توتر في شوارع بغداد بعد تفجير مرقد الإمام على الهادي

بغداد (رويترز) - أرعب رجال ميليشيا في شاحنات السائقين القلائل الذين كانوا يتحركون في شوارع بغداد المُظلمة يوم الاربعاء بعد ان جعل تفجير مرقد شيعي العراقيين يخشون ان يكونوا على وشك الدخول في حرب أهلية طائفية.

ودعا الزعماء السياسيون والدينيون الى الهدوء ولكن الشوارع التي يُخَيم عليها التوتر ورجال الشرطة المتوترون والعراقيون الذين يقفون في صفوف للحصول على الخُبز لئلا يخرج العنف عن نطاق السيطرة يشير الى عكس ذلك.

وقال محمد طاق الذي وقف في صف طويل خارج متجر لبيع الخُبز "لا نعرف ما الذي يمكن ان يحدث خلال الأيام القليلة المُقبلة. سأشتري أكبر قدر يُمكنني شراؤه بسبب الموقف الأمني."

وفي شارع صدام في وسط بغداد المزدحم في العادة شعر مجموعة من السائقين بالفزع عندما ظهر رجال ميليشيا جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في شاحنة صغيرة وهم يلوحون ببنادق ايه.كي. 47.

وأكد المقاتلون الذين نادرا ما يُشاهدون خارج معقلهم الشرقي في مدينة الصدر سيطرتهم بايقاف المرور لمدة عشر دقائق ثم انطلقوا مُسرعين. وشعر العراقيون بالضيق مرة أُخرى بسبب حارس شخصي يرتدي ملابس مدنية وبيده سلاح كان يمر بعينيه على السيارات والموكب الذي يحميه يمضي مُسرعا.

وبرزت مخاوف من عمليات قتل انتقامية بعد الهجوم على القبة الذهبية في سامراء وهي من أقدس الاماكن عند الشيعة.

وقالت مصادر وزارة الداخلية ان ستة من السنة من بينهم ثلاثة من رجال الدين قتلوا وهوجم 27 مسجدا للسنة بقذائف صاروخية وصواريخ ونيران بنادق.

وفضل بعض العراقيين ألا يفكروا في العواقب المحتملة لتفجير المرقد حيث يشعرون بحالة من اللامبالاة بعد عمليات التفجير الانتحارية التي لا هوادة فيها وإطلاق النار والاختطاف.

وقال هاني كوثر الذي كان يقف في سوق صغيرة بجانب منطقة تحظى بحراسة شديدة يقيم بها قادة الشيعة العراقيين "ليس هناك ما يمكننا ان نفعله."

واضاف "أنا أغادر منزلي كل يوم للعمل واذا قتلت فهذا هو ما يريده الله."

وفي حي أور بالعاصمة احتلت ميليشيا جيش المهدي مسجدا للسنة ووضعوا علمهم على مئذنته. وقال السكان في حي البنوك ببغداد ان نحو 50 مقاتلا من جيش المهدي هاجموا مسجدين هناك.

وانتشر مئات آخرون من مؤيدي الصدر الآخرين مُسلحين ببنادق ايه.كي. 47 في مدينة الصدر التي تمثل معقلهم ببغداد.

وعلى الجانب الآخر من البلدة وقف منافسوهم مقاتلو فيلق بدر الذين يتهمهم السُنة بادارة جماعات قتل في ملابسهم الخضراء المموهة وفتشوا السيارات واحدة بعد الأخرى.

أما جاسم الكاظم الذي كان يجلس الى جانب أكياس الدقيق (الطحين) الثقيلة في متجره فقد ألقى باللوم في الهجوم والفوضى الدموية المتفشية في العراق على الدول العربية قائلا انهم أرسلوا مُسلحين لتدمير هذه الدولة.

"قاتلت اسرائيل من أجل هذه الدول العربية وانظر الى ما يفعلونه. الأمة العربية كلبة بنت كلب."

وينظر بعض العرب السنة الى الشيعة العراقيين نظرة شك باعتبارهم حلفاء محتملين لايران الشيعية غير العربية.

وقال رجال الشرطة المتوترون الذين يقفون الى جانب مسجد شيعي في وسط بغداد انهم تلقوا تعليمات بتشديد الأمن في الموقع.

ولكن أحدهم قال انه رفض واضاف "سأحمي فقط المسجد السني في الطريق وليس هذا المسجد." غير انه رفض ان يقول الى أي فئة ينتمي.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 23  /شباط /2006 -24 /محرم الحرام/1427