الشعارات الانتخابية وعود حقيقية ام استهلاك مرحلي..!

عدسة وتحقيق: عبدالامير رويح

 

- معظم الشعارات الموجودة هي شعارات جاهزة تُطلَب من (الخطاط) المختص

- قد يستغل بعض المرشحين الحالة الصعبة التي يمر بها الشارع العراقي فيقوم بطرح شعارات خاصة هو نفسه غير مقتنع بها

- هذه الشعارات مسؤولية المرشح سواء كانت مقنعة أو غير مقنعة!

 

شبكة النبأ: برامج انتخابية وشعارات رفعها المرشحون في حملتهم الانتخابية الأخيرة، خطط ومشاريع وأهداف نحو التغيير والرفاهية التي ينشدها المواطن، مساكن وُزعت وبطالةٌ انتهت ومشاريع أُنجزت وحقوقٌ أُعيدت ووعود بتغيير نحو حياة أفضل ينعم فيها الجميع بالخدمات المتكاملة والرفاهية ولراحة والاستقرار!!!، كل ذلك ليس من الوقع، انما كان من ضمن الشعارات التي رفعها بعض المرشحين من أجل استمالة الناخب والظفر بصوته القيّم في هذه المرحلة بالذات، أما البعض الآخر فقد فضّل السكوت وخوض هذه الانتخابات بصمت تاركاً عمله للخطط التي سيقررها فيما بعد أصحاب القرار والتمويل في المستويات العليا من وجهة نظره التي ترى ان كل شيء سيأتي بالتدريج فلا داعي للوعود والشعارات البراقة والتي من الممكن إن لا تُنفذ كسابقاتها!!

(شبكة النبأ المعلوماتية) قررت دخول عالم الشعارات والوعود الانتخابية لمعرفة مدى تقبل الناخب العراقي لها، و استخلصت بعض آراء المواطنين ومدى اقتناعهم بالشعارات المرفوعة فالحاج أبو علي الشبلي قال: الشعارات من وجهة نظري مجرد كلمات توضَع وتُنسى بعد أن يصل صاحبها إلى مبتغاه فأنا شخصياً لا أتأثر بها وسأنتخب من أراه ممثل شرعي ونزيه قادر على خدمتنا بدون شعارات.

 صاحب سلمان، 45 سنة، يرى أن الشعارات إن كانت واقعية فلا بأس بها وتكون مقبولة أما ان كانت خيالية فمن العيب أن يجاهر بها المرشح ويعلن عنها في دعايته الانتخابية لأنه سيضع نفسه موضع لسخرية واتهامات الناس! لقد تفهمنا كناخبين ما هي صلاحيات المرشح وما مدى تنفيذه للمشاريع والوعود.  

عباس الحسيني يقول لـ شبكة النبأ بهذا الشأن: لا داعي لكتابة الشعارات وإعطاء الوعود فنحن نعرف أن عملية البناء مستمرة ومن سيأتي سيعيد تنظيم الأرصفة وشبكات المجاري وسنستمر بتبليط الشوارع وتسييج الساحات وغيره من جهود الإعمار المتواضعة التي لاتغني من جوع، فلا داعي لشعارات جديدة هي من نسج خيال بعض المرشحين، فمن يرفع شعار توفير السكن والخدمات والتي هي مشكلة كل العراق عليه أن يراجع نفسه ويصحح ذلك فهذا واجب الحكومة المركزية لا مجلس المحافظة كما أعتقد.   

حميد أبو وسن قال لـ شبكة النبأ، معبراً عن عدم اكتراثه بما يتداوله المرشحون من شعارات ومؤكداً ان أكثرها غير واقعية وهي مجرد خيال، نحن بحاجة إلى حلول سريعة لمعالجة واقع الخدمات المتردي والذي أتعبنا جميعاً والأمثلة عديد على ذلك لا داعي لذكرها وكلها تحتاج لتخطيط ودراسة وإمعان لا مجرد شعارات وأملنا كبير بمن سيأتي وشكراً لمن أسهم في خدمة المواطن المسكين من المسؤولين السابقين الذين اجتهدوا بتقديم ما يستطيعون عليه وأخص بذلك الشرفاء المخلصين القليلين طبعاً.

