المرأة اليابانية تبحث عن فرص العمل المتساوية والوصول الى عرش الامبراطورية

قال مسؤول في الحكومة ان مجلس الوزراء الياباني وافق يوم الثلاثاء على اجراء تعديلات في قانون المساواة في فرص العمل في خطوة تهدف الى مكافحة التمييز ضد النساء في العمل.

وقالت وكالة كيودو للانباء ان التشريع الذي تأمل الحكومة اقراره خلال الدورة البرلمانية الحالية سيسهل من حصول النساء على اجازة لرعاية طفل وسيحظرعلى اصحاب العمل التمييز ضد الحوامل او من لديهن اطفال صغار كما سيشدد عقوبات التحرش الجنسي.

ومن المنتظر ان يدخل القانون بعد تعديله حيز التنفيذ في ابريل نيسان 2007. وهذا هو التعديل الاول منذ عام 1997 في قانون فرص التوظيف المتساوية المطبق منذ 20 عاما.

وبرغم ذلك فان منتقدين قالوا ان التعديلات المقترح ادخالها على القانون محدودة.

وبعد 20 عاما من دخول قانون فرص العمل المتساوية حيز التنفيذ فان النساء في اليابان لا يزلن متأخرات في وضعهن السياسي والاقتصادي عن نظيراتهن في كثير من الدول الصناعية.

وتتقاضى اليابانيات في المتوسط ثلثي ما يتقاضاه الرجال من رواتب كما ان قليلا منهن من يشغلن مواقع إدارية.

وسيكون تعزيز مشاركة النساء في العمل ضروريا لمواجهة تقدم نسبة كبيرة من اليابانيين في السن وما نجم عنه من انخفاض نسبة العاملين الى المتقاعدين.

وتفضل اليابانيات الاستقالة من وظائفهن بعد الانجاب والعودة الى العمل بعض الوقت عندما يبلغ اطفالهن سن المدرسة. وتبلغ نسبة النساء العاملات في اليابان 55 في المئة من مجموع النساء مقارنة بنسبة 62 في المئة في الولايات المتحدة.

هذا وقد تجمع الاف الاشخاص تحت علم ياباني ضخم في ستاد بطوكيو يوم الثلاثاء للاحتجاج على اقتراح يسمح للنساء وابنائهن باعتلاء عرش البلاد.

وتخلى رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي الشهر الماضي عن خطة لتقديم مشروع قانون الى البرلمان يسمح للنساء بوراثة العرش الامبراطوري بعد انباء عن حمل الاميرة كيكو زوجة الامير اكيشينو الابن الاصغر للامبراطور اكيهيتو. ويأمل كثيرون ان تنجب وريثا ذكرا لعرش الاقحوان.

واجتذب الحشد رجالا ونساء من أرجاء البلاد الى ستاد بودوكان المعروف باستضافة عروض فنون القتال التقليدية حيث حذر المتحدثون من احياء خطط تعديل قانون وراثة العرش.

وقالت ايا هارا وهي ربة بيت تقيم في طوكيو وهي تحمل طفلها البالغ من العمر ثمانية اشهر على ظهرها "المساواة امر طيب. لكن عندما يتعلق الامر بالتقاليد لا اظن اننا بحاجة لان نطبق المساواة في كل شيء.

"إنني هنا لانني أريد حماية تقليد وراثة الذكور للعرش الامبراطوري."

ومن المتوقع ان تضع الاميرة كيكو حملها في سبتمبر ايلول وهو نفس الشهر الذي سيتنحى فيه كويزومي عن منصبه كزعيم للحزب الديمقراطي الحر ومن ثم كرئيس للوزراء.

ولم يعلن بعد نوع الجنين.

وللامبراطور اكيهيتو ابنان هما ولي العهد الامير ناروهيتو والامير اكيشينو لكن الاسرة الامبراطورية لم يولد لها ذكر منذ 40 عاما وهو ما يعني ضرورة تغيير القانون لتجنب ازمة في وراثة العرش.

واقترحت لجنة استشارية لكويزومي السماح باعتلاء النساء للعرش على قدم المساواة مع الرجال وهي خطوة يمكن ان تجعل الاميرة ايكو ابنة ناروهيتو البالغة من العمر اربع سنوات اول امبراطورة ترث العرش منذ القرن الثامن عشر.

وقال تيروماسا ناكانيشي الاستاذ بجامعة كيوتو "يجب الا ننسى ان البعض في الحكومة ما زال يرغب في تقديم مشروع القانون للبرلمان."

واضاف متحدثا بعد ان انشد الحضور النشيد الوطني بأداء حماسي ومن بينهم عشرات من اعضاء البرلمان من كل من الحزب الديمقراطي الحر الحاكم والحزب الديمقراطي المعارض "الازمة مستمرة".

ويقول كثير من المحافظين انهم لا يعارضون اعتلاء ايكو للعرش فقد حكمت ثماني امبراطورات اليابان في الماضي لكنهم يعارضون توريثه لابنائها لان ذلك سيمثل خروجا عن التسلسل المباشر لتوريث العرش من الاباء الى الابناء الذي يعتقدون انه لم ينتهك منذ الفي عام.

الا ان معظم التقليديين يفضلون اعادة فروع من العائلة الامبراطورية تم استبعادها بعد الحرب العالمية الثانية في مسعى لايجاد وريث ذكر.

وقال تاكيو هيرانوما عضو البرلمان والوزير السابق امام الحضور "الاسرة الامبراطورية هي الكنز الوحيد للشعب الياباني

يجب ان ننفذ الاصلاحات الضرورية لكن عندما يتعلق الامر بالتقاليد فيجب ان نحميها بكل قوتنا."

ولكن بعد انتهاء الاحتجاج برفع الايادي قال البعض انهم لا يحملون الامر على محمل الجد الى هذا الحد.

وقالت امرأة طلبت عدم الافصاح عن اسمها "كنت في الطابق الثاني وعندما نظرت لاسفل رأيت الكثير من الرؤوس الصلعاء. اعرف ان الرجال من ذلك الجيل ربما يزعجهم التغيير. انا شخصيا لا فرق عندي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/اذار/2006 -8/صفر/1427