q

يعاني كل مرضى الاكتئاب تقريبا مشكلات في الانتباه والتركيز والذاكرة. وهذه الاضطرابات تستمر عادة حتى بعد أن يبدأوا في التعافي من الاكتئاب بما قد يجعل من الصعب على المرضى العودة للعمل أو للحياة الطبيعية بالكامل بما يزيد من احتمالات انتكاسهم، وتوجد ثلاث فئات عمرية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب هي: الشباب والنساء الحوامل أو بعد الولادة وكبار السن، ولا يهاجم الاكتئاب النساء وحدهن عند استقبال مولود جديد فقد أظهرت دراسة جديدة في نيوزيلندا أن بعض الرجال يزورهم الاكتئاب أيضا أثناء وبعد فترة حمل شريكات الحياة.

ويشير الباحثون إلى أن الاكتئاب منتشر بواقع المثلين بين النساء مقارنة بالرجال لكن هذا الفارق لا يظهر سوى بعد سن البلوغ. ويعتقد أن هرموني الاستروجين والبروجسترون الأنثويين من عوامل زيادة هذا الخطر بمجرد بدء سنوات البلوغ.

ويقول الخبراء ان الاكتئاب هو أكبر سبب منفرد لقضاء سنوات من العجز عن العمل. وبالتالي فهو أكبر سبب للعجز عن العمل في عالمنا اليوم"، فيما يشمل علاج الاكتئاب عادة إما الأدوية أو شكلا ما من أشكال العلاج النفسي أو كليهما. لكن أكثر من نصف الأشخاص الذين يخضعون للعلاج لا يتحسنون بمضادات الاكتئاب الأولية ويقاوم نحو ثلث المرضى أدوية ذات صلة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب هو بالفعل أكثر أنواع المرض العقلي شيوعا إذ يؤثر على أكثر من 350 مليون شخص في أنحاء العالم ويتصدر الأسباب المؤدية للعجز في أنحاء العالم.

أكثر من 4% من سكان العالم يعانون الاكتئاب

قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من أربعة بالمئة من سكان العالم يعانون الاكتئاب وإن النساء والشباب وكبار السن هم الفئات الأكثر عرضة لتأثيراته المسببة للعجز عن العمل، وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير أن التقديرات تقول إن 322 مليون شخص عانوا من اضطرابات مرتبطة بالاكتئاب في 2015 بزيادة 18.4 بالمئة في عشر سنوات مع ارتفاع متوسط الأعمار.

وذكر التقرير أن الخسائر الاقتصادية على مستوى العالم تتجاوز تريليون دولار سنويا في إشارة إلى الإنتاجية المفقودة بسبب الخمول أو غياب الحيوية الذي يؤدي إلى عدم القدرة على أداء الوظائف في العمل أو التكيف مع الحياة اليومية، ويعيش نحو 80 بالمئة من أولئك الذين أصيبوا بأمراض عقلية في دول منخفضة أو متوسطة الدخل.

وقال تشيشولم "ذلك يضع حدا لفكرة كون تلك الاضطرابات أمراضا للأثرياء أو ميسوري الحال.. الوضع ليس كذلك. في الواقع .. في كثير من البلدان فإن من يعانون الفقر والبطالة والحروب الأهلية والصراعات يكونون فعليا أكثر عرضة لمخاطر اضطرابات القلق وأيضا الاكتئاب"، وقال تشيشولم "الضغوط على شباب اليوم ربما لم يسبق لها مثيل في جيل آخر"، وتابع قوله "مجموعة مستهدفة أخرى هي النساء الحوامل أو اللاتي وضعن حملهن حديثا. الاكتئاب قرب تلك الفترة شائع بدرجة كبيرة للغاية.. حوالي 15 بالمئة من النساء سيعانين ليس فقط ‘انخفاض الروح المعنوية‘ وإنما حالة يمكن تشخصيها على أنها اكتئاب".