بعض المواطنين أكدوا إن معظم الشعارات الموجودة هي شعارات جاهزة تُطلَب من (الخطاط) المختص أو أنها أخذت من بعض الكلمات والحكم وأقوال المشاهير وهناك منها ما يدعو للتعجب فعلاً كونها شعارات غير معقولة أصلاً، عجز عن تحقيقها من هم بمستويات أعلى من أعضاء مجالس المحافظات!

المواطن أبو هبة له رأي آخر بهذا الشأن حيث قال: هناك مرشحين لديهم شعارات خاصة وضعوها بعناية وتخطيط مسبق وهي شعارات مدروسة مسبقاً لكون من وضعها صاحب دراية وعقلية علمية لذا فهو قد وضع شعار قد يكون قادراً على تنفيذه لأنه  يدخل في مجال عمله أو شهادته او اختصاصه وهذا لاغبار عليه وآخرون يتركون الأمر  بيد خطاط متمرس ذو دراية، والذي يبدع  في بعض الشعارات  التي قد تكون من خياله المرهف! والتي لا تُحسب نتائجها لا من قِبل الكاتب ولا من قِبل المرشح نفسه.

عمار مهدي طالب جامعي قال لـ شبكة النبأ: علينا أن لا نتأثر ببعض الشعارات الرنانة التي قد تكون خدعة من بعض المرشحين وعلينا أن ندرسها جيداً فإن كانت معقولة ومن الممكن تطبيقها فلا بأس وإن كانت خيالية وغير مقنعة فمرفوضة هي ومن جاء بها! نعم قد يستغل بعض المرشحين الحالة الصعبة التي يمر بها الشارع العراقي فيقوم بطرح شعارات خاصة هو نفسه غير مقتنع بها لاستمالة الطبقة الفقيرة وكسب أصواتهم من أجل الوصول وتحقيق أهدافه، لذا أنا أنصح الجميع بضرورة انتقاء الاصلح لهذه الانتخابات وأُذكّر أن صوت الناخب أمانة يجب صونها وإعطاءها لمن يستحق.

ماذا يقول الخطاطون..؟

والتقت (شبكة النبأ) أيضا بعض أصحاب الاختصاص من الخطاطين والذين شُملوا ببعض الاتهامات بخصوص هذه الشعارات وتعرفت على ارائهم بهذا الخصوص حيث التقينا  الخطاط علي المهداوي والذي قال: الانتخابات ظاهرة ايجابية لطالما حلمنا بها والحمد لله الذي مكننا من ذلك، أما بخصوص كتابة الشعارات التي ترد ألينا فهي شعارات محررة من قبل الكيانات والمرشحين وضمن برنامجها الانتخابي المُعد، ونحن مقيّدون بكتابتها.

وأضاف المهداوي لـ شبكة النبأ، هذه الشعارات مسؤولية المرشح سواء كانت مقنعة أو غير مقنعة! ونسأل الله تطبيق هذه الشعارات وهذه الوعود كما وأطلب من الناخبين أن يتفهموا ما مطروح من شعارات ويتخلوا في اختيارهم عن العواطف والتوجهات الطائفية والعشائرية ويختاروا المرشح المناسب لملأ هذا المنصب.

الخطاط محمد عباس قال، إن الشعارات التي تأتينا هي شعارات مُختارة يعدها الكيان المرشح نفسه ولا دخل لنا بكتابتها، أما بخصوص مدى تقبل المواطن لها فلي وجهة نظري الخاصة وخصوصاً في فترة الانتخابات السابقة عندما مرت علينا تلك الشعارات الرنانة التي جعلتنا نشعر بأمل المستقبل كـشعارات (البطالة سرطان الحياة ومصدر الفوضى) و (الماء والكهرباء من أولويات عملنا لمحافظة كربلاء) و( توفير السكن اللائق لكل مواطن هو هدفنا وغاية عملنا....) نعم شعارات أسعدتنا في تلك الفترة وأعتقد أن الجميع عرف فيما بعد أنها من المستحيلات التي لا يمكن أن تُطبَّق من قبل أي مرشح!! وأرى الانتخابات الحالية لم تشهد ذلك الكم من الشعارات السابقة، فقد أبتعد أغلب المرشحين عن تلك الوعود الرنانة لكون الناخب أصبحت لديه قدرة تفهُّم للأمور وأدرك فعلاً ما يستطيع المرشح القيام به وما لايستطيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/كانون الثاني/2009 - 29/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م