مقدمة:
شهد الانسان على مر العصور كثير من الثورات: الصناعية،
والتكنولوجية، والمعرفية، وأصبحنا الآن نشهد الثورة الرقمية ؛ حيث
انتشر استخدام التكنولوجيا الرقمية في كل مجال من مجالات الحياة،
وأصبحت المعلومات الرقمية تحيط بنا من كل جانب، ونتيجة للثورة الرقمية
تبدلت أهداف التربية وتطورت، وتغير شكل مؤسساتها التعليمية؛ فأصبحت
تسعى نحو تحقيق الأهداف التي تساعد الأفراد على التكيف والتجاوب مع
متغيرات وتطورات هذا العصر، والبحث عن تنمية مهارات التفكير لدى
المتعلمين ليكونوا شركاء في هذا التطور السريع والمذهل.
خصائص التكنولوجيا الرقمية
للتكنولوجيا الرقمية عدة خصائص تميزها عن غيرها من الوسائل
التكنولوجية الأخرى، نذكر منها ما يلي:-
• وفرت مصادر معلومات واسعة ومتنوعة مثل: الكتب الإلكترونية
المكتوبة والمنطوقة، والمكتبات الرقمية، والمعامل الإلكترونية.
• تنمي لدى المتعلمين التفكير الناقد فيما يعرض عليهم من آراء
وأفكار ومصادر علمية عبر شبكة الإنترنت، كما تنمي لديهم المسئولية
الذاتية في التعلم.
• تعمل على تنمية مهارات التعلم الذاتي وتشجع على الاستقلالية
والاعتماد على النفس في البحث عن المعرفة والحصول على مصادر التعلم
المختلفة.
• توفر الوقت والجهد والتكلفة في كثير من مهام التعلم وأنشطته.
• سهولة النقل من مكان إلى أخر فى أسرع وقت؛ مما يسر الاتصال بين
الأفراد في أى وقت ومن أى مكان.
• سهولة الاحتفاظ بها، وتخزينها، وإعادة استخدامها دون قيود أو حدود.
• سهولة تطويرها وتحويلها، وتعديلها بما يتفق مع متغيرات العصر.
• مناسبتها لمختلف المجالات العلمية: الطبية، والصناعية،
والإقتصادية، والتجارية.
• سهولة تداولها، وسرعة معالجتها للمعلومات، مع إمكانية تحويلها من
شكل إلى أخر.
• ساعدت على إيجاد بيئات تعليمية جديدة مثل الفصول الافتراضية
والجامعات الافتراضية.
• وفرت وسائل الاتصال التزامني واللاتزامني بين المعلم والمتعلمين،
وبين المتعلمين وبعضهم البعض.
• أتاحت فرص تبادل الآراء والأفكار والخبرات بين المتخصصين والخبراء
من مختلف دول العالم؛ مما يجعل المعرفة متجددة ومتطورة باستمرار.
• ساعدت على حل بعض المشكلات التعليمية مثل:-
- قلة المباني الدراسية؛ حيث وفرت مؤسسات تعليمية افتراضية بدون
مباني أو جدران.
- عالجت النقص في الإمكانيات المدرسية من معامل ومختبرات؛ حيث وفرت
المعامل الإلكترونية الافتراضية التي يتعلم منها الطلاب ويجرون تجاربهم
في بيئة آمنة دون مخاطر.
- تعالج النقص في أعداد المعلمين، حيث توفر برامج تعليمية جماهيرية.
- تساعد على حل مشكلة ازدحام الفصول؛ حيث وفرت اسليب للتعلم من بعد.
أنواع التكنولوجيا الرقمية المرتبطة بالتعليم:-
1- الحاسوب التعليمي:
يعد ظهور الكمبيوتر واستخدامه في كثير من المجالات بداية لثورة
التكنولوجيا الرقمية، ومع انشاره الواسع ساعد على تطوير هذه
التكنولوجيا، وكذلك تطوير البرمجيات المختلفة، وقد تعددت طرق استخدام
الحاسوب في التعليم، وكذلك تعددت استراتيجياته، فظهرت برامج التعليم
الخصوصي، وبرامج التدريب والمماراسة، وبرامج المحاكاة، وبرامج الذكاء
الاصطناعي، وبرامج الحوار، وحل المشكلات....إلخ.
2-شبكة الإنترنت:
تعد الإنترنت الأداة الرقمية الرئيسة لتبادل المعرفة وتطويرها، وقد
فرضت نفسها على كافة المجالات والتخصصات العلمية، وساعدت الاتصال
المباشر وغير المباشر بين الأفراد والجماعات.
3-البريد الإلكتروني:
من الأدوات الرئيسة التي دفعت كثير من الأفراد لاستخدام شبكة
الإنترنت؛ حيث يسرت سبل التفاعل ونقل الملفات وتبادل الرسائل بين
الأفراد والمجموعات من مختلف دول العالم، كما جعلت من العالم قرية
كونية صغيرة؛ حيث تجاوزت حدود الزمان والمكان.
4- برامج المحادثة:
هى برامج توفر الاتصال التزامني بين الأفراد على اختلاف دولهم
ولغاتهم، وساعدت على تبادل الحديث في أسرع وقت من خلال النصوص المكتوبة
والصوت والصورة عندما تتوفر كاميرا رقمية، وتتوفر عديد من برامج
المناقشة والحوار على شبكة الإنترنت.
5- المكتبات الرقمية:
تعد المكتبات الرقمية إحدى المزايا المهمة التي وفرتها شبكة
الإنترنت، وتعد إحدى المصادر الأساسية في التعليم والتعلم والبحث
العلمي، حيث عملت علىى توفير وقت وجهد الباحثين من خلال الخدمات
البحثية التي توفرها للحصول على المعلومات في أسرع وقت وأقل جهد، وتيسر
لهم الاطلاع على كل ما هو جديد في تخصصاتهم المختلفة.
6-المجلات الإلكترونية:
توجد مئات المواقع للمجلات الإلكترونية في التخصصات المختلفة، والتي
تتضمن مقالات وبحوث ودراسات في كل فرع من فروع العلم منها ما هو مجاني
ومنها ما هو مدفوع الأجر.
7-الكتب الإلكترونية:
تتوفر الكتب الإلكترونية النصية والمسموعة عبر شبكة الإنترنت في
مختلف الموضوعات العلمية، وفي مختلف المجالات، وأصبحت مصدراً رئيساً من
مصادر الحصول على المعرفة.
8- المدراس الإفتراضية والجامعات الإفتراضية:
المؤسسات الافتراضية هى مؤسسات تتوفر فيها خصائص وصفات المؤسسات
التقليدية غير أنها موجودة على شبكة الإنترنت، ويتم إداراتها من خلال
نظم الإدارة الإلكترونية، وتبث برامجها و مناهجها عبر شبكة الإنترنت،
كما توفر فرص متعددة للاتصال بين المتعلمين والمعلمين، والمؤسسة
التعليمية ككل.
9- الهاتف الجوال:
من مزايا الثورة الرقمية إنتاج تكنولوجيا الهاتف الجوال وتطور
استخداماتها، حيث لم يقتصر فقط استخدامها في الاتصال بين الأفراد،
وإنما اتسعت لتقدم كثير من الخدمات التعليمية وتبادل الرسائل والوسائط
المتعددة التي تخدم كثير من المناهج الدراسية، كما تضمنت الألعاب
التعليمية التي تنمي لدى الأطفال كثير من المهارات والقدرات العقلية.
* قسم تكنولوجيا التعليم كلية التربية
جامعة الإسكندرية |