صراعات الشرق الاوسط: خسائر خرافيّة مع تزايد بؤر التوتر

من التكاليف غير الملموسة ضياع كرامة الانسان

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما أظهرت دراسة ان 20 عاما من الصراع المختلف الأبعاد كلّف الشرق الاوسط 12 تريليون دولار، قال مركز ابحاث دولي ان الاسرائيليين والفلسطينيين كان من الممكن أن يكونوا أغنى مرتين مما هم عليه الان، لو لم يتواصل الصراع على مدى عملية السلام طوال العشرين عاما الماضية.

أما بالنسبة للعراق يتوقع ان يبلغ متوسط دخل الفرد في العام القادم 2375 دولارا وهو ربع ما كان سيصبح 9681 دولارا بدون حروب في العقدين الاخيرين. فضلا عن التكاليف غير الملموسة التي تعبر عن ضياع كرامة الانسان.

وقالت الدراسة التي أجرتها مجموعة التوقعات الاستراتيجية في الهند بدعم من حكومات أو وكالات اخرى في النرويج وقطر وسويسرا وتركيا انه اذا لم يتم حل الصراعات في المنطقة فان التكاليف ستستمر في الارتفاع.

وقال سونديب واسليكار رئيس المجموعة وأحد الذين شاركوا في كتابة التقرير "الاختيار الذي يتعين عليهم ان يقرروه هو الاختيار بين خطر الدمار وبشائر السلام."

والارقام جميعها مذهلة لان الكساد العالمي والتباطوء الاقتصادي يجبران الحكومات على البحث بصعوبة عن مليارات الدولارات لانقاذ البنوك والاقتصاديات. بحسب رويترز.

وتبحث الدراسة تكاليف الفشل في التوصل الى السلام بعد مؤتمر مدريد في عام 1991 الذي أبطل تأثير العديد من مميزات المنطقة من حيث الموقع والموارد والتعليم. وكان مؤتمر مدريد محاولة من جانب المجتمع الدولي لبدء محادثات سلام اسرائيلية عربية في اعقاب حرب الخليج.

ويبحث التقرير الصراع في المنطقة بالكامل من ايران الى مصر بما فيها الصراع بين اسرائيل وجيرانها العرب والحرب في العراق والتوتر بين ايران واسرائيل وانشطة تنظيم القاعدة في الشرق الاوسط. ويشمل التقرير أيضا التنافس بين حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينيتين.

وتركز جزء كبير من الدراسة اثناء تقديم التقرير على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في اعقاب الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة الذي قتل فيه 1300 فلسطيني واصيب خمسة الاف وشرد الاف الفلسطينيين. وقتل عشرة جنود اسرائيليين وثلاثة مدنيين.

ويشير التقرير الى ان تكاليف الصراع في المنطقة بلغ اثنين في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وهو يعني ان السلام اذا اقترن بالحكم الرشيد والسياسات الاقتصادية السليمة سيسمح لبعض الدول بان تحقق نموا نسبته ثمانية في المئة.

ومن الصعب حساب تكاليف اشياء عاطفية مثل وفاة اطفال وامور سياسية مثل خسارة الولايات المتحدة مصداقيتها في صورة اموال لكن الدراسة تتبعت هذه الاشياء.

ومن النتائج التي توصلت اليها الدراسة ان الافراد في معظم الدول انخفض مستواها المادي الى النصف مقارنة بما لو كان السلام تحقق في عام 1991.

ومتوسط دخل الفرد في اسرائيل في العام القادم كان سيبلغ 44241 دولارا في حالة تحقيق سلام مقارنة مع المتوسط المحتمل ان يبلغ 23304 دولار. وفي الضفة الغربية وقطاع غزة كان متوسط دخل الفرد سيبلغ 2427 دولارا بدلا من 1220 دولارا.

وفي العراق يتوقع ان يبلغ متوسط دخل الفرد في العام القادم 2375 دولارا وهو ربع ما كان سيصبح 9681 دولارا بدون حروب في العقدين الاخيرين. ومن التكاليف غير الملموسة ضياع كرامة الانسان.

الصراع يكلف الإسرائيليين والفلسطينيين الكثير

وقال مركز ابحاث دولي ان الاسرائيليين والفلسطينيين كان من الممكن أن يكونوا أغنى مرتين مما هم عليه الان لو لم يتواصل الصراع على مدى عملية السلام طوال العشرين عاما الماضية.

