q

شبكة النبأ: على الرغم من تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، والذي انظمت اليه عشرات الدول الغربية، اضافة الى دول عربية، نفذت خلالها، طائرات التحالف اكثر من 1100 طلعة جوية لاستهداف التنظيم في سوريا والعراق، إلا ان خلافا سياسيا بين الادارة الامريكية والكونغرس الامريكي (اكبر مؤسستين في الولايات المتحدة الامريكية التي تتزعم التحالف) ازدادت وتيرته في الآونة الاخيرة (خصوصا بعد الانتخابات الفصلية التي سيطر فيها الجمهوريون على غالبية مقاعد الكونغرس) بعد جملة من الانتقادات السابقة التي تعرض اليها الرئيس الامريكي بارك اوباما وطاقمه الرئاسي حول طريقة ادارته للصراع في الشرق الاوسط، خصوصا تعاطي الولايات المتحدة الامريكية مع الازمة السورية والانهيارات الامنية التي شهدها العراق، اضافة الى قضايا اخرى تتعلق بإيران وإسرائيل ومكافحة التنظيمات الجهادية في مناطق اخرى.

فقد قال كيري امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "اعتقد اننا متفقون جميعا على ان هذا النقاش يجب ان ينتهي بتصويت حزبي يوضح بان هذه المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية ليست من طرف حزب واحد وانما تعكس تصميمنا الموحد على اضعاف وهزم هذا التنظيم في نهاية المطاف"، واضاف ان "شركاءنا في التحالف يجب ان يعرفوا هذا الامر، وكذلك الرجال والنساء في قواتنا المسلحة. كما يجب ان يفهم هذا الامر كوادر تنظيم الدولة الاسلامية القتلة ومرتكبي الاغتصاب"، وطلب من اللجنة المساهمة في وضع تفويض جديد "يعطي اشارة واضحة على دعم عملياتنا العسكرية الجارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، وحث كيري ايضا على الا يحصر النص التحركات الاميركية جغرافيا بسوريا والعراق مشيرا الى ان صلاحيته يجب ان تكون ثلاث سنوات قابلة للتمديد، كما دعا وزير الخارجية الاميركية اعضاء مجلس الشيوخ الى عدم استبعاد نشر قوات على الارض، من جهته واتهم السناتور الجمهوري جون ماكين ادارة اوباما بالفشل في مساعدة الشعب السوري مع مقتل اكثر من 200 الف شخص في النزاع المستمر منذ اربع سنوات تقريبا، وقال ماكين امام اللجنة ان مسلحي المعارضة السورية المعتدلة "لا يتفهمون صراحة لماذا لا تقومون بحمايتهم" من البراميل المتفجرة وهجمات الرئيس السوري بشار الاسد، واضاف "لا نقوم بشيء لمنع بشار الاسد من قلتهم"، من جهته انتقد السناتور ماركو روبيو عدم قيام الادارة بتحديد ما تحتاجه في معركتها ضد المتطرفين بوضوح، وقال روبيو "مع هذه الفكرة الواضحة حول ما يجب ان يكون عليه التفويض لا افهم لماذا لم تقم الادارة بخطوة لعرضه، على الاقل امام هذه اللجنة كبداية لمناقشته"، واضاف "اذا كان اوباما يريد التفويض للانتصار في المعركة، فيجب عليه اذن ان يحدد لنا شكل المعركة".

