدنا".

واتى القرار الذي كان مرتقبا جدا من المحكمة العليا بتأييد غالبية اربعة اصوات ومعارضة ثلاثة. ورأى القاضي انطوني كينيدي لدى قراءة قرار المحكمة العليا ان من ميزات الجامعة الاساسية "التنوع في صفوف الطلاب الذي هو حيوي في تحديد هويتها ورسالتها التربوية".

وغالبا ما يكون عدد السود والاشخاص من اصول اميركية لاتينية قليلا في التعليم العالي في الولايات المتحدة بسبب انتمائهم الى اوساط فقيرة. ويشتكي من يصل منهم الى الجامعات بانهم معزولون لا بل ضحية تصرفات عنصرية. يشكل التمييز الايجابي في هذا الاطار السبيل الوحيد لضمان التنوع في الاوساط التربوية وبشكل عام في كل قطاعات المجتمع على ما يفيد المروجون له. بحسب فرانس برس.

وقالت وزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش وهي سوداء "ارحب بقرار المحكمة العليا الذي يؤكد مصلحتنا العليا في ضمان التنوع في نظامنا للتعليم العالي". وقال الاستاذ الجامعي روبن لنهارت من كلية فوردهام للحقوق ان القرار يتجاوز اطار تكساس "باشارته بوضوح الى ان كل الجامعات قادرة على توفير مزايا تربوية متنوعة جدا لطلابها".

جامعة جورجتاون: تستقبل طلاب متحدرين من عبيد

اعلنت جامعة جورجتاون العريقة في واشنطن سسلة من الاجراءات لتعويض قيامها ببيع نحو 300 عبد في القرن التاسع عشر من خلال توفير تسهيلات لدخول المتحدرين منهم اليها. ووعد رئيس الجامعة جون دي جويا باعتذار رسمي سيأتي على شكل "مصالحة جماعية سنطلب خلالها المغفرة لمساهمتنا في العبودية".

وستعيد جورجتاون تسمية ابنية في حرمها لتكريم العبيد مؤسسة معهدا جديدا لدراسة العبودية مع اقامة نصب تذكاري للعبيد الذين ساهموا من خلال عملهم بنجاح الجامعة. وتعد جورجوتاون وهي جامعة اسسها اليسوعيون في العام 1789، من اقدم الجامعات في الولايات المتحدة.

وقد ساهم بيع نحو 272 عبدا كانوا يعملون في مزارع يسوعية في ميريلاند المجاورة في العام 1838، في تمويل عمل الجامعة. وبلغت قيمة الصفقة حوالى 3,3 ملايين دولار بسعر الصرف الحالي وقد ارسل العبيد الى لويزيانا. واتت هذه الاجراءات نتيجة لما خلصت اليه مجموعة عمل شكلتها الجامعة قبل سنة ضمت طلابا وخريجين واستاذة. وتبين ان الكثير من العبيد هؤلاء اعيد بيعهم. بحسب فرانس برس.

واوصت المجموعة باعطاء المتحدرين من هؤلاء العبيد "تسهيلات في عملية القبول" الا ان الجامعة لم تؤكد انهم سيحصلون على مساعدة مادية. وقدرت المجموعة ان 10 % من الاشخاص المتواجدين في حرم الجامعة في مطلع القرن التاسع عشر كانوا من العبيد. ورجحت ان يكون العبيد شيدوا اولى الابنية في الحرم الجامعي.

جامعة تكساس: احتمال وقوع اعمال عنف

قالت ثلاث أستاذات بجامعة تكساس إن الحرية الأكاديمية يمكن أن تتضرر في ظل ما يطلق عليه قانون حمل السلاح في الجامعات الذي يؤيده الزعماء السياسيون الجمهوريون في الولاية ويسمح للطلاب من سن 21 عاما وأكثر والذين لديهم رخص سلاح بحمل مسدسات داخل الفصول الدراسية ومباني الجامعة.

وجاء في دعوى قضائية أقامتها الأستاذات جنيفر لين جلاس وليزا مور وميا كارتر أن "الوجود القسري للمسدسات سيحجم حتما المناقشات داخل الفصول والاستكشاف الفكري بسبب الترهيب العشوائي الذي يفرضه الوجود القريب لسلاح مخبأ." وأرسل المحامي العام في تكساس كين باكستون وهو جمهوري مؤيد للقانون أوراقا يطلب فيها وقف دعوى الأستاذات ووصفها بأنها "دعوى قضائية غير موضوعية".

