حياة الإمام علي الهادي (ع) العامرة بعظمة الإسلام

اعداد: قسم المتابعة[1]

* ولادة الإمام الهادي (ع):

ولد الإمام الهادي (ع) في قرية (صرّيا) بإحدى نواحي المدينة المنورة وكان رسول الله محمد (ص) قد بشرّ بولادة الإمام الهادي (ع) بقوله: (إن الله تعالى ركب في صُلب الإمام الجواد (ع) نطفة... بارة مباركة، طيبة طاهرة، تسمى عنده سبحانه وتعالى بعد الولادة الميمونة علي بن محمد (ع) إذ ألبسهما السكينة والأسلمة العظيمة) وأودعها العلوم وأسرار الحياة والممات وقد عُرف الإمام الهادي (ع) أنه إذا لقي شخص وفي صدره شيء أنبأه به. وقد اختلف المؤرخون قليلاً في تاريخ ولادته (ع) فقيل أنه ولد في شهر رجب سنة 212هـ أو سنة 214هـ وقيل عن يوم ولادته (ع) أنه في النصف من شهر ذي الحجة أو السابع والعشرون منه.

* اسمه وكنيته الشريفين:

اسمه: علي، وكنيته: أبو الحسن

* ألقابه الشريفة:

الهادي، النقي، النجيب، المرتضى، العالم الناصح، العسكري.

والده ووالدته المقدّسين:

والده هو الإمام محمد بن علي الجواد. وأمهُ – السيدة سُمانة المغربية وقيل أنها أم الفضل وقيل أن أسمها عاتكة أو سوسن.

* حياة الإمام الهادي (ع):

عاش الإمام الهادي (ع) في المدينة المنورة مع والده الإمام الجواد (ع) زهاء سبع سنوات في بيت محاط باركان الإيمان والفضيلة والإمام الهادي (ع) هو أحد الأئمة المنصوص على إمامته من جده رسول الله (ص) وذلك في مواد ونصوص عديدة، وروى المسعودي في كتاب (إثبات الوصية) إن الإمام الجواد (ع) لما حضرته الوفاة نص على إمامة الإمام الهادي (ع) وكان قد سلمه بالمدينة المنورة.. سلاح رسول الله (ص) ومواريث الأنبياء.

* الإمام الهادي (ع) وحكام عصره:

حين غادر الإمام الجواد (ع) المدينة المنورة متجهاً نحو بغداد بطلب من الخليفة العباسي (المعتصم) بقي الإمام الهادي (ع) وأخوه موسى الملقب بـ(المبرقع) في المدينة المنورة ولما استشهد الإمام الجواد (ع) نحبه مسموماً ببغداد حضر الإمام الهادي (ع) عنده، وقام بتغسيله والصلاة عليه ودفنه.

وإذ امتازت الفترة التي حكم بها بني العباس بالاضطرابات والصراع على السلطة فيما بينهم بأوقات ومناسبات ليست قليلة فقد عاصر الإمام الهادي (ع) تلك الظروف العصيبة والمخاطر المتربصة به بالذات وبالإسلام الحقيقي في كل لحظة خاصة وأنه عاصر عدة خلفاء أمتاز بعضهم بالمزاج الحاد ومعاداة أهل بيت النبي محمد (ص) ومنهم الإمام الهادي (ع) هو نفسه حيث عاصر الإمام الهادي من خلفاء العباسيين الخليفة المعتصم والخليفة الواثق والخليفة المتوكل والخليفة المنتصر والخليفة المستعين والخليفة المعتز بعد أن أجاز كل من هؤلاء الخلفاء إضافة كلمة (بالله) إلى أسمائهم فأصبح يقال عن المعتصم (المعتصم بالله) وعن المتوكل.. (المتوكل بالله) الخ في حين كان معظم هؤلاء الخلفاء يعادون النبي محمد (ص) ورسالته الإنسانية في شخوص عترته الطاهرة من أبنائه رغم علمهم أنه (ص) قد أوصى بهم (المحبة) و(المودة) وبهذا الصدد ينقل أبو فرج الأصفهاني في متن كتابه الشهير – مقاتل الطالبيين في الصفحة 395:

(كان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم، مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم.