وتخوض القوات العراقية المدعومة بالمتطوعين الشيعة، اضافة الى بعض العشائر السنية الرافضة لسيطرة المتطرفين على مناطقها، معارك شرسة مع عناصر التنظيم في اكثر من جهة، في وقت تقاتل فيه قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق لمحاصرة المتطرفين داخل مدينة الموصل ومنعهم من التقدم نحو شمال العراق، وتحاول الحكومة العراقية استعادة العديد من المناطق الحدودية والمدن الاستراتيجية التي استولى عليها التنظيم في وقت سابق من هذه العام، خصوصا في محافظة الانبار (التي تمثل ثلث مساحة العراق تقريبا)، وصلاح الدين وكركوك والموصل التي سيطر عليها التنظيم بالكامل في شهر حزيران الماضي، ويحاول التحالف الدولي توفير الدعم الجوي، اضافة الى تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة العسكرية لاستعادة زمام المبادرة، ولمنع التنظيم من السيطرة على المزيد من الاراضي في العراق وغيره من البلدان العربية، سيما وان خطورة التنظيم تجلت في كسب الالاف المقاتلين من البلدان الغربية، التي باتت تخشى من وقوع هجمات داخل بلدانها يشنها متطرفون متعاطون مع تنظيم داعش، وهو ما وقع بالفعل في عدة دول اوربية وغربية، ربما لن يكون اخرها ما وقع في مقهى شعبي وسط سدني الاسترالية، والتي احتجز فيها الخاطف عدة رهائن ورفع شعار تنظيم الدولة الاسلامية.

المطالبة بحل اقليمي

في سياق متصل دعت ايران من جديد الى حل اقليمي لمحاربة الجماعات الجهادية وتفادي تدخل قوات اجنبية في العراق وسوريا، وتدعم طهران العراق وسوريا سياسيا وعسكريا خصوصا من خلال ارسال مستشارين عسكريين، لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، لكن الجمهورية الاسلامية ترفض المشاركة في الائتلاف الدولي ضد الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة مشككة بهدفه الحقيقي، وعقد وزراء خارجية ايران والعراق وسوريا اجتماعا ثلاثيا لتعزيز التعاون بينهم على هامش مؤتمر في طهران حول العنف والتطرف، وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في ختام الاجتماع مع نظيريه السوري وليد المعلم والعراقي ابراهيم الجعفري ان البلدان الثلاثة "لديها منذ البداية وجهات نظر مشابهة حول محاربة الارهاب والتطرف وقاومت (المجموعات الارهابية) وبالتالي، فان التعاون في ما بينها اصبح ضرورة"، واضاف "لقد اتفقنا على مواصلة التعاون بيننا".

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني عند افتتاح المؤتمر "اذا تفاهمت دول المنطقة ستتمكن من القضاء على جماعات معادية للاسلام مثل داعش (التسمية المستخدمة لتنظيم الدولة الاسلامية) وتحرير الاف النساء والرجال والاطفال الذين فقدوا منازلهم وقبض عليهم"، واضاف "في هذه الحالة لن يكون هناك حاجة لوجود اجانب"، ملمحا الى الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وطالب روحاني "الدول التي ساعدت في تمويل الارهاب وقف المساعدة المالية المباشرة وغير المباشرة للمجموعات الارهابية" فيما تتهم طهران بانتظام السعودية وقطر بتمويل الجماعات الجهادية، واكد ايضا انه من الضروري "تغيير النظام التربوي والتعليم في المدارس الدينية من اجل مكافحة كل التفسيرات المتطرفة والعنيفة للدين واظهار طبيعة الاسلام السمحة للعالم"، واخيرا دعا الى تعاون دولي لمكافحة "استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل الارهابيين" وكذلك "مرور الارهابيين" في بعض الدول، وفضلا عن وزيري الخارجية السوري والعراقي، يشارك في هذا المؤتمر نائب الرئيس الافغاني محمد محقق والرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء الفرنسي الاسبق دومينيك دوفيلبان. بحسب فرانس برس.