والمتقاعدون معرضون للخطر أيضا. وقال تشيشولم "عندما نتوقف عن العمل أو نفقد شريك الحياة فإننا نصبح أكثر وهنا.. ونصبح أكثر عرضة للأمراض الجسدية كما تكون اضطرابات مثل الاكتئاب أكثر شيوعا"، وذكر أن التقديرات تشير إلى انتحار 800 ألف شخص سنويا وهو "رقم مروع للغاية... إنه أكثر شيوعا بين الذكور في البلدان الأعلى دخلا لكنه أكثر شيوعا بين الإناث في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط". بحسب رويترز.

وتدير منظمة الصحة العالمية حملة للتغلب على الوصمة والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بتلك الاضطرابات تحت عنوان "دعونا نتحدث عن الاكتئاب"، وقال تشيشولم "نشعر أنه إذا كنا نريد إخراج الصحة العقلية والاكتئاب وغيرهما من الاضطرابات العقلية من الظلال فينبغي كخطوة أولى لنا أن نكون قادرين على الحديث بشأنها".

علاج السلوك الإدراكي ذاتيا ربما يساعد في مواجهة الاكتئاب

أفادت مراجعة حديثة لبحوث قائمة عن علاج السلوك الإدراكي بأن البرامج المتاحة عبر الإنترنت ربما تستطيع مساعدة المرضى في تقليل أعراض الاكتئاب دون اللجوء للمعالجين النفسيين، وصممت برامج العلاج السلوكي الإدراكي الأوتوماتيكية التي تهدف لتغيير الأفكار والمواقف والمعتقدات غير البناءة لدى المريض لتتيح له الحصول على العلاج بتكلفة أقل ودون الشعور بوصمة اجتماعية بسبب مرضه، لكن تجارب حديثة واسعة النطاق كان لها نتائج متضاربة بشأن فاعلية تلك البرامج المعتمدة على الإنترنت.

وحاول الباحثون خلال المراجعة حل هذه الإشكالية عن طريق دراسة بيانات وفرتها 13 دراسة قارنت علاج السلوك الإدراكي عبر الإنترنت بأساليب علاج بديلة وشملت 3832 مريضان وبالمقارنة مع 1603 مرضى بالاكتئاب شاركوا في المجموعات البحثية -تلقوا العلاج بمشورة طبيب- زادت فرص تحسن المرضى الذين استخدموا البرامج الإلكترونية بصورة ملحوظة، وحينما كان العلاج الإلكتروني فعالا فإنه كان قادرا على التعامل مع المريض مهما كان مستوى اكتئابه.

وقالت إيريني كاريوتاكي التي قادت فريق المراجعة والتي تعمل في معهد (إي.إم.جي.أو) لبحوث الصحة والرعاية في أمستردام لخدمة رويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني "إن المرضى الذين عانوا اكتئابا حادا في بداية العلاج أبدوا استجابة مماثلة لاستجابة من عانوا اكتئابا خفيفا أو متوسطا"، وأوضحت أن هذا قد يكون مفيدا وخصوصا "في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة حيث لا تتوفر البنية التحتية المتعلقة بالصحة العقلية. وحينما ينتشر العلاج السلوكي الإدراكي عبر الإنترنت على نطاق عالمي فسوف يكون التأثير الإجمالي أعظم بسبب توفره لعدد أكبر من الناس"، واعتمدت خمس من الدراسات التي جرى تقييمها في إطار المراجعة على برنامج للعلاج السلوكي الإدراكي متاح على موقع (deprexis.com). بحسب رويترز.

وتضمنت العينة البحثية مرضى من دول أستراليا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وسويسرا وبريطانيا. وتضمنت كل البرامج التي استخدمت عددا يتراوح بين خمس و11 جلسة علاج. وقالت كاريوتاكي "إن كل جلسة عبر الإنترنت تستغرق نحو ساعة من الزمن وفي معظم الأحيان ينصح المريض بإجراء جلسة واحدة أسبوعيا".