واتفق أن عبد الله بن يحيى بن خاقان – وزيره – كان يسيء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهما ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله).

* الإمام الهادي (ع) والخليفة المتوكل

بعد وفاة الإمام محمد الجواد (ع) وانتقال الإمامة إلى ولده الإمام علي الهادي (ع) مكث الإمام الهادي (ع) في المدينة المنورة حتى بلغ من العمر ما زاد على العشرين سنة وكان أهل المدينة يجلّوه ويعظموا منزلته لنسبه الشريف ومن الطبيعي فإن التجاء العامة الناس إليهم في حل مشاكلهم وما كان يشغل بالهم من مسائل الشرعية يحدد هو (ع) أفضل الحلول الدينية لها قد زادت من شعبية الإمام وفي سنة 223هـ حين استلم الخليفة المتوكل منصة الحكم أظهر حقده الإجرامي المريض ضد آل رسول الله (ص).

وكان والي المدينة المنورة عبد الله بن محمد يرفع التقارير إلى المتوكل بعد أن يشبعها بكلام التحريض ضد الإمام الهادي (ع) إذ تجرأ الوالي عبد الله بن محمد على كل ما له صلة برموز الإسلام لما كتب إلى المتوكل هذه الكلمات:

(إن كان لك في الحرمين (مكة والمدينة) حاجة فأخرج علي بن محمد منهما، فإنه قد دعاء الناس إلى نفسه، وأتبعه خلقاً كثير).

* أولاد الإمام الهادي (ع)

كان للإمام علي الهادي (ع) أربعة أولاد ذكور وبنت واحدة وهم بحسب تسلسل ولادتهم:

1- السيد محمد

2- الإمام الحسن العسكري (ع)

3- جعفر

4- الحسين

5- عليَّة

* من أدعية الإمام الهادي (ع):

الحمد لله الذي لا من شيء كان، ومن لا شيء كوّن ما قد كان، مستشهداً بحدوث الأشياء على أزليته، وبما وسمها به – من العجز – على قدرته، وبما اضطرها إليه – من الفناء – على دوامه)

* ومن كلمات الإمام الهادي (ع):

(إن الله جعل الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عُقبى، وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً).

- الحِلم أن تملك نفسك، وتكظم غيظ مع القدرة.

- وقال للخليفة المتوكل يوماً في جواب بكلام دار بينهما:

(لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه، ولا الوفاء من غدرت به، ولا النُصح ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك لقلبك له).

* تاريخ استشهاد الإمام الهادي (ع)

رغم اختلاف المؤرخون في تاريخ استشهاد الإمام علي الهادي (ع) إلا أن هناك شبه إجماع فيما بينهم على ترجيح الثالث من شهر رجب سنة 254هـ يوماً لانتقال روحه الطاهرة إلى سماوات باريها.

وقصة استشهاده بحسب أكثر مصادر التاريخ توثيقاً قد حدثت بعد أن ذاعت شهرة الإمام الهادي (ع) حيث استدعاه الخليفة المتوكل من المدينة المنورة إذ خاف على زوال حكمه ودولته إليه بما له من محبة وتأييد الناس للإمام (ع) ولذا فقد أسكن الخليفة المتوكل الإمام الهادي (ع) في عاصمة خلافته  سامراء ثم دس له السم وكان عمره آنذاك (40) سنة ودفن في داره في سامراء.

[1]  المادة الانترنيتية الآنفة معدة بتصرف عن كتاب: (الإمام الهادي (ع) من المهد إلى اللحد) للمؤلف السيد محمد كاظم القزويني إصدار مؤسسة البلاغ (بيروت – لبنان) ط1 1411هـ  1990م.

شبكة النبأ المعلوماتية الاثنين 27  /شباط /2006 -28 /محرم الحرام/1427