مساعدات قتالية للعراق

فيما قال قائد عسكري أمريكي كبير إن حلفاء الولايات المتحدة تعهدوا بارسال نحو 1500 جندي إلى العراق للمساعدة في تدريب القوات العراقية والكردية وتقديم المشورة لها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال اللفتنانت جنرال جيمس تيري الذي يشرف على جهود التحالف ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إن القوات التي ستأتي ستكون بالإضافة إلى 3100 جندي فوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنشرهم في العراق، وجاءت التزامات الحلفاء اثناء مؤتمر لاعضاء التحالف يومي الثاني والثالث من ديسمبر كانون الأول، وقال تيري لمجموعة من الصحفيين يرافقون وزير الدفاع تشاك هاجل في الكويت "عندما تبدأ الآن في موازنة القدرات المختلفة لدى التحالف فانني أعتقد اننا نعمل جيدا من حيث عدد الجنود على الأرض"، ومنذ هجوم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران لم يحقق المتشددون السنة نجاحا يذكر خارج محافظتي الأنبار في الغرب وصلاح الدين إلى الشمال من بغداد فضلا عن محافظة نينوى التي اجتاح الإسلاميون عاصمتها الموصل في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وفي نفس الوقت تمكنت القوات العراقية والكردية من تحقيق مكاسب مهمة بما في ذلك تأمين سد الموصل، وقال تيري إنه برغم أن الدولة الإسلامية لا تزال تشن هجمات محدودة لكنها تبدو إلى حد كبير "في وضع دفاعي وتحاول الحفاظ على مكاسبها"، وأضاف "عندما تنظر إلى بعض الأماكن في الأنبار فإن الوضع متجمد إلى حد ما هناك، علينا القيام ببعض العمل، واعتقد أن بإمكاننا القيام به"، وقال هاجل متحدثا للصحفيين بعد زيارة القوات الأمريكية في الكويت إنه غير مستعد للقول إن الدولة الإسلامية "على وشك الهزيمة"، لكنه أشار إلى أن المكاسب الأخيرة أعطت القوات العراقية والكردية قوة دفع جديدة، وامتنع تيري عن الإفصاح عن الدول التي ستسهم بارسال 1500 جندي لكنه أضاف أن معظمهم سيشارك في التدريب، لكنه قال إن القوات تمثل مزيجا واسعا من التحالف الذي يضم الآن نحو 40 دولة.

بدوره وصف ملك الاردن عبد الله الثاني مكافحة الدولة الاسلامي بانها "حرب عالمية ثالثة" في واشنطن حيث التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعلن زيادة كبيرة في المساعدة المقدمة للمملكة الهاشمية، واوضح اوباما ان المساعدة الاميركية سترتفع الى مليار دولار سنويا مقابل 660 مليون حاليا واعدا ايضا بضمانات قروض جديدة، وقال الرئيس الاميركي "كل ذلك يهدف الى دعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية الجارية في الاردن"، واوضح البيت الابيض ان هذه المساعدة التي ستناقش في الكونغرس ستشمل الفترة من 2015 الى 2017، ومع التذكير بان الاردن استقبل "مئات الالاف من السوريين" الهاربين من الحرب الاهلية الدائرة في بلادهم شدد اوباما على اهمية مساعدة هذا البلد "الذي يتحمل على الدوام مسؤولياته"، من جانبه شكر العاهل الاردني، احد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، الرئيس الاميركي على زيادة المساعدة "التي تأتي في وقت صعب جدا" بالنسبة للاردن الذي يشكل اللاجئون "20% من سكانه"، الى ذلك، اوضح الملك عبد الله الثاني ردا على سؤال حول مكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" ان ما يجري "هو بوضوح معركة بين الخير والشر"، واضاف "اعتقد انها حرب عالمية ثالثة بوسائل اخرى"، واستعاد ما كان اعلنه اوباما ووزير خارجيته جون كيري قبل اشهر عدة من ان محاربة الجهاديين "معركة تستغرق جيلا"

ترحيب بزيادة القوة القتالية

من جانبه رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري باي عمل عسكري ايراني ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ووصفه بانه "ايجابي" بعد ان قال البنتاغون ان طهران شنت ضربات جوية ضد التنظيم، وقال كيري اثناء استضافته اجتماعا للتحالف ضد "الدولة الاسلامية" في بروكسل، ان الضربات الجوية الدولية نجحت أخيرا في وقف تقدم الجهاديين في العراق وسوريا، محذرا من ان القضاء عليهم سيستغرق سنوات، لكن وفي مؤشر على تزايد تعقيد الوضع في المنطقة، انتقد الرئيس السوري بشار الاسد ضربات التحالف الجوية ووصفها بانها "ليست جدية وفاعلة"، وصرح كيري في اجتماع في بروكسل لمسؤولين من 60 دولة غربية وعربية من دول التحالف ان الحملة التي اشتملت على نحو 1000 غارة أثرت على تنظيم الدولة الاسلامية "بشكل كبير"، وقال خلال الاجتماع في مقر الحلف الاطلسي "على الارجح، فان التزامنا سيستمر سنوات"، مضيفا "سنواصل شن هذه الحملة طالما لزم الامر من اجل الانتصار".

