الوفود الاوروبية في بغداد

عبدالامير علي الهماشي

بعد أن كان العراق موطئا للجيوش ورجال الحرب أصبح اليوم محطة لرجال السياسة والمال والأعمال من الاوربيين وغيرهم ،وأصبحت بغداد على جدول أعمال الزائرين الى الشرق الاوسط.

ويتساءل بعضنا عن هذا الزخم الاوربي الذي يُحاول ان يستبق الزمن في الوصول الى العاصمة العراقية ،فبالامس كان وفد الرئاسة الفرنسي واليوم وفد الماني وبعد غد وفد إيطالي كبير.

ويحاول بعض المراقبين والمحللين أن يكون دبلوماسيا فيثني على((شجاعة)) هذه الوفود بالوصول الى بغداد ولايجيب على التساؤل ،لماذا هذا الزخم الاوربي؟

وقبل الاجابة عن هذا التساؤل نقول ان هذه الوفود انتظرت نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات ،بعد أن كانت تتردد في القدوم الى بغداد..

وإن كانت شركات هذه الدول حاولت استباق حكوماتها قبل أشهر عديدة إلا أن القرار السياسي الاوروبي في الانفتاح على بغداد بهذه الصورة لم يكن لولا ان استقرت الاوضاع ،وظهور نتائج انتخابات مجالس المحافظات،ولكن بعض المحللين يُحاول التقليل من هذا الفوز والتغيير على الخارطة السياسية ليقول ان نجاح الانتخابات التي تُشير الى أن سياسي البلد أصبحوا يحتكمون الى صناديق الانتخابات وابتعدوا عن أن يكونوا اُمراء حرب هو الذي دفع الاوروبين الى بغداد.

ولكني اتجه اتجاها اخر فاقول ان النتائج الاولية في انتخابات مجالس المحافظات يجعل من الحكومة المركزية قادرة على السيطرة على اجزاء واسعة من مؤسسات الدولة  وتكون ذات نسق واحد في حركتها ضمن خطة متكاملة لاتخبط عشوائي حيث لاتنفرد كل مؤسسة باتجاه مايحلو لها.

وهذا يُعطي انطباعا بأن القرار المركزي في القضايا الستراتيجية سواء في العلاقات الدبلوماسية او التجارية سيجد اليات تنفيذه بمرونة.

وكلما اتجه العراق نحو الاستقرار كلما تسابقت هذه الدول لتهرب من ركود اقتصادي ومالي تجاه سوق جديدة قد يغير هذا الركود الى حركة في اسواقها وشركاتها وتشغيل الايادي العاملة.

وكلما قوت الحكومة المركزية ستحاول هذه الدول التعامل معها وسترسل الوفود تلو الوفود.

لقد كانت هذه الدول تتردد كثيرا في المجيء الى بغداد لاسباب تتعلق بالداخل الخاص بهم لان المجيء كان يعني مساندة للولايات المتحدة ويعني اقرارها بما تفعله الولايات المتحدة.

وقد سبب هذا التأخير امتعاضا عند الشارع العراقي بتخلي هذه الدول عن العراق وعلى هذه الدول تعويض تأخيرها وإلا فإن العروض امام العراق كثيرة وسيكون التنافس اشده وعلى العراق ان يختار الافضل له أولا.

فبعد انتهاء الصفحة الاكثر ايلاما التي دفعنا فيها الكثير الكثير التي تمثلت في جعل العراق ساحة الحرب على الارهاب  ،لابد أن ندخل الصفحة الثانية بقدمين تمتلك التناسق في الخطوات تعرف مدى توسعها ومتى يمكن تقصيرها اذا ما أردنا أن نكون مثالا يحتذى به في الشرق الاوسط.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 21/شباط/2009 - 25/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م