دراسة واسعة النطاق تسلط الضوء على الاسباب الجينية للاكتئاب

أكدت دراسة حديثة الاثر الجيني على خطر الاصابة باكتئاب لدى الاشخاص المتحدرين من اصول اوروبية، في خطوة اضافية لفهم افضل للمسببات الحيوية لهذا المرض والمساعدة على تطوير علاجات جديدة.

ومع ان العلماء يعلمون منذ زمن طويل أن اسباب الاكتئاب لا تقتصر على الجوانب النفسية ويمكن ان تطال عائلات بأكملها، الا ان اكثرية الدراسات السابقة لم تنجح في تحديد التعديلات الوراثية التي تؤثر في خطر الاكتئاب خصوصا لدى الاشخاص المتحدرين من اصول اوروبية.

هذه الدراسة الجديدة التي اجراها باحثون اميركيون ونشرت نتائجها مجلة "نيتشر جينيتيكس" المتخصصة، حددت 17 تحولا وراثيا قد تكون مصدر خطر للاصابة بالاكتئاب وتتوزع على 15 منطقة في المجين.

كذلك توصف هذه الدراسة "الصلات الجينية البارزة الاولى المؤشرة الى خطر الاصابة بالاضطراب الاكتئابي لدى الاشخاص من اصول اوروبية"، وشملت هذه الدراسة الواسعة اكثر من 121 الف شخص قالوا انهم شخصت لديهم الاصابة بالاكتئاب او عولجوا من هذا المرض. كذلك شملت 338 الف شخص قالوا انهم لم يعانوا سابقا حالات اكتئاب.

واستخدم الباحثون بيانات مستقاة من جمعية "23اندمي" الاميركية للعلوم الوراثية التي تبيع فحوص حمض نووي للافراد بهدف تقييم الخطر الوراثي لاصابتهم ببعض الامراض، ويوضح روي بيرليس من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة وهو أحد معدي هذه الدراسة أن "تحديد الجينات التي تؤثر على خطر الاصابة بمرض يمثل خطوة اولى على طريق فهم التركيبة الحيوية للمرض نفسه". بحسب فرانس برس.

ويضيف هذا الاخصائي وهو استاذ في طب النفس في كلية الطب في جامعة هارفرد "نأمل أن يرشدنا اكتشاف هذه الجينات الى استراتيجيات علاجية جديدة"، وكانت دراسة حديثة حددت تعديلين جينيين من شأنهما المساهمة في زيادة خطر الاصابة بهذا المرض لدى النساء الصينيات، غير أنهما نادران للغاية لدى الشعوب الاخرى.

غالبية مرضى الاكتئاب لا يحصلون على رعاية كافية

أظهرت دراسة دولية دعمتها منظمة الصحة العالمية أن الأغلبية العظمى ممن يعانون من الاكتئاب والذين يقدر عددهم بنحو 350 مليون شخص على مستوى العالم لا يتلقون الحد الأدنى من العلاج المناسب، ووجدت الدراسة التي شملت قرابة 50 ألف شخص في 21 دولة أنه حتى في البلدان الغنية التي تتوفر بها خدمات صحية جيدة نسبيا يحصل 20 بالمئة بالكاد من مرضى الاكتئاب على العلاج المناسب.

أما في البلدان الفقيرة فإن الوضع أكثر سوءا فقد وجدت الدراسة أن واحدا فقط من بين كل 27 مريضا بالاكتئاب يحصل على الرعاية الكافية، وقال جراهام ثورنيكروفت الاستاذ في جامعة كينجز كوليدج في لندن "الكثير من العلاج الذي يقدم حاليا لمرضى الاكتئاب لم يحقق الهدف منه"، ودعا المؤسسات المحلية والعالمية لزيادة الموارد وتوفير خدمات الصحة النفسية على نطاق أوسع "بما لا يدع اي مريض بالاكتئاب دون علاج".

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 350 مليون شخص من جميع الأعمار يعانون من الاكتئاب، وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية بريتيش جورنال أوف سايكايتري بيانات من دراسات مسحية عن الصحة النفسية أجرتها منظمة الصحة العالمية في 21 دولة منها البرازيل وبلغاريا وكولومبيا والعراق والمكسيك والصين ونيجيريا والارجنتين وفرنسا وألمانيا وإسرائيل واليابان والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة.