ونفى اي تنسيق عسكري مع ايران بعد ان كشف البنتاغون في وقت سابق ان مقاتلات ايرانية شنت ضربات على جهاديي الدولة الاسلامية في شرق العراق في الايام الاخيرة دون التنسيق مع واشنطن، وافاد البنتاغون ان طائرات ايرانية من طراز فانتوم اف-4 القديمة (التي حصلت عليها ايران من الولايات المتحدة قبل الثورة الاسلامية في 1979) شنت ضربات ضد الجهاديين في ديالى بعدما عرضت قناة الجزيرة القطرية مشاهد لطائرات شبيهة بتلك التي يستخدمها سلاح الجو الايراني اثناء مهاجمتها اهدافا في ديالى، لكن كيري الذي وصل الى مدينة بازل السويسرية للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف المح الى وجود تفاهم سري بين ايران والولايات المتحدة في معالجة هذا التهديد المشترك، وقال "اذا كانت ايران تهاجم (الدولة الاسلامية) في مكان ما، واذا كان هذا الهجوم محصورا بالدولة الاسلامية، وكان له تاثير، سيكون اذن تاثيرا واضحا ايجابيا".

واصدر التحالف بيانا ختاميا يؤكد ان الحملة ضد التنظيم "بدات تعطي نتائج" وانه "في صدد وقف" تقدمه، واكد التحالف في البيان "نحن في صدد وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية/داعش عبر سوريا وداخل العراق"، مستخدما التسمية المختصرة المتداولة للتنظيم، وتابع ان الوزراء وافقوا على استراتيجية من خمسة محاور في مكافحة التنظيم الجهادي وهي "زيادة المجهود العسكري ووقف تدفق المقاتلين الاجانب وقطع طرق الوصول الى التمويلات ومعالجة مشكلة المساعدة الانسانية ونزع الشرعية" عن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية، وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان بلاده مستعدة "لمضاعفة التحرك" ضد "الدولة الاسلامية" في العراق "وبسرعة وفعالية"، وصرح هولاند في بيان مشترك مع رئيس الوزراء العراقي الزائر حيدر العبادي "سنواصل تقديم الدعم العسكري للعراق الذي هو ضحية لهجوم ارهابي واسع".

من جانبه قال العبادي "نحن نعمل على تحرير جميع الاراضي المحتلة، ونعتقد ان هذا ليس بعيدا"، واضاف "اليوم يوجد مزيد من التفاؤل والامل بان العراق يمكن ان يكون دولة واحدة وشعب واحد"، وفي الثامن من آب/اغسطس، بدأت الولايات المتحدة ضرباتها ضد مواقع الدولة الاسلامية في العراق قبل ان تنضم اليها فرنسا واستراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وبلجيكا وهولندا، ومنذ 23 ايلول/سبتمبر، يشن الاميركيون ضربات على اهداف للتنظيم في سوريا بمشاركة السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين، وتتلقى واشنطن المساعدة من عشرات الدول التي تقدم السلاح، وخصوصا للسلطات الكردية في شمال العراق، او على صعيد تبادل المعلومات الاستخباراتية، وقد حول القتال ضد "الدولة الاسلامية" تركيز جهود الغرب لانهاء الحرب الاهلية في سوريا والتي ادت الى مقتل اكثر من 200 الف شخص منذ بدايتها في 2011، وانتقد الاسد القوى الغربية التي كانت تركز حتى الاشهر القليلة الماضية على الاطاحة به من السلطة. بحسب فرانس برس.

