الوظائف: هاجس يؤرّق البالغين في شتى اصقاع الارض

215 مليون عاطل عن العمل بينهم 14 مليون عربي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أدى الركود العالمي بالعديد من الشركات لخفض حجم عمليات التوظيف والبدء في إنهاء خدمات العاملين بموجب عقود عمل قصيرة الأمد. وفقدَ على اثر ذلك الآلاف وظائفهم خلال الشهور القليلة الماضية، حيث من المتوقع تفاقم الوضع مع امتداد تأثير الأزمة الاقتصادية.

ويبدو ان انعكاسات الازمة المالية لن تقتصر على دولة دون سواها، حيث تكهنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاوروبية أن 24 مليون وظيفة حول العام، عرضة لخطر التلاشي مع تزايد تداعيات الأزمة الاقتصادية!!.

ومع اشتداد الركود والانكماش في الاقتصادات الغربية والدول الصناعية، توقعت معاهد الدراسات ومنظمة العمل الدولية ان يصل عدد العاطلين عن العمل الى نحو 215 مليونا في نهاية السنة، بينهم 17 مليوناً في الاتحاد الاوروبي و12 مليوناً في منطقة اليورو و14 مليوناً في العالم العربي.

215 مليون عاطل عن العمل بينهم 14 مليون عربي

في الولايات المتحدة ارتفع عدد العاطلين عن العمل الى نحو 2.58 مليون شخص العام الماضي، بينهم 584 الفاً في كانون الاول (ديسمبر) 2008، ما رفع نسبة البطالة الى 7.2 في المئة، هي الاعلى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945، من اصل قوة عمل تُقدر بـ107 ملايين شخص. واصبح عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة في حدود 11 مليونا.

ومع اشتداد الركود والانكماش في الاقتصادات الغربية والدول الصناعية، التي تؤثر سلباً في الاقتصادات الناشئة توقعت معاهد الدراسات ومنظمة العمل الدولية ان يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم، المسجلين رسمياً في صفوف المستفيدين من التقديمات الاجتماعية، الى نحو 215 مليونا في نهاية السنة، بينهم 17 مليوناً في الاتحاد الاوروبي و12 مليوناً في منطقة اليورو و14 مليوناً في العالم العربي.

وقالت وزارة العمل الاميركية ان معدل البطالة ارتفع الى 7.2 في المئة الشهر الماضي من 6.8 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر). وعدلت الوزارة بيانات تشرين الثاني لتظهر انخفاضا أكبر قدره 584 ألفا في الوظائف بدلاً من التقدير الاولي البالغ 533 ألفا. كما عدلت الانخفاض في تشرين الاول (أكتوبر) الى 423 ألفا بدلاً من 320 ألفا. ومع هذه التعديلات بلغ اجمالي الانخفاض في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية خلال الشهور الاربعة الاخيرة من العام الماضي 1.9 مليون. وكان قطاع الخدمات الاكثر تأثراً بانخفاض الوظائف في الشهر الاخير من العام الماضي وبلغ الانخفاض فيه 273 ألف وظيفة.

ولا يبدي المحللون تفاؤلاً بالسنة الجارية ويتوقعون ارتفاع البطالة الى ما يراوح بين 7.8 و8.2 في المئة، على رغم خطة الرئيس المنتخب باراك اوباما لحفز الاقتصاد، على ان تعاود سوق العمل تأسيس الوظائف الاضافية اعتباراً من مطلع السنة 2010، مع بدء عودة النشاط نسبياً الى الاقتصاد الاميركي، كما يتوقع «مجلس الاحتياط الفيديرالي» (المركزي). بحسب تقرير لصحيفة الحياة.

وكانت منظمة العمل الدولية توقعت ارتفاع عدد العاطلين عن العمل الى 210 ملايين نهاية الـ2009 الا ان ارتفاع وتيرة تسريح العمال وتباطؤ اقتصادات الدول الناشئة نتيجة انكماش اقتصادات الدول الصناعية سيضيف عدد العاطلين عن العمل نحو 5 ملايين.

وكان «بنك انكلترا» ومكتب الاحصاءات وجمعيات المصارف ورجال الاعمال توقعوا ارتفاع حجم البطالة في بريطانيا الى حدود مليوني شخص في كانون الاول الماضي. ويتوقع ان يسجل 2.5 مليون شخص في نهاية السنة الجارية على ان تعاود السوق نشاط تأسيس وظائف جديدة مطلع السنة المقبلة.