باحثون يستخدمون آلاف الأدمغة لدراسة أسباب الاكتئاب وانفصام الشخصية

جمع طبيب بريطاني على مدى عشرات الأعوام ثلاثة آلاف دماغ بشري، قدمها لمستشفى للأمراض النفسية في بلجيكا بهدف القيام ببحوث عن أسباب الاكتئاب وانفصام الشخصية، تلقى مستشفى الأمراض النفسية في دوفال في شمال بلجيكا مجموعة خارجة عن المألوف تضم حوالي ثلاثة آلاف دماغ بشري اختارها بعناية طبيب بريطاني على مدى أكثر من أربعين عاما، وضعت بعض أجزاء هذه الأدمغة بالفورمول أو طليت بالبارافين وهي فصاص جبهية أو حصين ومناطق أخرى أساسية في هذا العضو الأساسي في النظام العصبي. وقد حفظت أحيانا أدمغة بكاملها. وقد تلقى الطبيب مانويل مورانس مدير الأبحاث في المستشفى مع فريقه هذه المجموعة وهم يتقاسمونها مع كلية الطب في جامعية انفير (شمال). ويقول مبتسما "إنها أكبر مجموعة من نوعها في العالم بحسب معلوماتنا".

وكانت المجموعة تضم في الأساس حوالي 8500 دماغ وقد جمعها طبيب الأعصاب البريطاني جون كروسيليس اعتبارا من العام 1951 وحتى منتصف التسعينات. وكادت تضيع بسبب الضغوط العقارية إذ أن الاستمرار بإيواء هذه المجموعة الواسعة في العاصمة كان قد أصبح مكلفا جدا، وتمكن المستشفى في دوفال تاليا من الحصول على ثلاثة آلاف دماغ في حين أن الجزء المتبقي وهب إلى فرق أبحاث أخرى في الخارج.

في بلجيكا، ستستخدم الأدمغة لأغراض البحث خصوصا عن أسباب الاكتئاب وانفصام الشخصية. وكل من هذه الأدمغة مرفقة بملف طبي محدث حتى وفاة المريض، هذه المجموعة النادرة ثمينة جدا للباحثين. ويوضح مانويل مورانس "اليوم بات الحصول على أعضاء بشرية بعد الوفاة في بلجيكا أمرا صعبا للغاية إن لم نقل مستحيلا".

خبراء يحذرون من أنه لا مضادات اكتئاب جديدة في الأفق رغم زيادة الحاجة لها

قال أخصائيون إن وصول أي جيل جديد من مضادات الاكتئاب إلى الأسواق لن يكون قبل ما لا يقل عن عشر سنوات على الأرجح على الرغم من دلائل تشير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق في أنحاء العالم.

وأرجعوا توقف خطوط تطوير عقاقير جديدة مضادة للاكتئاب في جانب منه إلى "فشل العلم" وأيضا إلى سحب شركات الأدوية الكبيرة الاستثمارات من قطاع البحث والتطوير في مجال علم الأعصاب لأن إمكانية الربح غير مؤكدة.

وقال جاي جودوين أستاذ الطب النفسي بجامعة أوكسفورد للصحفيين في إفادة بلندن "سأكون مندهشا للغاية إذا رأينا أي عقاقير جديدة للاكتئاب في العقد المقبل. صناعة الأدوية لا تستثمر ببساطة في البحث لأنها لا تستطيع تحقيق أرباح من هذه العقاقير".

وذكر أندريا سيبرياني استشاري الطب النفسي في أوكسفورد أنه يمكن تفهم مثل هذا العزوف عن المخاطرة بالنظر إلى العوائد غير المؤكدة والكلفة التي تقارب المليار دولار لتطوير وطرح دواء جديد بالسوق، وأضاف "إنه مبلغ كبير وثمة معدل كبير للفشل".