وقال "لا يمكن القضاء على الارهاب من الجو، ولا يمكن تحقيق نتائج على الارض إن لم تكن هناك قوّات بريّة ملمّة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرّك معها بنفس الوقت"، واضاف "لذلك، بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف، لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه، فالقول أن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح، لو كانت هذه الضربات جديّة وفاعلة سأقول، بأننا سنستفيد بكلّ تأكيد"، وتابع "لكنّنا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد داعش ولم نشعر بأي تغيير، خصوصا أن تركيا ما زالت تدعم داعش مباشرة"، وتنشط القوات الايرانية على الارض في العراق حيث تساعد المليشيات الشيعية ووحدات الحكومة العراقية، ولكن هذه اول مرة تؤكد فيها الولايات المتحدة ان القوات الجوية الايرانية تشارك في الضربات الجوية.

من جهتها رفضت ايران تاكيد او نفي شن غارات جوية، وقالت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم في تصريح صحافي "لم يحصل تغيير في سياسة ايران لتقديم دعم واستشارات للمسؤولين العراقيين في المعركة ضد داعش" في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية، وياتي القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وسط جهود دبلوماسية اميركية للتوصل الى اتفاق حول برنامج ايران النووي، واقر مسؤولون ان الجانبين ناقشا الحرب في العراق على هامش المحادثات النووية، والعلاقات بين ايران والولايات المتحدة مقطوعة منذ احتجاز عشرات الطلاب الايرانيين رهائن اميركيين عقب الثورة التي اطاحت بالشاه الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة، وامتد النزاع في سوريا ليصل الى لبنان التي اعلنت انها اعتقلت زوجة وابن ابو بكر البغدادي الذي اعلن نفسه خليفة للمسلمين، من ناحية اخرى دان شيخ الازهر احمد الطيب "الجرائم البربرية" التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وذلك في مؤتمر دولي ينظمه الأزهر لمواجهة التطرف والارهاب.

ضربات جوية متواصلة

الى ذلك أصبح لمقاتلي الدولة الإسلامية أعداء في مختلف أنحاء العالم كما أنهم يتلقون ضربات جوية تستهدفهم بقيادة الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر لكنهم لم يتنازلوا عن أراض مهمة تذكر من دولة الخلافة التي أعلنوها للقوات التي تصطف في مواجهتهم على جبهة عريضة، فعبر دولتهم التي تمتد على آلاف الكيلومترات المربعة في سوريا والعراق يواجه المتشددون الإسلاميون خليطا غير متناسق من جنود الجيش في كل من العراق وسوريا وميليشيات شيعية وكردية ومعارضين من السنة يقاتلون الحكومة السورية، وفي حين أن مقاتلي الدولة الإسلامية فقدوا مدنا على أطراف دولتهم في العراق وخاصة في المناطق ذات الأعراق المتباينة التي لا تلقى فيها أفكارهم المتشددة في تفسير الدين الإسلامي حسب المذهب السني تأييدا فقد قويت شوكتهم في بعض أجزاء قلب المناطق السنية في العراق، وفي أغسطس آب تم صد هجوم للدولة الإسلامية على المناطق الكردية في العراق وبعد شهرين تم إخراج مقاتليها من مدينة جرف الصخر إلى الجنوب من بغداد، كما أخرجوا من مدينتين قرب الحدود الإيرانية الشهر الماضي.

غير أنه باستثناءات قليلة مثل كسر الجيش حصار الدولة الإسلامية لأكبر مصفاة لتكرير النفط بالبلاد في بيجي فإن سيطرة المتشددين على المحافظات ذات الأغلبية السنية إلى الشمال والغرب من بغداد لم تواجه أي تحديات خطيرة، ويقول خصوم الدولة الإسلامية إن استعادة بعض المدن يظهر انقلاب الحال ولجوء التنظيم للدفاع، وقال هادي العامري رئيس منظمة بدر التي تتبعها ميليشيا عراقية قادت مع قوات البشمركة الكردية عملية استعادة بلدتي السعيدية وجلولاء قرب الحدود الإيرانية "أفضل ما بوسعهم الآن قطع طريق أو مهاجمة دورية، لكن تم بالكامل وقف أي تقدم أو مكاسب أرضية لهم"، وقال أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية لمقاتليه قبل ثلاثة أسابيع إن ارسال الولايات المتحدة المزيد من خبرائها العسكريين للعراق يظهر أن العكس صحيح، وأضاف أن الضربات الجوية والقصف المتواصل ليل نهار لمواقع الدولة الإسلامية لم يوقف تقدمها.

