شبكة النبأ: كشفت دراسة اكاديمية
حديثة ان هناك رؤية اجتماعية ناقدة لواقع المهور في المجتمع الكويتي
بسبب المغالاة في قيمة المهر وتكاليف الزواج نتيجة للتغيرات الاقتصادية
والاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
واكدت الدراسة التي اعدها مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية
بجامعة الكويت الدكتور فهد الناصر أن الرجال هم الأكثر تعبيرا عن رؤية
نقدية لواقع المهر في المجتمع الكويتي مقارنة بالنساء وانه من أهم
القضايا التي تكون محل جدل بين أهل العروسين وقضية أساسية تشغل بال
المقبلين على الزواج.
واستعرضت الدراسة التي حملت عنوان (القيمة الاجتماعية للمهور في
المجتمع الكويتي) واقع المهور في المجتمع الكويتي والأهمية النسبية
لقيمة المهور والآثار الاجتماعية لارتفاعها مع الأخذ بالاعتبار الفروق
بين الجنسين والمتغيرات الاجتماعية والثقافية ذات العلاقة المحتملة
بهذه الجوانب.
وافادت الدراسة التي اجريت على عينة قوامها 700 مواطن ومواطنة
تراوحت أعمارهم بين 20 الى 56 سنة من مختلف المناطق بمحافظات دولة
الكويت الست أن 78 في المئة من اجمالي العينة يرون أن المهور مرتفعة
أكثر من اللازم و 4ر82 في المئة من العينة يرون أن المهر هو الجانب
الأكبر في تكلفة الزواج بينما يرى 1ر38 في المئة منهم أن الفتاة
الكويتية تهتم بالمهر أكثر من اللازم. بحسب تقرير لـ كونا.
واشارت الى ان غالبية افراد العينة أعربت عن ادراك يعكس عدم الرضا
عن المهور اذ اكد 7ر85 من الرجال مقابل 70 في المئة من النساء ان
المهور مرتفعة أكثر من اللازم كما يرى 7ر72 في المئة من الرجال مقابل
1ر64 في المئة من النساء ان عددا كبيرا من الشباب يستدين من اجل دفع
المهر.
واضافت ان 3ر62 في المئة من الرجال مقابل 7ر53 في المئة من النساء
يرون ان الأسرة الكويتية تتشدد في مهور بناتها فيما اكد 8ر75 في من
الرجال مقابل 7ر64 في المئة من النساء ان معظم المهر يتم انفاقه على
الكماليات.
واوضحت الدراسة أن أكثرية افراد العينة تضفي على المهر المرتفع قيمة
عالية اذ ذكر 79 في المئة منهم بأن الفتاة الكويتية تفتخر بالمهر
المرتفع كما قال ما يقارب 75 في المئة منهم بأن قيمة المهر تحدد اتمام
الزواج أو الغاءه ولا يقتصر الافتخار بالمهر المرتفع على الفتاة وانما
يشمل أسرة الفتاة كما اكد ذلك 1ر72 في المئة منهم.
ورصدت الدراسة عوامل داعمة لارتفاع المهور في المجتمع الكويتي
أهمها خروج المرأة للعمل الأمر الذي أيده 6ر73 في المئة من اجمالي
العينة يلي ذلك عامل التعليم بنسبة 43 في المئة ثم ضعف المعرفة بين
طرفي الزواج بنسبة 6ر42 في المئة فالمقارنة بين العائلات بنسبة 6ر39 في
المئة وأخيرا صغر سن الفتاة بنسبة 3ر39 في المئة.
واوضحت أن هناك نوعا من الوعي الاجتماعي المشترك بين الجنسين فيما
يخص مجمل الآثار الاجتماعية المترتبة على ارتفاع المهور في المجتمع
الكويتي اذ تراوحت نسبة القائلين بذلك بين 53 في المئة الى 70 في المئة
تقريبا.
واضافت ان الآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك هي زواج الشباب
الكويتي من غير الكويتيات يليه عزوف بعض الشباب عن الزواج ثم تأخر سن
الزواج ثم التوتر بين أهالي العروسين والتأثير السلبي في العلاقة بين
الزوجين وتوتر العلاقة بين الطرفين قبل الزواج وأخيرا كثرة الزواج
السري والعرفي.
وقال معد الدراسة الدكتور فهد الناصر ان المقابل المادي الذي يتم
دفعه مقابل الزواج وهو المهر يعتبر من التقاليد الثقافية المتعارف
عليها وتأتي أهميته من كونه ليس مجرد جانب أساسي في الزواج فقط بل كونه
يرتبط بقيم اجتماعية في مختلف الثقافات.
ورأى الناصر ان أهمية نتائج الدراسة تتمثل في التناقض البائن في
القيمة الاجتماعية للمهور في المجتمع الكويتي فهناك ادراك للآثار
الاجتماعية السلبية لارتفاع هذه المهور وهناك رؤية تنتقد واقع المهور
باعتبارها أعباء أو عوامل ضاغطة على العروسين وأسرتيهما وعلى الرغم من
ذلك مازالت هناك معتقدات وأفكار تضفي تقديرا اجتماعيا عاليا للمهر
المرتفع.
واضاف ان المهور المرتفعة عندما تشكل أعباء وعوامل ضاغطة يمكن أن
تستثير النزاع بين الأطراف وحينئذ توضع البذور الأولى لتوتر العلاقات
الأسرية والقرابية ومن ثم تصبح المهور عوامل غير مباشرة تسهم في التفكك
الأسري أو اضطراب العلاقات الداخلية والخارجية للأسرة الكويتية.
وقال الناصر ان هناك امكانية لتخفيض المهر على أساس أن معظمه ينفق
في أمور مالية الا أن هناك صعوبات تواجه ذلك في ضوء ما ذكره أفراد
العينة بشأن الاهتمام الزائد بالمهور سواء من جانب الأسرة أو من جانب
الفتاة الكويتية.
واضاف ان ما يقارب ثلث العينة افادوا بأن المهر المرتفع يدل على
ارتفاع مكانة الفتاة لدى الشاب والواقع أن المهر المرتفع كثيرا ما يكون
نتيجة لثراء العريس وقدرته على دفع مبالغ طائلة مهرا دون أن يعني ذلك
بالضرورة ارتفاع مكانة الفتاة لديه.
واوضح ان الدراسة كشفت ان عمل الفتاة هو العامل الاول الداعم
لارتفاع المهور حيث اكد ذلك قرابة ثلاثة أرباع العينة وهذا يعني أن
العمل يجعل المرأة أكثر تقديرا للذات ومن ثم قد تنظر الى المهر المرتفع
على أنه يعكس هذا التقدير.
واقترح الناصر في دراسته نشر ثقافة الوسطية وعدم التشدد في المهور
والاستناد في ذلك على ما جاء بالشريعة الاسلامية بشأن المهر كما يمكن
أن يستند الى معطيات الواقع الذي يؤكد الآثار الاجتماعية السلبية
لارتفاع المهور في المجتمع الكويتي. |