الوهابيون .. خوارج العصر

بقلم: د. وليد سعيد البياتي

يكشف السلوك الارهابي لخوارج العصر عن مدى الانحطاط والتردي الذهني الناتج عن الانغماس الكامل في قيعان العهر الفكري، والشذوذ النفسي، المتوارث عن خوارج القرن الهجري الاول، فان اية دراسة تحليلية لفكر وفقه الخوارج عبر التاريخ ستكشف لنا بجلاء ذلك الخواء الفكري، والشذوذ الفقهي، اضافة الى الانحراف النفسي الذي يتمتع به الخوارج قديما وحديثا، هذا الانحطاط تكشفه عقلية احد الارهابيين، وهو السعودي فيصل الزامل الذي غمس قلمه في مستنقع العفن و كتب في موقع "شؤون سعودية – Saudi affairs" ممجدا ومادحا لواء تبوك السعودي المتخصص بتفجيرات السيارات المفخخة في معظم المدن العراقية والتي ادت الى استشهاد المئات من العراقيين الشرفاء وتعويق الكثير من الابرياء، وايتام مئات الاطفال، وثكل النساء، ويكيل هذا الارهابي الزامل المديح والثناء لكبير الخوارج الزرقاوي الذي يسميه امير المؤمنين وهذا اللقب منه براء، مادحا طرق الذبح التي يمارسها هذا الخارجي "وهنا تزكم انفك رائحة السادية والشذوذ النفسي" والتي يصفها بالاسلامية وكأن الشريعة الاسلامية نصت على ذبح البشر، ولا ادري اين هي النصوص الشرعية التي تكرس الذبح والتفجير بحق البشر؟ ومن اباح لهذا الخارجي هذا الفعل؟ الذي لايمت لانسانية الانسان بشيء. ولايفوت الخارجي كيل الشتائم لشيعة اهل بيت النبوة واصفا ايانا "الشيعة" بالروافض واني لاقسم انه لايعلم معنى هذه المفردة، التي جاءت على ألسنة السلفية من اتباع النكرات اصحاب السقيفة وشورى السوء الذين أولدوا خوارج القرن الاول وهؤلاء اورثوا كراهية اهل البيت الاطهار عليهم السلام وشيعتهم في نفوس وعقول جهالهم وشذاذهم حتى وصلت للزرقاوي والزامل وابن لادن وغيرهم كثير من اتباع الشيطان واصحاب الهوى.

      المثير للدهشة وانا الذي كففت عن الاندهاش ان هذه المواقع الارهابية لاتزال تظهر على شبكات الانترنيت دون ان تقوم الجهات المختصة بالحرب على الارهاب باغلاقها واعتقال مموليها والعاملين عليها، كما ان حماية شبكات الانترنيت من ان تصبح موئلا  لممولي الارهاب والداعين اليه مهمة تقع على عاتق الجهات العليا التي تشرف على مراقبة ما يظهر على الانترنيت، ومن هنا يجب ان تصبح محاربة الارهاب الاعلامي جزءا اساسيا من الحملة العالمية على الارهاب، ان قطع الطريق على الزرقاوي وبقية خوارج العصر وعدم تمكينهم من استعمال شبكات الانترنيت مهمة دولية وانسانية في آن.

     ثمة خلل كبير وتواطوء مشبوه يقوم به البعض لصالح الارهاب، والا كيف يستطيع شيطان الخوارج ابن لادن من الظهور المستمر على الشاشات وشبكات الانترنيت، ولماذا الجزيرة مثلا تصبح الناطق الرسمي لابن لادن ثم الزرقاوي، وكلاهما من رؤساء شياطين الخوارج؟ وهنا يحق لنا ان نتساءل من وراء هذا التكثيف الاعلامي المبرمج والممول جيدا الذي يسمح بنشر عمليات الذبح والتقتيل التي تمارس ضد شيعة اهل البيت الاطهار عليهم السلام؟ من هم الاشخاص والجهات والدول التي تمول الارهاب؟ بالتاكيد ان دول الجوار العراقي هي العامل الاول والممول الاول، وبالتأكيد ان اجهزة مخابراتية عالية المستوى وتمتلك خبرات تدميرية كافية هي التي تمد خوارج العصر بالمعلومات والتقنيات الارهابية، ولا استثني بقايا البعث، كما لا استثني شخصيات من داخل المجتمع العراقي من الذين خاضوا سابقا في مستنقعات البذاءة وولغوا في دماء الشيعة عبر تاريخ العراق المعاصر والذين يظهرون تحت مسميات عديدة، كانوا قد التقوا مع افكار البعث العفنة، وعاشوا على فتات الموائد، ولكنهم لم يكونوا في عصر صدام الا ماسحي اكتاف ارتضوا الهوان والعيش الذليل، وبعد سقوط الصنم تصوروا ان حركة التاريخ تقدم لهم فرصة سانحة ليحلوا محل الطاغية لكن وجود الفكر الشيعي الذي يتمتع بقاعدة شعبية عظيمة كان العقبة الكأداء في تحقيق مآربهم فالقوا بأيديهم الى خوارج العصر ومن سايرهم ليشكلوا جبهة البذاءة الارهابية.

     وهكذا يصبح السكوت على الارهاب إرهابا، وتسهيل وايواء الارهابيين الذي صار سوقا شائعة لدى شيوخ عشائر المثلث السني يعد ارهابا، تقديم التسهيلات الاعلامية من قبل بعض القنوات الفضائية كالجزيرة يعد ارهابا دوليا، السماح بحركة الاموال التي تمول العمليات الارهابية هو بالتأكيد ارهاب رغم انف المموِلين والمموَلين (بفتح الواو)، وهكذا فإن اي تهاون شخصي او حكومي او اعلامي في ادراك خطورة الارهاب الخوارجي (نسبة الى الخوارج) يعد مكسبا للارهابيين في تفعيل جرائمهم، والمطلوب مزيد من الحزم والشدة القاسية، ان هؤلاء تعودوا على رائحة الدم وهم ساديون بالفطرة والتوارث، ومن هنا يجب مجابهتهم والرد عليهم بالاسلوب نفسه الذي لايعرفون غيره.  

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية الاحد  26  /شباط /2006 -27 /محرم الحرام/1427