وقال مركز ستراتيجيك فورسايت جروب وهو هيئة مقرها الهند تقول انها تقدم المشورة الى بعض الحكومات ان الهجوم الاسرائيلي في غزة جعل نتائج التقرير الذي أصدرته يوم الاربعاء وعنوانه "تكلفة الصراع في الشرق الاوسط" أكثر الحاحا.

وجاء في نتائج التقرير ان دخل الفرد لكل من الاسرائيليين والفلسطينيين كان من الممكن ان يصل الى ضعفي مستواه الحالي تقريبا. ويبلغ متوسط دخل الفرد في اسرائيل 20 ضعف دخل الفرد بالنسبة للفلسطينيين.

وقال رئيس المجموعة سونديب واسليكار في بيان "الازمة الحالية في غزة تبين مرة اخرى ضرورة النظر في تكلفة اعمالنا على المدى البعيد."

وقتل اكثر من 1300 فلسطيني في الهجمات الجوية والبرية الاسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت يوم 27 ديسمبر كانون الاول بهدف معلن هو وقف هجمات الصواريخ. وقتل 13 اسرائيليا خلال الحرب التي استمرت ثلاثة اسابيع. بحسب رويترز.

وبدأ الاسرائيليون والفلسطينيون محادثات للسلام في مدريد عام 1991 ادت الى حكم ذاتي فلسطيني في بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين احتلتهما اسرائيل في حرب عام 1967 . وبدأ الفلسطينيون انتفاضتهم في عام 2000.

وقال البيان "بالنسبة لاسرائيل كان من شأن حلول السلام منذ عام 1991 أن يصل بمتوسط دخل الفرد الى 44 الف دولار بحلول عام 2010 بدلا من 23 الفا. وبالنسبة للفلسطينيين كان متوسط دخل الفرد سيصبح 2400 دولار بحلول عام 2010 بدلا من 1220 دولارا."

وقالت المجموعة انها اصدرت من قبل تقريرا عن تكلفة الصراع بين الهند وباكستان.

وشارك في تقديم المادة لتقريرها الخاص بالشرق الاوسط 50 محللا سياسيا واقتصاديا من شتى انحاء العالم لحساب تكلفة الصراع في انحاء المنطقة. ونال التقرير دعم حكومات قطر وتركيا والنرويج وسويسرا.

وقال المركز انه لو كان السلام قد حل لحصلت كل عائلة اسرائيلية على دخل يزيد 4429 دولارا على مدى السنوات الخمس الاولى مع تعويض المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بعد انتقالهم الى اسرائيل ودفع تعويضات للملايين من اللاجئين الفلسطينيين.

وكان الناتج المحلي الاجمالي الفلسطيني سيصل الى حوالي 11 مليار دولار في عام 2010 بدلا من خمسة مليارات دولار متوقعة حاليا.

العنف بين اسرائيل وحماس بالأرقام

زار الامين العام للامم المتحدة بان جي مون قطاع غزة مؤخراً وعبّر عن شعوره بالذهول لمشاهد الدمار بينما تتجه اسرائيل الى استكمال سحب قواتها من القطاع.

وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث التي وقعت منذ انتهاء تهدئة استمرت ستة شهور بين اسرائيل وحركة (حماس) في قطاع غزة الشهر الماضي، بحسب رويترز:

19 ديسمبر كانون الاول عام 2008 - انتهاء التهدئة.

24 ديسمبر- نشطاء فلسطينيون في غزة يطلقون صواريخ على اسرائيل.

27 ديسمبر- اسرائيل تشن هجمات جوية على غزة وتقتل 229 فلسطينيا على الاقل.

28 ديسمبر- الهجمات الجوية الاسرائيلية تستهدف الجامعة الاسلامية وأنفاق التهريب في قطاع غزة.

31 ديسمبر- جلسة طارئة لمجلس الامن بشأن قرار عربي يدعو لوقف اطلاق النار ترفع دون تصويت.

أول يناير كانون الثاني 2009 - اسرائيل تقتل نزار ريان أحد قادة حماس في هجوم جوي على منزله في قطاع غزة.

3 يناير- اسرائيل تشن هجوما بريا في قطاع غزة وترسل الدبابات والمشاة لخوض المعركة ضد حماس.

4 يناير- اسرائيل تقسم القطاع الى نصفين من السياج الحدودي حتى البحر المتوسط. وقوات المشاة والمدرعات تحاصر مدينة غزة.

5 يناير- الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان في مهمة للسلام في المنطقة والرئيس الامريكي جورج بوش يدعوان لوقف اطلاق النار.

