آفاق تكنولوجية: تقنية التواصل بين السيارات وصناعة القلب الطبيعي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في الاعوام الاخيرة باتت تكنولوجيا الاتصال بين الكمبيوترات الشخصية، او بين الاعمال عامة، أمراً واقعاً إذ عرفت بمسميات مختلفة مثل P2P وB2B، أي (من شخص لآخر) و (من عمل لآخر)، غير أن الاتصال بين السيارات لم يكن سوى ضرب من الخيال العلمي، وهو ما تحقق مؤخرا في مختبرات بحوث انتاج السيارات الالمانية، وبالتزامن مع هذا الانجاز العلمي، توصل علماء فرنسيون إلى تصميم (قلب اصطناعي) قد ينجح في حل محل القلب الطبيعي كلياً، عند المرضى المصابين بفشل في وظائف القلب، حيث يعتبر الخبراء ان هذا الاختراع هو الافضل من أي نوع آخر في السوق حالياً.

بالاضافة الى تقارير علمية اخرى تتعلق بانتاج الافلام ثلاثية الأبعاد واستخدامات جديدة لأشعة الليزر تقدم (شبكة النبأ) تقريرها العلمي التالي لقراءها الكرام:

تكنولوجيا تتيح للسيارات التواصل فيما بينها وتبادل المعلومات

في خطوة مستقبلية، وبمشاركة عدد من شركات صناعة السيارات الألمانية الرائدة، أجريت التجارب الميدانية على تكنولوجيا "الاتصال بين السيارات" أو التقنية المعروفة باسم "من سيارة لأخرى" Car-2-Car، وهذه المرة باستخدام سيارات حقيقية، وذلك في مدينة دودينهوفن الألمانية.

وتجري البحوث في تكنولوجيا الاتصال بهدف التوصل إلى وسيلة معيارية عالمية للاتصال بين السيارات. وفي حال نجاح استخدام هذه التكنولوجيا، فإنه من المتوقع أن يؤدي هذا الأمر إلى تطورات كبيرة في مجال السلامة على الطرقات جراء تبادل المعلومات بين السيارات.

فعلى سبيل المثال، إذا واجهت سيارة ظرفاً معيقاً كازدحام مروري، أو ضباب، أو طريق مغطى بالجليد أو حادث، ستقوم بإرسال هذه المعلومات لجميع السيارات التي قد تتأثر بهذه الظروف في تلك المنطقة، وبالتالي تتيح للسائقين قيادة سياراتهم بطريقة تتلاءم مع الموقف الوشيك. بحسب سي ان ان.

وتعمل هذه التكنولوجيا باستخدام وسيلة نقل البيانات اللاسلكية LAN بين السيارات، وباستخدام برنامج "كار غيت" CarGate، الذي يقوم بتكوين ملخص لبيانات السيارة، مما يسهّل الوصول إلى كم كبير من المعلومات، مثل السرعة المحددة للطريق، وسرعة المحرك، وسرعة عجلات السيارة، وحالة إشارات التنبيه.

علماء يطورون قلباً اصطناعياً أقرب إلى القلب الطبيعي

في خطوة رائدة من نوعها، توصل علماء فرنسيون إلى تصميم قلب اصطناعي قد ينجح في حل محل القلب الطبيعي كلياً، عند المرضى المصابين بفشل في وظائف القلب، حيث يعتبر الخبراء أن هذا الاختراع هو الأفضل من أي نوع آخر في السوق حالياً.

ويعتقد القائمون على تصميم القلب الاصطناعي أن التصميم الجديد هو الأقرب من حيث النوع إلى القلب الطبيعي، حيث يحتوي القلب الاصطناعي على مضختين بدلاً من مضخة واحدة، تعملان على تقليد دقيق للبطينين الموجودين في القلب البشري.

وقال الدكتور آلان كاربنتيير، الداعم الأساسي لصناعة القلب الجديد، إن القلب سيصبح متاحاً في السوق خلال ثلاث سنوات، وذلك بعد 15 عاماً قضاها في صناعة القلب وتمويل المشروع من شركة تصنيع أجهزة الطيران والدفاع الأوروبية EADS، التي تقوم بتصنيع طائرات Airbus.

