دراسات ومقالات

اتصلوا بنا

سجل الزوار

المراسلات

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 

الإمام الشيرازي مشروع حضاري متكامل

 

عبد الله الضمين   [email protected]

إن صانعي المجد لا يتوقفون عند درجة معينة في مسيرة بناء الحضارة بل يمضون قدما في التواصل حتى يحققوا أرقى مراتب العزة والكمال الروحي لهذا الإنسان الذي حمل الرسالة على عاتقه والذي خلف الله على وجه هذه الأرض. ومن هذا المنطلق سوف نرى وندرك هذه الحقيقة من خلال فكر اٌٌلإمام الشيرازي الراحل وأن هذا العطاء لن يموت بسكتة قلب لأن الجسم يموت والفكرة الوقادة لاتموت.

أولاـ التمسك بالجذورالإسلامية الأصيلةـ فكرة وعقيدة ـ

من خلال هذا التمسك فقد اعتنى الإمام الراحل في بيان العقيدة الإسلامية من خلال القرآن والأحاديث الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم سلام الله حيث كان طرح الإمام واضحا وسهلا في تبسيط المعاني والأفكار كما هو في تفسيره ـ تقريب القرآن إلى الأذهان ـ أو من خلال توضيح الإسلام نظرية وتطبيقا كما في كتابه  ماهو الإسلام؟ فهو يوضح الإسلام من خلال العقيدة والمنهج والأخلاق والمعاملة والنظام وغيرها... وهذا الطرح واضح وملموس لمن يقرأ فكر الإمام الشيرازي في مؤلفاته القيمة.

ثانيا ـ البناء والتنظيم ـ

يقول الإمام علي عليه السلام ـ ونظم أمركم ـ وكما تقول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  ـ  وجعل الله إمامتنانظاما للملة ـ ومن هذا المنطلق ينطلق الإمام الشيرازي في مشروعه النهضوي في التنظيم سواء في العمل الاجتماعي أو الثقافي أو السياسي وغيره وهذا ما شاهدنا ولمسناه منه ـ رحمه اله تعالى ـ حيث كان يقول ويردد ـ يد الله مع الجماعة ـ ولأن هذا الزمن بات زمن تنظيم فلابد لنا أن نكون كذلك وأن ثمار العمل التنظيمي تكون فيه الفائدة حيث الشورى واكتساب الخبرات والاستفادة من الكفاءات وما أشبه.

ثالثا ـ النشاط المتواصل ـ

إن من يطالع التاريخ ويدقق بلحاظ الفكر ويتدبر لماذا خلدت حضارة وماتت أخرى ولماذا بقيت أفكار وبادت أفكار ولماذا خلد الخالدون ومات غيرهم؟

من هنا ندرك أن الفكر الأصيل والثقافة الحية هي فكر إنساني وأنها لم تكن إلا للإنسان الذي يتفاعل مع هذا الوجود, والذي لانشاط له ولاتفاعل لاوجود له والذي لايحمل أفكارا تخدم الإنسان فأن مصيره إلى زوال ولعل من كان قريبا من الإمام الشيرازي يدرك هذا الشئ كيف أن السيد الراحل كان يؤلف في اليوم في ثلاثة مجالات من العلوم وأنه كان سريع الكتابة وبديهي الفكرة الخاطرة حت أنه ألف كتابا في ظرف ساعتين ـ الإمام علي شمس في أفق الهداية ـ وأكثر من هذا إصراره على كل من يأتيه ويقابله أن يلقي عليه كلمة فكرية أو ثقافية في تعبيرها سهلة ممتنعة.

وهذا النشاط نابع من إيمان بنهوض الأمة ونفض الغبار عنها لكي تكون خير أمة كما قال القرآن الكريم ـ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ـ

وآثار هذا النشاط جلية في واقعنا المعاش فنرى مؤسسات إنسانية وفكرية وثقافية واعلامية وغيرها في شرق المعمورة وغربها تأسست وقامت بجهود فكر السيد العظيم سواء كانت تحت إشرافه أو أبنائه أو تلامذته أو مقلديه ومريديه.

رابعا ـ الأفكار الحضارية ـ

جملة أفكار الإمام الشيرازي وهي قطعا من صميم الإسلام تكون في ـ

 أولا ـ الحرية الإسلامية

ثانيا ـ الأمة الإسلامية الواحدة

ثالثا ـ الأخوة الإسلامية

رابعا ـ الشورى

خامسا ـ السلم واللاعنف

سادساـ القانون الإسلامي

سابعاـ مكارم الأخلاق

فكل هذه الأفكار والمفاهيم الإسلامية والحضارية قد بينها السيد الراحل في كتبه وكتب عنها الكثير و استدل على  شرعيتها ن المصادر التشريعية الأربعة.

بالإضافة أن كتب  ومؤلفات الإمام الشيرازي صارت مصدرا رئيسيا لمناهج البحث العلمي وخاصة الفريدة التي لم يكتب العلماء الفقهاء حولها مثل فقه السياسة والقانون والبيئة و الإدارة وغيرها لأنه كان الرجل السباق لها حيث يفتق المسائل ويستخرج منها مسائل أخرى.

وأخيرا  السلام على السيد الإمام الشيرازي يوم ولد ويوم عاش مجاهدا عزيزا ويوم يبعث حيا جوار  ربه ونبيه وأهل بيته الطاهرين .