وفي اليابان، حيث تصل قوة العمل الى 64 مليون شخص من اصل 127 مليوناً، سترتفع نسبة البطالة الى حدود 4.5 في المئة السنة الجارية مع الحوافز الحكومية للشركات وخفض الضرائب.

ويتوقع خبراء غربيون، كما تفيد وكالة «بلومبيرغ»، ان تواجه الصين صعوبات السنة الجارية في ايجاد فرص عمل لنحو 7 ملايين خريج جامعي او من المعاهد المتخصصة في حين قد يضطر ما يصل الى 20 مليونا الى مغادرة التجمعات والمدن الصناعية للعودة الى الريف في ضؤ تباطؤ النمو. في حين قد ترتفع البطالة في الهند الى نسبة 7 في المئة.

وفي العالم العربي الذي يفتقد احصاءات موثقة، ستعاني الدول المصدرة للعمالة من عودة العاطلين عن العمل في منطقة الخليج، وتحديداً في دبي وقطاع الخدمات والعقار فيها، بعدما دخلت في مرحلة الانكماش مع الازمة المالية العالمية وتراجع اسعار النفط بنسبة 60 في المئة على مدى العام الماضي.

وانعكست ارقام البطالة الاميركية سلباً امس على النفط والدولار اللذين تراجعا مقابل ارتفاع الذهب واليورو وحتى الاسترليني كما ادت الصورة القاتمة للاقتصاد الاميركي الى تراجع مؤشرات البورصات الاوروبية والاميركية.

تكهنات مرعبة... الركود يكلف بريطانيا مليون وظيفة

ورسم تقرير حديث، التأثير القاتم للغاية للركود الاقتصادي على سوق العمل في بريطانيا، حيث من المتوقع تلاشي 600 ألف وظيفة خلال العام المقبل.

وتكهن "معهد التوظيف والتنمية"، في تقرير نشر الاثنين، "ارتفاع شتوي" في معدل تسريح الموظفين خلال الربع الأول من عام 2009، قد ترقى إلى فقدان 300 ألف بريطاني لوظائفهم.

وتبلغ أرقام البطالة في بريطانيا حالياً معدلات قياسية، 1.86 مليون عاطل، الأعلى منذ تولي حزب العمال السلطة عام 1997 - يتوقع أن ترتفع بمليون أخرى العام المقبل، وفق "فاينانشيال تايمز."

ويتوقع أن تبلغ خسائر سوق العمل البريطاني، ذروتها في ربيع عام 2010، حيث من المتوقع ارتفاع معدلات البطالة إلى 3 ملايين - ذات المعدل إبان قمة الركود الذي ضرب البلاد في مطلع الثمانينيات والتسعينيات.

ورجح المعهد في "تقرير المقياس السنوي" أن يصل صافي خسائر سوق الوظائف العام المقبل 600 ألف، بعد 150 ألف وظيفة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى 250 ألف أخرى عام 2010.

ووصف دون فيلبوت، كبير الاقتصاديين بالمعهد، سوق العمل البريطاني خلال العام الحالي: "باسترجاع أحداث الماضي فهذا ليس سوى مقدمة، وبالحركة البطيئة، لما سيعد أسوأ عام لسوق العمل خلال العقدين الماضين."وأضاف محذراً: "الفترة ما بين العام الجديد وعيد الفصح ستكون الأسوأ في فقدان الوظائف منذ عام 1991"، وفق الصحيفة. بحسب سي ان ان.

وأدى الركود بالعديد من الشركات لخفض حجم عمليات التوظيف والبدء في إنهاء خدمات العاملين بموجب عقود عمل قصيرة الأمد.

وفقد الآلاف من البريطانيين وظائفهم خلال الشهور القليلة الماضية، حيث من المتوقع تفاقم الوضع مع امتداد تأثير الأزمة الاقتصادية.

ولن تقتصر انعكاسات الأزمة الاقتصادية على المملكة المتحدة دون سواها، حيث تكهنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية الأسبوع الماضي أن 24 مليون وظيفة حول العام، عرضة لخطر التلاشي مع تردي الأزمة الاقتصادية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد رجحت في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن بريطانيا، ستكون الأكثر تأثراً بالركود بين أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي، حيث سينكمش معدل نمو الاقتصاد بواقع 1 في المائة العام المقبل، وسيصل معدله إلى 0.4 في المائة فقط في 2010.

