نــزار حيدر في تجمع جماهيري بواشنطن: سنة العراق وقعوا في فخ الاعلام العربي الذي كان يحرض على العنف والارهاب

  

قال نـــزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن، أن المرجعية الدينية، عندما سمت المجرمين القتلة الذين دنسوا المقدسات الإسلامية في مدينة سامراء، بتفجيرهم لمرقد الامامين الهمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، بـ(التكفيريين) إنما قصدت بذلك عزلهم عن المجتمع العراقي، ومحاصرتهم، حتى لا تتهم أية طائفة من طوائف المجتمع العراقي بارتكابها لتلك الجريمة البشعة، داعيا السنة في العراق إلى أن يحذوا حذو المرجعية الدينية، فيبادروا إلى تسمية الفاعل، وتحديد هويته، للمشاركة في عزله عن المجتمع، وبالتالي محاصرته وطرده من بين صفوف العراقيين.

   وأخذ نـــــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في التجمع الجماهيري الذي عقده مركز دار السلام في العاصمة الاميركية واشنطن يوم أمس، لشجب واستنكار العملية الإرهابية التي طالت المرقد المقدس في مدينة سامراء، وللتأكيد على الوحدة الوطنية العراقية، أخذ على علماء السنة في العراق التسرع في اتهام (الشيعة) بعد كل عملية قتل يتعرض لها إمام مسجد(سني) مثلا، فذلك يدل على عدم تحليهم بالحكمة ووقوعهم في فخ الإعلام العربي الطائفي، الأمر الذي يؤدي إلى التحريض على العنف والإرهاب، وهذا أمر يؤسف له، ما كان ينبغي على سنة العراق أن يقعوا فيه، وهم يرون ويلمسون الظروف القاسية والمريرة والقاهرة التي يمر بها العراق في ظل التحديات الخطيرة.

   وأضاف نــزار حيدر بالقول: 

   لم يثبت سنة العراق، وللأسف الشديد، الحكمة الكافية والعقلانية اللازمة، لتجاوز الأزمات التي تمر بالعراق وأهله، فبينما تحصر المرجعية الدينية المسؤولية على الفئة الضالة (التكفيريون) لعزلهم عن المجتمع العراقي وعن (السنة) على وجه التحديد، يطلع علينا علماء وقادة السنة في الإعلام العربي الطائفي ويحملون (الشيعة) مسؤولية كل ما يتعرضون له، أحيانا، من قتل أو هجوم على مسجد أو مقر حزبي، إن ذلك ليس من الإنصاف، وهو لا يساهم في تحقيق الوحدة الوطنية، أبدا، فلماذا يتهم الشيعة، فور كل عمل مرفوض يطال(السنة) فيما يسجلون كل هذه الجرائم التي تتعرض لها الأغلبية من العراقيين، والتي كان آخرها الجريمة التي شهدتها مدينة سامراء، ضد مجهول؟ .

   ودعا نــزار حيدر سنة العراق إلى تسمية المجرم وحصر المسؤولية بالتكفيريين والمتخلفين القتلة ليساهموا في محاصرتهم وعزلهم عن المجتمع العراقي، معتبرا أن استمرار وجود هذه الفئة الضالة في العراق، يشكل خطرا كبيرا على مستقبل هذا البلد وشعبه.

   وفي تصريحات أدلى بها إلى الفضائية (العراقية) عما استهدفه المجرمون من فعلتهم الشنيعة في مدينة سامراء، قال نــزار حيدر:

   لقد استهدف هؤلاء القتلة المجرمون أمران؛ الأول، هو تفتيت وحدة المجتمع العراقي، من خلال إثارة النعرات الطائفية إلى درجة الحرب، وفل عزيمة العراقيين لتهيئة الأرضية اللازمة للعودة بالعراق إلى سابق عهده، تحكمه الأقلية في إطار سياسة الإقصاء العنصري والطائفي، والثاني، هو تدمير العملية السياسية الجديدة، وإيقاف التقدم الملحوظ الذي يشهده العراق على هذا الصعيد.

   ولذلك، قال نــزار حيدر، فان أفضل رد يجب أن يأتي من العراقيين كافة على هذه الجريمة، هو التمسك أكثر فأكثر بالوحدة الوطنية، والاندكاك في العملية السياسية الجارية في البلاد.

   عن قراءته لمعنى ردود الفعل الكبيرة التي ووجهت بها الجريمة النكراء، قال نــزار حيدر:

   انه دليل واضح على أهمية وقداسة الهدف الذي تعرض لهذه الجريمة(الحضرة العسكرية في مدينة سامراء) ودليل على احترام كل العالم له، كما أنه دليل على عظمة الجريمة التي ارتكبها القتلة، ولذلك جاءت ردود الفعل عالمية وإسلامية وعربية، شعبية ورسمية. 

   كما أنها، ردود الفعل الواسعة، تدلل على أن العالم استوعب الرسالة التي حاول المجرمون القتلة تبليغها بفعلتهم الشنيعة، وهي السعي لتدمير العملية الديمقراطية في العراق الجديد، ولذلك وقف العالم إلى جانب العراقيين الذين يسعون لبناء نظامهم السياسي الديمقراطي الجديد، ضد التكفيريين الظلاميين.

   وكان قد تحدث في التجمع، كذلك، كلا من السيد حامد الأعرجي إمام مركز دار السلام، والذي استنكر الجريمة التي طالت مرقدا مقدسا ومحترما لدى جميع العراقيين وليس عند الشيعة فقط، على حد قوله، والدكتور داوود عبد الرحمن ممثل جبهة التوافق العراقية في واشنطن، والذي غبط الشيعة على مرجعتهم الدينية الرشيدة التي ساهمت في توحيد الموقف الشيعي ونزع فتيل الفتنة الطائفية، الأمر الذي يفتقر إليه سنة العراق، على حد وصفه، وكذلك السيد كريم الموسوي ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في العاصمة واشنطن، والذي أكد على أن مثل هذه الجرائم لن تؤثر على تقدم سير العملية السياسية الجديدة في العراق، لوعي العراقيين للأهداف الخبيثة التي يضمرها الإرهابيون القتلة.

   كما شارك في المداخلات عدد كبير من الحضور الكريم، منهم السيدة مريم الريس عضوة الجمعية الوطنية العراقية المنتهية ولايتها، والتي حلت ضيفا على العراقيين في واشنطن من بغداد، والدكتور مهدي الصندقجي عضو الأمانة العامة في مركز دار السلام، وآخرون عديدون، شجبوا في أحاديثهم الجريمة النكراء، داعين إلى حوار أكثر صراحة وجدية بين مختلف الفرقاء، لقطع الطريق على القتلة والمجرمين.

   الجدير بالذكر، أن هذا التجمع أداره الإعلامي العراقي المعروف الدكتور عادل عوض، والذي قدم رؤية وافية عن تطورات الوضع السياسي والأمني في العراق، اثر الجريمة النكراء التي هزت العراق والعالم، مشيرا إلى مختلف جوانب الأزمة وتداعياتها، بما في ذلك احتمالات اندلاع حرب طائفية بين العراقيين، ومدى اقتراب هذا الاحتمال مع الواقع الاجتماعي العراقي المتنوع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  27  /شباط /2006 -28 /محرم الحرام/1427