وقال كاربنتيير إن "الجمع ما بين البحث الطبي وإلكترونيات الطائرات هو شيء طبيعي، لأن عمل القلب الجديد يعتمد بشكل أساسي على المواد القادرة على إبقاء الطائرات في الجو. بحسب سي ان ان.

ويحتوي القلب الجديد على نظام استشعار له القدرة على التقاط التغيير الحاصل في الجسم، مثل أي مجهود حركي، فيقوم القلب أوتوماتيكياً بتغيير نسبة الدم المضخ من وإلى القلب.

وتحتوي المواد المصنعة للقلب الجديد على مركبات حيوية معالجة كيماوياً، تُستخرج من خلايا حيوانية، وذلك لمنع حصول أي نوع من الجلطات، وهي برأي كاربنتيير السبب الأساسي لفشل العديد من التصاميم السابقة.

وعلق مدير مؤسسة القلب البريطانية، الدكتور بيتر ويسبيرغ، قائلاً: "إن اختراع قلب اصطناعي له القدرة على تنفيذ جميع وظائف القلب الطبيعي، بمثابة هدف لأي باحث طبي، ولكن السؤال هنا هو: لأي مدى يكون باستطاعة القلب الجديد أن يدق 60 إلى 100 مرة في الدقيقة دون توقف طول الحياة."

ولم تكن التصاميم السابقة مثل Seminal Jarvick 7، تعمل للحل محل القلب البشري، وإنما مساعدته جزئياً للقيام بوظائفه إلى حين حصول المرضى على قلب جديد، كما أن التصميم الأمريكي AbioCor، فشل في اتباع عدد الدقات المطلوبة في قلب الإنسان.

سيارة كهربائية شحنها أرخص من فنجان القهوة

كشفت شركة جنرال موتورز عن النسخة الانتاجية من سيارتها شيفروليه فولت الكهربائية التي يمكن شحنها من منفذ كهرباء عادي وتمثل ابرز خطوة في جهودها للابتعاد عن السيارات الكبيرة الشرهة للبنزين وبث الحياة في المبيعات التي يعتريها الضعف.

وقدم المدير التنفيذي ريك واجونر السيارة الصغيرة ذات الاربعة مقاعد والخطوط الانسيابية في مقر الشركة في ديترويت اثناء احتفال بالعيد المئوي لجنرال موتورز.

وقال واجونر "فولت ترمز الى التزام جنرال موتورز بالمستقبل... نوع الابتكار التكنولوجي الذي تحتاجه صناعتنا للتجاوب مع طاقة اليوم والغد والتحديات البيئية. بحسب رويترز.

وفيما وصف بأنه سباق مع شركة تويوتا موتورز بشأن من يكون اول منتج لسيارة كهربائية يمكن شحنها من منفذ كهرباء عادي عملت جنرال موتورز بقوة من اجل تطوير فولت في وقت مناسب كي يمكن طرحها في المعارض في 2010.

وكانت السيارات الكهربائية المهجنة الموفرة للوقود مثل طراز بريوس من تويوتا احدى النقاط المضيئة القليلة بالنسبة للصناعة في 2008 حتى الان.

وجاءت الضجة التي احاطت بالسيارة فولت مع معاناة شركة السيارات الاولى في الولايات المتحدة من ضعف المبيعات في ظل ارتفاع اسعار الوقود.

وتخفض جنرال موتورز مليارات الدولارات من التكاليف وتبيع اصولا لتعزيز مالياتها والتكيف مع تراجع المبيعات.

ورغم مشاكلها مضت جنرال موتورز قدما في تطوير فولت المصممة لتسير 40 ميلا (64 كيلومترا) ببطارية ليثيوم-ايون يمكن اعادة شحنها من منفذ كهرباء عادي. والسيارة بها ايضا خزان بنزين للرحلات التي يزيد طولها عن 40 ميلا.

