
الكتاب: الكارثة البيئية في العراق والمنطقة
المؤلف: الدكتور قيس السلمان المياحي
الناشر: جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة
عدد الصفحات: 576 صفحة- قطع متوسط
عرض: علي حسين عبيد
شبكة النبأ: يرى المختصون ان طبيعة
البيئة التي تحتضن الانسان تنعكس عليه في جانبيها السلبي والايجابي،
فإذا توافرت على شروط النجاح سيتحقق الأخير للكائن الذي يعيش في رحابها
واذا انعكس الحال وكانت البيئة سلبية المواصفات والشروط فإن ذلك يجعل
من كائناتها الموزعة على الحيوان والنبات والانسان في وضع سيّء يشمل
جميع انشطه النمو والانتاج والعمل وما شابه.
ونظرا لما مر به العراق والمنطقة من ازمات سياسية وحروب اقليمية
ودولية تكررت على مدى العقود الماضية حيث كانت ارض العراق وسماؤه
ومياهه ساحة لها كما هو حال اجواء واراضي ومياه الدول القريبة منه، لذا
برزت مخلفات هذه الحروب على شكل الغام ويورانيوم واشعاعات وما شابه،
فأدى ذلك الى اضرار بيئية قد لا تراها العين الجردة غير انها فعلت
فعلها الذي قد يمتد ليطول مساحة زمنية مكانية كبيرة.
وفي كتاب الدكتور قيس السلمان المياحي رؤية تستند الى وقائع بيئية
موثقة تحاول ان تدرس بيئتنا ثم تقدم حلولا للمعالجة، غير ان وضع الرؤية
النظرية في قالب تطبيقي يتطلب جهدا رسميا دوليا واقليميا ومحليا في آن
واحد.
يتصدر هذا الكتاب تقديم للدكتور علي يعقوب يؤكد فيه على السمة
الوثائقية لهذا الكتاب حيث يتصدى لجريمة العصر والابادة الجماعية ضد
الانسانية كما يصفها.
في الباب الأول نقرأ نص الرسالة الأولى المقدمة الى دولة رئيس
الوزراء نوري المالكي، ويقدم الباب الثاني الحقائق العلمية الدامغة عن
الكارثة البيئية التي تهدد العراق والمنطقة.
ويتضمن الباب الثالث نص الدراسة التي وضعها المؤلف كخطة استراتيجية
لانقاذ العراق والمنطقة من الكارثة البيئية، ثم قدم المؤلف في الباب
الرابع دراسة للأمين التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية
الدكتور عبد الرحمن العوضي وتضمنت هذه الدراسة الخطوط العامة للخطة
الشاملة لانقاذ العراق والمنطقة من الكارثة البيئية.
ويضع المؤلف امام القارئ نص اللقاء الذي اجرته معه جريدة الوطن
الكويتية المنشور في حزيران 2006 يتصدره عنوان مثير يقول (ان اسماك
الخليج مسرطنة) ...
ثم يستمر المؤلف بالمنحى التوثيقي لكتابه حيث يقدم وثائق تعرض لجهده
في العمل على احتواء هذه الكارثة البيئية لنصل الى تفصيل خطة الانقاذ
الشاملة المقدمة من لدن المؤلف الى الدكتور عبد الرحمن العوضي في عدة
فصول.
ويعرض البابان الثامن والتاسع طبيعة القضية ويضعها امام اعضاء مجلس
النواب العراقي، ثم نقرأ رد المؤلف على احد مناقشيه لعمله هذا.
في حين يتضمن الباب الثالث عشر نص لقاء احدى القنوات الفضائية
بالمؤلف مع الحلول المقترحة.
ويتقدم الباب الربع عشر بعدد من الاسئلة لوسائل الاعلام ومجالس
المحافظات ومعالي وزيرة البيئة، اما الباب الخامس عشر فيحتوي على
الوثائق والمرفقات التي تحاول التعتيم على جريمة العصر كما يصفها
المؤلف.
ثم يستمر الكتاب بتقديمه للوثائق التي تتعلق بموضوع المؤلف حول
الوضع البيئي في العراق والمنطقة ومنها وثائق منشورة في بعض الصحف
العراقية ثم نقرا نص وثيقة حرب السرطان وسلسة متواصلة من الوثائق التي
تعرض لجهود الكاتب في محاولاته لتفعيل خطة الانقاذ كما يصفها مشركا معه
عددا من المؤسسات الرسمية والاعلامية من اجل تكثيف الجهود والمساعي
للتصدي لخطر بيئي كبير لا نجد من يعطيه الاهتمام اللازم كما يرى مؤلف
هذا الكتاب.
اننا نعتقد بوجوب التنبّه لفحوى هذا الكتاب ودراسته علميا وعمليا
للتعرف على القيمة الحقيقية للافكار التي يتقدم بها لاسيما ان متن
الكتاب وما يعرضه من افكار ومعالجات وخطوات عملية تتعلق بحياة ملايين
الارواح، كما ان الجانب التوثيقي يتطلب عدم مقابلة هذا الكتاب بالصمت
خاصة من لدن الجهات ذات العلاقة، الحكومية والاكاديمية، على ان جهد
المعالجة والتصدي يجب ان يكون جماعيا يشمل حكومات المنطقة.
في الختام نتساءل، اذا كانت اسماك الخليج مسرطنة كما ذكر المؤلف
لاحدى صحف الخليج، ترى من الذي يأكل هذه الاسماك؟! أم ربما هي للتصدير
فقط؟!!، ترى هل تعجز مثلا ثروات دول الخليج على مد الدكتور المؤلف
بالمال اللازم والتعاون معه لكي ينجز مشروعه ويخلص البيئة الخليجية
وغيرها من خطر التلوث والموت. انه تساؤل يحتاج الى اجابة من ذوي
العلاقة قطعا. |