قراءة في كتاب: السياحة في العراق ودورها في التنمية والاعمار

 

 

 

 

 

الكتاب: السياحة في العراق ودورها في التنمية والاعمار

المؤلف: د. رؤوف محمد علي الانصاري

الناشر: مطبعة هادي برس- بيروت

عدد الصفحات: 500 من القطع المتوسط

عرض: علي حسين عبيد

 

 

 

شبكة النبأ: يعتقد كثير من المتابعين وخبراء الاقتصاد ان بلدا مثل العراق بسعتيه الأرضية والبشرية لا يجوز ان يبقى في اقتصاده أسيرا للنفط، بل على المسؤولين أن يبحثوا عن الوسائل والسبل والمصادر الايرادية التي تشكل رديفا للنفط في اسناد الاقتصاد العراقي، ومن هذه المصادر الايرادية قطاع السياحة، حيث لا يزال مهملا وغير مدروس بعناية، فتجب العناية به ودراسته بدقة لكي يعتمد العراقيون علية في تنمية اقتصادهم واعادة اعمار بلدهم.

ويقدم هذا الكتاب حلولا ومقترحات جيدة بهذا الصدد، وهي تتعلق بالسياحة وتطويرها من اجل تقوية الاقتصاد العراقي لاسيما في هذه المرحلة التي تتطلب اموالا كبيرة لاعماره .

وقد ضم في طياته سبعة فصول توزعت على انواع السياحة وتناولت البيئة والمعالم الحضارية للعراق وغيره ذلك مما يتعلق بموضوع الكتاب.

فقد تخصص الفصل الاول بأنواع السياحة وأهميتها، ثم اسهب المؤلف في الفصل الثاني بشرح مفصل للسياحة الدينية واهميتها في العراق كونه ارضا تضج بالمراقد المقدسة للانبياء والأئمة الطاهرين عليهم السلام، حيث تشكل هذه السياحة فيما لو أاستثمرها المعنيون بالطرق الصحيحة رافدا ماليا مهما لزيادة ايرادات العراق في هذه المرحلة الحاسمة من تأريخه.

وتحدث الفصل الثالث عن السياحة والتراث، وتطرق بشيء من التفصيل الى جمالية العمارة العربية، ثم ناقش امكانية توظيف الصناعات والحرف اليدوية في المجال السياحي العراقي.

أما الفصل الرابع فقد ألقى المؤلف من خلاله نظرة على الاقتصاد العراقي والواقع الاجتماعي، حيث ناقش السياحة ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني، كذلك اثر السياحة على الجانب الانساني.

ثم عرَّج على الطرق الحديثة في التسويق السياحي، وناقش عمليات النقل والسياحة ووجوب مراعاة ما توصل اليه العصر من تطور كبير في هذا الجانب كونه يشكل احدى الدعامات الهامة التي تسهم في تطوير السياحة بجميع انواعها.

وضم هذا الفصل توضيحا للاهداف الاستراتيجية لبناء قطاع سياحي متقدم في العراق بعد الاهمال الذي تعرض له في العقود الماضية.

ثم ناقش الفصل الخامس، مفهوم السياحة من وجهة نظر عالمية، حيث قدم لنا المؤلف السياحة من منظور عالمي، وتحدث هذا الفصل عن الارتباط بين السياحة وحركة التجارة العالمية، ثم أثر التعاون الدولي في تطوير السياحة في العراق .

أما الفصل السادس فقد تخصص بدراسة العلاقة بين السياحة والبيئة، حيث يؤكد المؤلف على ان السياحة تتاثر بملامح البيئة المحيطة ولها دور مهم في توزيع مواقع الترفيه والاستجمام.

وفي الفصل السابع، تحدث المؤلف باسلوب مشوق، عن المعالم الحضارية والسياحية في العراق، وركز على اهميتها من حيث كونها تشكل عوامل جذب مهمة للزائرين من عموم ارجاء العالم.

ويسهب المؤلف في هذا الفصل بتقديمه وتفصيلة للمناطق والمعالم التي تصلح لقطاع السياحة في العراق، وامكانية تطويره ويبدأ من بغداد ثم نينوى فكركوك وديالى والرمادي وتكريت.

ثم يركز على اهمية السياحة الدينية لا سيما في محافظة النجف الاشرف وكربلاء المقدسة لما تتمتع به هاتان المحافظتان من مراقد مقدسة تضم أضرحة الأئمة الأطهار من اهل البيت عليهم السلام.

بعدها يعرّج المؤلف على بابل ثم الكوت ثم الديوانية فالسماوة، ليفرز عنوانا خاصا لمناطق الاهوار في جنوب العراق حيث اطلق عليها تسمية (فينيسيا الشرق).
بعد ذلك يصل الى شمال العراق حيث يصفه جنة على الارض ويبدأ بمحافظة اربيل ثم السليمانية واخيرا محافظة دهوك.

ويختم هذا الفصل بصور رائعة للمعالم الحضارية والسياحية في العراق، لا سيما مراقده ومدنه المقدسة.

ثم يرفق المؤلف في أواخر كتابه جدولاً بالمصادر والمراجع التي اعتمدها في التأليف، ليقدم لنا كتابا يستحق الاهتمام والقراءة، كونه يبحث في جوانب وانشطة انسانية هامة ومتعددة تتعلق بحاضر ومستقبل قطاع السياحة في بلدنا العراق العزيز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/كانون الثاني/2009 - 11/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م