وتقول جنرال موتورز ان السيارة فولت ستتكلف حوالي 2 سنت للميل الواحد لتعمل بطاقة البطارية بالمقارنة مع 12 سنتا للميل باستخدام بنزين بسعر 3.60 دولار للجالون. وقالت الشركة ان فولت ستتكلف 80 سنتا يوميا لشحن البطارية تماما اي اقل من سعر فنجان قهوة.

لكن قبل التمتع بهذا التوفير فمن المتوقع ان يكون على المستهلكين سداد سعر مرتفع للسيارة فولت حيث تتراوح تقديرات السعر الحديثة بين 30 الفا و50 الف دولار.

ولم تكشف جنرال موتورز نفسها عن السعر الذي تتوقع ان تبيع به السيارة فولت لكن مدير الانتاج بوب لوتز قال انه يأمل ان يكون السعر اقل كثيرا من الحد الاقصى لهذا النطاق.

وما زال انتاج الالاف من السيارات الكهربائية يعتمد على التقدم في تكنولوجيا بطاريات الليثيوم-ايون والقدرة على خفض تكلفة هذا الجزء المهم. وتعاني البطاريات من الارتفاع الزائد في حرارتها لكن لوتز قال ان الجيل الجديد من بطاريات الليثيوم والمستخدم في السيارة فولت لا توجد به هذه المشكلة. واضاف "المشاكل لدينا صفر فيما يتعلق بكيمياء البطاريات."

إنتاج افلام ثلاثية الأبعاد في المنزل

 كشف النقاب في معرض الالكترونيات في لاس فيجاس عن تقنية جديدة قد تجعل إنتاج أفلام بأبعاد ثلاثة ممكنا خارج الاستديوهات ذات الميزانيات الضخمة.

وعرضت شركتان في المعرض تقنية انتاج تلك الافلام في المنزل، باستخدام كاميرا الانترنت المزودة بعدستين والتي تحاكي تقنية الرؤية البشرية وتحول المشاهج الى صور بأبعاد ثلاثية. وتنتج شركة أخرى برمجية يؤمل أن تسهل عرض الأفلام ذات الثلاثة أبعاد على أنواع مختلفة من الشاشات.

وقد أنتجت شركة بي دي تي ومقرها مدينة مانتشستر البريطانية كاميرا الانترنت ذات العدستين القادرة على النظر الى المشاهد كالعين البشرية، ومن أجل مشاهدة الصورة التي تلتقطها الكاميرا يجب ارتداء نظارة خاصة ذات عدسات حمراء وزرقاء. ويمكن أن تعرض الأفلام التي تصور منزليا بهذه الكاميرا على يوتيوب.

وقد عرضت شركة تي دي الأمريكية في المعرض المذكور برمجية تسهل عرض الأفلام الثلاثية الأبعاد باستخدام أنواع مختلفة من الشاشات. بحسب سي ان ان.

وقال ايثان شير المتحدث باسم شركة تي دي ان الشركة طورت كاميرا فيديو خاصة يمكن استخدامها مع البرمجية لتحويل المشاهد الى فيلم ثلاثي الأبعاد.

وقال سير ان الشركة تتعاون مع شركات البث ومنتجي أفلام الدي في دي حاليا ولكنها ستستهدف المستخدمين العاديين في المشتقبل القريب.

المرآة الكاملة.. من الاستخدام العسكري إلى جراحات الليزر

ابتكر أحد العلماء أداة تتيح للأطباء استخدام الجراحة بالليزر في عمليات معقدة، وتوصف "المرآة الكاملة" بأنها اختراق بارز في مجال تقنية الليزر البالغة الدقة.

وكانت هذه الأداة في الأصل قد صممت للأغراض العسكرية لمصلحة وزارة الدفاع الأمريكية، ومن المتوقع أن يُحدث هذا الاختراع في مجال الألياف البصرية ثورة في الطرق التي يقوم بها الجراحون بعمليات جراحية للدماغ.