زيادة معدلات الاكتئاب

قال الخبراء إنه منذ إتاحة الجيل الحالي من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المضادة للاكتئاب-ومنها بروزاك الواسع الانتشار الذي تنتجه فايزر-على نطاق واسع باعتبارها أدوية رخيصة وهناك عزوف بين الأجهزة الصحية عن تمويل عقاقير جديدة مكلفة ربما لا تكون أفضل كثيرا، وقال الأخصائيون إن ذلك يرجع لأسباب من بينها أن الأدوية الحالية وإن لم تكن بأي حال من الأحوال مثالية فهي فعالة إلى حد بعيد بالنسبة لأكثر من نصف المرضى وأيضا لأنه في هذه الحالة على وجه الخصوص أي علاج بديل يمكن أن يكون له تأثير كبير.

ويوضحون أن هذا يجعل من الصعب إثبات أن عقارا جديدا يتفوق في تأثيره على أدوية بديلة فعالة وعلى جيل فعال من الأدوية المتاحة.

والمعدلات تزداد. واستشهد جلين لويس أستاذ علم الأمراض النفسية في جامعة لندن ببيانات خاصة بإنجلترا تظهر ارتفاعا إلى نحو المثلين في وصف الأطباء لمضادات الاكتئاب في عشر سنوات إلى 61 مليونا في 2015 من 31 مليونا في 2015.

وفي الولايات المتحدة أيضا يتناول أشخاص مضادات الاكتئاب أكثر من أي وقت مضى. وأظهرت دراسة منشورة في دورية أمريكان ميديكال أسوسييشن في 2015 أن انتشار أدوية الاكتئاب تضاعف تقريبا من 1999 إلى 2012 حيث ارتفع إلى 13 بالمئة من 6.9 في المئة، ومع ذلك فقد قلص عدد من شركات الأدوية الكبيرة منها جلاكسو سميثكلاين وأسترا زينيكا استثماراتها للبحث والتطوير في مجال علم الأعصاب في السنوات الأخيرة فيما أرجعته إلى احتمالات غير مواتية لتحقيق عوائد من المخاطرة.

وقال جودوين إن تراجع تطوير عقاقير جديدة يرجع أيضا إلى تباطؤ البحث العلمي فيما يحدث بالفعل في أدمغة من يستجيبون ومن لا يستجيبون لمضادات الاكتئاب الحالية، وأضاف "لنكن صرحاء.. يرجع ذلك في جانب منه إلى فشل العلم. العلماء عليهم أن ... يتوصلوا إلى فهم أكبر لكيفية عمل هذه الأشياء في حقيقة الأمر قبل أن نتمكن من اقتراح سبل لتحسينها".

عقار منشط قد يساعد المرضى الذين يتعافون من الاكتئاب

أظهرت نتائج دراسة محدودة نشرت أن الأشخاص الذين يتعافون من الاكتئاب لكنهم يعانون من آثاره على الذاكرة والتركيز والوظائف الإدراكية قد يستفيدون من عقار مودافينيل المنشط، ومودافينيل عقار شامل يوصف في العادة لاضطرابات مثل النوم القهري. لكن الباحثين في جامعة كمبردج البريطانية لدى تجربتهم لذلك العقار مقارنة بعلاج وهمي على مرضى يتعافون من الاكتئاب وجدوا أنه حفز مظاهر تحسن مهمة في الذاكرة وأحدث معدلات أعلى في الاختبارات.

ووصف مظفر كاسر من قسم الطب النفسي في جامعة كمبردج النتائج بأنها واعدة وشرح كيف يجري عادة تهميش تأثيرات الاكتئاب على أداء المخ في الحياة اليومية فيما يركز المرضى والأطباء على تحسين المزاج العام.