وأظهرت التوقعات نصف السنوية أن معدل البطالة سيرتفع العام القادم إلى 7.1 في المائة، من 5.3 في المائة في 2007، وسط ارتفاع عجز الموازنة ومديونية الحكومة.

وسيقفز العجز الحكومي إلى 5.6 في المائة العام المقبل، وإلى 6.5 في المائة في 2010، وسط توقعات بارتفاع المديونية إلى قرابة 15 نقطة في المائة، لنحو 60 في المائة خلال 2010 - 2011.

ماركس آند سبنسر" تغلق 27 محلاً وتسرح 1230 عاملاً

وأعلنت أكبر محلات تجزئة لبيع الملابس في بريطانيا "ماركس آند سبنسر"، عن خطط لإغلاق 27 من سلسلة محلاتها، وتسريح نحو 1230 من موظفيها، إثر تراجع مبيعاتها.

وأشارت الشركة إلى تراجع مبيعاتها من الملابس، خلال الأربعة أشهر الأخيرة، وحتى 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بواقع 7.1 في المائة، كما هبطت مبيعات الأطعمة بمعدل 5.2 في المائة، إلى جانب 8.9 في المائة بمبيعات بضائعها الأخرى المتنوعة. بحسب سي ان ان.

وسيتأثر قرابة 780 عاملاً بقرار إغلاق 27 محلاً، فيما سيتم تسريح 450 آخرين من العاملين في مقرها الرئيسي بلندن، كما تخطط M&S خفض نفقات رأس المال، بكبح جماح مشاريعها التجديدية.

وسيساعد تسريح 1230 عامل، يمثلون قرابة 1.6 في المائة من إجمالي القوة العاملة والبالغة 75 ألف موظف، في توفير 200 مليون جنيه إسترليني (296 مليون دولار) لعام 2010، وفق "ماركت ووتش."

وفقدت أسهم الشركة 62 في المائة من قيمتها عام 2008، متأثرة بتراجع المبيعات التي قوضت جهود الإنعاش التي قادها، رئيس مجلس الإدارة، سير ستيورات، بعد تسلمه إالإدارة من سير فيليب غرين عام 2004.

وشهد قطاع بيع التجزئة في المملكة المتحدة موسم أعياد عسير هذا العام، حيث دفع المناخ الاقتصادي المتشائم، بالإضافة إلى انهيار سوقي العقارات والعمل، بالمستهلكين لتبني سياسات تقشفية، مما دفع القطاع للتعجيل بموسم الحسومات الكبيرة منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول، عوضاً عن موعدها التقليدي بعد أعياد الميلاد، في محاولة لإغراء المستهلك وتحريك المبيعات.

شركة بوينغ تنوي الغاء 4500 وظيفة

واعلنت شركة الطيران الاميركية بوينغ انها ستلغي 4500 وظيفة في قطاع الطائرات التجارية وذلك غداة اعلان انخفاض الطلب على طائراتها الى النصف. واوضحت المجموعة في بيان ان قسما من الوظائف التي ستلغى سيتم عبر عمليات صرف "صريحة".

وسيسمح خفض الوظائف في قطاع الطائرات التجارية بالعودة الى مستوى الوظائف الذي كان في الشركة مطلع 2008. وستطال اعادة الهيكلة 6,6% من الموظفين في هذا القطاع. وقد بررت بوينغ هذه التدابير بضرورة ضمان قدرتها التنافسية وضبط التكاليف حيال تدهور الاقتصاد العالمي.

وقال سكوت كارسون رئيس قطاع الطائرات التجارية "نتخذ قرارات حذرة حتى تبقى بوينغ في موقع جيد في البيئة الاقتصادية الصعبة في الوقت الراهن". بحسب رويترز.

واوضحت بوينغ ان قسما كبيرا من الغاء الوظائف سيتم في قطاعات غير مرتبطة مباشرة بالانتاج فيما لا يزال يتعين على الشركة تسليم اكثر من 3700 طائرة.

وسيشمل معظم الوظائف الملغاة المصانع الكائنة حول سياتل المهد التاريخي للمجموعة في ولاية واشنطن (شمال غرب الولايات المتحدة). وسيتسلم الموظفون المعنيون انذارات مدتها 60 يوما ابتداء من نهاية شباط/فبراير.

وقد اعلنت بوينغ انها تسلمت 662 طلبية جديدة لطائرات تجارية في 2008 اي اقل من نصف طلبيات بلغت 1413 طائرة في 2007.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21/كانون الثاني/2009 - 23/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م