دراسات ومقالات

اتصلوا بنا

سجل الزوار

المراسلات

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 

من المقصر؟

 

رياض الحسيني

التعدي و الاهانه التي حصلت لجثمان المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي(قدس الله نفسه الزكية) و العمل بخلاف وصية الم تكن غريبة او جديدة على تاريخ المرجعية، فالذي يراجع هذا التاريخ يرى بوضوح كيف مارست الانظمة الحاكمة كل اساليب القمع و القتل و الارهاب بحق رجالات الفكر و عملاقة المرجعية.

و لكن الشئ العجيب ان يصدر هذا التعدي من جهات تدعي انها تمثل الامتداد الطبيعي لخط اهل البيت (ع) !! و ليته الخطا الاول حتى اصّبر نفسي و اقول ربما صدر من اناس لم يعرفوا بعد القيمة الواقعية للثقل المرجعي و انه جاء في غفلة منهم او ربما غير مقصود ، و لكن عندما ارجع قليلا الى الوراء تسيطر عليَ وقائع التاريخ المظلمة التي صبت جام غضبها على القيادات المرجعية و الروحية للطائفة و اليكم00

 الحدث الاول:

في ايام الاقامة الجبرية على اية الله العظمى الشيخ محمد طاهرشبير الخاقاني قدس سره طرق بابه شخص يريد الدخول اليهلامر هام جدا، و عندما سمح له بالدخول و الجلوس عند الشيخ قال: سماحة الشيخ بدون اية مقدمات جئت اليك اطلب منك الصفح و العفو، فقال له الشيخ  و هو لا يعرفه،  ماذا عملت حتى اعفو عنك؟ فقال: اولاد سماحتكم يعرفونني جيدا، انا المسؤول الاول على الحرس الثوري لمقاطعة خوزستان و انا الذي اعطيت الاوامر بالرمي على مسجدكم حيث قتل البعض و جرح العشرات.. فقال له الشيخ: لماذا جئت اليّ اذهب الى عوائل القتلى و الجرحى و اطلب منهم الصفح قال: لا استطيع في الوقت الحاضر ، و اضاف احببت ان اوضح لكم شئ ربما خفي عليكم و هو انني مجرد منفذ للاوامر و مجبر على الالتزام بها ؟قال الشيخ اي اوامر تقصد ؟ قال : اوامر اطلاق النار على الجموع المحتشدة عند المسجد ، صحيح انني اعطيت الامر باطلاق النار على مقلديكم ، حيث كنت مجبرا على ذلك ، فالاوامر  جاءتني من طهران واضحة و صريحة و ليس يها اى احتمال او تاخير اضرب بقوة اي تجمع يؤيد الشيخ الخاقاني ولاعليك!! ..

الحدث الثاني :

عندما شيع آية الله العظمى السيد محمد الروحاني قدس سره  في مدينة قم المشرفة و ادخل الصحن الشريف للسيدة المعصومة سلام الله عليها ظن كل من كان حاضرا في التشييع ان المراسم سوف تنتهي بعد دقائق حيث سيوارى الجثمان الشريف في مكان قريب للضريح المطهر للسيدة الجليلة 0

 و بعد الانتهاء من اداء صلاة الميت و عندما رفع الجثمان لادخاله الروضة المباركة و اذا بالابواب تغلق في وجه المشيعيين ، ظن البعض انه تصرف شخصي لا تحمل تبعاته على القيادة باى وجه ، و لكن عندما استمرت الحالة ساعات و ساعات و وصول قوات من رجال الامن و الحرس الخاص للحيلولة دون تقدم المشيعيين الى الداخل بقوة ،  تبين ان الامر اكبر من خطا فردي و انما هناك قرار من الاعلى لا يسمح بدفن الجثمان عند السيدة المعصومة سلام الله عليها و لا اعتبار للوصية التي كتبها المرحوم الروحاني بدفنه قرب هذه السيدة المعظمة .

 ولم تنفع كل الوساطات وتدخل بعض الرموز  المعروفة بثقلها على اصحاب القرار السياسي  ،فحمل الجثمان بعد ان تفرق الناس في سيارة بيك اب و دفن في بيته المتواضع ،  و لم تنتهي المسئلة عند هذا الحد حتى وضعوا عدة حراس في الفروع المؤدية الى بيت الفقيد لمراقبة المارة و منع اى انسان من دخول البيت لقراءة الفاتحة على قبره الشريف!! ..

الحدث الثالث :

لا اظن هناك شخص لم يسمع بعد بما حدث لجثمان اية الله العظمى  السيد شريعتمداري قدس الله نفسه الزكية  و كيف تصرفت قوات الامن الخاصة مع المشيعين و الاشتباكات التي حدثت عند مدخل صحن السيدة المعصومة و طريقة اخذ الجثمان و دفنه في مقبرة (ابوحسين) على طريق قم اصفهان في مكان غير لائق بشخص عادي فكيف بمرجع ليس هناك شك في علو مكانته و منزلته عند القريب و البعيد .

و النتيجة ربما يتصور البعض ان هذه التصرفات لا يمكن باى وجه ان نحملها على قيادات معينة او حكومة محددة فهي اخطاء تحدث غالبا في الاحداث الكبرى و لا يمكن السيطرة عليها في حينها!!!!

و نقول .. اذا كان الخطأ  يتيما ربما نعذّر القيادة اذا حاسبت المسؤول عن الخطأ والتصرف ، اما ان يتكرر الخطأ مرات و مرات ضد رموز المرجعية الملتزمة و ترفّع منازل المتطاولين على الكيانات العلمية و الحوزوية و يثنى عليهم في اكثر من موقف فهذا ما لا يمكن السكوت عليه و التغافل عنه باى عذر كان .

 واذا كان حال المرجعيات هكذا بعد وفاتها فكيف حالها في حياتها وكيف كانت تتلقى المضايقات والانتهاكات في بيوتها ودروسها ؟؟

ولانستبعد ان تكون جنود العسل قد سبقت عزرائيل الى هذه المرجعيات عند دخولها المستشفيات00

نعم يتعرض نظام صدام للمرجعية الدينية في النجف الاشرف وينتهك حدودها باستمرار و علينا الدفاع عن حريمها بما نمتلك من قدرات و امكانات ، اما ان يأتي من  ينتهك حدود المرجعية في محيطه ودائرته و لا يصون حرمتها و يطالب بايجاد وسائل كفيلة للدفاع عن مرجعية النجف الاشرف ، فنقول له يجب عليك اولا ان تحترم ما بحوزتك من رجالات الفكر و المرجعية و بعد ذلك طالب الاخرين ان يحترموا المرجعية .

فمن خالف عمله قوله فعلينا ان نلعنه و لا غير ...