تدريب المؤسسات التجارية الكبيرة وجهة جديدة للمنظمات غير الربحية

الربط بين أصحاب المشاريع وكبار قادة الأعمال مفتاح التنمية

 

شبكة النبأ: أثناء عملها مع مؤسسات تجارية في بوينس أيريس بالأرجنتين في العام 1997،  ظنت ليندا روتنبيرغ أن بإمكان مرشدين أن يساعدوا أصحاب المشاريع هناك وفي بلدان أخرى ذات أسواق ناشئة على التوسع وتكرار النجاح الذي حققته منطقة "وادي سيليكون"، مرتع صناعة الكومبيوتر والبرمجيات بولاية كاليفورنا الاميركية.

وفي ذلك العام أسست روتنبيرغ بالتعاون مع صاحب الرساميل التجارية بيتر كيلنر مؤسسة "إندافر" غير الربحية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، والتي تعمل على الربط بين أصحاب مشاريع واعدة مع كبار قادة الأعمال في مدنهم.

وتقول إلمايرا بايراسلي الناطقة باسم "إندافر"، وتعني المسعى، إن أصحاب المشاريع هم من بين الأكثر إحتمالا أن يستقدموا النمو الى إقتصادات دول الأسواق النامية.

وقد سخّر البرازيلي بينتو كويكي مساعدات إندافر لتأسيس شركته المصنعة لتوربينات طاقة الريح ومؤخرا عقدت هذه الشركة صفقة بقيمة بليون دولار مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية. بحسب موقع امريكا دوت غوف.

وبمساعدة من مرشدين من مؤسسة إندافر نجحت البرازيلية ليلى فيليز التي نشأت في أحياء فقيرة من ريو دي جنيرو، البرازيل، في تحويل صالونها لتصفيف الشعر الى شركة تبلغ عائداتها حوالي 30 مليون دولار في العام. وقد وافق أصحاب المشاريع في البرازيل على المساهمة بنسبة 2 في المئة من قيمة أسهم شركاتهم كل عام لغرض جعل عمليات إندافر في بلادهم ذات إكتفاء ذاتي.

وتريد إندافر من أصحاب المشاريع أن يضعوا خططا طموحة.  فقد أسس المواطن الجنوب إفريقي فيني لينام شركته الإلكترونية الخاصة "سينثاسايت" او Synthasite، بمدينة كيب تاون بمساعدة إندافر. وهو يفخر بأنه من جنوب إفريقيا ويتمنى أن يصبح في يوم من الأيام  رئيس بلاده.

وفي أميركا حيث تزدهر المشاريع تتوفر لدى الناس ذوي أفكار تتعلق بإنشاء مؤسسات تجارية سبل الوصول الى مبالغ مالية تأسيسية او نماذج لأشخاص يحتذى بهم. لكن في العديد من بلدان العالم النامي توجد ندرة في هذه النماذج ممن يستطيعون إسداء النصح وتوفير الرساميل—حسب قول بايراسلي.

وفي العادة تكتشف إندافر أصحاب مشاريع ذوي أفكار خلاقة وإمكانات بإيجاد فرص عمل، فتوفر لهم الوصول الى شبكات يمكنها أن تدفعهم قدما الى النجاح.  وهي لا تموّل أصحاب المشاريع  قيد التنفيذ.

ومنذ نشأتها، إختارت مجالس الإدارة الوطنية لإندافر 330 من أصحاب المشاريع الشديدي التأثير، وفيما بينهم أنشأ أصحاب المشاريع هؤلاءتهاأأتهاأته 90 ألف وظيفة عمل وفي عام 2007 ولدوا عائدات بلغت قيمتها 2.5 بليون دولار.

والشركات التي أسسها أصحاب مشاريع برعاية  إندافر كانت "محركة هامة لاستيلاد الثروات" كما أستحدثت فرص عمل تسهم في التحرك الإجتماعي والتوزيع المنصف للدخل، كما ذكرت روتينبيرغ في منشور أصدره بنك التنمية ما بين الأميركيتين بعنوان إقامة المشاريع في الإقتصادات الناشئة او Entrepreneurship in Emerging Economies.

وبعد القيام بعمليات تأسيسية في الأرجنتين وتشيلي، وسعت إندافر من عملياتها لتطال جنوب إفريقيا والشرق الأوسط وأربع دول أخرى في أميركا اللاتينية. كما تنوي أن يكون لها حضور في 24 بلدا بحلول عام 2015.  ومن بين أحدث الدول التي طالتها نشاطات إندافر تركيا ومصر والأردن.  ويعمل مكتب الشركة في الأردن مع مركز الملكة رانيا للمشاريع لاكتشاف أصحاب مشاريع قيد البحث ولمدهم بالمساعدة.

في تموز/يوليو 2008، أعلنت مجموعة خيرية أسسها بيار أوميديار، صاحب  موقع إي بي الإلكتروني EBay للمزادات، عن تقدمة 10 ملايين دولار كمساعدة لإندافر كي تعزز عملياتها الدولية.

وفي نفس الشهر أيضا منح بنك التنمية ما بين الأميركيتين إندافر مبلغ 2.7 مليون دولار لتوسيع نشاطاتها في أميركا اللاتينية بحيث تمتد الى مناطق تتجاوز عواصم الدول.

أثر الأزمة المالية على أصحاب المشاريع:

في كانون الأول/ديسمبر، 2008، أصدرت إندافر نتائج إستطلاع بينت أن الأزمة المالية العالمية بدأت تؤثر سلبا على أصحاب المشاريع في الدول ذات الإقتصادات النامية. وفي حين أن نسبة 55 في المئة من أصحاب المشاريع التي أستطلعت آراؤهم—كما بين الإستطلاع—قالوا أنهم يتوقعون صعوبات إضافية في الحصول على مصادر تمويل في 2009 أشارت 84 في المئة منهم أنهم إتخذوا تدابير تهدف الى حماية مشاريعهم—ومن ضمنها تغيير نماذج أعمالهم، وتعليق العمل بمشاريع، وتجميد التوظيف. رغم كل ذلك اشاروا الى توقعاتهم بمعدل نمو يقدر بـ31 في المئة في 2009 مستفيدين من فرص توظيف عمال مهرة سرحوا من قبل شركات أخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/كانون الثاني/2009 - 2/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م