وفي الواقع أن الدولة الإسلامية لم تحقق منذ الهجوم الذي شنته في يونيو حزيران الماضي تقدما يذكر فيما يتجاوز محافظتي الأنبار في الغرب وصلاح الدين إلى الشمال من بغداد بالاضافة إلى محافظة نينوى التي تقع فيها مدينة الموصل التي اجتاحها الإسلاميون في يونيو حزيران، والمحافظات الثلاث من المحافظات التي يغلب عليها السنة، وقال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي إن الصورة في مختلف أنحاء العراق هي جمود الوضع إذ استردت القوات الحكومية بعض الاراضي لكن الدولة الإسلامية تفرض سيطرتها بقوة في قلب المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأضاف أن الدولة الإسلامية تسيطر الآن على 85 في المئة من محافظة الأنبار حيث تشن الهجمات على العاصمة الإقليمية الرمادي وتقتل المئات من معارضيها من رجال العشائر، وقال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إن النقطة الحاسمة في هزيمة الدولة الإسلامية تمثل في رأيه استمالة العشائر العربية السنية في الأنبار وصلاح والدين ونينوى وإن ذلك سيمثل بداية النهاية للدولة الإسلامية. بحسب رويترز.

وفي حين أن من الواضح في العراق أن الدولة الإسلامية تأخذ وضع الدفاع في بعض المناطق فهي تحت ضغط أقل في سوريا لقلة حلفاء الولايات المتحدة على الأرض ممن قد يدعمون ضرباتها الجوية، وقد أوضحت واشنطن أن سياستها في سوريا متواضعة مقارنة بالعراق وتركز على منع الدولة الإسلامية من التحرك عبر الحدود وعلى ضرب مراكز القيادة والسيطرة التابعة لها، لكن المتشددين في سوريا وكذلك محللين غربيين يقولون إن الهجمات الجوية فشلت في إضعافهم، وقال انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الولايات المتحدة لا تتبع استراتيجية في سوريا إذ يعوقها تضارب أولوياتها إزاء الدولة الإسلامية والرئيس بشار الأسد، وكانت النتيجة "فوضى استراتيجية" سمحت لقوات الأسد بتصعيد هجماتها الجوية على جماعات المعارضة الأخرى والتي يتعاطف بعضها مع واشنطن وتركت في الوقت نفسه أهداف الدولة الإسلامية لقوات التحالف الدولي.

ويقول أنصار الدولة الإسلامية إن الضربات الجوية ساعدت التنظيم في الفوز بالتأييد بين السكان المحليين واجتذبت مقاتلين جددا، وقال مقاتل في مدينة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية "هل يعتقدون أن قصفنا سيخيفنا وسنجري عائدين إلى بلادنا؟"، وفي إشارة للمعركة الدائرة على مدينة حدودية في شمال سوريا أضاف المقاتل "بينما يحاول العالم كله إنقاذ كوباني نتوسع نحن ونكبر في العراق وسوريا"، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الشهر الماضي إن الضربات في سوريا أصابت موارد للدولة الإسلامية من بينها منشآت نفطية ومنشآت قيادة ومعسكرات تدريب، وتابع المقاتل "نحن نعلم أننا سنواصل جذب الناس لصفوفنا، ليس بوسعك أن تمحو ذلك من خلال الضربات الجوية، ومن المؤكد أنك لا تستطيع أن تفعل ذلك في 90 يوما"، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الغارات التي بلغ عددها نحو ألف غارة في البلدين لها أثر كبير، لكن أحد مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا استخف بذلك قائلا "قبل أن تهزم عدوك عليك أن تفهمه، هذه هي القاعدة الأولى في القتال وهؤلاء الحمقى فاتهم ذلك".

اضف تعليق