وقد قام يوئيل فينك، باختراع "المرآة الدقيقة المضخمة لجميع الاتجاهات"، لمّا كان عمره 29 عاماً، وكان حينها طالباً متقدماً في قسم علوم المادة بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا عام 1995.

وقد طُلب من فينك، الذي كان في السابق ضابطاً في الجيش الإسرائيلي، "المشاركة في مشروع ممول من وزارة الدفاع الأمريكية لابتكار مرآة كاملة"، كما صرح لـCNN.

وأضاف أن "المرآة الكاملة تعكس الضوء من جميع الزوايا ولا تمتص أي جزء منه، ويمكن استخدامها مثلاً لتعكس أشعة الليزر الخاصة بالعدو."

ووجد فينك أنه بأخذ مادتين، لكل واحدة منهما خواص بصرية مختلفة (واحدة تكون شبه زجاجية والأخرى مصنعة من البوليمر)، ووضعها معاً في طبقات رقيقة جداً ومشدودة جداً، على أن يكون سمك كل طبقة واحد ميكرون (أي واحد من الألف من الميليمتر)، ينشأ عاكس كامل.

وأهم شيء في هذا الاختراع، هو تغيير سماكة الطبقات ومسافتها، وبإمكان "المرآة الكاملة" أن تعكس أي نوع من الطاقة الكهرومغناطيسية، في مختلف الموجات.

وهذا يعني أن هذا الاختراع ليس مفيداً في الحقل العسكري وحقل الاتصالات فحسب، بل يمكن استخدامه في الجراحة الليزرية الدقيقة، وهي الجراحة التي تعتمد على استخدام الليزر أكثر من المباضع في كل أنواع العمليات، كعمليات إزالة الأورام أو علاج الصمم أو علاج إصابات العمود الفقري.

وتشتهر الجراحة الليزرية بتقليل الوقت الذي يتطلبه تعافي المرضي، وتجاوز التعقيدات غير المرغوب فيها، وصغر حجم الشق الجراحي في جسم المريض، وفي معظم الأحيان فإن المرضى يقضون وقتاً أقل داخل غرفة العمليات.

ولذا اتجه فينك إلى ابتكار "أداة من الألياف البصرية على شكل قلم" تتيح للجراحين سهولة التعامل مع الليزر والتحكم به للوصول إلى أي نسيج في الجسم تقريباً.

وحسب بعض الجراحين الذين استخدموا هذا الاختراع الجديد، فإن النتيجة مذهلة. فالدكتور ستانلي شابشاي، الجراح الأمريكي الشهير في مجال الأذن والأنف والحنجرة، قد أجرى أكثر من 100 عملية بواسطة "الليزر المكون من المرآة الكاملة"، قائلاً إنه وجد أن استخدام هذه الأداة الجديدة أيسر من استخدام المبضع.

وطبقاً للدكتور ستانلي فإن المرآة الكاملة تعد تطوراً مهماً كذلك، لأن الأطباء ظلوا لسنين غير قادرين على علاج المرضى بالليزر إلا في ظروف محددة وفي ظل تعقيدات كثيرة.

وأوضح أنه لغاية اختراع هذه المرآة، لم تكن هناك ألياف بإمكانها نقل ليزر ثاني أكسيد الكربون على نحو آمن.

فالجراحون كانوا مضطرين إلى توجيه أشعة الليزر بشكل مباشر من المولد الضخم وبزاوية مستقيمة فقط، ولم يكن يمكنهم الوصول إلى الأنسجة العميقة.ويعتقد الجراحون بأن تقنية الليزر ستزداد انتشاراً مع اختراع هذه الآلة.

ويسعى فينك إلى نشر الألياف التي توصل إليها إلى مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

وتهدف الشركة التي أسسها أومني غاد إلى توسيع استخدام هذا الابتكار عالمياً، لاسيما أن معظم المراكز الطبية في الولايات المتحدة تستخدمه حالياً، مشيراً إلى أنه يأمل "في أن يتمكن الابتكار من مساعدة المرضى في العالم."

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 7/شباط/2009 - 11/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م