6 يناير- مقتل 42 فلسطينيا في قصف اسرائيلي لمدرسة تابعة للامم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين كان مدنيون يتخذونها مأوى.

- مصر تقترح بتأييد من فرنسا ودول أوروبية أخرى وقفا فوريا لاطلاق النار.

8 يناير- اطلاق صواريخ من لبنان على شمال اسرائيل واصابة شخصين.

- مجلس الامن يعتمد قرارا يدعو لوقف اطلاق النار في غزة على الفور والولايات المتحدة تمتنع عن التصويت مشيرة الى أنها تنتظر نتيجة محادثات الوساطة المصرية بشأن هدنة.

- وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة (أونروا) التي توزع أغلب المساعدات في غزة تعلق عملياتها بعد أن قتلت قذيفة دبابة اسرائيلية أحد سائقيها في قافلة.

9 يناير- رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يرفض قرار الامم المتحدة بوصفه "غير عملى" ويشير الى أن الفلسطينيين أطلقوا صواريخ على اسرائيل ويقول ان الجيش سيستمر في الدفاع عن الاسرائيليين.

10 يناير- خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يتهم اسرائيل بارتكاب "محرقة" في غزة ويقول ان حماس لن تبحث وقف اطلاق النار الا بعد أن تنهي اسرائيل هجومها.

- الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة. ومصر تقول انها لن تقبل قوات أجنبية على جانبها من الحدود مع غزة لوقف تهريب الاسلحة.

11 يناير- القوات الاسرائيلية تتحرك الى داخل أكثر المناطق كثافة سكانية في قطاع غزة وترسل قوات احتياط الى المعركة.

- اسرائيل تقول ان منع تهريب الاسلحة من مصر الى قطاع غزة ينبغي أن تقوم به القوات المصرية وترفض فكرة قوة دولية.

12 يناير- أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني يقررون عدم اصدار أوامر للقوات بدخول المناطق الحضرية وخوض حرب مدن واسعة النطاق.

13 يناير- حماس تقول ان لديها "ملاحظات جوهرية" على المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار.

14 يناير- صواريخ أطلقت من لبنان تسقط على اسرائيل للمرة الثانية خلال أسبوع.

- الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يصل الى القاهرة ويدعو ثانية لوقف فوري لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

- وفد من حماس يجري محادثات مع مسؤولي المخابرات المصريين بشأن المبادرة المصرية ولكن حماس قالت ان هناك حاجة لتعديلات على المبادرة.

- منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان تقول ان وقف اسرائيل هجماتها لثلاث ساعات يوميا لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى سكان غزة "غير كاف".

15 يناير- القوات الاسرائيلية تتوغل في عمق مدينة غزة وتطلق العنان لاعنف قصف في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أسابيع.

- مبعوث اسرائيلي يتوجه الى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين بعد أن اختتم وفد من حماس محادثات بشأن اقتراح الهدنة المصري.

- أونروا تقول ان النيران الاسرائيلية أصابت مرتين مجمعا تابعا لها وان ثلاثة من موظفيها أصيبوا.

- بان يقول للاسرائيليين ان عدد القتلى من جراء القتال "بلغ حداً لا يُحتمل".

17 يناير- اسرائيل تعلن وقفا لاطلاق النار من جانب واحد يبدأ سريانه الساعة 0000 بتوقيت جرينتش. ومقاتلو حماس يقولون ان الحرب ستستمر.

18 يناير- جماس تعلن وقفا لاطلاق النار في قطاع غزة.

- وقف اطلاق للنار من الجانبين بعد الاعلانين ولكن وقف اطلاق النار يكتسب قوة على ما يبدو والقوات الاسرائيلية تبدأ الانسحاب من غزة.

19 يناير- القوات الاسرائيلية تمضي قدما في الانسحاب التدريجي.

- متحدث باسم الجناح العسكري لحماس يتعهد بأن تعيد الحركة بناء ترسانتها من الصواريخ والاسلحة الاخرى.

- قال مصدر من ادارة حماس في قطاع غزة ان خمسة الاف منزل و16 مبنى حكوميا و20 مسجدا دمرت وان أضرارا لحقت بحوالي 20 ألف منزل في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع.

20 يناير- بان جي مون يزور قطاع غزة ويصف هجوم اسرائيل على مجمع أونروا بأنه مشين ويطالب باجراء تحقيق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/كانون الثاني/2009 - 29/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م