وقال "علاج اضطراب الوظائف الإدراكية ضرورة لم تلب في علاج الاكتئاب... (أطباء الأسرة) أو الأطباء النفسيون عادة ما يستمعون لشكاوى من عدم التركيز أو مصاعب في الذاكرة من مرضى الاكتئاب. وتوضح دراستنا أن مودافينيل قد يكون خيارا ملائما"، وتقول منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية في العالم التي تتسبب في العجز إذ يؤثر على 350 مليون شخص. بحسب رويترز.

ولاختبار ما إذا كان مودافينيل قد يساعد في تحسين تلك الأعراض طلب فريق البحث من 60 شخصا مصابا بالاكتئاب استكمال اختبارات إلكترونية تقيس مستويات الذاكرة والانتباه والتخطيط بعد أن تناولوا مودافينيل أو عقار وهمي، وأظهرت النتائج أن من تناولوا مودافينيل ارتكبوا أخطاء أقل في الاختبارات التي تتركز على نوعين محددين من الذاكرة هما الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة وهما نوعان مهمان في الأنشطة اليومية، وقالت باربرا سهاكيان -التي شاركت في قيادة تنفيذ الدراسة- إن المطلوب الآن إجراء دراسات تغطي فترات أطول لمعرفة ما إذا كان مودافينيل له تأثيرات إيجابية فيما يتعلق بنجاح عودة المتعافين من الاكتئاب للعمل.

وسائل منع الحمل الهرمونية مرتبطة بزيادة خطر الاكتئاب

أفادت دراسة كبيرة أجريت على نساء دنمركيات أن وسائل منع الحمل الهرمونية بما في ذلك حبوب منع الحمل أو أنابيب تزرع تحت الجلد قد تزيد احتمالات إصابة النساء بالاكتئاب واستخدامهن للأدوية المضادة للاكتئاب.

واستنادا إلى بيانات بشأن تناول أكثر من مليون امرأة الأدوية الموصوفة طبيا وجد الباحثون أن النساء اللواتي بدأن يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية زادت احتمالات حصولهن على وصفة طبية لأول مرة لأدوية مضادة للاكتئاب مقارنة بالنساء اللواتي لا تستخدمن هذا النوع منن موانع الحمل.

وبالنسبة للمراهقات فإن تناول وسائل منع الحمل الهرمونية ارتبط بزيادة احتمالات استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب. وبحسب نوع موانع الحمل الهرمونية التي يستخدمنها فإن هناك صلة محتملة أيضا بتشخيص إصابتهن بالاكتئاب.

وقال أويفيند ليدجارد كبير الباحثين وهو من جامعة كوبنهاجن "لم تجر من قبل دراسة شاملة كهذه عن ذلك الموضوع"، وكتب ليدجارد وزملاؤه في دورية (جاما سيكياتري) قائلين إن دراسات سابقة حاولت أن توضح الصلة بين موانع الحمل الهرمونية والاكتئاب لكن نتائجها جاءت متفاوتة.

واستخدم ليدجارد وزملاؤه بيانات من دراسة عن الهرمونات الجنسية وتشمل جميع النساء اللواتي يعشن في الدنمرك. وتشمل الدراسة الجديدة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 34 من عام 2000 حتى عام 2013.

وجرى استبعاد النساء اللواتي شخصن بالاكتئاب قبل عام 2002 من التحليل وكذلك النساء اللواتي شخصن بأي مرض نفسي كبير.

وبالمقارنة مع النساء اللواتي لم يستخدمن موانع الحمل الهرمونية فإن النساء اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل كن أكثر عرضة بنسبة 23 في المئة للحصول على وصفة طبية لدواء مضاد للاكتئاب للمرة الأولى خلال فترة الدراسة.

وكانت النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل التي لا تحتوي سوى على هرمون البروجستين أكثر عرضة بنسبة 34 في المئة لأن يحصلن على وصفة طبية لأدوية مضادة للاكتئاب. أما بالنسبة للنساء اللواتي يستخدمن الحلقات المهبلية المانعة للحمل فقد زادت نسبة هذا الخطر إلى 60 في المئة وزادت بواقع المثلين لمن يستخدمن اللاصقات المانعة للحمل.

اضف تعليق