داء الامية يستشري بين ربع سكان الدول العربية!!

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي تجاوزت فيه بعض الامم مثل (اليابان) الأمية الالكترونية، بحيث لم يبق فرد منهم تعوزه القدرة على التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات والمعرفة الحديثة، في هذا الوقت تنتشر امية التعليم (الاعتيادي) بين ربع سكان الدول العربية، التي تصل الى 70 مليون نسمة من مجموع 320 نسمة تعداد سكان هذه الدول.

وتتوزع نسبة الـ 70 مليون على أعمار متباينة منها ما يتقارب من سن الشروع بالتعليم (6) سنوات ومنها ما يصل الى (15) عاما وهو عمر متقدم بالنسبة للانسان.

وقد أشارت بعض التقارير المختصة ومنها ما صدر بهذا الخصوص عن منظمة الامم المتحدة للتربية والتعليم (اليونسكو)، بأن النسب الأعلى من الامية تتفشى بين شرائح الشعوب ذات الكثافة السكانية مثل مصر والسودان والمغرب، وشددت هذه التقارير على أن ثلثي نسبة الاميين تتشكل من النساء، لأسباب باتت معروفة، منها القصور في المعرفة وقلة الموارد البشرية وضعف مشاركة المرأة وانعدام الحرية وغيرها.

ان هذه المقدمة التي استندت الى معلومات مستمدة من تقارير دقيقة، تقودنا الى اهمية البحث في سبل معالجة هذه الظاهرة، وذلك من خلال وضع خطة عمل محلية وعربية شاملة يتم تنفيذها بما يحقق التقليل من ضعف التعليم وتوفير الخطوات العملية اللازمة لتحقيق ذلك.

فليس من المعقول ان تحتفل اليابان على سبيل المثال منذ اعوام في القضاء الكلي على الامية الالكترونية في وقت نعاني فيه من امية تكاد تكون شاملة تعم مايقارب ربع تعداد سكان الدول العربية، ومما يثير الأسى في هذا الجانب أن ثمة دول عربية تتحصل على ايرادات مالية كبيرة لكنها في الوقت نفسه تعاني من هذه الظاهرة.

ان الجانب المادي المتمثل بالايرادات المالية يمثل حلا لنصف مشكلة تفشي الامية، وطالما ان الجهات ذات العلاقة لا تعاني من الجانب المادي، فليس عليها سوى الشروع بخطط اجرائية سريعة ودقيقة في آن واحد\ للحد من هذه الظاهرة.

كما ان الوجب الديني والاخلاقي والانساني عموما يتطلب مد يد العون ماديا الى الشعوب ذات الكثافة السكانية من اجل الاسهام الغاعل المساعدة في الحد او القضاء على الامية .

ويمكن في هذا الصدد الافادة من الخبرات العالمية الكثيرة التي سبقتنا في هذا المجال، لاسيما الخبرات التي تتعلق في الجانب العملي او الاجرائي، كما ان ثمة مسؤولية دولية تقع على عاتق المنظمات المحلية والدولية ذات العلاقة.

ويمكن ان نتساءل في هذا المضمار عن تواجد هذه الظاهرة في بلدان عربية ذات مداخيل وايرادات جيدة ومنها العراق على سبيل المثال.

لقد نقلت لنا قنوات الاعلام مرارا صورا وحقائق عن تسرب الكثير من الطلبة من مدارسهم بسبب الفقر او البحث عن عمل يعيل العائلة وبسبب البطالة التي تشكل خطرا كبيرا على نمو وتطور المجتمع.

ان البلدان العربية التي تمتلك ثروات مهمة تعود عليها بإيرادات جيدة ينبغي ان لا تعاني من هذه الظاهرة ناهيك عن وجوب التدخل في مساعدة الدول الاخرى في هذا المجال.

اننا نعتقد بوجوب وضع الخطط الدقيقة الشاملة القابلة للتطبيق على ارض الواقع، وذلك بالتعاون مع الخبرات الدولية في هذا الجانب، وتحويل هذه الخطط الى خطوات عملية فعالة ومتواصلة، وذلك من اجل الاحتفال (كما فعلت امم اخرى) بالقضاء على آخر أمي عربي.

إلاّ ان مثل هذا الهدف يحتاج الى عناصر نجاح كثيرة من اهمها ان تتمتع الجهات ذات العلاقة وخاصة (الحكومية) منها بالاخلاص وعقد النية الصادقة على مكافحة آفة الجهل لا سيما بين الغرس الجديد، أطفالنا، مستقبلنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/كانون الثاني/2009 - 17/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م