ويقول محامو الأستاذات إنهم يتوقعون صدور قرار قبل يوم 24 أغسطس آب. وتقول الأستاذات في أوراق الدعوى إنهن يناقشن قضايا شائكة وخلافية ومثيرة للمشاعر مثل الحقوق الإنجابية وإنه سيتعين عليهن تغيير أساليب عرض موادهن في الفصول بسبب احتمال وقوع أعمال عنف بالسلاح. بحسب رويترز.

وسعى أساتذة جامعة تكساس دون جدوى لحشد الدعم لوقف قانون حمل السلاح الذي بدأ العمل به في الأول من أغسطس آب قائلين إن وجود الشباب في مكان به أسلحة نارية مع أسلوب حياة الجامعة يشكل توليفة خطيرة تبعث على القلق. لكن المشرعين الجمهوريين يرون أن قانون حمل السلاح قد يمنع عمليات قتل جماعي مثل التي وقعت في الأول من أغسطس آب عام 1966 عندما قتل الطالب تشارلز ويتمان 16 شخصا بإطلاقه النار من مكان مرتفع بجامعة تكساس في أوستن.

جامعة سراييفو: تعلق محاضراتها اثناء صلاة الجمعة

اصدرت إدارة جامعة سراييفو "توصية" لعمداء الكليات، تطلب من الطلاب "عدم القيام بانشطة اكاديمية" لمدة ساعة ونصف كل يوم جمعة خلال صلاة الظهر. وقالت انها اتخذت هذا القرار بهدف احترام "حقوق الانسان والحريات الدينية". كما طلبت ادارة الجامعة ايضا من العمداء عدم تنظيم انشطة في عطلة نهاية الاسبوع، خلال القداديس في الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية.

وشجبت ثلاثة احزاب يسارية وليبرالية، وضمنها الحزب الاشتراكي الديمقراطي هذه التوصية. والاسلام في البوسنة يعتبر تقليديا اقل تشددا. لكن منذ التسعينات ابان الحرب، ظهرت بوادر تطرف تمارسه اقلية. ويبلغ عدد المسلمين في البوسنة نحو النصف من اصل 3,5 مليون نسمة، وفقا لارقام تعداد سكاني اجري عام 2013 ونشر عام 2016. بحسب فرانس برس.

من جهتهم، عبر قادة جمهورية صرب البوسنة عن القلق ازاء هذا التطور وحملوا السياسيين البوسنيين المسلمين مسؤولية هذا القرار. وقال ميلوراد دوديك، رئيس الكيان الصربي وفقا للموقع الالكتروني للتلفزيون، ان "هذا لا يشكل مفاجأة بالنسبة لي". واضاف ان السلطات "قررت حظر الكحول خلال حفل ليلة رأس السنة في سراييفو. يبدو ذلك شبيها اكثر فاكثر بدولة اسلامية". ولم يعلق المسؤولون من مسلمي البوسنة على توصية جامعة سراييفو.

جامعة ييل: تغير اسم كلية ارتبط بشخص مؤيد للرق

قالت جامعة ييل إنها ستغير اسم كلية كالهون بعد أن قال محتجون إنه يجب على جامعات إيفي ليج (رابطة اللبلاب) التي تجمع ثماني من أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة أن تتخلى عن الشرف الذي منحته لأحد خريجيها والذي كان مؤيدا بارزا للرق في الولايات المتحدة. وسميت الكلية باسم جون سي كالهون وهو من ساوث كارولاينا وعمل نائبا للرئيس الأمريكي جون كوينسي أدامز والرئيس الأمريكي أندرو جاكسون.

وكان قد تخرج من جامعة ييل في عام 1804. وقالت الجامعة إنها ستعيد تسمية كلية كالهون باسم جريس موراي هوبر وهو من خريجي الجامعة وحصل على الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء الرياضية في 1934. ووصفت هوبر الذي توفي في 1992 بأنه من العلماء الرواد في الكمبيوتر وعالم رياضيات باهر عمل أميرالا في البحرية الأمريكية. بحسب رويترز.

وقال بيتر سالوفي رئيس جامعة ييل في بيان عن اسم الكلية القائم منذ 86 عاما "قرار تغيير اسم الكلية ليس قرارا نتخذه باستخفاف." وأضاف "تاريخ كالهون كعنصري أبيض وزعيم قومي دافع بشدة عن الرق كأمر إيجابي جيد يتعارض بشكل أساس مع مهمة (جامعة) ييل وقيمها." ورابطة اللبلاب في نيو هفين بولاية كونيتيكت من بين عدة جامعات واجهت نداءات في الآونة الأخيرة لتنأى بنفسها عن رموز ارتبطت بالعنصرية.

اضف تعليق